دعت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني، المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية إلى تكريم كافة العاملين في العمل الإنساني حول العالم، ودعمهم لتعزيز الوحدة بين الثقافات والجنسيات والأديان، بما يمكن من خلق عالم أكثر شمولا وتعاطفا، يقدر الكرامة الأساسية لجميع البشر، ويعمل على بناء مستقبل أفضل للإنسانية، يتميز بالتعاطف والتضامن والمرونة.


وأكدت سعادتها أن العمل الإنساني لا يعرف حدودا جغرافية أو سياسية، ولا يعترف بالتفرقة بين الثقافات، والجنسيات، أو الأديان والطوائف، ولا يرى اختلافات في اللون والعرق.
وقالت في تصريحات لها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، إن العمل الإنساني يرتكز على قدسية الحياة الإنسانية وقيمتها الجوهرية وعلى الرغبة الجامعة والالتزام اللامتناهي في سبيل التخفيف من المعاناة الإنسانية، وتوفير الراحة والأمان، وتضميد الجراح الجسدية والروحية والنفسية.
وأضافت: اليوم العالمي للعمل الإنساني، حدث سنوي يحتفى به لتكريم جهود العاملين في المجال الإنساني حول العالم لتعزيز فكرة أن الناس من جميع الثقافات والجنسيات والأديان يمكن أن يتحدوا كقوة فاعلة في خدمة الإنسانية، ويذكرنا هذا اليوم بضرورة حماية ومساعدة المتضررين من الصراعات والكوارث والأزمات، مع التركيز على المسؤولية الجماعية التي نتقاسمها كمواطنين عالميين.
وأكدت أن العاملين في المجال الإنساني، يعملون مدفوعين بشغفهم وتفانيهم، بلا كلل للتخفيف من المعاناة وتقديم الخدمات الأساسية وإعادة الأمل إلى المجتمعات والأفراد الذين يواجهون الصعاب، مع الأخذ في الاعتبار أن العمل الإنساني، يتجاوز الحدود الثقافية والوطنية والدينية، ويوحد الأفراد في سعيهم النبيل لخدمة الإنسانية.
وأضافت: منذ الحدث المأساوي الذي وقع في بغداد في 19 أغسطس 2003، عندما أسفر هجوم إرهابي عن مقتل 22 عاملا إغاثيا، بما في ذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو، أصبح هذا اليوم مناسبة لتكريم ليس فقط الأبطال الذين فقدوا حياتهم، ولكن أيضا العديد من القائمين على العمل الإنساني الذين يواصلون المخاطرة بحياتهم لمساعدة الآخرين، حيث يعتبر هذا اليوم منصة عالمية لزيادة الوعي بأهمية العمل الإنساني والدعوة لتقدير وحماية المشاركين في هذا العمل.
وأشارت إلى أن فعالية العمل الإنساني تعتمد على قدرة العاملين على تعزيز التعاون والتفاهم بين الأفراد من ثقافات وجنسيات وأديان متنوعة من خلال احتضان هذه الاختلافات، حيث يكتسب العاملون في هذا المجال فهما أعمق للتحديات التي تواجه المجتمعات المختلفة، مما يمكنهم من الاستجابة بحساسية وتفهم للثقافة والتعامل بطرق تتلاءم مع الأولويات الإنسانية.
وأضافت: بالرغم من اختلافاتهم الثقافية والدينية والعرقية فإن القاسم المشترك الذي يعزز وحدتهم هو الانتماء والإيمان بمبادئ العمل الإنساني، وهي الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلال، ويعزز هذا التنوع قدرتهم على تعبئة الجهود وبناء الثقة والتفاعل مع أولئك الذين في أمس حاجة للمساعدة.
وأوضحت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني، أن تخطي الحواجز الثقافية وتنوع الثقافات يشكل تحديات في العمل الإنساني، لكنه يتيح أيضا فرصا للنمو والتعلم، ويجب على العاملين في المجال الإنساني التعامل مع مجموعة متنوعة من القيم والمعتقدات والممارسات الثقافية أثناء تقديم المساعدة والدعم، من خلال الاعتراف بتلك الاختلافات واحترامها، كما يمكنهم إقامة علاقات ذات مغزى وتعزيز الثقة في المجتمعات.
وأكدت أن العاملين في المجال الإنساني غالبا ما يعرضون حياتهم للخطر لإنقاذ أو إخلاء أو حماية أشخاص غرباء لا يمتون إليهم بأية صلة، ولكن صلة الإنسانية هي الدافع والمحفز لهم، وفي هذا اليوم يجب أن نتذكر الذين دفعوا الثمن بحياتهم أو بأجسادهم أو بصحتهم العقلية والنفسية.
واعتبرت سعادتها اليوم العالمي للعمل الإنساني تذكيرا بأن العمل الميداني يتطلب الجهد الجماعي والتعاون والالتزام، والقدرة على العطاء، والثقة بالنفس وبالآخر، كما يتطلب التعامل مع أشخاص تعرضوا للقصف والتهجير، والتعذيب والتنكيل، والحرمان من المأوى ومن العائلة والأحباء والوطن، وضرورة الاستجابة بطرق ملائمة لاحتياجاتهم الملحة والطارئة، وتلبية حاجتهم للراحة النفسية والطمأنينة، بتفهم وهدوء ومنحهم الأمل بصدق وأمانة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية الإغاثة الإنسانية العاملین فی المجال الإنسانی العمل الإنسانی هذا الیوم

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. ناشطة سبعينية على متن حنظلة: غزة اختبار للضمير الإنساني

في مطبخ صغير على متن السفينة "حنظلة"، لم تكن فيغديس بيورفند بحاجة للكثير من الكلمات لتقول كل شيء، عيناها تحملان طبقات من سنواتها السبعين، من النضال البيئي إلى الكفاح من أجل العدالة في قطاع غزة المحاصر.

جاءت من النرويج، بلد المياه الباردة والغابات الهادئة، إلى قلب المياه التي صارت مرصودة بالمُسيَّرات الإسرائيلية منذ يومين لمراقبة حركة سير "حنظلة" التي تقترب بإصرار نحو غزة.

لم تكن فيغديس غريبة عن النضال، فقد أمضت قرابة 5 عقود لتكون صوتا ثابتا للسلام والكرامة وحقوق الإنسان، لكنها على متن السفينة الإنسانية ترى أن غزة "ليست مكانا عاديا، بل هي اختبار للضمير البشري"، قالتها ببساطة، وكأنها تلقي بحكمة نرويجية منسية فوق خريطة عربية مشتعلة.

سفينة حنظلة أبحرت منذ أيام من إيطاليا نحو قطاع غزة (الجزيرة) إصرار ورسالة

حين سؤالها عما يدفع امرأة في عقدها السابع لركوب البحر رغم التهديد والخذلان الدولي، ابتسمت قائلة: "ليس الخوف هو ما يقود العالم إلى الأمام، بل الإصرار على عدم التعود على الظلم"، ليبدو جوابها وكأنه صفعة لكل من اعتاد على أخبار الحصار كأنها نشرة أحوال الطقس على الشاشات.

وأضافت فيغديس للجزيرة نت "ما يحدث الآن مُروِّع للغاية، لذا أردت المشاركة في "حنظلة" لكسر الحصار الإسرائيلي غير الشرعي على غزة، حيث الأطفال يتضورون جوعا ولا يحصلون على طعام أو ماء، ونحن هنا لنُظهر لأهالي غزة أنهم ليسوا منسيين رغم أن الحكومات الأوروبية لا تفعل أي شيء".

وتابعت "سنواصل الإبحار من أجل العدالة وكسر الحصار، ولأجل أطفال غزة والشعب الفلسطيني الشجاع هناك، ما دام ذلك ضروريا، وطالما أهل القطاع في أكبر سجن مفتوح في العالم".

وتصف فيغديس العدوان الإسرائيلي بـ"المجرم" و"غير القانوني"، معتبرة أن ما يحدث اليوم "ظلم شديد ولا يعد حربا، بل هو احتلال صارخ"، وتقول متسائلة: إنها لا تفهم لماذا لا تضع حكومات العالم حدا لذلك؟، "خاصة أن لديها القدرة على إيقافه والسماح لشعب فلسطين بالحرية والعيش كمواطنين عاديين كما يشاؤون، والسماح للأطفال بالذهاب للمدارس".

فيغديس بيورفند أبحرت مرات عدة تضامنا مع غزة كان آخرها قبل فترة عبر سفينة "مادلين" (الجزيرة) "جدة العالم"

يُلقب ركاب السفينة "حنظلة" فيغديس بـ"جدة العالم"، فهذه الناشطة النرويجية لا تحكي عن أطفال غزة كغرباء، بل وكأنهم أحفادها، ولا تشعِرك بأنها تسمع عن أمهات فلسطين فقط، لكن تصفهن كما لو أنها تعرف رائحة مطبخهن جيدا.

إعلان

تسكت فيغديس لحظة وكأنها تلتقط أنفاسها من هول ما يحدث، ثم تهمس "غزة ليست بعيدة عن بلدي، هي جزء من إنسانيتي، وفهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يحتاج دكتوراه أو قراءة آلاف الكتب لأن الحرية لا تحتاج إلى تأشيرة، بل إلى قلوب حية".

وانطلقت الجدة فيغديس في مجال النشاط عام 1976 في النرويج، وأدارت متجرا للملابس المستعملة كانعكاس لقيمها في الاستدامة ورعاية المجتمع والبساطة.

كما انضمت لأول مرة إلى أسطول الحرية عام 2023 على متن حنظلة، وشاركت منذ ذلك الحين في 3 مهمات -بما في ذلك "الضمير" و"مادلين"- مُظهرة باستمرار شجاعتها وتضامنها في وجه الظلم.

وفي إطار أنشطتها من أجل العدالة، أكدت فيغديس "أعلم أن الناس في جميع أنحاء العالم يهتمون لفلسطين، ويجب أن يتغير الوضع في القطاع بتكاتف جهودنا جميعا، وستحرص الحكومات عاجلا أم آجلا ـونأمل أن يكون عاجلاـ على إيقاف إسرائيل".

الطبخ لطاقم سفينة حنظلة مهمة تقوم بها فيغديس بيورفند -يسارا- بحب وشغف (الجزيرة) الطبخ بشغف

عادت فيغديس إلى حنظلة للمشاركة في هذه الرحلة، وهذه المرة تعمل كطاهية على متنها. بقلبها واهتمامها، تُغذي وَجباتها ليس فقط أجساد أفراد الطاقم، بل أيضا أرواحهم.

وقالت: "لا أعرف إن كنتُ طباخة ماهرة، لكنني أطبخ من قلبي، والطبخ يُسعد الناس، ولكوني جدة لأحفادي، أحب رعاية الآخرين كثيرا ولا أريد أن يسألني أحفادي يوما ما: لماذا لم تفعلي شيئا؟".

وحال تمكنت "حنظلة" من الوصول إلى شواطئ غزة، أشارت فيغديس "حلمتُ أننا سنصل إلى غزة، والنساء الفلسطينيات هناك طباخات ماهرات جدا، لكن لو سمحن لي بالطهي لهن، سيكون شرفا لي القيام بذلك".

لم تشارك فيغديس بيورفند في هذه الرحلة الإنسانية المحفوفة بالمخاطر بحثا عن بطولة أو حمل شعارات برَّاقة. وهي تشبه الموج الذي يتقدم بصبر هادئ، لا ليغرق، بل ليصل إلى هدفه العادل.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو إلى ضمان وصول المساعدات إلى غزة دون عوائق
  • الأمم المتحدة تدعو إلى ضمان الوصول الإنساني إلى غزة دون عوائق
  • أبوالغيط: الحرب توسعت خارج غزة وعواقبها طالت الشرق الأوسط بأكمله
  • الإغاثة الطبية بغزة تدعو المؤسسات الدولية للسعي لإدخال الوقود وإنقاذ المنظومة الصحية
  • اليوم.. ندوة لتكريم الفنانة ميمي جمال بالقومي للمسرح
  • بشروط.. تحديد الحد الأدنى للعلاوة الدورية للعمانيين العاملين بالقطاع الخاص
  • «مستقبل وطن» ينظم احتفالية كبرى لتكريم أوائل طلبة الثانوية العامة بحضور الأمين العام
  • بالفيديو.. ناشطة سبعينية على متن حنظلة: غزة اختبار للضمير الإنساني
  • وزيرة التخطيط: ضرورة إفساح المجال للقطاع الخاص وتحسين حوكمة المؤسسات المالية الدولية
  • مختص: «أبشر» تُمكن العاملين الوافدين من التنقل الوظيفي بين جهات العمل