جدل حول أقدم هرم في العالم.. هل بني بواسطة البشر؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أثار اكتشاف أثري جديد في إندونيسيا تساؤلات كبيرة حول أقدم هرم في العالم، حيث يعتقد بعض العلماء أن الهيكل قد لا يكون من صنع البشر.
يعتبر هرم "جوسر" المدرج في مصر، والذي يُقدّر أنه بُني حوالي عام 2630 قبل الميلاد، أقدم هرم تم بناؤه بواسطة الإنسان. ومع ذلك، فإن دراسة نُشرت في مجلة Archaeological Prospection قبل عدة سنوات تشير إلى أن موقع "غونونغ بادانغ" في إندونيسيا قد يكون الأقدم، حيث يعود تاريخه إلى حوالي 25,000 سنة قبل الميلاد.
الادعاء بأن هذا الموقع يضم أهرامًا قديمة أثار جدلاً واسعًا بين العلماء. ففي الورقة البحثية، اقترح الباحثون أن الهيكل في "غونونغ بادانغ" ربما يكون قد نشأ من تلة لافا طبيعية، ثم تم تشكيلها معماريًا.
وأكدوا أن هذا الاكتشاف قد يغير التصور التقليدي حول تاريخ البناء البشري، مشيرين إلى أن تقنيات البناء المتقدمة قد تكون موجودة منذ الفترة الجليدية الأخيرة، قبل أن يتم اكتشاف الزراعة.
وقال الباحثون في الورقة: "تشير الأدلة من غونونغ بادانغ ومواقع أخرى مثل غوبكلي تبه في تركيا إلى أن تقنيات البناء المتقدمة كانت موجودة عندما لم تكن الزراعة قد اخترعت بعد."
لكن العديد من العلماء اعترضوا على هذه الفرضيات. وعلق "فلينت ديبل"، من جامعة كارديف، قائلاً: "المواد التي تتدحرج أسفل التل ستتجه بشكل معين. لا توجد أي أدلة تشير إلى أن الهيكل من صنع الإنسان."
وأضاف في تصريح لصحيفة ذا غارديان: "إذا عثرت على عينة تربة تعود إلى 40,000 عام، فهذا لا يعني أن قصر ويستمنستر تم بناؤه في تلك الفترة."
من جانبه، أكد "بيل فارلي"، عالم الآثار في جامعة ولاية كونيتيكت الجنوبية، أن عينات التربة التي تم جمعها من الموقع "لا تحمل أي علامات على النشاط البشري، مثل الفحم أو عظام الحيوانات."
تسبب الجدل في قيام محرري Archaeological Prospection بإطلاق تحقيق حول صحة الدراسة، انتهى بسحب الورقة البحثية بعد أن أُثيرت مخاوف من خبراء في الجيوفيزياء وعلم الآثار حول الاستنتاجات التي توصل إليها المؤلفون.
وأشار بيان سحب الدراسة إلى أن عينات التربة التي تم أخذها لم تكن مرتبطة بأي اكتشافات من صنع الإنسان، وبالتالي فإن الاستنتاج بأن الموقع يحتوي على هرم كان غير دقيق.
من جانبه، عبر مؤلف الدراسة، البروفيسور "داني هيلمان ناتاويدجا"، عن استيائه من سحب الورقة، واصفًا الأمر بأنه "رقابة شديدة تتجاهل المبادئ الأساسية للاستفسار العلمي والشفافية والعدالة في الخطاب الأكاديمي."
ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال حول أصل هرم "غونونغ بادانغ" دون إجابة قاطعة، مما يفتح المجال للمزيد من البحث والنقاش في الأوساط العلمية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مصر إندونيسيا البشر هرم دراسة علمية دراسة علمية حديثة مصر إندونيسيا أخبار علمية إلى أن
إقرأ أيضاً:
أقدم متجر ألعاب في التاريخ؟ اكتشاف مذهل يكشف ألعاب أطفال بيعت في سوريا قبل 4500 عام!
شمسان بوست / متابعات:
أظهر اكتشاف 19 خشخيشة طينية صنعت بمدينة حماة بسوريا خلال العصر البرونزي أن بيع ألعاب الأطفال ليس ابتكارا حديثا بل كان موجودا بسوريا قبل 4500 عام وفق باحثة بالمتحف الوطني الدنماركي.
وقالت المعدة المشاركة للدراسة التي تناولت هذا الاكتشاف ونشرتها مجلة “تشايلدهود إن ذي باست” العلمية المتخصصة ميته ماري هالد لوكالة فرانس برس “إذا كان المرء (في ذلك الزمن) يريد تسلية طفله، كان يستطيع إعطاءه ملعقة خشبية أو حجرا”.
ولكن حتى في ذلك الوقت قبل 4500 عام، كان لدى الوالدين خيار آخر، وهو أن “يذهبا إلى السوق ويشتريا الألعاب المصنوعة من محترفين”.
فقد اكتشف الباحثون مصادفة ضمن مجموعات المتحف الوطني الدنماركي قطعا من 19 خشخيشة طينية صنعت في حماة بسوريا، يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وهي أكبر مجموعة من نوعها.
وأوضحت الباحثة “على جانب القطع، يلاحظ أن الطين مشغول بالطريقة نفسها تماما التي تشغل بها الأواني العادية التي يصنعها محترفون”.
وأشارت إلى أن جودة الخشخيشات تجعل من المستبعد أن يكون الوالدان غير المحترفين صنعاها.
وأملت في أن تتيح الدراسة للمتخصصين درس قطع الطين من كثب إذ قد يتبين أن أشياء أخرى هي ألعاب، مثل بعض التماثيل.
وأضافت “غالبا ما تصنف على أنها تماثيل توضع في معابد، لكننا نتساءل عما إذا كانت ألعابا مصنوعة للأطفال، لأنها متنوعة وتبدو مضحكة جدا”.
ويصعب التعرف على طبيعة الألعاب إذ نبش معظمها خلال الحفريات الأثرية على شكل شظايا ولم تكن متكاملة.
المصدر: “فرانس برس”