رئيس «الدستورية»: مصر حرصت على ترسيخ ضمانات حقوق الإنسان وحريات الأفراد
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أكّد المستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا، إنَّ المشاركة الواسعة من جانب كبار القضاة والفقهاء الدستوريين الأفارقة، في اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الافريقية، تعكس صدق الغايات لدول القارة، لتعزيز أوجه التعاون وإعلاء قيمة الحوار بين الدول الأفريقية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس المحكمة الدستورية العليا، خلال افتتاح الاجتماع الذي يعقد على مدى يومين برعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي تشارك في أعماله وفود 35 دولة أفريقية و5 منظمات دولية وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية بصفة مراقب، وبحضور رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي، ورئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ووزير العدل المستشار عدنان فنجري بالإنابة عن رئيس الوزراء، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ووزيرة البيئة الدكتور ياسمين فؤاد، ورؤساء الجهات والهيئات القضائية.
وقال المستشار بولس فهمي، إنَّ الاجتماع الذي يحتضن قامات كبيرة من كبار قضاة أفريقيا والفقهاء الدستوريين، لمناقشة التحديات التي تواجه عملهم ودولهم، يوضح بجلاء أن القضاة الأفارقة، يبتغون إقامة العدل على أسس رفيعة.
وأعرب رئيس المحكمة الدستورية العليا عن تقديره الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعمه غير المحدود للاجتماع في كافة دورات انعقاده، سعيا لتعزيز نجاح الاجتماع، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤكد أن الدولة المصرية حريصة على القضاء ودعم استقلاله.
تحقيق السلم المجتمعيوأكّد رئيس المحكمة الدستورية العليا، إنَّ اجتماع القاهرة على مدى دوراته السابقة، ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي، في أعمال اجتماعاته ومناقشاته، باعتبار أنَّ تحقيق السلم المجتمعي العام في القارة الأفريقية، وضمان السلام الاقتصادي وخصوصيات تراثنا الافريقي المشترك، يمثل أمرا بالغ الأهمية.
وأشار إلى أنَّ التجربة المصرية في التعامل مع الظروف الاستثنائية، خلال مراحل تاريخية متعددة، تكشف عن مقاربات لتلك الظروف بخبرات دستورية و قانونية، تستهدف حفظ الأطر الشرعية الدستورية.
وأشار إلى أنَّ مصر لطالما حافظت على الشرعية الدستورية، خلال أزمات الحروب العالمية والحروب الإقليمية وموجات الإرهاب المتنوعة التي كانت تستهدف النيل من وحدة الشعب المصري، وخلال الجوائح الصحية، وهي جميعا ظروف استثنائية تكدست في مراحل زمنية ضيقة وشكلت تحديا كبيرا لمصر والدول الافريقية.
وأوضح أنَّ مصر لطالما حرصت على ترسيخ ضمانات حقوق الإنسان وحريات وحقوق الأفراد، وهو الأمر الذي يظهر بجلاء في مدونات الأحكام التي أصدرتها المحكمة الدستورية العليا وكذا الأحكام القضائية، مؤكّدًا أنَّ هذا الأمر يتعين معه الإشادة بتوجهات الدولة المصرية التي تحملت القيود التي فرضتها السلطة القضائية لضمان تلك الحقوق، خلال فترات استثنائية اقتضت اتخاذ العديد من الإجراءات في سبيل تحقيق المصلحة العامة الفضلى.
وأشار إلى أن دستور مصر القائم، فرضت نصوصه سياجا محكما من الإجراءات والضوابط التي حدت كثيرا من تبعات فرض حالة الطوارىء، على نحو أصبحت معه تلك الحالة عصية على الاستمرار لفترات زمنية ممتدة، ومن ثم فرض الدستور بنصوصه إنهاء تلك الحالة، وأصبحت الشرعية الطبيعية هي الحاكمة.
وشدد رئيس المحكمة الدستورية العليا على أنَّ اجتماع القاهرة لطالما كان يستهدف تعزيز الهويات الثقافية لدول القارة الأفريقية، وتتحقق معه العدالة الاجتماعية التي تستهدفها أجندات الاتحاد الأفريقي للتنمية المستدامة.
من جهته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أنَّ المحكمة الدستورية العليا تقوم بدور عظيم يسهم في تعزيز الجمهورية الجديدة، لاسيما في التعاون مع الدول الأفريقية والذي يعد نفاذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الصدد بما يحفظ حقوق ومصالح الشعوب الأفريقية ودولها.
وأشار مدبولي في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار عدنان فنجري وزير العدل - إلى تعاون المحكمة الدستورية العليا مع مختلف مؤسسات الدولة لضمان حماية حقوق وحريات الأفراد وكذلك توجه الدولة نحو أفريقيا موحدة وقوية.
وتابع رئيس الوزراء، أنَّ الظروف الاستثنائية التي فرضت علينا يجب أن تكون فرصة للعمل المشترك للحد من آثارها والتي تنوعت بين النزاعات والجوائح الصحية، بما يضمن حفظ حقوق شعوب الدول الأفريقية في تحقيق التنمية المستدامة ورعاية الفئات الأولى بالرعاية، منوها إلى أهمية التعاون للتوافق علي مبادئ مشتركة لمواجهة التحديات المستحدثة وخاصة التكنولوجية بما يضمن حقوق الشعوب والدول الأفريقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة الأزهر أمين عام أوجه التعاون اجتماع القاهرة الأحكام القضائية الأمين العام الأولى بالرعاية الاتحاد الأفريقي التجربة المصرية آثار الدستورية رئیس المحکمة الدستوریة العلیا الدول الأفریقیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تتقدم في ترسيخ مكانتها العالمية كوجهة للسياحة والاستثمار
كتبت - أمل رجب
أكد تقرير صادر عن وحدة أبحاث الاستثمار «إف دي آي انتليجنس»، التابعة لصحيفة «فايننشال تايمز»، أن سلطنة عمان تتقدم بتسارع في مساري التنويع الاقتصادي ومواكبة متطلبات النمو المستقبلي من خلال وضع الاستثمارات في مختلف القطاعات على طريق الاستدامة وفق أهداف «رؤية عمان 2040» التي تمثل إطارا لبناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام من خلال تعزيز التنمية، وزيادة الجاذبية الاستثمارية لسلطنة عمان.
وأشار التقرير إلى أن تنفيذ رؤية عُمان يحظى بدعم كبير من مبادرات تحفيز الاستثمارات وإتاحة الأراضي للمستثمرين وتطوير التشريعات، مما يسهم بشكل متزايد في تعزيز مكانة عُمان كوجهة عالمية للاستثمار والسياحة، وتجتذب مشروعات المدن المستقبلية استثمارات دولية متزايدة تدعم نمو العديد من الأنشطة والقطاعات مثل السياحة والتطوير العقاري والتكنولوجيا الذكية، وبدأ تنفيذ رؤية عمان يؤتي ثماره بالفعل من خلال تعزيز الاستقرار المالي، ورفع تصنيف سلطنة عُمان طويل الأجل إلى درجة الجدارة الاستثمارية، والارتفاع الملموس في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عمان، ومن المتوقع أن تسفر جهود التنويع الاقتصادي عن تحفيز النمو ودعم الاستقرار المالي واستمرار زيادة جاذبية سلطنة عمان لدى المستثمرين والزوار على حد سواء.
وأضاف التقرير: إن آفاق التنمية الحضرية واعدة نظرا لعوامل متعددة منها عدد السكان الذي يتجاوز 5 ملايين نسمة، والنظرة الايجابية لسلطنة عمان كوجهة استثمارية موثوقة، على عكس أسواق العقارات المتراجعة في أوروبا وأمريكا الشمالية، كما تواصل سلطنة عمان تعزيز جاذبيتها السياحية مما يتيح فرصا استثمارية واعدة خاصة مع تبني نهج سياحي شامل، يعتمد على تنوع التجارب والخيارات السياحية المتاحة للزوار المحليين والدوليين، وتحسين تنافسية وجودة العروض السياحية. وتندرج هذه الجهود في إطار خطط التنمية التي تنفذ في جميع أنحاء البلاد، وتستهدف رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الى 10 بالمائة بحلول عام 2040، ورفع أعداد الزوار الدوليين الذين تجتذبهم سلطنة عُمان بفضل ثقافتها العريقة وتراثها الفريد ومقوماتها الجغرافية والطبيعية المتنوعة.
وأكد التقرير أن الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من خطط التنمية في سلطنة عُمان، التي تسعى لضمان تكيف مسار استثماراتها مع متطلبات المستقبل للحفاظ على البيئة والمساهمة في احتواء التغير المناخي، ومع ازدياد حدة الظواهر الجوية نتيجة الاحتباس الحراري، تتخذ سلطنة عُمان خطوات لدمج الاستدامة البيئية والمناخية في مختلف خطط التنمية الحضرية والسياحية، وتركز مشروعات التطوير الحضري على اتباع أفضل الممارسات في مجال التكيف مع المناخ والبنية الأساسية والتوسع في المساحات الخضراء، وتعزيز قدرة السواحل على الصمود في مواجهة الظواهر والأنواء المناخية، كما تستثمر سلطنة عُمان في الجيل القادم من التقنيات الذكية، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الهواء ودعم التخطيط وإدارة حركة المرور والتحول نحو النقل الذكي والأخضر، وتتمحور منظومة المدن المستقبلية حول رفع جودة المعيشة والحفاظ على الاستدامة، خلال شوارع مخصصة للمشاة ومناطق خالية من السيارات وتمتد خطط التطوير الحضري من العاصمة مسقط الى العديد من المحافظات منها ظفار التي تعد مركز لوجستي رئيسي ووجهة سياحية بارزة في البلاد تجتذب أكثر من مليون زائر سنويا، وتسهم مخططات التطوير الحضري في تشجيع السياحة على مدار العام إلى هذه الوجهة التي تمثل بوابة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.