روبوت صيني يجذب أنظار العالم بمحاكاته المذهلة لمشية الإنسان
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
الصين – استحوذ الروبوت SE01 “الشبيه بالإنسان” على اهتمام عالمي جديد بفضل قدرته الاستثنائية على محاكاة مشية الإنسان.
نشرت شركة الروبوتات الصينية، EngineAI، مقطع فيديو يظهر الروبوت أثناء تجواله برفقة البشر خارج مكتب الشركة في شنتشن، ما أثار إعجاب المتابعين حول العالم.
واعتقد البعض في البداية أن الفيديو يعرض رسوما متحركة بالحاسوب بسبب تحركات SE01 المعقدة والدقيقة.
وتزامن نشر هذا الفيديو مع مشاركة EngineAI في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، حيث عرضت مجموعة من الروبوتات الشبيهة بالإنسان، مثل SE01 وSA01 وPM01.
ونال الفيديو إعجاب العديد من خبراء التكنولوجيا، بمن فيهم جيم فان، عالم الذكاء الاصطناعي في NVIDIA، الذي أشاد بمشية SE01 السلسة.
وقال فان: “مشية الروبوت رائعة، ولكننا بحاجة إلى هذه الروبوتات لتنفيذ مهام حيوية مثل إطفاء الحرائق بأسرع وقت ممكن”.
وحقق SE01 قفزة كبيرة في مجال الروبوتات البشرية بفضل قدرته الفائقة على تقليد مشية الإنسان، حيث يتمتع بقدرة على أداء حركات معقدة مثل القرفصاء والضغط والمهام الدقيقة بسلاسة، ما يجعله قريبا جدا من الحركة البشرية الطبيعية.
ويتميز SE01 بتصميمه المتفرد الذي يبتعد عن الحركات الميكانيكية المتقطعة، ويعتمد على خطوات سلسة ورشيقة تجعله مناسبا للعمل في البيئات الصناعية والمنزلية على حد سواء. ويبلغ طوله 170 سم، وهو مصمم لأداء مهام متنوعة، بدءا من رفع الأوزان وصولا إلى أعمال التجميع في بيئات العمل المعقدة.
ويستفيد SE01 من وحدات مفصلية متطورة للتحكم في القوة التوافقية، ويعتمد على خوارزميات التعلم التعزيزي العميق والتعلم بالتقليد، إضافة إلى نموذج الشبكة العصبية المتقدم.
وجدير بالذكر أن EngineAI تأسست في أكتوبر 2023، وحققت تقدما سريعا في مجال الروبوتات ذات الأرجل بفضل فريق من رواد الأبحاث في هذا المجال. واستطاعت الشركة إطلاق مجموعة متميزة من الروبوتات في وقت قياسي، مثل SA01 وPM01. حيث تم تصميم SA01 كروبوت ثنائي الأرجل مفتوح المصدر للبحث العلمي والتعليم بسعر تنافسي يبلغ حوالي 5250 دولارا أمريكيا. بينما يخصص روبوت PM01، الذي يبلغ طوله 138 سم، لتطبيقات متخصصة بسعر 12030 دولارا.
أما SE01، الذي يعتبر الجوهرة في مجموعته، فلم يتم تحديد سعره بدقة حتى الآن. إلا أن المؤسس المشارك، ياو تشي يوان، أشار إلى أن سعره قد يتراوح بين 20500 دولار و27350 دولارا، ما يعكس توازنا بين قدراته المتقدمة وإمكانية وصوله إلى السوق.
المصدر: interesting engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.
فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.
من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقففي بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.
وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.
ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.
عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعيالتحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.
ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.
إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبلتُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.
ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.
نحو ذكاء عام قابل للتكيفيرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.
حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.