شبكة انباء العراق:
2025-06-03@23:54:00 GMT

نعم للعفو العام

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

يقول الشاعر أبو فراس الحمداني الذي وقع في أسر الروم لست سنين كاملة بعيداً عن أهله ودياره وهو يصف حاله في السجن وما يكابده من عناء وحزن مخاطباً حمامة كانت تنوح بقربه لعلها تشعر بما فيه من ذلك الحزن والأسى الذي يأكل منه الروح ويفجع القلب والوجدان .

أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ
أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
مَعاذَ الهَوى ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى
وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ
أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ
عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ
أَيا جارَتا ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا
تَعالِي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالِي
تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً
تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ

هذه القصيدة البليغة خير تعبير عن الحزن المكبوت الذي يطبع نفس الرجل المأسور خاصة حين يشعر بالظلم ويبحث عن الحرية وينتظر أن يكون محلقاً بعيداً في فضاء مفتوح ليشعر بإنسانيته خاصة حين يعيش تجربته وحيداً خلف القضبان والأسيجة الجارحة ولا يستطيع أن يعيش إنسانيته كما ينبغي ولا يصل صوته إلى أهله ولا يستمتع بصوت طفله وكلمات صديقه الذي طالما نادمه وجلس معه وسارا في طريق واحد وتبادلا الضحكات والأسرار وكانا يحتفظان برغبات مشتركة وأمنيات متشابهة وأحلام أربكتها السنوات وحيرتها المعاناة ويظل يكابد الألم وهو ينتظر الرحمة التي قد تنزل وتخلصه مما هو فيه .


نعم للعفو العام .. إن السجن موت بطيء يصعب التحرر منه والخلاص من عذاباته وصحيح أن هناك قتلة ومجرمين وإرهابيين وهناك تجار مخدرات وسراق ومزورين ومحتالين وهؤلاء لا يستحقون العفو لأن الجريمة طبعت سلوكهم ، لكن هناك من يستحق أن يشمل بالعفو ممن لم تتلطخ يده بدماء الأبرياء ولم يتاجر بحياة الناس . وتشير تصريحات سابقة لنواب في البرلمان إلى إستثناء جرائم الإرهاب والمخدرات وسرقة المال العام وتجارة الأعضاء البشرية وتجارة الآثار والجرائم التي تمس أمن الدولة ، وأن العفو يشمل الأبرياء والجرائم التي لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالإرهاب والمخدرات وسرقة المال العام .
لقد مر العراق بظروف صعبة ومعقدة وغير مسبوقة وأرتكب مواطنون مخالفات وجنح ووقعوا ضحية المكائد والخداع ولديهم أسر تنتظرهم ولم يرتكبوا جرائم القتل والتزوير وذهبوا ضحية معلومات مغلوطة أو ما يسمى بالمخبر السري الذي تحول إلى كابوس مزعج يخشاه الناس وهو نتاج الظروف الإستثنائية التي مر بها العراق خلال السنوات الماضية .
ويبقى من واجب القوى السياسية الواعية والقيادات صانعة القرار أن تتحرك بالإتجاه الذي يضمن أن يذهب قانون العفو العام إلى الوجهة الصحيحة ويستفيد منه من طال إنتظاره في السجون ويعود إلى أهله وحياته العادية ويباشر أعماله لينظر إلى الحياة من منظار آخر أكثر وضوحاً ويعرف قيمة الحرية والعمل والإنطلاق في الحياة مستفيداً من تجربته الصعبة تلك ويلتزم بالقوانين والأحكام ولا يتجاوزها مطلقاً لأن الإلتزام بالقانون وتطبيقه أمر يجعل من الحياة أكثر تنظيماً وواقعية وقبولاً لتكون آمنة للعيش والكفاح والبحث عن الطموحات المشروعة . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

حاكم رأس الخيمة يأمر بالإفراج عن 411 نزيلاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك

رأس الخيمة - وام 

أمر صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بالإفراج عن 411 من نزلاء المؤسسة الإصلاحية والعقابية في رأس الخيمة، ممن صدرت بحقهم أحكام مختلفة، وتوافرت فيهم شروط العفو، وتم تأهيلهم للاندماج في المجتمع والمساهمة في بنائه، وذلك بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

قيم العفو والتسامح

تعكس هذه المكرمة السامية اهتمام سموه بهذه الفئة، وحرصه على تمكينهم من ممارسة حياتهم مع أسرهم في هذه المناسبة المباركة، انطلاقاً من قيم العفو والتسامح الراسخة في مجتمع دولة الإمارات.

جاء أمر صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، إثر متابعة حثيثة من سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة رئيس مجلس القضاء، الذي كلّف لجنة العفو بإعداد الكشوف اللازمة، والتنسيق مع دائرة النيابة العامة في الإمارة والقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة وأكد أهمية ضمان تحقيق المبادرة الإنسانية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، والمتمثلة في إدخال الفرح إلى قلوب النزلاء وتأهيلهم للعودة إلى أسرهم ومجتمعهم أفراداً منتجين وفاعلين.

إدخال البهجة

وأعرب المستشار حسن سعيد محيمد، النائب العام لإمارة رأس الخيمة، عن خالص شكره لمكرمة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، التي تعكس حرص سموه على إدخال البهجة إلى نفوس أسر المحكومين وعائلاتهم وأبنائهم في هذه الأيام المباركة.

وتوجّه بالشكر أيضاً إلى سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة رئيس مجلس القضاء، على متابعته المستمرة واهتمامه الدائم بشؤون النيابة العامة والقضاء في الإمارة.

وأكد أن العفو يُمثل فرصة ذهبية للنزلاء لطيّ صفحات الماضي، وبدء حياة جديدة تحت مظلة الالتزام بالقانون، الذي يُعد أحد القيم الأساسية التي يرتكز عليها مجتمع دولة الإمارات.

مقالات مشابهة

  • حاكم رأس الخيمة يأمر بالإفراج عن 411 نزيلاً بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • منظمة العفو الدولية: إسرائيل استهدفت المتضورين جوعا في غزة
  • العفو العام في 5 أيام.. 1534 مفرجاً و3.5 مليارات دينار مستردة
  • قانون العفو العام في اقليم كوردستان جاهز وينتظر اقرار البرلمان الجديد
  • من المهربين إلى الخونة.. 10 قرارات عفو رئاسية مدهشة في تاريخ أميركا
  • النزاهة: المشمولين بقانون العفو العام لايحق لهم المشاركة في الانتخابات المقبلة
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • وزير الخارجية السوري يجري مباحثات مع وفد من “العفو الدولية”