سقط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات الحوثية (المصنفة على قائمة الإرهاب)، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2025، إثر مواجهات في محافظة الضالع.

وبينت مصادر عسكرية ميدانية، بأن وحدات من محور الضالع والقوات المشتركة في جبهة تورصة بمديرية الأزارق تمكنت من صد هجوم شنّته المليشيات الحوثية في قطاع حلحال المحاذي لجبهة المسيمير بمحافظة لحج.

ووفقًا للمصادر، فإن الهجوم بدأ عند الساعة الواحدة صباحًا واستمر حتى الثالثة، حيث حاولت المليشيات التقدم بتغطية نارية مكثفة باستخدام عربات BMP ومن محورين مختلفين؛ إلا أن أفراد القوات المشتركة تصدوا للهجوم وأفشلوا جميع محاولات المليشيات لتحقيق أي اختراق.

وأشارت المصادر إلى أن وحدة القناصة التابعة للقوات المشتركة لعبت دورًا حاسمًا خلال المواجهات، حيث تمكنت من استهداف عدد من المهاجمين، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم.

كما دارت اشتباكات مباشرة استمرت نحو ثلاث ساعات متواصلة أسفرت عن مقتل عدد آخر من العناصر الحوثية، مما أجبر المليشيات على الانسحاب تحت وطأة الخسائر الفادحة التي تكبدتها.

وتحدثت المصادر، أن المليشيات الحوثية تواصل محاولاتها لتحقيق أي تقدم في جبهة تورصة جنوب غربي محافظة الضالع، بهدف اختراق جبهة المسيمير.

ومع ذلك، فإن القوات المشتركة، التي تعمل بتناغم وانسجام قتالي بين جبهتي تورصة والمسيمير، تفشل جميع محاولات المليشيات، وتكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن إسرائيل باتت تعاني اختلالا في مفهوم الردع والدفاع، إذ اعتادت تاريخيا أن تكون ضرباتها أكثر ردعا وأثرا وأقل تكلفة، لكن بالأعوام الـ30 الأخيرة باتت تقوم بعملية ردع عبر الاحتلال.

ووفق حديث جبارين فإن إسرائيل تنفذ عمليات في اليمن ذات ضجيج إعلامي وبتكلفة كبيرة، لكن بأثر ردع قليل.

وبناء على ذلك، فإن إسرائيل عالقة بين البعد الإستراتيجي الاستخباراتي، وبين كل ما يريده وزيرا المالية والأمن القومي الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للحفاظ على توليفة الحكومة.

وأمس الأحد، أعلن متحدث القوات المسلحة يحيى سريع تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية حيوية بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيّرة، مؤكدا أنهم يعملون على فرض حظر كامل على حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون بعد النجاح في فرض حظر جزئي.

بدوره، يقول الخبير العسكري العميد عابد الثور إن اليمنيين يرسلون رسالة مفادها أنهم "يمتلكون القوة الكافية لتوجيه ضربات للاحتلال طالما استمر بارتكاب جرائم الإبادة في قطاع غزة".

واستبعد الخبير العسكري ما يدعيه الاحتلال من إسقاط الصواريخ اليمنية، مشيرا إلى تقدم الصناعات العسكرية لليمنيين وأنها "ستثير رعبا، وستصل إلى مستوى إفشال قدرة الاحتلال في اعتراضها".

 

أما الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فأكد أن ضربات اليمنيين تعد إحدى المشكلات التي تواجهها إسرائيل في غزة، لكنها ليست الوحيدة.

وحسب مكي، فإن هذه الضربات "لا تسبب صدمة لإسرائيل في منظومة الردع فحسب، وإنما بقدرتها في التعامل مع المحيط الخارجي".

وأعرب عن قناعته بأن صواريخ اليمن "سببت أزمة لإسرائيل في نظرتها لنفسها كدولة متفوقة في المنطقة".

وبشأن تداعياتها، قال الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إن عمليات اليمن "تزيد تكاليف العدوان على غزة، وتجعل من الزمن عدوا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومخططه الكبير".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن اليمنيين أطلقوا 43 صاروخا باليستيا من اليمن على إسرائيل، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة، منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.

وأعرب عابد الثور عن قناعته بأن إسرائيل "فشلت في ضرباتها ضد منشآت مدنية واقتصادية وحيوية يمنية"، مؤكدا أن هذه الضربات تعد جريمة واضحة.

وأضاف "لو كانت إسرائيل قادرة على فرض حظر بحري وجوي على اليمن لنفذته منذ بداية طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن "اليمنيين يعلمون بنتائج إسناد غزة، وأصروا على ذلك للرد على المجازر".

وأطلق اليمنيون 17 صاروخا منذ الثاني من الشهر الماضي، أي بمعدل صاروخ كل يومين تقريبا، مما يعطل حركة الطيران ويحدث إرباكا مستمرا في الحركة الطبيعية للإسرائيليين.

من جانبه، يرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي أن ذهاب إسرائيل إلى تصعيد مع اليمنيين يعني تصعيدا مع إيران، "لذلك تبقى عالقة في جبهة اليمن، دون أي قدرة بسبب العمى الاستخباراتي وغياب الردع الحقيقي".

وجدد تأكيده على أن ضربات اليمنيين لديها تكلفة اقتصادية واجتماعية على إسرائيل.

 

 

إستراتيجية واشنطن

وبشأن الدور الأميركي، قال الخبير العسكري إن واشنطن خرجت عسكريا من البحر الأحمر، لكن إسنادها الاستخباراتي واللوجستي لا يزال مستمرا مع إسرائيل.

في المقابل، قال مكي إن الولايات المتحدة لم تبدِ أي رد فعل سياسي أو عسكري واضح باتجاه ضربات اليمن، مشددا على أن واشنطن يهمها وجود ضغوط على نتنياهو، و"ألا يشعر بالأمان المطلق".

ووفق مكي، فإن المفاوضات بين واشنطن وطهران لن تنعكس على ضربات اليمنيين باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتنع بعد ضربات واشنطن على اليمن بأنه "دخل مستنقعا ومغامرة خاسرة، مما سيعرضه لخسائر أخلاقية وعسكرية".

 

الجزيرة

 

مقالات مشابهة

  • السودان: الأمم المتحدة تدين مقتل 5 من موظفيها في هجوم على قافلة إنسانية بدارفور
  • خلال أسبوع. إحباط محاولات تهريب أربعة أطنان خمور في محافظة عراقية
  • مقتل عشرات الجنود في هجوم على معسكر بمالي
  • فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين
  • عاجل. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى "تحقيق مستقل" بعد مقتل العشرات خلال توزيع مساعدات في غزة
  • ضرب العقيدة النووية الروسية..كم بلغت خسائر روسيا في أخطر هجوم أوكراني؟
  • ترحيب أممي بفتح طريق الضالع - دمت
  • لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن
  • القوات المشتركة ومليشيا الحوثي تتبادلان تسليم أسيرين وجثتين في لحج
  • الحزام الأمني يتسلم النقاط على طريق الضالع – صنعاء بعد إعادة فتحه