بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد الماضي، ظهر عشرات المقاتلين المقنعين من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، مرتدين أقنعتهم السوداء المميزة وعصابات الرأس الخضراء، وقاموا بتسليم 3 رهائن إلى سيارات الصليب الأحمر، التي نقلتهم إلى الحرية في إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قد تعهد "بتدمير" حماس بعد هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكن بعد 15 شهراً من القتال بحرب عصابات تحت الأرض، خرج مسؤولو حماس ومقاتلوها وعناصر الشرطة التابعة لها، من تحت أنقاض القطاع المدمر خلال الأيام التي تلت الاتفاق، وكأنهم مستعدون لإدارة غزة مرة أخرى، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
Is Hamas back? https://t.co/ykLJryJzoO
— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) January 21, 2025 ترتيبات غامضةوقال المتحدث باسم الحكومة التابعة لحماس في غزة، إسماعيل الثوابتة: "نحن نعمل وفق خطة طوارئ. لا يمكننا أن نترك شعبنا في فراغ لإرضاء نتانياهو".
وأضاف أن السلطات التي تقودها حماس تخطط لعقد اجتماعات لاستئناف التعليم، وإعادة فتح المساجد للصلاة، وتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات التي تعرضت للقصف.
وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية من غزة في جامعة نورث وسترن الأمريكية: "حماس لم تنته رغم خسائرها العسكرية. الطريقة التي تم بها تسليم الرهائن كانت استعراضاً للقوة وعملاً من التحدي لإسرائيل، لقد ترك اتفاق وقف إطلاق النار ترتيبات غامضة حول اليوم التالي وحول إدارة غزة".
Is Hamas back?https://t.co/6JdgJ2KIjJ
Within hours of the #Gaza ceasefire dozens of masked #Hamas fighters were back on the streets. At the same time, Hamas-led authorities were already planning restoration of education & health services as well as reactivating mosques pic.twitter.com/FNv4eLAVED
وفي إسرائيل، صدمت صور مقاتلي حماس وهم يعودون إلى السطح ويؤكدون سلطتهم، الرأي العام، وأثارت تساؤلات جدية حول فعالية الحملة الشرسة التي شنتها إسرائيل على القطاع.
بينما حذر بعض المحللين الإسرائيليين، من أن ظهور المقاتلين المقنعين كان مجرد خدعة دعائية تخفي خسائر الحركة الكبيرة، رأى آخرون أنها دليل على عدم وجود تخطيط استراتيجي من قبل حكومة نتانياهو، بحسب الصحيفة.
ورفضت إسرائيل النظر في دور ما بعد الحرب في غزة للسلطة الفلسطينية، التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية.
Israel freed 90 Palestinian prisoners and detainees early on Monday, hours after three Israeli hostages released from Hamas captivity in Gaza returned to Israel. The long-awaited ceasefire in the Gaza Strip took effect Sunday. pic.twitter.com/CjLdHQwHdV
— The Associated Press (@AP) January 21, 2025 "حماس صامدة"وقال آفي إيسسخاروف، محلل إسرائيلي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، وأحد المنتجين لمسلسل "فوضى" الشهير، الذي يعرض على منصة نتفليكس: "غزة مدمرة، لكن حماس ما زالت صامدة. السبب في ذلك هو عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بمناقشة أي خيار آخر لنظام بديل في غزة".
وأسفرت الحملة الإسرائيلية في غزة، عن مقتل ما يقرب من 47 ألف شخص، وتحويل أجزاء شاسعة من القطاع إلى أرض قاحلة غير صالحة للسكن. كما عانت حماس من خسائر فادحة وأصبحت قوة ضعيفة، حيث قُتل العديد من قادتها الكبار، بما في ذلك قائدها في غزة يحيى السنوار، إلى جانب الآلاف من مقاتليها.
ومع ذلك، حذر مسؤولون دوليون من أن وحشية الحملة الإسرائيلية والمعاناة المدنية، ربما دفعت بأعضاء جدد إلى الانضمام للحركة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي، إن أمريكا تعتقد أن حماس جندت عدداً من المقاتلين يعادل تقريباً عدد خسائرها.
وقال يوسف لبد، الذي نزح من الشمال إلى منطقة المواصي الساحلية جنوب القطاع: "زادت فرحتي بوقف إطلاق النار مع ظهور كتائب القسام والشرطة، لطمأنتنا بشأن المقاومة وسحق إسرائيل وإظهار فشلها".
After 15 months of war, Hamas still rules over what remains of Gazahttps://t.co/WZkKFLPale pic.twitter.com/dNhWCQhcFs
— The Washington Times (@WashTimes) January 21, 2025 عرض استفزازيولكن غزيين آخرين عبروا عن مرارة تجاه الحركة، بسبب الدمار الذي يعتقدون أن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي قالت إسرائيل إنه أودى بحياة 1200 شخص وأدى إلى الحرب، جلبه عليهم.
وقالت مها، التي نزحت من غزة إلى النصيرات وسط القطاع، إنها وجدت إعادة ظهور مقاتلي كتائب القسام "مستفزة". لكنها أضافت أن "نشر الشرطة أمر إيجابي وسيمنع على الأقل السرقات".
وأوضحت "نحتاج حماس في هذه المرحلة للسيطرة على الأمن، لكننا لا نريدهم أن يحكموا ولا نريد سماع كلمة مقاومة".
ومنذ يوم الأحد الماضي، سعت السلطات التابعة لحماس إلى إعادة فرض القانون والنظام والسيطرة الإدارية على القطاع. تم نشر الشرطة في بعض الطرق والتقاطعات، بينما تحاول المجالس المحلية التي عينتها حماس فتح الطرق المغلقة، بسبب الأنقاض واستعادة الخدمات.
ولكن من يحاول حكم غزة سيواجه تحديات أكبر بكثير. يتطلب البنية التحتية المدمرة وملايين الأطنان من الأنقاض استثمارات ضخمة لإزالتها وبدء إعادة الإعمار، كما تشير الصحيفة.
وقال يحيى السراج، رئيس بلدية غزة، إن "الأولوية الآن هي إزالة الأنقاض التي تسد الطرق". لكنه أضاف أن "80% من المعدات الثقيلة التي تمتلكها البلدية، مثل الجرافات، قد دُمرت. هذه مشكلتنا الأكبر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حماس اتفاق وقف إطلاق النار اتفاق غزة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حماس لم تغلق الباب بشأن المفاوضات وترامب بحاجة لإنجاز
إعلام إسرائيلي: رد حماس "نعم ولكن" ونحن نغرق في الأحلام والأوهام.
ناقش الإعلام الإسرائيلي رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وإمكانية تجاوز الفجوات بين الصيغ المتعددة للمقترح. ويرى محللون ووزراء سابقون ضرورة إنهاء الحرب التي باتت عبئا ودليلا على فشل حكومة إسرائيل في إدارة الدولة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of listوقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري إن "ما تقوله حماس هو أنها لم تغلق الباب، وهي قالت: نعم ولكن"، مشيرا إلى وجود جهد في الكواليس لمحاولة فحص أي من الصيغ يمكن تطبيقها ويمكن للجميع التعايش معها. ولفت إلى أن القضية تتمحور حول بند إنهاء الحرب.
ووصف محلل شؤون سياسية في القناة 13، غير تماري رد حماس بالمبهم جدا، وقال "مما ينشر يتبين أن لحماس تحفظات بشأن مسألة وقف إطلاق النار الدائم وبشأن الآلية التي تضمن الدخول في مفاوضات مستمرة منذ إطلاق سراح المخطوفين".
واستند المحلل الإسرائيلي إلى ما قال إنها تقارير مصرية تفيد بأن حماس اقترحت توزيع عملية إطلاق سراح الأسرى.
وحسب آري شابيط، وهو صحفي وكاتب، فإن المؤشر على أن المفاوضات أصبحت جدية والنتيجة قريبة، هو عندما يذهب رون ديرمر (وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي) إلى الدوحة، وأضاف يقول "حماس فعليا تحت ضغط عسكري وإستراتيجي وإنساني إسرائيلي"، كما أن إسرائيل تتعرض لضغط سياسي كبير.
إعلانورأى -في جلسة نقاش على القناة 13- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحاجة لإنجاز، فقد وعد بالسلام في أوكرانيا ولم يتحقق له، ولديه مشاكله مع الصين، ولم يحقق إنجازا دوليا إلاّ صفقة الأسرى الأولى.
الغزيون لن يهاجرواومن جهته، تساءل محلل الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، آفي إيسسخاروف عن المدة التي سيساعد فيها الجيش الإسرائيلي الشركة الأميركية في توزيع المساعدات، وقال "من سيحكم هناك في النهاية"، مشيرا إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أجاب على هذا السؤال عندما قال "سنحشر كل سكان غزة جنوب محور موراغ وبالتدريج نهجرهم إلى دول أخرى".
غير أن يوفان بيتون، وهو قائد استخبارات مصلحة السجون سابقا علق يقول "لن يهاجر الغزيون من القطاع.. نحن هنا نغرق في أحلام وأوهام وكان علينا أن ننهي الحرب منذ فترة طويلة" معتبرا أن مصلحة إسرائيل الكبرى هي في إنهاء الحرب.
كما رأى مائير شطريت -وهو وزير المالية والقضاء سابقا- أن إطلاق سراح الأسرى هو أهم شيء تفعله حكومة بنيامين نتنياهو (المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية)، وقال "هذه الحكومة فقدت كل نهج عادي وطبيعي في إدارة الدولة ولدينا وزراء يتصرفون بطريقة جنونية بشكل تام".