معاش والدتي المتوفاة مازال يصرف بالخطأ فهل يجوز الحصول عليه.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء سؤال من أحد المواطنين يتعلق بمصير المعاش الذي كان يصرف لوالدته المتوفاة.
السائل أوضح أنه بعد وفاة والدته، أخطر هيئة التأمين والمعاشات بإرسال صورة من شهادة الوفاة، وبعد مرور فترة، اكتشف أن مبلغ المعاش ما زال يتم صرفه ويوضع في حساب والدته في البنك، نتيجة لذلك، قام السائل بسحب المبلغ الموجود، مما أثار تساؤلات حول شرعية هذا التصرف في ظل الظروف المالية الصعبة التي يمر بها.
وفي ردها على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء أنه إذا كان السائل لا يستحق شيئًا من معاش والدته المتوفاة، فلا يجوز له أن يأخذ هذا المعاش، حتى لو كان يمر بضائقة مالية.
وشددت على أن أخذ هذا المال يعد تصرفًا غير جائز شرعًا، وأوضحت دار الإفتاء أنه يجب على السائل حساب المبلغ الذي حصل عليه بغير وجه حق والذي قام بالتصرف فيه، والقيام برده إلى هيئة المعاشات إن كان ذلك ممكنًا. وفي حال عدم القدرة على إعادته، يُنصح بتوجيه هذا المال إلى مصالح الفقراء والمساكين.
هل يجوز الزواج عرفيا لضمان استمرار صرف معاش زوجي المتوفي
من جهة أخرى، تناول الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا آخر من سيدة تدعى "مها"، التي أشارت إلى أنها عادت إلى زوجها السابق بعقد زواج عرفي بعد الطلاق الرسمي، وذلك بغرض الاستفادة من المعاش.
وأوضح الشيخ كمال أن الطلاق ينقسم إلى نوعين: الطلاق الرجعي، والذي يمكن للمرأة أن تعود فيه إلى زوجها دون الحاجة لعقد جديد، والطلاق البائن، الذي ينقسم بدوره إلى بائن بينونة صغرى وبائن بينونة كبرى. إذا كان الطلاق بينونة صغرى، فيمكن للمرأة العودة إلى زوجها بعقد جديد. أما إذا كان الطلاق بينونة كبرى، فلا يمكنها العودة إلى الزوج السابق.
وأضاف الشيخ كمال أن الزواج العرفي في هذه الحالة قد تم عقده فقط بغرض الحصول على معاش لا تستحقه الزوجة في حال كانت متزوجة بشكل رسمي. واعتبر هذا الأمر تحايلاً وغشًا، وهو غير جائز شرعًا.
وأوضح أمين الفتوى أن المال الذي يتم الحصول عليه بطرق غير شرعية يفقد بركته ويجب تجنب هذه الممارسات. وأكد أن من الضروري أن يتحلى المسلم بالالتزام بالمعايير الشرعية في جميع معاملاته المالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء أمين الفتوى الزواج العرفي المزيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: بعض الناس يقولون: إن العرب كانوا عندهم تشاؤم من شهر صفر؛ ما حكم الشريعة الإسلامية من التشاؤم ببعض الشهور كشهر صفر؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.
تابعت: ومع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».
وذكرت أن الإمام ابن عبد البر القرطبي يقول في "الاستذكار" (8/ 424، ط. دار الكتب العلمية-بيروت): [وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك] اهـ.
التشاؤم من شهر صفر
وقال الإمام الطيبي في "شرح المشكاة" (9/ 2980، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز): [«ولا صفر» قال أبو داود في "سننه": قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»] اهـ.
وجاء في "شرح سنن ابن ماجه" للسيوطي (ص: 259، ط. قديمي كتب خانة): [قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فأبطل كل هذه المزعومات ونفاها الشارع] اهـ.
وبينت أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.