يناير 19, 2025آخر تحديث: يناير 19, 2025

عبد الكريم إبراهيم

يعد الشتاء فيما مضى في العراق، فرصة لتبادل الاحاديث ،ولَم شمل الاسرة التي تبحث عن الدفء كما تبحث عن حلاوة حديث أيام زمان بما حفظته ذاكرة الأجداد من قصص وحكايات تدخل السعادة على قلوب الجميع لاسيما الاحفاد الذين تستهويهم مثل هذه السرديات المشوقة.

ربما يختلف برد الشتاء اليوم عن ذي قبل، كما يقول الأستاذ (مسعد عبتحرير تحرير حالة الظهور ود) من أهالي باب الشيخ ” البرد كان اقسى من اليوم، وأحياناً تتجمد بعض برك الماء بفعل الصقيع، ولعل هذا ناجم عن التغييرات المناخية والتلوث وطبيعة البناء التي كانت  أغلب مواده صديقة للبيئة “. ويذكر عبود كيف أن الاسرة كانت تتجمع حول (صوبة علاء الدين) أو موقد النار في المنقلة حيث أحاديث سمر الشتاء الطويل . ويضيف ” الخروج في الليل يكاد يكون غير ممكن بسبب برودة الجو، لذا تلجأ اغلب العوائل للتجمع حول المدافئ مع قوري الجاي والبخصم وأحاديث كبار السن عن الطنطل وعنتر وعبلة و شكنول ومنكول و الملك احمد وغيرها من الموروثات الشعبية الشيقة “. فيما تقول الحاجة (مهدية صاحب) من أهالي الصدرية أن الأجداد هم من يدخلون السرور على قلوب الاحفاد حيث الحكايات المشوقة وهذه الأخيرة قد سمعها بدورهم من أجدادهم” وتضيف صاحب ” يذهب الرجال في الاغلب إلى مقهى المحلة حيث أحاديثهم الخاصة التي تتركز حول أخبار المحلة والعمل والمصالحة بين الخصماء والزواج والخطوبة وغيرها من القضايا الاجتماعية وأحياناً تُطعم بالسياسة والرياضة ” . بدخول المدافئ النفطية أنتهى عصر منقلة الفحم إلى حد ما ،كما يذكر لنا(محمد وهاب) من أهالي الكرادة ” كانت أغلب العوائل في السابق تعتمد على الحطب والفحم في التدفئة والطبخ ، ولكن مع دخول المدفأة النفطية تغير الحال أصبحت هي المسيطرة في التدفئة حيث لا يفارقها قوري الجاي والدراسين مع البخصم “. وبعد التطور في وسائل التدفئة تخلى  بعض الناس عن تقاليدهم الاجتماعية كما يقول  (سعد هادي ) باحث في الموروث الشعبي العراقي ” لعبلت الوسائل الحديثة في اضمحلال بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، وأحياناً تقلمت معها ، فنهاك  الطقوس عند بعض العوائل البغدادية في أيام الشتاء من تحضير بعض الاكلات الشتائية مثل الشلغم واللبلبي والماش ودبس والراشي والمدكوكة “. ويعلل هادي سبب تواجد هذه الاكلات على المائدة العراقية في الشتاء كونها تعطي الدفء والطاقة التي تحتاجها الانسان في الأيام الباردة فضلا عن كونها سهلة التخضير ومحبوبة من قبل الصغار والكبار. ويضيف ” ربما يكون الجاي مع احاديث السمر هما انيس العوائل في أيام الشتاء حيث تتجمع الاسرة حول الصوبة ومنقلة الفحم “.

تعد مدفأة علاء الدين النفطية بشكلها الدائري هي من أكثر وسائل التدفئة التي حملت معها الذكريات الجميلة كما يقول (مصدق أمين ) من أهالي مدينة الصدر ” كنا نجتمع حول صوبة علاء الدين كي نقوم بتكسيب الخبز والصمون ولعل لشكلها المدور، جعل الاسرة تنتظم في حلقة حولها مع قوري الجاي والبخصم  حيث تحلو مشاهدة التلفزيون ”  ويتحسر أمين  بلهفة  على تلك الأيام ” الحياة كانت بسيطة مما يجعلها ذات تأثير اكثر في النفوس. التطور والتكنولوجيا يعطيان للإنسان بعض المتطلبات الحياتية ولكنهما في نفس الوقت يأخذان منه بعض الأشياء الحلوة منها بساطة الحياة وعدم التعقيد “.

أصبحت اليوم مدفأة علاء الدين وذكرياتها الحلوة من الماضي، بعد دخول وسائل التدفئة والاتصالات الحديثة لتسلب لملة الاسرة حلاوتها وتفرض عليها نمطاً معيناً من العيش تبعد عنها الروح الاجتماعية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: علاء الدین من أهالی

إقرأ أيضاً:

ميرنا نور الدين.. تخوض البطولة النسائية

محمد قناوي (القاهرة) 

أخبار ذات صلة إياد نصار: «سوء استخدام» يظهر الوجه الآخر لـ «السوشيال ميديا» ممثلون: لقب «الأفضل» وسام على صدورنا

تخوض ميرنا نور الدين البطولة النسائية في المسلسل الجديد «أنا أنت.. أنت مش أنا»، ويشاركها بطولته معتصم النهار، الذي يخوض أيضاً تجربته الأولى في عالم الدراما المصرية، وهو من تأليف أحمد أبو زيد، وإخراج هشام الرشيدي. وكشفت أن المسلسل يتناول عالم «الميتافيرس»، وينتمي إلى نوعية الأعمال القصيرة، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية. وأعربت ميرنا عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية على شخصية «كناريا» التي أدتها في مسلسل «فهد البطل» الذي عرض على شاشة «قناة أبوظبي» في الموسم الرمضاني الماضي، مشيرة إلى أنها تحب تجسيد الشخصيات الشعبية، خصوصاً بعدما قدمتها في عملين سابقين، هما مسلسل «فوق السحاب» مع هاني سلامة في دور «سمكة»، و«هوجان» مع محمد إمام في دور «وردة»، ما جعلها تتمنى تقديم هذه النوعية من الأدوار. وقالت: أشعر أنني أجد نفسي في الأدوار الشعبية، حيث أخرج من نمط شخصيتي الحقيقية، وأذهب إلى شخصية مختلفة تماماً، وهو أمر يبحث عنه أي ممثل أو ممثلة.
وعن تعاونها مع أحمد العوضي، قالت: «فهد البطل» يُعد ثاني عمل يجمعني بـالعوضي، وكان بيننا تفاهم كبير خلال التصوير، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على المشاهد.
ومن جهة أخرى، تنتظر ميرنا عرض أحدث تجاربها السينمائية، وهو فيلم «في عز الظهر» بمشاركة مينا مسعود وهنا الزاهد ومحمد علي رزق، وهو من تأليف كريم سرور، وإخراج مرقس عادل. ومن المقرر عرضه في الموسم السينمائي الصيفي لهذا العام، وتدور أحداثه في إطار من التشويق والأكشن حول رئيس عصابة دولية يرتكب الكثير من الجرائم حول العالم، وتجسد فيه ميرنا شخصية راقصة باليه.

مقالات مشابهة

  • وزارة البيئة: صيف 2025 سيكون الأشد حرارة منذ سنوات
  • محام: لا إدخال للمرافق دون وجود شهادة مطابقة للمباني
  • أمير هشام: الزمالك تواصل مع حمزة علاء ونيدفيد للتعاقد معهما
  • رئيس الأوبرا يتابع الاستعدادات النهائية لحفل كوكب الشرق
  • طريقة عمل برجر على الفحم
  • صلاح الدين تكثف حملاتها البيطرية لمكافحة الحمى النزفية
  • ميرنا نور الدين.. تخوض البطولة النسائية
  • خالد الغندور: حمزة علاء يقرر الرحيل عن الأهلي ويُبلغ المسؤولين بقراره
  • كاريكاتير د. علاء اللقطة
  • ذكريات الطفولة الجميلة