مكتبة الإسكندرية تصدر عددًا جديدًا من مجلة "ذاكرة مصر
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
أصدرت مكتبة الإسكندرية العدد 55 من مجلة "ذاكرة مصر"، الذي يتناول أحداثًا وشخصيات بارزة لم تحظ باهتمام واسع في تاريخ مصر الحديث، إلى جانب موضوعات متنوعة.
وخصص الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، افتتاحية العدد للحديث عن الطبيب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب، كرمز للنضارة الأخلاقية.
وتضمن العدد مقالات لكبار المتخصصين في تاريخ مصر، حيث تناول الدكتور هيثم الحاج علي الهوية القومية والنهضة الثقافية في القرن التاسع عشر، وناقش الدكتور أحمد الفقي السجون المصرية في عصر محمد علي باشا.
واستعرض الباحث سامح عيد الوقف الخيري ودوره في دعم العلم والثقافة من خلال نموذج الوقفية الفهمية، وكتب الدكتور أحمد منصور عن أول لجنة مصرية رسمية لمراجعة وضبط طباعة المصحف الشريف.
وتناولت الدكتورة هند الشربيني أبرز معالم الفيوم الأثرية، وكتب اللواء أركان حرب الدكتور محمد قشقوش عن دور المرأة المصرية في نصر أكتوبر 1973.
وقدم الباحث أيمن محمد عيد عرضًا عن المدفعية الصاروخية وتأثيرها في حرب أكتوبر 1973، بينما تناول الدكتور رامي عطا صديق مسيرة الدكتور ميلاد حنا في الذكرى المئوية لميلاده.
وفي باب الشخصيات التاريخية، تناولت الدكتورة عزة عزت مسيرة العالم الأثري محمود بك حمزة، أول مدير مصري للمتحف المصري بالتحرير، واستعرض الباحث أحمد حسن تاريخ عائلة خانكي الأرستقراطية ذات الأصول الأرمنية. كما قدم الدكتور حسين عبد البصير أصداء ملحمة "الحرافيش" للأديب نجيب محفوظ، وتناولت الكاتبة إخلاص عطا الله الفكر السياسي لتوفيق الحكيم.
وتطرقت الكاتبة زينب عبد الرزاق إلى معارك يوسف إدريس الثقافية، واستعرض الأستاذ محمد مطش أبرز محطات حياة أم كلثوم بمناسبة مرور 100 عام على بداية مشوارها الفني.
وتطرح الأعداد الأخيرة من المجلة قريبًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ويرأس تحرير المجلة الدكتور سامح فوزي، وتتولى الباحثة إيمان الخطيب سكرتارية التحرير.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اهتمام 100 عام أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية أحمد منصور أخلاقي أحمد زايد اسكندرية أخلاقية أرك أركان أخلاق الأخلاقي الباحث الأخلاقية الثقافية الدكتور هيثم الحاج علي الدكتور محمد قشقوش السجون المصرية الذكرى المئوية الشخصيات الشر القرن التاسع عشر القاهر المصحف الشريف المدفعية المتخصصين اللواء أركان حرب تاريخ مصر تاريخ مصر الحديث هيثم الحاج علي حسين عبد البصير سامح عيد شخصيات بارزة عبد البصير مدير مكتبة الإسكندرية معالم الفيوم الاثرية مكتبة الاسكندرية معرض القاهرة نجيب محفوظ موضوعات
إقرأ أيضاً:
الدكتور أحمد علوش مدخلي.. حكاية تروى
عبدالعزيز التميمي
كيف يقيس الإنسان عمره، وكيف يحسب أيام حياته على الأرض؟ هل نحسبها بتلك الوريقات الصغيرة التي نتزعها من التقويم مطلع كل يوم، ثم نطويها ونلقيها في سلة المهملات يوما بعد يوم؟
إنها عند البعض أيام مرت من أعمارنا ولن تعود، وهي عند البعض الآخر، ساعات مضت كما يمضي كل شيء حولهم دون أن يستوقفهم، أو يشغل بالهم في قليل أو كثير. فهم يعيشون حياتهم في عبث ولهو، دون أن يحسبوا للزمن حسابًا، أو للوقت قيمة. وهناك من يغتنم وقته في عمل شيء مفيد لحاضره ومستقبله، ولحياته ومماته، يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا. فهو يعيش لحظات حياة مليئة بالنشاط والحركة، (وفي الحركة بركة)، يومه في غده، وعمله في إنتاجه، الوقت عنده عبادة، والحياة عمل.
طافت بمخيلتي هذه الخواطر، وأنا أشاهد تسجيلا قصيرا لحفل التكريم الذي نظمته مؤسسة “قدوات عطاء ووفاء للوطن”، في أبها تقديرا لنخبة من رواد التأثير والأسوة الحسنة على مستوى المملكة 1446هـ – 2025م، برعاية سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، بحضور جمع غفير من المدعوين..وكان من بين المكرمين الدكتور أحمد علوش مدخلي، الذي أتى إلى الحفل بصحبة والدته الكريمة، وكأنه يعلن للعالم أن هذه المرأة هي من صنعت نجاحه بعد الله سبحانه وتعالى.
وفي كلمة له ثمّن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “قدوات” ناصر بن عبدالله العواد، رعاية سمو أمير منطقة عسير للحفل، مبينًا أن هذه الليلة تشهد تكريمًا لأصحاب الأسوة الحسنة ورواد التأثير، الذين قدّموا الكثير في خدمة أبناء الوطن، مثل: قضاء الحاجات، رعاية الأيتام، علاج المرضى، التطوع، نشر الوعي والتأثير في العديد من قضايا المجتمع.
وقصة أحمد علوش مدخلي، تستحق أن تذكر. فهو كان يعمل(حارس أمن) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ورغم ذلك لم يدع للمصاعب مجالًا، ولم يترك للعمل تأثيرًا على طموحه، ولم يلتفت لشيء سوى تحقيق الأمل الذي رسمه لنفسه، في خطوات ثابتة، وباستمرارية لا تلين.
وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي ثم المتوسط والثانوي، وبعزيمة الرجال، دخل الجامعة، وبعد تخرجه فيها، سعى به طموحه، بعد توفيق الله له، للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه التي حصل عليها في عام 1442هجرية، مستعينًا بالله سبحانه وتعالى، ثم تشجيع من حوله وفي مقدمتهم والدته وتحّفيزها له وشددّ أزره، ووقوف أسرته إلى جانبه.
وفي كلمات موجزة تعبر عن الكثيرمن المشاعر الصادقة قال أحمد علوش مدخلي: “إن كان في هذا التكريم فضلٌ يُذكر، فهو لأمي أولاً وآخراً؛ فهي التي غرست فيّ ما يُكرَّم، وربّتني على الصبر والعزم والعطاء. وكل مجدٍ نبلغه إنما هو ظلّ من ظلال تضحيات الأمهات، اللواتي نتقازم أمام سنا عطائهن، ونرتقي بما غرسن فينا من نور”.
وقصة نجاح الدكتور أحمد علوش، تستحق الوقوف عندها، لا لأنه نجح في الوصول إلى مدرجات الجامعة، وأصبح أستاذًا مساعدًا في جامعة جازان، ولكن لأن قصته رسالة للجميع: بأن الأهداف والطموحات لايمكن إيقافها إذا اقترنت بالتوكل على الله، ثم بالإرادة الصادقة والعزيمة، وإن طرق تحقيق الأهداف واضحة سهلة.أدواتها الجدّ والمثابرة، وسلاحها إيمان بالذات بعد الاعتماد على الله والتوكل عليه.
وفي مشوار حياته البسيطة، يقدم أحمد علوش مدخلي، مثالًا رائعًا لأولئك الذين يترددون كثيرًا عن تحقيق آمالهم وأمانيهم وأحلامهم عند مواجهتهم لأول عقبة صغيرة أو كبيرة صادفتهم أثناء سيرهم. إنه يقول لهم ولنا: إن الاستمرار في أي عمل تبدأه، هو الركيزة الأولى التي تحقق النجاح بعد توفيق الله سبحانه. إننا كثيرًا مانواجه في حياتنا بعشرات الحواجز، وما أكثر ماتمتلئ دروب حياتنا بالحجارة الصلدة من كل شكل ولون، ولو أن الإنسان منا أصابه الوهن والتعب من السير على هذه الأحجار، أو محاولة تكسيرها وتفتيتها، لما استقامت حياة أمة أو جماعة. إن كل شيء في بدايته صعب، ولكن مع الإصرار والاستمرار، تهون المصاعب، ويتحقق المستحيل، وتلين الحجارة. المهم ألا يتوقف الإنسان عند المحاولة. ويجلس أمام أول مشكلة يواجهها يلوم نفسه ويؤنبها، بل عليه أن يواصل الطريق فالخطوة الأولى والتي تليها رصيد يُضاف إلى خطوات سبقتها حتى نصل إلى نهاية الطريق محققين الهدف الذي نريد .
فيا عزيزي، لا تتوقف، ولاتبكي من حرقة الأحزان التي تلهب وجدانك، ولكن استمر ولاتتوقف تحت وهم أنك تبذل جهدًا ضائعًا؛ فقد تأتي لحظة النجاح في الوقت الضائع، أو الإضافي كمايقول المعلقون الرياضيون.
ولعلنا نختم بالأثر الشريف: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل”، وهذا الحديث الشريف يحثّ على بذل الجهد حتى آخر لحظة من حياة الإنسان لإعمار الكون في كل مجالات الحياة في العلم والعمل، وبذل الخير والعمل الصالح، وفق الله الجميع.