جدل بشأن "الزيت السام".. أزالوه من قائمة طعام ترامب
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
يزداد الجدل في الولايات المتحدة بشأن مدى ملائمة زيت البذور للصحة، لا سيما مع كثرة أعداد المؤثرين الذين يحذرون منه باعتباره ضارا بالصحة، لكن اللافت أن الأطعمة التي تدخل زيوت البذور في إعدادها جرى حذفها تماما من مائدة تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث يرفع ترامب شعار "اجعل أميركا صحية مرة أخرى".
وصرح مارك سيغل، كبير المحللين الطبيين في قناة فوكس نيوز، بأن هذا القرار يعكس أولويات الرئيس المنتخب تجاه صحة وسلامة المواطنين، بما في ذلك أفراد الأمن وموظفي الحفل.
وقال سيغل: "من الرائع أن يبدأ الرئيس بهذا التوجه. فهو يروج لفكرة الصحة العامة منذ البداية".
وأشار سيغل إلى أن هذا القرار يحمل رسالة تعاطف مع الجميع، خاصة مع الظروف الجوية الباردة جدًا في العاصمة واشنطن، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما دون العشرينات، مما قد يسبب مشاكل صحية مثل قضمة الصقيع ومضاعفات قلبية.
وأضاف سيغل أن الحفل، الذي يُقام في مكان داخلي لأول مرة منذ 40 عامًا (آخر مرة كانت في عهد الرئيس رونالد ريغان عام 1985)، يرسل رسالة إيجابية حول الاهتمام بالناس وصحتهم.
وأشار سيغل إلى أن الحفل يتضمن قائمة طعام صحية تماما، خالية من زيوت البذور وبمكونات عضوية.
ومن أبرز الأطباق التي ستقدم سلطة بزيت الفلفل الحار والتي تعزز الهضم وتحسن عملية التمثيل الغذائي، فضلا عن اليقطين المشوي الغني بالألياف ومضادات الأكسدة.
كما سيضاف الحمص كخيار نباتي يساهم في خفض مؤشر السكر في الدم وتقليل الالتهابات.
واختتم سيغل بقوله: "هذه البداية تؤكد التزام الرئيس المنتخب بتعزيز الصحة العامة من خلال الغذاء الصحي، وهو نهج يجد صدى واسعًا لدى الكثيرين".
وكان الرجل الذي يريده دونالد ترامب ليشغل منصب وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور قد قال إن الأميركيين يتسممون دون علم في إشارة لاستخدام زيوت البذور في إعداد الطعام.
وتقول سارة بيري، أستاذة علوم التغذية في كينجز كوليدج لندن ورئيسة العلماء في شركة علوم التغذية زوي: إن "السبب وراء الاعتقاد الشائع بأن زيوت البذور تسبب الالتهاب هو أن العديد منها تحتوي على كمية عالية من أحماض أوميغا 6 الدهنية، وهو نوع من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة".
وأضافت أن "الالتهاب جزء أساسي من العمليات الطبيعية للجسم، إنه جزء من رد فعلنا الفسيولوجي الطبيعي للأذى، على سبيل المثال. عندما تجرح نفسك، فإن السبب الوحيد لشفائك هو أن لديك رد فعل التهابي".
وتابعت: "هناك أدلة دامغة على أن زيوت البذور ليست مسببة للالتهابات".
وأشارت إلى أن أكثر من 15 تجربة أظهرت أن زيوت البذور ليس لها تأثير على الالتهاب بل إن حمض اللينوليك، الموجود في زيوت عباد الشمس وبذور العنب، من بين أمور أخرى، يخفض الالتهاب عادة.
ويحذر الكثير من خبراء الصحة والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من تأثيرات الزيوت النباتية على الصحة ويربطونها بانتشار الأمراض المزمنة، لكن الأمر يبدو ليس بهذه المبالغة وإنما يرتبط أكثر بطبيعة النظام الغذائي.
ووفقا لتقرير نشره موقع "أكسيوس"، فإن المناقشة حول زيوت البذور ترتبط في النهاية بالاعتماد المفرط للأميركيين على الأطعمة المصنعة وغيرها من العادات الغذائية الأوسع نطاقا والتي تترافق مع استخدام الزيوت النباتية وتزيد أضرارها، لا سيما المشتقة من البذور مثل زيت الكانولا وفول الصويا وعباد الشمس وغيرها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات واشنطن رونالد ريغان التمثيل الغذائي الحمص روبرت كينيدي جونيور أوميغا 6 الدهنية زيوت البذور الكانولا الولايات المتحدة ترامب زيوت البذور تنصيب ترامب واشنطن رونالد ريغان التمثيل الغذائي الحمص روبرت كينيدي جونيور أوميغا 6 الدهنية زيوت البذور الكانولا دونالد ترامب زیوت البذور
إقرأ أيضاً:
الناس يتساقطون من قلة الطعام.. فلسطيني يروي مشاهد الجوع بغزة
من داخل أحد مخيمات النزوح المكتظة في مخيمات وسط قطاع غزة، كان الغبار يلف المكان، والخيام تصطف بلا نظام، وأصوات الأطفال الجوعى تطغى على كل شيء.
هناك، التقت الجزيرة نت الغزّي أحمد محمد كُلاب، وهو رجل أربعيني أنهكه التعب وظهر عليه الجوع أكثر مما قاله بكلماته "نعيش في مجاعة حقيقية.. لم تمر علينا أيام كهذه، لا طحين، لا طعام، والمبكي أن أطفالنا يسألون في كل دقيقة عن الطعام".
وضع لا يحتملمن منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، بدأ أحمد رحلة نزوح قسرية طويلة، تنقّل خلالها بين رفح وخان يونس ودير البلح، ليستقر اليوم في مخيم النصيرات وسط القطاع في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لا ماء، لا كهرباء، ولا طعام.
يقول أحمد للجزيرة نت "أركض خلف التكيات حتى أوفّر طعاما لأطفالي، وفي كثير من الأيام لا أجد شيئًا أطعمهم إياه، وإن وجدت أقدمه لهم وأبقى أنا جائعا.. الوضع لا يُحتمل، الأمور صعبة بشكل لا يمكن تصوره، من يجد طعاما اليوم في غزة فهذا رزق من الله، نحن في مجاعة حقيقية".
ويتابع وقد غلبه التعب من الحديث عن مأساة باتت هي الواقع اليومي: لم تمر علينا مجاعة بهذه الشدة، أحيانا أسقط على الأرض من شدة الجوع، لا يوجد طحين، وإن وجد فلا يمكننا شراؤه".
إعلانوفي خيمته الصغيرة، لا يجد أحمد ما يسد به رمق أطفاله، ولا يعرف كيف يصمد ليوم آخر. يتساءل بحرقة "إيش نعمل؟ محتارين.. لا أكل، ولا مقومات حياة. نناشد العالم، نناشد كل ضمير حي أن ينقذنا. في أفقر الدول لم يحدث ما يحدث معنا اليوم، المجاعة تضرب غزة".
كارثة إنسانيةويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، إذ يحذر خبراء الأمم المتحدة من أن المجاعة تقترب، إن لم تكن قد بدأت فعليًا في أجزاء واسعة من القطاع، فانقطاع الإمدادات والدمار والحصار الطويل، كلها عوامل أدت لانهيار المنظومة الغذائية بشكل شبه كامل.
والنازحون في المخيمات، مثل أحمد، لا يجدون سوى "التكيات" -المطابخ الخيرية المتنقلة- ويسابقون الزمن والمسافات للحصول على وجبة واحدة. لكن حتى تلك الوجبات، كما يقول أحمد، لم تعد تكفي.
وبينما تستمر الأوضاع في التدهور، يطلق أحمد صرخة إنسانية من قلب المأساة "أنقذونا.. أطفالنا بيموتوا قدام عيوننا، إحنا بحاجة لكل شيء.. حياة من دون طعام لا تُطاق".
في ظل هذه الظروف القاسية، تتفاقم معاناة سكان غزة يومًا بعد يوم، وتبقى صرخات النازحين كأحمد كُلاب شاهدة على مأساة إنسانية تتطلب تحركا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.