رحلة في فضاءات الفن الجميل، حيث الطرب الأصيل، وتاريخ الموسيقى العربية، المتمثلة في أيقونة معرض الفنان محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال بدار الأوبرا السلطانية مسقط، الذي يسلط الضوء على حياته وإرثه الفني، لكل عشاق الفن العربي الأصيل ومتذوقيه، بحضور أحفاد الموسيقار الراحل في افتتاح أقيم أمس .

يقدم المعرض تأثير عبد الوهاب البارز في تاريخ الثقافة والموسيقى العربية، ويجمع بين الفن والتكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة جديدة لا تُنسى، ويتيح للمهتمين بالفنان الراحل الوقوف على أبرز محطاته الفنية، والتنقل في خطوات اشتغاله الفني، متضمنا المعرض سردا تاريخيا لحياته وفنه وإسهاماته للمكتبة العربية الموسيقية، إضافة إلى اشتراكه بالعمل برفقة غيره من الفنانين أبرزهم الفنانة الراحلة أم كلثوم، بل وكان هو لبنة اللحن الجميل الذي خلد في تاريخ الأغنية العربية.

صور عديدة ومميزة ونادرة للفنان محمد عبدالوهاب يحويها المعرض، بل أنت تتوغل في عالم مليء به، عالم به قطع خاصة بالفنان، وأبرز ملصقات الأفلام التي كانت من أغانيه، وتشعر أنك في معرض "عبدالوهاب" أنك في حضرته، بصوت أغانيه، وموسيقى ألحانه، ومع وجود قطع فنية موسيقية خاصة به بالمعرض، وقطع أخرى تخص "أم كلثوم" تشعر بأنك في جولة في فضاء الفن الطربي الأصيل وتعود للزمن الجميل.

كان محمد عبد الوهاب أحد أشهر المغنين والملحنين والممثلين في الشرق الأوسط، توفي في 3 مايو 1991 عن عمر يناهز 90 عامًا بعد مسيرة فنية امتدت 74 عامًا. خلال تلك العقود، ارتقى من أصول متواضعة ليصبح نجما للأغنية المصرية وأسطورة في الموسيقى العربية الحديثة. لُقب بـ"موسيقار الأجيال"، واستمتع الناس من جميع الأعمار بموسيقاه لسنوات عديدة. خلال مسيرته الفنية الطويلة التي بدأت في سن المراهقة، لحن لنفسه ولغيره من كبار المطربين العرب أكثر من 1800 أغنية رومانسية ووطنية. وقد حقق شهرة واسعة من خلال تعاونه مع أم كلثوم، أشهر مطربة عربية في ذلك الوقت.

تزامن بدايته الفنية مع نهضة الموسيقى العربية في الشرق الأوسط. وطوال مسيرته، كان دائمًا يسعى إلى إيجاد طرق جديدة لإثراء الأغاني التقليدية، حيث غالبًا ما كان يجمع بين الألحان الشرقية والأنماط الغربية. مثّل جيلًا في طور التحول، وكان مسؤولا عن تغييرات جذرية في الموسيقى العربية، ويُعزى إليه الفضل في منح الأغاني العربية الحديثة شكلها الموسيقي الحالي. وقد أسرت موسيقاه التي تجمع بين الآلات الموسيقية الغربية على أساس من الألحان العربية قلوب الملايين، مما جعله شخصية موسيقية محبوبة للغاية.

انتشر غناء عبد الوهاب في جميع أنحاء العالم العربي، وخلال حياته، أشادت معظم البلدان العربية به وبأعماله وأوسمته. كرمته مصر بجنازة عسكرية مهيبة في مسجد الرضا بالدواوين في القاهرة لتوديعه وختام عصر موسيقي جميل.

سلسلة الاحتفاء بالموسيقار محمد عبدالوهاب..

تجدر الإشارة إلى أن دار الأوبرا السلطانية مسقط تقدم جملة من الفعاليات الموسيقية المختلفة خلال هذه الفترة، تحتفي فيها بـ"عبدالوهاب" وإرثه الموسيقي من خلال برنامج متكامل لتكريم الموسيقار الراحل، وتأثيره الدائم على الموسيقى العربية، فإضافة للمعرض الذي يستمر في فتح أبوابه حتى 28 من فبراير المقبل، سيقدم الدكتور ناصر مع الدكتور محمد الصمودي جلسة حوارية في 12 فبراير المقبل، يستعرض فيها الإرث الخالد لمحمد عبد الوهاب عبر مناقشة معمّقة لأعماله الموسيقية وأفلامه، وسيسلّط هذا الحديث الضوء على العديد من أقسام المعرض.

وفي الرابع عشر من فبراير سيلتقي الدكتور ناصر الطائي مع أحفاد الموسيقار الراحل بجلسة حوارية، وفي 15 فبراير تقدم أمسية موسيقية بعنوان " تحية إلى موسيقار الأجيال: محمد عبدالوهاب" حيث يقدّم الفنانان علي الحجار ومحمد محسن مجموعة من أشهر أغاني محمد عبد الوهاب الرومانسية والوطنية، وفي تاريخ 17 فبراير تقدم الدار "سلسلة موسيقى الآلة (روح الشرق)" وهي تواصل لأمسيات موسيقى الآلة التي تضم نخبة من الموسيقيين الموهوبين على مسرح دار الفنون الموسيقية، وفي ذات اليوم تستعرض الجلسة الحوارية التي يقدمها الدكتور ناصر الطائي بحضور "شيرين ناصر"، أهمية "لقاء السحاب" بين محمد عبد الوهاب وأم كلثوم. وتسليط الضوء على الكيفية التي أثّر بها تعاون هذين العملاقين في مسيرة الأغنية العربية، وما أضافاه من ثراءٍ فنيّ وثقافيّ لتاريخ الموسيقى العربية، وفي اليوم الذي يليه يعرض فيلم "محمد عبدالوهاب.. رصاصة في القلب" الذي يجسد براعة الموسيقار وموهبته الموسيقية التي غيّرت مسار الموسيقى العربية، ويتبع العرض نقاش عن الفيلم مع ناقد موسيقي وناقد سينمائي.

كما سيكون جمهور الدار على موعد مع حفل ثان من الحفلات الموسيقية "تحية إلى موسيقار الأجيال: محمد عبدالوهاب" في 20 من فبراير، ويسلّط الضوء هذا الحفل على روائعه التي ألّفها لكوكب الشرق أم كلثوم. ينضم إلى هذا الحفل كلٌّ من الفنانتين ريهام عبد الحكيم وجاهدة وهبة لأداء أروع المقطوعات التي جمعت بين هذين العملاقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الموسیقى العربیة موسیقار الأجیال محمد عبد الوهاب محمد عبدالوهاب أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

الدكتور محمد عبد الوهاب يكتب: هل يُعد قرار الفيدرالي بشراء السندات قصيرة الأجل بداية انتعاش اقتصادي عالمي؟

في خطوة مفاجئة تحمل بين سطورها الكثير من الرسائل، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدء شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا، فهل نحن أمام تدخّل فني لضبط السيولة؟ أم أن هذه الخطوة تمهّد لانعطاف في الدورة الاقتصادية العالمية؟ في هذا المقال، نقرأ ما وراء القرار، ونحلّل إشاراته وتأثيره الحقيقي على الأسواق.

 

في 10 ديسمبر 2025، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه سيبدأ في شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة نحو 40 مليار دولار شهريًا، اعتبارًا من 12 ديسمبر، بهدف ضمان وفرة السيولة في النظام المالي وتحقيق السيطرة الفعالة على أسعار الفائدة.

 

هذه الخطوة تأتي مباشرة بعد نهاية برنامج التشديد الكمي (QT) الذي خفّض ميزانية الفيدرالي من نحو 9 تريليونات دولار إلى نحو 6.6 تريليون دولار خلال السنوات الماضية.

 

القرار ذاته يحمل منحى فنيًا بحتًا وفق تصريحات باول، وهو ليس إعلانًا عن تغيير في السياسة النقدية، 

لكنه إجراء يهدف لضمان وفرة الاحتياطيات لدى البنوك، بعد ضغوط متكررة في أسواق التمويل قصيرة الأجل.

 

من زاوية الأسواق المالية، يمكن قراءة هذا التحرك كتخفيف غير رسمي للسيولة:

- السيولة الإضافية قد تُسهّل الإقراض وتدعم أسواق المال.

- انخفاض الضغط على أسعار الفائدة قصيرة الأجل.

- احتمالية تجنّب ارتفاعات مفاجئة في معدلات “ريبو” أو تمويل بين البنوك.

 

الإجابة على ما إذا كان هذا القرار يمثل بداية انتعاش اقتصادي عالمي ليست قطعية، بل ميسّرة بين إشارات إيجابية وحذر.

 

جانب التفاؤل:

- ضخ 40 مليار دولار شهريًا يعكس رغبة في منع اشتداد الضغوط السوقية قبل دخول الأسواق فترة تقلبات نهاية العام.

- هذا الإجراء قد يخفّف من تكلفة الاقتراض قصيرة الأجل ويمنح المستثمرين ثقة أكبر.

 

جانب الحذر:

- الخطوة لا تُصرح بأنها إجراء تحفيزي صريح بقدر ما هي تدبير تقني للحفاظ على الاستقرار.

- استمرار السيولة يتطلب مراقبة تأثيرها على التضخم قبل اعتبارها بوادر انتعاش حقيقي.

 

الخلاصة، فإن قرار الفيدرالي بشراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة نحو 40 مليار دولار شهريًا ليس إعلانًا عن دورة تحفيز جديدة، 

لكنه يعكس رغبة البنك المركزي في الحفاظ على استقرار السوق واستمرارية السيولة. هذا التحوّل يمكن أن يكون إشارة مبكرة نحو تقليل مخاطر النظام المالي، 

وقد يساهم في تهدئة الأسواق، لكنه ليس وحده كافيًا لإعلان بداية انتعاش اقتصادي عالمي. إنما هو خطوة استباقية قد تفتح المجال لتطورات إيجابية إذا تبعها تحسن في النمو والطلب العالمي.

 

 

مقالات مشابهة

  • روائع النغم بصوت ريم كمال في معهد الموسيقى.. غدًا
  • 22 ديسمبر.. مؤسسة حضرموت للثقافة تحتفي بـ«علي أحمد باكثير» بدار الأوبرا المصرية
  • روائع النغم بصوت ريم كمال فى معهد الموسيقى.. غدا
  • محمد صلاح أسطورة عن بُعد في مسقط رأسه
  • 18 ديسمبر.. محمد عبده يستعد لحفلين في السعودية
  • روائع النغم بصوت ريم كمال في معهد الموسيقى
  • اختتام امتحانات الدور الأول لطلاب الفرقة الثانية ببرنامج تدريب الوافدين بدار الإفتاء المصرية
  • حكم نهائي يُفجّر أزمة شيرين عبدالوهاب مع شركة The Basement
  • ماذا حدث مع الفنان محمد صبحي في دار الأوبرا؟
  • الدكتور محمد عبد الوهاب يكتب: هل يُعد قرار الفيدرالي بشراء السندات قصيرة الأجل بداية انتعاش اقتصادي عالمي؟