كيف يمكن تفسير التحول السياسي لإيلون ماسك؟
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تناول هنري ماهر، محاضر في السياسة بجامعة سيدني، الدور غير المسبوق الذي لعبه إيلون ماسك في إدارة ترامب بعد دعمه المالي والسياسي الهائل لحملة إعادة انتخاب دونالد ترامب، إذ لم يكتف ماسك بتأمين نفوذه فحسب من خلال استثمار قدره 277 مليون دولار وحملات نشطة، بل أثار أيضاً تساؤلات حول دوافعه، سواء كانت مدفوعة بمعتقدات سياسية شخصية، أو مكاسب تجارية، أو مزيج منهما.
نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنته
وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بموقع "آسيا تايمز" على المسار السياسي لماسك، والتعقيدات التي أحاطت بتحوله من الليبرالية ذات الميول اليسارية إلى أقصى اليمين. وبالرجوع إلى الجذور التاريخية، صوَّت ماسك لمرشحين ديمقراطيين مثل باراك أوباما وجو بايدن. ومع ذلك، فهو يدعي الآن أن التحول التقدمي للحزب الديمقراطي جعله منعزلاً سياسياً، مما دفعه نحو تأييد الحزب الجمهوري.
وأشار ماسك إلى أن نقطة التحول الرئيسة كانت انفصاله عن ابنه الذي أجرى عمليه تحويل ليصبح أثنى، وأطلق على نفسه اسم، فيفيان جينا ويلسون. وألقى ماسك باللوم على "فيروس العقل المستيقظ"، وهو مصطلح يستخدمه كثيراً للتنديد بالأيديولوجيات التقدمية. وفي حين يبدو هذا الحادث محورياً، يقول الكاتب إن ماسك كان بالفعل على مسار سياسي يتماشى مع الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.
The White House Chief of Staff removed President Musk from the West Wing and send him to the office building across the street. That's how that went. People are getting tired of the little weasel. pic.twitter.com/KPpd5zRjes
— Maga Is A Mental Illness (@stephan72790281) January 26, 2025ويرمز انتقال ماسك إلى ظاهرة أوسع نطاقاً وصفها الكاتب بأنها "خط أنابيب من الليبرالية إلى اليمين البديل"، حيث يتحول الليبراليون من المُثُل اليسارية إلى السياسة اليمينية المتطرفة.
ويعكس هذا الخط اندماج السياسات الاقتصادية الحكومية المحدودة مع المواقف الاجتماعية المحافظ، بما يعارض التعددية الثقافية والمساواة بين الجنسين والتنوع.
الليبرتارية تلتقي باليمين البديلوأشار الكاتب إلى سياق التحول الأيديولوجي الذي حدث لماسك من خلال فحص الانقسام التاريخي لليبرتارية، مضيفاً أن الليبراليين اليساريين يدافعون عن الحكومة المحدودة إلى جانب القيم الاجتماعية التقدمية، مثل المساواة في الزواج وإلغاء تجريم المخدرات. ويشاركهم الليبراليون اليمينيون الرؤية الاقتصادية ولكنهم يعتنقون القيم المحافظة اجتماعياً مثل الوطنية والمواقف المناهضة للإجهاض.
#ElonMusk’s alliance with Trump raises questions: Is he advancing an alt-right agenda or protecting his business interests? Beneath the surface, Musk’s alliance with Trump seems more transactional than ideological. #DOGEhttps://t.co/UuWg1hmfsL
— Asia Times (@asiatimesonline) January 27, 2025وأوضح الكاتب أن اليمين البديل نجح في السنوات الأخيرة في جذب العديد من الليبراليين إلى صفوفه، خاصة من خلال ثقافته على الإنترنت المتمثلة في التصيد، و"الهيمنة"، والترويج لنظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة.
ويعكس سلوك ماسك، خاصة على منصته على وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الحساسيات اليمينية البديلة. فهو يعمل على تضخيم الخطاب القومي الأبيض، وينخرط في نظريات معادية للسامية مثل "الاستبدال العظيم"، ويروج لسرديات مثيرة للانقسام حول الهجرة والتنوع.
وقال الكاتب إن استخدام ماسك لهذه التكتيكات يتماشى مع مفهوم الفيلسوف هاري فرانكفورت "الهراء"، والذي يوضح تصريحات ماسك التي تبدو استفزازية ولكنها غير صادقة.
وأضاف الكاتب أن هدف ماسك لا يتعلق بمصداقية ادعاءاته بقدر ما يتعلق بإثارة الجدل وتقويض المنتقدين ووضع نفسه كضحية للاضطهاد اليساري.
ماسك في إدارة ترامب: القوة والتناقضاتيؤكد تعيين ماسك رسمياً كرئيس لـ"وزارة كفاءة الحكومة" على أجندته المتمثلة في الحكومة المحدودة وإلغاء القيود التنظيمية وخفض الميزانية. ويهدف ماسك إلى القضاء على 2 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي، مع التركيز على البرامج المثيرة للجدال سياسياً مثل مبادرات "التنوع والمساواة والإدماج".
ولفت الكاتب النظر إلى أن هذه الإجراءات تؤكد على انحياز ماسك إلى أيديولوجيات اليمين البديل. ومع ذلك، غالباً ما تتعارض مبادئ ماسك الليبرالية مع أفعاله.
على سبيل المثال، على الرغم من الدعوة إلى الحد الأدنى من التدخل الحكومي، اعتمدت شركات ماسك، بما في ذلك تيسلا وسبيس إكس ونيورالينك، بشكل كبير على إعانات الدعم الحكومية، وتعكس مساهمات ماسك المالية في حملة ترامب على الأرجح توقعاته باستمرار الدعم الحكومي لمشاريعه.
ويسلط موقف ماسك بشأن الهجرة الضوء على تناقض آخر. فخلال الحملة، ردد نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، مدعياً بأن الهجرة غير الشرعية كانت مؤامرة ديمقراطية لاستبدال الناخبين الحاليين بـ "المهاجرين غير الشرعيين".
ومع ذلك، بعد الانتخابات، دافع ماسك عن برامج هجرة العمالة الماهرة مثل تأشيرات H1-B، والتي تفيد قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركاته الخاصة. ويزعم المنتقدون أن هذه التأشيرات تستغل العمال في كثير من الأحيان، وتخلق ظروفاً أشبه بالعبودية.
وتابع الكاتب أن ميول ماسك اليمينية البديلة لا تتجلى فقط في الخطابة ولكن في أولويات السياسة أيضاً، متوقعاً أن يركز ماسك على خفض الجدل حول البرامج الحساسة سياسياً، مثل حقوق الإنجاب ومبادرات "التنوع والمساواة والإدماج" بينما يسعى في الوقت نفسه إلى زيادة النقاش حول سياسات تفيد أعماله. لذا، قد يكون دوره بمنزلة منصة لإثارة الجدل والحفاظ على مكانته العامة.
هش وقائم على المنفعة التجاريةورأى الكاتب أن العلاقة بين ماسك وترامب بطبيعتها غير مستقرة، والتي تشكلت من خلال طموحاتهما المتداخلة والمتنافسة. فكلاهما بارع في التلاعب بوسائل الإعلام ويزدهران في إثارة الجدل، مما يخلق إمكانية للصراع.
وأشار الكاتب إلى الخلاف بين ماسك والزعيم المشارك السابق لوزارة الكفاءات، فيفيك راماسوامي، كمؤشر مبكر على التحديات.
يمثل هذا التحالف بين مليارديرين، وفق الكاتب، ظهور "عصر ذهبي جديد" يتميز بالفساد السياسي وعدم المساواة المتزايد.
وختم الكاتب بقوله إن "نفوذ ماسك، إلى جانب نهج ترامب القائم على الصفقات في إدارة الحكم، من شأنه أن يعيد تشكيل السياسة الأمريكية بشكل عميق، ويمزج بين مصالح الشركات والسلطة الحكومية بطرق غير مسبوقة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الیمینیة المتطرفة الیمین البدیل ماسک إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
توتر بين الحليفين| إيلون ماسك يوجه انتقادات لاذعة لمشروع ميزانية ترامب الضخم
تصاعدت التوترات بشكل لافت بين إيلون ماسك والرئيس دونالد ترامب، بعد أن شن ماسك هجوما لاذعا على مشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب لإقراره في الكونجرس.
وجاء ذلك بعد أيام فقط من مغادرة ماسك منصبه المثير للجدل كرئيس لـ"هيئة الكفاءة الحكومية"، الذي عينه فيه ترامب شخصيا.
ماسك يهاجم "الميزانية الشائنة" وترامب يلتزم الصمتورغم الإشادة التي تلقاها ماسك من ترامب خلال حفل وداعي الأسبوع الماضي، لم يتردد أغنى رجل في العالم في انتقاد أجندة حليفه السابق.
ففي منشور ناري على منصته "إكس"، وصف ماسك مشروع الميزانية بأنه "رجس يثير الاشمئزاز"، مضيفا: "عار على أولئك الذين صوتوا لصالحه، أنتم تعلمون أنكم ارتكبتم خطأ".
هذا الموقف يمثل تحولا كبيرا في لهجة ماسك، الذي سبق أن عبر عن تحفظه على المشروع بشكل أكثر دبلوماسية، محذرا من أنه يقوض محاولاته لضبط الإنفاق الحكومي، لكن تصريحاته الأخيرة جاءت أكثر حدة، مشيرا إلى أن المشروع سيضع المواطنين تحت "أعباء دين ساحق لا يمكن تحمله".
المفارقة أن ماسك، الذي تبرع بـ 300 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية لعام 2024، يبدو اليوم في مسار تصادمي مع ساكن البيت الأبيض السابق.
ومع ذلك، لم يصدر أي رد علني من ترامب حتى الآن، فيما يبدو أنه محاولة لتجنب صدام مباشر مع شخصية ذات تأثير واسع على شريحة الشباب المهتمين بالتكنولوجيا – وهي فئة تعتبر أساسية في قاعدته الانتخابية.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت تمسك ترامب بالمشروع، قائلة: "الرئيس يعرف بالفعل موقف إيلون ماسك، وذلك لا يغير رأيه. إنه مشروع قانون كبير وجميل، وهو متمسك به".
أما رئيس مجلس النواب مايك جونسون، فعبر عن خيبة أمله من تصريحات ماسك، مشيرا إلى أنه تحدث معه هاتفيا لمدة 20 دقيقة، وأن ماسك "بدا متفهما" خلال المكالمة.
وكان ماسك قد كتب في منشور على منصته الاجتماعية "إكس": "أعتذر، لكنني لا أستطيع تحمل هذا بعد الآن، هذا القانون الضخم الفاحش المليء بالهدر هو أمر مقزز، العار على كل من صوت لصالحه: أنتم تعلمون أن ما فعلتموه خطأ، أنتم تدركون ذلك".
وانتهز الديمقراطيون التعليقات بسرعة، إذ استغرق زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز "ديمقراطي من نيويورك" وقتا طويلا في مؤتمر صحفي علق فيه على كلمات ماسك وعرض صورة مكبرة لمنشوره.
وقال جيفريز: "أخبار عاجلة، أنا وإيلون ماسك نتفق مع بعضنا، يجب أن يشعر كل جمهوري صوت لصالح هذه الفاتورة القبيحة بالخزي"، وفقا لروسيا اليوم.
وأضاف المتحدث باسم لجنة حملات الكونجرس الديمقراطية فيت شيلتون: "يسعدنا أن إيلون يوافقنا الرأي بأن كل جمهوري صوت لصالح خدعة الضرائب هذه يجب أن يفقد وظيفته".
وأخبر جونسون الصحفيين أنه أجرى "محادثة طويلة" مع ماسك الثلاثاء ووصف رجل الأعمال الملياردير بأنه "صديق عزيز" لكنه قال إنه "مخطئ تماما" بشأن مشروع القانون.
وقال جونسون: "تحدثنا لأكثر من 20 دقيقة هاتفيا، وشرحت له كل مزايا القانون. ويبدو أنه فهم ذلك"، واصفا معارضة ماسك بأنها "مفاجئة" في ضوء تلك المحادثة، وتكهن جونسون بأن إلغاء الإعفاءات الضريبية للمركبات الكهربائية - التي تستفيد منها شركة ماسك تيسلا - قد يكون عاملا بنى عليه موقفه.
كان عدد من المحافظين الماليين المتشددين في الكونجرس الذين يعارضون بشدة مشروع القانون الجمهوري سريعين في تأييد رسالة ماسك، وغرد النائب توماس ماسي (جمهوري من كنتاكي) مقتبسا منشور ماسك وكتب: "إنه محق".