هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد لا يبدو قرد الأسد الذهبي غريبًا داخل قصة خيالية بفضل شعره البرتقالي الحريري، وعينيه الواسعتين.
في الواقع، وصف أحد المستكشفين وهو أنطونيو بيجافيتا، في أول رحلة ناجحة حول الأرض في عام 1519، قرود الأسد الذهبي، التي تعيش شرق البرازيل، بكونها "قرديات الشكل جميلة، وتبدو مثل أسود صغيرة".
وأصبحت هذه القرود مشهورة مع ظهورها على طابع بريد برازيلي، وأوراق نقدية بقيمة 20 ريالًا برازيليًا.
رُغم شعبيته، إلا أنّ هذا النوع مهدد بالانقراض، فقد تقلص موطنه الأصلي، الموجود في الغابة المطيرة الأطلسية في ولاية ريو دي جانيرو، إلى ما يزيد قليلاً عن 7% من حجمه الأصلي.
وضمن تلك المساحة الصغيرة، تُعتَبَر 80% من موائل هذه القرود مُجزّأة للغاية، مع كون غالبية الرقعات أصغر من أن تستطيع دعم مجموعات صحية لقردة الأسد الذهبي.
إلى جانب صيدها من أجل تجارة الحيوانات الأليفة، أصبح هذا النوع على حافة الانقراض، وبحلول سبعينيات القرن العشرين، لم يتبق سوى 200 فرد في البرية.
لكن من خلال برامج إعادة التوطين المنسقة، وبرامج التطعيم، والمبادرات الخاصة لإعادة ربط الموائل المُجزَّأة، حقق قرد الأسد الذهبي عودة مثيرة للإعجاب.
في عام 2023، غيّر الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) وضعه من حيوان مهدد بالانقراض بشدّة إلى مهدد بالانقراض.
وصلت أعداد هذا الحيوان إلى 4،800 قرد بري، وفقًا لأحدث تعداد.
واستجابة للمخاوف المتزايدة بشأن انخفاض أعداد قردة الأسد الذهبي، تم إنشاء محمية " Poço das Antas"، وهي أول محمية بيولوجية بالبرازيل، في عام 1974 لحماية ما تبقى منها.
وافتُتِحت محمية فيدرالية ثانية تُدعى "União Biological Reserve" في عام 1998، ومن ثم توسيعها في عام 2017.
كما تم إنشاء العديد من المحميات على الأراضي الخاصة، حيث ينظر العديد من أصحاب الأرض الآن إلى وجود قردة الأسد الذهبي كرمز للمكانة الاجتماعية.
في عام 1973، أنشأت 43 من حدائق الحيوانات ومراكز الإكثار في ثلاث قارات برنامجًا لتكاثر قردة الأسد الذهبي للمساعدة في إنشاء مجموعة أسيرة تتم إدارتها.
من ثم أُعيد 146 قردًا مولودًا في الأسر من هذه المؤسسات إلى محميات الحياة البرية البيولوجية بين عامي 1984 و2001.
وكانت المشاريع المبكرة ناجحة بشكلٍ كبير، مع تعزيزها لأعداد قردة الأسد الذهبي البرية إلى حوالي 3،700 قرد في عام 2014.
ومع ذلك، في نهاية عام 2016، تعرضت القردة لضربة مدمرة، إذ تسبّب تفشي الحمى الصفراء في البرازيل منذ 80 عامًا في انهيار أعداد هذه الحيوانات، مع انخفاضها بنسبة 32%، لتصل إلى ما يقدر بنحو 2،500 قرد بحلول عام 2018.
تعاونت جمعية قردة الأسد الذهبي (AMLD) مع العديد من مؤسسات البحث الأخرى لتطوير لقاح طارئ للحمى الصفراء يناسب هذه القردة.
تم تطعيم أول قرد بري في عام 2020، وبحلول أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، نجح الفريق في تطعيم 500 حيوان تقريبًا.
باغت القردة تهديد آخر في عام 2018، يتمثل بتوسيع طريق رئيسي كان سيؤدي إلى عزل قردة الأسد الذهبي في محميات الغابات الخاصة المُجزَّأة من جهة عن تلك الموجودة في محمية " Poço das Antas Biological Reserve" البيولوجية من جهة أخرى.
في أعقاب الضغوط القانونية من جمعية "AMLD"، اضطرت الشركة المسؤولة عن توسيع الطريق إلى بناء أول جسر حرجي فوق طريق سريع فيدرالي، حيث افتُتح الجسر في عام 2020.
كما بَنَت الشركة سلسلة من الأنفاق والممرات الموجودة فوق قمم الأشجار لتحسين الترابط بين الحياة البرية.
واستخدمت دراسة أُجريت في عام 2019 النمذجة الحاسوبية لتقترح أنه يجب أن يعيش ما لا يقل عن ألفي من قردة الأسد الذهبي في مساحة لا تقل عن 25 ألف هكتار من الغابات المتصلة والمحمية للتمكن من تصنيفها كفصيلة قادرة على الاستمرار.
بناءً على ذلك، ينبغي أن يكون عدد القردة وموائلها الحالية كافيًا لتمكين هذا النوع من الاكتفاء الذاتي.
ولكن أشارت الورقة البحثية إلى أن الكثير من مواطن هذه القردة لا تزال غير متصلة بشكلٍ جيد للغاية.
وتُواصل جمعية "AMLD" وغيرها من الجمعيات الخيرية العمل على ربط البقع المُجزَّأة لتقليل خطر الانقراض المحلي، والحد من التزاوج الداخلي.
البرازيلالبيئةالحياة البريةالحيواناتحيوانات مهددة بالانقراضنشر الثلاثاء، 14 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة الحياة البرية الحيوانات حيوانات مهددة بالانقراض فی عام
إقرأ أيضاً:
حازم الجندي: تجاهل نداءات مصر للسلام أوصل المنطقة إلى حافة الانفجار
قال النائب المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا في حزب الوفد، إن مصر منذ اندلاع الأزمة الفلسطينية الأخيرة في السابع من أكتوبر 2023، وتصاعد الأحداث والأزمات بشكل متسارع في المنطقة، حذرت مراراً وتكراراً من اتساع رقعة هذا الصراع لما له من آثار خطيرة ليس فقط على أمن واستقرار المنطقة بل على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الجندي في بيان له اليوم، أنه نتيجة لصمت المجتمع الدولي المتخاذل تجاه ما يحدث من الاحتلال الإسرائيلي من جرائم تجاوزت حتى مفاهيم جرائم الحرب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، بالإصرار على التمادي في ممارساته وانتهاكاته الصارخة للقوانين والمواثيق الدولية وممارسة جرائم حرب غاشمة وإبادة جماعية وتجويع ومحاولة فرض تهجير قسري ورفض حل الدولتين واستهداف للمدنيين وحظر مرور المساعدات أو إنقاذ الأطفال والمرضى، كان كل ذلك سبباً لوجود حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة .
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مصر منذ اللحظات الأولى أطلقت نداءات عاجلة للمجتمع الدولي بضرورة إنهاء هذه الممارسات والسير في مسار السلام الشامل والعادل عبر حل الدولتين وحماية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، إلا أن العالم أبى أن يسمع لهذا الصوت العاقل، فما كان لـ مصر إلا أن تقف مدافعة عن أمنها واستقرارها وسيادتها بكافة السبل الممكنة، حفاظا على أمنها القومي بالداخل والخارج.
تجاهل جرائم الاحتلال أشعل الحرب بالمنطقةوتابع أن ترك الكيان الإسرائيلي بلا عقاب نتج عنه أيضاً إعتداء سافر بحق الجمهورية الإيرانية وهو الأمر الذي أدى إلى مزيد من المواجهات واشتعال الحرب بالمنطقة ، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث بالشرق الأوسط.
وأضاف عضو الهيئة العليا في حزب الوفد أن ما آلت إليه الأمور الآن وفي ظل الأحداث المشتعلة على الساحة الإقليمية والدولية فإن الواجب الوطني يحتم على المصريين جميعاً التحلي بالوعي وتفنيد الإشاعات والأكاذيب التى تعمل على تفتيت الجبهة الداخلية المصرية ، والاصطفاف خلف القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة والتلاحم والتماسك المجتمعي كسبيل أوحد للتصدي لما يحاك بالمنطقة من أزمات وتحديات قد تمس الأمن القومي إذ غاب الوعي لحظة وانفرط التلاحم.