تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين ووزير الخارجية الروسي عن الصحراء تكشف “صراع العروش” لكسب ود المغرب
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
و صدرت في الآونة الأخيرة تصريحات مثيرة للإنتباه حول قضية الصحراء المغربية من قبل كبار المسؤولين في دول عظمى و يتعلق الأمر بالولايات المتحدة و روسيا.
البداية كانت مع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي صرح بأن المغرب بلد صديق لروسيا ، و بلاده تعمل على مساعدته في حل الاشكالات التي تدخل ضمن اختصاص وزارة الخارجية، وفي مقدمتها مشكلة الصحراء.
وزير الخارجية الروسي، و خلال مؤتمره الصحفي السنوي لعرض نتائج الدبلوماسية الروسية لعام 2024، استغل قضية الصحراء لمهاجمة الولايات المتحدة ، حيث هاجم الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بعد اعترافه بمغربية الصحراء، حيث قال : “عندما كان ترامب في البيت الأبيض، أصدر ببساطة مرسوما مفاده أن الصحراء الغربية تابعة للمغرب”. وقارن لافروف ذلك بتصريحات ترامب حول نيته استعادة قناة بنما.
لافروف أكد أن “حل مثل هذه القضايا من جانب واحد لا يؤدي إلا إلى إثارة عاصفة من شأنها أن تندلع مرة أخرى في وقت لاحق. نحن بحاجة إلى البحث عن اتفاقيات مقبولة من الطرفين”.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسية :”نحن نعلم مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة للمغرب، وسنحاول أن نبذل قصارى جهدنا و تسهيل ذلك بكل الطرق الممكنة، ولكن لا يمكن حل هذه القضية إلا على أساس الموافقة المتبادلة، وليس بفرض شيء على جانب واحد.”
بعد تصريحات لافروف، صدرت تصريحات عن ماركو روبيو، وزير الخارجية المقبل في إدارة دونالد ترامب، و الذي أكد في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، قبيل توليه منصب أن أفريقيا تتيح إمكانات إقتصادية هائلة، والإستثمارات الأمريكية ستركز على هذه المنطقة من العالم، وما علينا سوى إعطاء المثل بالمملكة المغربية، وهو بلد يتيح إمكانات جيدة، ونموذج جيد في محاربة الإرهاب و الفرص الإستثمارية.
وأشار روبيو في مداخلته بأن الشراكة مع المغرب ستزدهر بصفته بلد نموذجي في القارة الأفريقية على كافة الأصعدة.
ولمح روبيو لقرب فتح القنصلية الأميركية في مدينة الداخلة، بفضل الإتفاقيات التي سبق لترامب توقيعها مع المغرب عقب الإعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وكذا لتدفق الإستثمارات الأمريكية على الصحراء المغربية، بصفتها بوابة القارة الأفريقية بمينائها الضخم الذي يشرف على نهاية الأشغال به.
ويعتبر ماركو روبيو، السيناتور عن ولاية فلوريدا، أكبر السياسيين المقربين من دونالد ترامب، وحليف قوي لإسرائيل وألذ أعداء روسيا و إيران.
و في تصريح لافت من داخل الكونغرس الأمريكي، وصف السيناتور الأمريكي جو ويلسون جبهة البوليساريو بأنها “جماعة إرهابية” تساهم في زعزعة استقرار منطقة غرب إفريقيا.
واعتبر ويلسون أن دعم إيران وكوبا لجبهة البوليساريو يساهم في تأجيج هذا الصراع المفتعل، الذي يدعمه النظام الجزائري، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القارة الإفريقية.
وأكد السيناتور الأمريكي أن هذا التحالف يشكل تهديدًا للمغرب، الذي يعد شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا النزاع الطويل.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد اتخذ موقفًا حاسمًا لصالح المغرب، حين اعترف بمغربية الصحراء ، وهو موقف يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الوحدة الترابية للمملكة.
و يبدو أن قضية الصحراء المغربية لم تعد شأناً إقليمياً فحسب، بل أصبحت ملفاً يحظى باهتمام دولي واسع النطاق، خصوصاً داخل أروقة السياسة الأمريكية.
تصريحات المسؤولين الكبار في الإدارة الامريكية أكدت دور النظام الإيراني في دعم جبهة البوليساريو ، ما يعكس بوضوح حجم التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل محاولات زعزعة استقرارها.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
العجلاوي: المغرب لا يفاوض على مغربية الصحراء وقد يعتمد مجلس الأمن مبادرة الحكم الذاتي في أكتوبر
قال الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الصحراوية والإفريقية، إن « المغرب لا يفاوض على سيادته ومغربية الصحراء، لكنه يفاوض في إطار نزاع إقليمي، لأنه في صحراءه بناء على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ».
وأوضح المتحدث في الندوة الوطنية لمجلس المستشارين، اليوم السبت في العيون، حول موضوع « من الشرعية إلى رهانات المستقبل »، أن « مشكل الصحراء من الناحية القانوينة والشرعية الدولية، لا نقاش فيه، لذلك نسميه بالنزاع الإقليمي ».
وقال العجلاوي، إن « النزاع نعالجه على مستويين، الشق السياسي والقانوني، الأول متمثل في هذا الزخم، الأمر يتعلق بمبادرة وليس مخططا، وذلك في حال قبول الأطراف الأخرى للمبادرة، يمكن أن ننتقل إلى المرحلة الثانية ونناقش مخطط الحكم الذاتي ».
ويرى العجلاوي أن « النزاع الإقليمي منذ سنوات مطروح على الأمم المتحدة، فما الذي يمكن للأمم المتحدة القيام به في إطار الشرعية التاريخة وفي إطار الزخم الدولي المرتبط بمبادرة الحكم الذلاتي؟ »، مضيفا، « يمكن لمجلس الأمن اعتماد مبادرة الحكم الذاتي في أكتوبر المقبل، كحل وحيد للنزاع، على أساس أن لا تعارض روسيا والصين، لأن مواقف الدول الأخرى، فرنسا وبريطانيا وأمريكا، واضحة لحد الآن، وهذا مكسب كبير ».
من جهة أخرى، قال الخبير في العلاقات الدولية، إن « على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، أن يراهن على التراكم الذي تحقق على مستوى معالجة الأمم المتحدة لما يسمى بالأقاليم الغير المتمتعة بالحكم الذاتي، وعليه إدراك أن ملف الصحراء مرتبط بالقرارين الذين ساهم فيهما المغرب سنة 1959، حين انتخب ممثلا للقارة الإفريقية والعالم الغربي لما يمسى بلجنة الستة دول ».
وأوضح المتحدث، أن « المبدأ الرابع والسادس والحادي عشر، في القرار 1541 المنظم للقرار 1514، وهو باقتراح من الخارجية المغربية إلى الأمين العام في ماي 1960، يقول إنه يمكن تسمية إقليم غير متمتع بالاستقلال، بأنه اذا كان منفصلا جغرافيا ومتميزا من الناحية الاثنية والثقافية ».
ويرى العجلاوي، أنه « على الممثل الخاص للأمين العام، إن أراد صياغة حل في اطار المبادرة، أن يأخذ بعين الاعتبار التراكم للمجهود المغربي على مستوى الأمم المتحدة، لنقفز إلى مستوى الحلول، غير ذلك المغرب في صحراءه ».
مشكل آخر مطروح في إطار السيناريوهات، يضيف المتحدث، « وهو ما يتعلق بقضية المينورسو، التي منحت لها سبع مهام، واليوم لا مهمة لها، ولاحظنا في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة منذ 2017، أن هناك مهمة جديدة للمينورسو لم يوافق عليها مجلس الأمن، وهي مراقبة التوتر الأمني خاصة بين المغرب والجزائر ».
وخلص العجلاوي إلى أنه « هناك انتصارات قوية لوجود لحمة وطنية بين أهلنا في الصحراء، وباقي شرائح المجتمع، ومهم ما نسميه بالوحدة الوطنية، لأن هناك دبلوماسية يقودها جلالة الملك، ولأن هناك مؤسسات تنفيذية للسياسة الخارجية المغربية، وهناك اندماج للأحزاب والنقابات وشيوخ القبائل والإعلام، وهذا ما يعطي زخما للموقف المغربي ولمبادرة المملكة، ولأن الصحراء المغربية حق يعلو ولا يعلا عليه ».