إيكو دوبلر على الجغرافيا السياسية الجديدة بالمنطقة في ظل سوريا الجديدة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
إيران وتفكك خارطة النفوذ في الشرق الأوسط
على مدار عقود، بنت إيران خارطة نفوذ إقليمي معقدة في الشرق الأوسط عبر استغلال الجغرافيا السياسية للدول العربية. اعتمدت هذه الخارطة على ممر استراتيجي يمتد من العراق إلى سوريا ولبنان، وصولاً إلى اليمن، حيث غذّت طهران الإرهاب والتطرف عبر دعم الميليشيات المسلحة وتصدير أيديولوجيات متطرفة هدفت إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعطيل مسارات التنمية.
لكن سقوط نظام بشار الأسد، الحليف الأهم لإيران، شكّل نقطة تحول جذرية في تفكك هذه الخارطة. لم يكن سقوط النظام السوري مجرد إنهاء لحكم استبدادي، بل كان بمثابة ضربة مركزية أسقطت الحلقة الأهم في مشروع إيران الإقليمي. ومع هذا السقوط، انكشفت أعماق التدخلات الإيرانية في المنطقة، مما أتاح فرصة لإعادة رسم الجغرافيا السياسية على أسس جديدة، بعيدة عن الإرهاب والتطرف.
صورة الإيكو السياسي.. كشف خفايا التغيرات الجيوسياسية
كما تكشف صورة الإيكو الطبي أعماق الجسم وتسلط الضوء على مشكلات خفية، فإن التحولات السياسية في سوريا تُبرز خفايا المشهد الجيوسياسي في المنطقة. سقوط نظام الأسد عمل كموجة إيكو سياسية فضحت عمق التدخلات الإيرانية، وكشفت عن الدور الذي لعبته الأيديولوجيات المتطرفة في تأجيج الصراعات وزعزعة استقرار الدول العربية.
هذا الإيكو لم يتوقف عند الكشف، بل أظهر أيضاً فرصاً غير مسبوقة لإعادة بناء المنطقة، حيث بدأت ملامح جديدة من التعاون الإقليمي تظهر لتُعيد صياغة الجغرافيا السياسية بعيداً عن الخرائط التي اعتمدت على الصراعات.
سوريا.. كسر الحلقة المركزية في خارطة النفوذ الإيرانية
كانت سوريا تمثل الحلقة الأهم في مشروع إيران الإقليمي. عبر دعمها لنظام الأسد، استغلت إيران الجغرافيا السورية كممر استراتيجي يربط مراكز نفوذها في العراق ولبنان واليمن. كما استخدمت الأراضي السورية كقاعدة لنقل الأسلحة ودعم الميليشيات المسلحة، ما عزز هيمنتها في المنطقة.
لكن التدخل الإيراني لم يكن العامل الوحيد في تعقيد المشهد السوري. التدخل الروسي، الذي ركز على تعزيز مصالح موسكو الجيوسياسية، أضاف طبقة أخرى من التعقيد، إلى جانب الأيديولوجيات المتطرفة التي غذتها أطراف متعددة. كل ذلك حول سوريا إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية وأدى إلى انتشار الإرهاب على نطاق واسع.
كانت سوريا تمثل الحلقة الأهم في مشروع إيران الإقليمي. عبر دعمها لنظام الأسد، استغلت إيران الجغرافيا السورية كممر استراتيجي يربط مراكز نفوذها في العراق ولبنان واليمن. كما استخدمت الأراضي السورية كقاعدة لنقل الأسلحة ودعم الميليشيات المسلحة، ما عزز هيمنتها في المنطقة.سقوط نظام الأسد أنهى هذه الحلقة المركزية وأعاد للسوريين فرصة استعادة سيادتهم وبناء دولة جديدة. هذا السقوط كشف هشاشة التدخلات الخارجية، وفتح المجال لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بشكل يخدم الاستقرار الإقليمي.
لبنان.. انعكاس الإيكو السياسي على الساحة الداخلية
سقوط نظام الأسد في سوريا انعكس مباشرة على لبنان، الذي كان جزءاً من خارطة النفوذ الإيراني عبر حزب الله. مع انهيار الحلقة السورية، بدأ لبنان يشهد تغيرات سياسية نوعية:
1 ـ تحرر من الهيمنة: تراجع الدعم الإيراني وانحسار تأثير النظام السوري مكّنا لبنان من فرصة بناء نظام سياسي أكثر استقلالية.
2 ـ تقليص الصراعات الداخلية: ضعف قدرة حزب الله على فرض هيمنته قلّل من احتمالية الصراعات المسلحة، مما يفتح المجال أمام الدولة لإعادة بناء مؤسساتها وتجلى ذلك بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان وتكليف رئيس جديد للحكومة وضع فيه حلفاء إيران في صف المعارضة.
3 ـ التنمية والاستقرار: الاستقرار السياسي في لبنان يعزز فرص جذب الاستثمارات والتنمية الاقتصادية التي طالما أعاقتها الصراعات والتدخلات الإيرانية.
لبنان الآن أمام فرصة للتحول من ساحة صراع إلى حلقة تواصل في نظام إقليمي جديد، مما يعزز استقراره الداخلي وموقعه في المنطقة.
خارطة جديدة للجغرافيا السياسية في المنطقة
سقوط نظام الأسد لم يكن مجرد انتكاسة للمشروع الإيراني، بل أتاح فرصة لرسم خارطة جديدة للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط. هذه الخارطة تقوم على التعاون بين الدول الإقليمية لتحقيق التوازن والاستقرار.
1 ـ توازن إقليمي جديد: تراجع النفوذ الإيراني خلق فرصة لتحقيق توافقات إقليمية تعزز من الأمن والاستقرار.
2 ـ تعزيز الاستقلال الإقليمي: خروج التدخلات الخارجية من سوريا يعيد صياغة علاقات المنطقة على أسس من السيادة الوطنية والمصالح المشتركة.
3 ـ إعادة بناء الجغرافيا السياسية: التغيرات الجديدة تربط حلقات التأثير الإقليمي بشكل يحقق استقراراً مستداماً في المنطقة.
معالجة جذور الإرهاب عبر الدولة المدنية
إن سقوط نظام الأسد وانهيار المشروع الإيراني يمثلان فرصة لمعالجة جذور الإرهاب في المنطقة. سوريا الجديدة تستطيع أن تُعيد بناء مؤسساتها على أسس وطنية ومدنية، بعيداً عن الأيديولوجيات التي استغلت الفوضى لإضعاف الدولة.
بناء الدولة المدنية لا يقتصر على المؤسسات السياسية فقط، بل يشمل تمكين المجتمع من تجاوز الانقسامات، مما يعزز مناعة الدول ضد التطرف والإرهاب. سوريا المستقرة ستكون نموذجاً لدولة تتخطى الأزمات وتُعيد بناء نفسها كجزء من منظومة إقليمية مستقرة.
التنمية والاستقرار.. الإيكو السياسي في خدمة المستقبل
كما تكشف موجات الإيكو الطبي الخفايا لتحسين وظائف الجسم، فإن الإيكو السياسي الذي أحدثته التحولات في سوريا يُظهر مسارات جديدة للتنمية والاستقرار.
1 ـ النمو الاقتصادي: مشاريع إعادة الإعمار في سوريا ستفتح الباب أمام استثمارات ضخمة تدعم الاقتصاد الإقليمي.
بناء الدولة المدنية لا يقتصر على المؤسسات السياسية فقط، بل يشمل تمكين المجتمع من تجاوز الانقسامات، مما يعزز مناعة الدول ضد التطرف والإرهاب. سوريا المستقرة ستكون نموذجاً لدولة تتخطى الأزمات وتُعيد بناء نفسها كجزء من منظومة إقليمية مستقرة.2 ـ التوازن السياسي: عودة سوريا كدولة مستقلة تُعيد التوازن إلى المنطقة، وتُقلل من الفراغات التي كانت تستغلها قوى خارجية.
3 ـ تمكين الدولة المدنية: بناء نظام سياسي مستقر يُظهر كيف يمكن للمنطقة تجاوز التدخلات الخارجية وتعزيز التنمية المستدامة.
صورة الإيكو السياسي.. خفايا الفرص الإقليمية الجديدة
التحولات الجيوسياسية التي أحدثها سقوط نظام الأسد أظهرت خفايا جديدة للمشهد الإقليمي:
1 ـ ربط الجغرافيا السياسية: سقوط المشروع الإيراني فتح المجال لإعادة ربط الجغرافيا السياسية على أسس التعاون.
2 ـ تحقيق الاستقرار: التغيرات تُوفر بيئة مواتية للتنمية والاستقرار، بعيداً عن التدخلات والصراعات.
3 ـ رؤية جديدة للمنطقة: مع تراجع التطرف والإرهاب، يمكن للمنطقة أن تدخل مرحلة جديدة تقوم على السلام والازدهار.
ختاماً.. الإيكو السياسي كبوصلة للشرق الأوسط الجديد
الإيكو السياسي الذي أحدثه سقوط نظام الأسد وانحسار الدور الإيراني يُعد بوصلة لرؤية جديدة في الشرق الأوسط. هذه الموجات السياسية لا تكشف فقط عن أعماق المشكلات التي صنعتها التدخلات الخارجية، بل تسلط الضوء على إمكانيات بناء مستقبل مستقر للمنطقة.
سوريا الجديدة تمثل المحور الذي تنطلق منه هذه التحولات، حيث يعاد رسم خارطة النفوذ والجغرافيا السياسية على أسس من التعاون والتنمية. كما تكشف صورة الإيكو عن الجوانب الخفية لتحسين وظائف الجسم، فإن هذا التحول السياسي يكشف عن فرص كامنة لإعادة بناء المنطقة لتكون أكثر استقراراً وازدهاراً.
من بوابة سوريا، يمكن للشرق الأوسط أن يدخل حقبة جديدة تُحقق فيها الشعوب طموحاتها، وتُرسم فيها خرائط سياسية تخدم السلام والنمو المستدام..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا التحولات سوريا سياسة رأي تحولات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجغرافیا السیاسیة التدخلات الخارجیة سقوط نظام الأسد فی الشرق الأوسط الدولة المدنیة فی المنطقة فی سوریا على أسس جدیدة ت
إقرأ أيضاً:
فيدان: رصدنا تحركات انفصالية في سوريا ونساعد الحكومة على بناء جيشها
كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده رصدت تحركات في سوريا بعد الصراع الذي جرى بين عشائر البدو والدروز بمحافظة السويداء جنوب البلاد، ما دفعها إلى إطلاق تحذير للأطراف الانفصالية، مؤكدا أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي.
وأشار فيدان، في لقاء تلفزيوني أمس الجمعة، لـ قناة "إن تي في" التركية المحلية، إلى أنّ تركيا حذرت من أنها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا بعد رصدها استغلال مجموعات ما جرى في السويداء، قائلا: "وجب علينا إطلاق تحذير وفعلنا، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها".
ولفت فيدان إلى أن تركيا ودول عدة أكدت مرات عدة على ضرورة احترام الحكومة السورية هوية كافة أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، مبينا أنه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وأضاف أن تركيا بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخبارية ومحادثات مع محاورين آخرين، مشيرا الى أنه "لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضي سوريا ولا ينبغي أن تُشكل تهديدا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تُشكل تهديدا لها".
وعن الاشتباكات التي اندلعت في السويداء في 13 يوليو/تموز، قال فيدان "بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز. وكان اعتراضنا الإستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص".
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية مسلحة خارجة على القانون أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.
وأوضح الوزير التركي، أن الرئيس السوري أحمد الشرع طبّق سياسة شاملة تجاوزت التوقعات، مؤكدا ضرورة عدم انحياز الحكومة المركزية لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم.
إعلانوأشار إلى أنّ سوريا تشهد انطلاق عملية بدعم من تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مضيفا "كنا نرى دائمًا أن هناك جهات يمكن أن تستفيد من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظل سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية".
ولفت فيدان، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح أنه ليس لديه رأي إيجابي للغاية بشأن استقرار سوريا.
وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها في 19 يوليو/تموز الجاري.
ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة الأولى طويلا، إذ تجددت الاشتباكات يوم 18 يوليو/تموز، إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، وهو أحد مشايخ عقل الدروز في السويداء، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو وممارسة الانتهاكات عليهم.
واستغلت إسرائيل الاضطرابات في السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.
الاتفاق مع الكردوعن توقيع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي اتفاقا في 10 مارس/آذار الماضي أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تنتظر تنفيذ الاتفاق.
وقال "نريد أن يسير الأمر في أجواء إيجابية. نريد أن يخطو الأكراد خطوة نحو سوريا جديدة، يشعر فيها الجميع بالمساواة، دون سفك دماء أو معاناة، وتُصان فيها هويتهم وحقوقهم، وخاصة ممتلكاتهم ومواطنتهم وثقافتهم".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الشرع، ومظلوم عبدي، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم.
التعاون الدفاعيوعن التعاون المحتمل بين تركيا وسوريا في مجال الدفاع، أوضح فيدان أنه "لا يوجد شيء أكثر طبيعية من التعاون بين البلدين في مجال الدفاع، وخاصة في مكافحة الإرهاب"، وأكد أن سوريا تحتاج إلى دعم ومساعدة فنية جدية في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة الأساسية، وخاصة القوات المسلحة.
وأشار فيدان إلى أنه من غير الممكن توفير الأمن والنظام والخدمات إذا لم يتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة في سوريا، وقال إن هناك مشكلات في الصحة، والتعليم والنقل والطاقة وأن أنقرة تسعى، بالتعاون مع دول المنطقة، إلى معالجتها شيئا فشيئا.
وأضاف الوزير التركي، على القوات المسلحة السورية الوصول إلى مستوى معين من القدرة في مرحلة ما لحماية حدودها، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومكافحة الإرهاب، ومنع التهديدات الأخرى في المنطقة؟
والأربعاء أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الحكومة السورية طلبت دعما رسميا من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة.