هذا من فضل ربي على اليمنيين، ومن حججه على كل المسلمين، ومن آياته الجلية للعالمين #الايمان_يمان pic.twitter.com/I50tMgQgH1

— يحيى الشامي (@yahiasham) November 29, 2025

 

تفاصيل التكريم : كشفت مجلة "تاسك آند بيوربوز" العسكرية الأمريكية، ومعها وثائق رسمية صادرة عن القوات الجوية الأمريكية، عن واقعة تُظهر حجم التحول الاستراتيجي الذي فرضته القدرات القتالية اليمنية على واحدة من أعرق القوات الجوية في العالم.

وأوضحت المجلة في تقرير لها أن مقاتلات أمريكية من طراز (F-16) كانت على وشك أن تُصاب بصواريخ دفاع جوي يمني فوق صنعاء ومحافظات أخرى، أثناء عمليات القصف التي شنتها الولايات المتحدة على اليمن في وقت سابق من هذا العام والعام الماضي. جاء هذا الاعتراف خلال تكريم القوات الجوية الأمريكية لقائد سرب المقاتلات 480، المقدم وليام باركس، الذي مُنح وسام النجمة الفضية -أحد أعلى الأوسمة الأمريكية للشجاعة- خلال حفل أُقيم في البنتاغون، تقديراً لما أفاد التقرير بأنه "إنقاذ 5000 جندي أمريكي في البحر الأحمر" وحماية حاملة الطائرات هاري إس ترومان مما وصفته واشنطن بأنه "أخطر تهديد تواجهه البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية". لكن خلف هذا التكريم، تتخفى قصة مختلفة تماماً "قصة تفوق دفاعي يمني أجبر سلاح الجو الأمريكي على الاعتراف بتهديد يطال عماد قوته الردعية".   دفاعات صنعاء.. حين اقتربت نهاية الأسطورة تقول وثائق البنتاغون إن "باركس" كان مسؤولاً عن سرب مكون من 21 طائرة هجومية تستهدف مواقع في اليمن، وكان واحداً من أربعة طيارين لطائرات (F-16) في تلك المجموعة التي كانت مهمتها تدمير الدفاعات الجوية اليمنية. مشيرة إلى أن "باركس" قاد سربه فوق صنعاء لـ15 دقيقة "قاتلة"، بعد أن وجد نفسه داخل مرمى منظومات الدفاع الجوي اليمني، الأمر الذي جعله يستهلك ذلك الوقت في الدفاع عن المقاتلات الأمريكية ضد صواريخ أرض-جو اليمنية. وأكد بيان القوات الجوية الأمريكية، أن الصواريخ اليمنية انفجرت على مسافة أمتار قليلة من السرب الأمريكي، في لحظات وُصفت بـ"الحرجة"، واقتربت من تسجيل أكبر خسارة جوية للولايات المتحدة منذ عقود. وبينما كان "باركس" وطيارون آخرون لا يزالون يحلقون فوق الأراضي اليمنية، وبعد أن استهلكوا كميات كبيرة من الوقود نتيجة المعركة التي خاضوها مع دفاعات القوات الجوية اليمنية، أُجبر "باركس" على استدعاء طائرات التزود بالوقود للتدخل وإنقاذهم من كارثة السقوط، في مخاطرة كبيرة، كونه لا يُسمح لطائرات التزود بالوقود دخول الأجواء الخطرة لتغذية المقاتلات بالوقود خلال نشاط دفاعات الخصم الجوية، وفقاً للبيان، الذي لفت إلى أن هذا التصرف ساهم بشكل مباشر في نجاة "باركس" ومساعده وطيارين آخرين كانوا في ذات المهمة. وتعليقاً على ذلك يرى خبراء بأنه ومن خلال سير المعركة التي كشفتها بيانات البنتاغون، فإن الدفاعات الجوية اليمنية لم تكن مجرد صواريخ تُطلق على طائرات، بل لحظة انهيار لركن كامل من العقيدة العسكرية الأمريكية. فالمهمة التي كان يقودها باركس -وهي تدمير الدفاعات الجوية- تُعد جوهر التفوق الجوي الأمريكي. غير أن سير الأحداث أخذ مساراً معاكساً تماماً، فالسرب نفسه أصبح بحاجة إلى حماية، والطيارون عاشوا حالة "رعب عملياتي" حسب توصيف الصحافة الأمريكية. بعد تلك المعركة، وفقاً لبيان القوات الجوية الأمريكية خلال فعالية التكريم، غادر "باركس" قيادة سرب المقاتلات الاستكشافية رقم 480، حيث كان "باركس" يقود قوة مكونة من 56 طياراً و21 طائرة من أكثر طائرات (F-16) تقدماً في سلاح الجو الأمريكي. مجلة "تاسك آند پوربوس" العسكرية الأمريكية، أعادت في تقريرها التذكير بما كانت قد نشرته صحيفة نيويورك تايمز، التي ذكرت أنه في الشهر الأول لما سُمي بعملية "الفارس الخشن" كادت الدفاعات الجوية اليمنية المضادة للطائرات أن تُصيب عدة طائرات (F-16) وطائرة (F-35) الشبحية، فخر التكنولوجيا الأمريكية والعمود الفقري لمفهوم "السيادة الجوية المطلقة"، حيث واجهت هذه الطائرة ولأول مرة منذ أكثر من عشرين عاماً تهديداً قتالياً حقيقياً فوق اليمن.   معركة "ترومان".. الوجه الآخر للانهيار لم تقف خسائر الولايات المتحدة عند حدود الدفاعات الجوية. فمعارك البحر الأحمر كانت مسرحاً لاختبار أشد قسوة. ففي المواجهة التي دارت بين القوات المسلحة اليمنية لصنعاء وحاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، اضطرت البحرية الأمريكية -للمرة الأولى منذ عقود- إلى خوض معركة دفاعية حقيقية لحماية إحدى أكبر قطع أسطولها. بيان القوات الجوية الأمريكية وهو يستعرض ما يصفه بـ"بطولات باركس" تحدث عن جانب من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات "ترومان"، زاعما بأن "باركس" أسقط ستة صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت الحاملة، فيما شن سربه مهام اعتراض عدة لحماية حاملة الطائرات خلال فترة الانتشار.   غير أن ما لم تقله بيانات الجوية الأمريكية بوضوح هو أن ترومان خسرت ثلاث مقاتلات من طراز (F-18) خلال تلك المواجهات، وهي خسارة بات البنتاغون يعالجها في التقارير الداخلية بوصفها "حادثاً عملياتياً"، رغم أنها وقعت في قلب صراع مباشر مع صنعاء. هذه المعركة، التي حاولت واشنطن التخفيف من وقعها، كانت دليلاً على أن القدرة الضاربة للأسطول الأمريكي لم تعد محصّنة، وأن البحر الأحمر تحول من مسرح سيطرة أمريكية مطلقة إلى ساحة اشتباك متكافئ نسبياً، يفرض فيه الطرف اليمني قواعده ويحدد خطوط التماس. وحين يقول قائد القوات الجوية الأمريكية، الجنرال كين ويلسباخ، إن باركس "أنقذ حياة 5000 جندي أمريكي"، فهو دون أن يقصد، يقدم أعنف اعتراف ممكن بأن حياة آلاف الجنود الأمريكيين كانت فعلاً مهددة، وأن الدفاعات اليمنية قادرة على شل حركة أكبر قطع البحرية الأمريكية. هذا التحول يعيد إلى الواجهة سؤالاً استراتيجياً ظل البنتاغون يتجاهله لفترة طويلة "كيف استطاعت دولة محاصَرة منذ تسع سنوات، تعاني من شح الموارد، وتواجه تحالفاً يضم عشرات الجيوش، أن تنتج شبكة دفاع جوي وصاروخي تضع واحدا من أعتى الجيوش في العالم تحت الضغط؟". الخلاصة التي يحاول الاعتراف الأمريكي الالتفاف حولها هي أن اليمن بات -للمرة الأولى في تاريخه المعاصر- قوة إقليمية صاعدة. قوة تفرض على الولايات المتحدة مراجعة تعريفها للردع، وتعيد تشكيل معادلات السيطرة الجوية والبحرية في المنطقة. وإذا كانت واشنطن تحاول تصوير تكريم باركس على أنه احتفاء "بشجاعة فردية"، فإن ما يتم تجاهله عمداً هو أن هذا التكريم نفسه هو وثيقة رسمية تؤكد أن اليمن نقل المعركة إلى مستوى غير مسبوق، وأن عصر "السماء المفتوحة للطائرات الأمريكية" قد انتهى فعلاً فوق صنعاء، كما انتهى عصر "السيطرة البحرية المطلقة" فوق مياه البحر الأحمر.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

اعتراف بارز يكشف حجم حضور «حزب الله» داخل جماعة الحوثي

ويأتي هذا الاعتراف النادر، الذي أُعلن خلال خطاب تأبيني عقب مقتل طبطبائي بغارة إسرائيلية دقيقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليؤكد حجم انخراط «حزب الله» في الملف اليمني، ويكشف جانباً من علاقة الحزب العسكرية المباشرة بالحوثيين.

طبطبائي، الذي أعلنت واشنطن منذ سنوات عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، كان – وفق قاسم – شخصية مؤثرة «ترك بصمة مهمة» داخل بنية الجماعة، التي أظهرت خلال الأعوام الأخيرة تطوراً لافتاً في قدراتها الصاروخية والهجومية.

دعم عسكري ممتد ويرى مراقبون أن هذا التصريح العلني يشكل أول اعتراف مباشر من قيادة «حزب الله» بدور أحد أبرز قادته في تطوير القدرات العسكرية للحوثيين، وهو ما يعزز ما تسرّب سابقاً عن وجود مدربين ومستشارين من الحزب داخل اليمن.

وتقول مصادر عسكرية إن طبطبائي يعد من أبرز قادة «قوة الرضوان»، الوحدة المتخصصة في التدريب والتسليح والدعم العملياتي.

وقبل طبطبائي، عمل عدد من قادة القوة في فترات مختلفة داخل اليمن، بينهم محمد حسين سرور (أبو صالح)، وعلي عادل الأشمر (أبو مهدي)، وإبراهيم عقيل، وباسل مصطفى شكر، وجميعهم قُتلوا في ضربات إسرائيلية خلال العامين الماضيين، وفق تقارير منصة «ديفانس لاين» العسكرية.

دلالات سياسية وأمنية

تزامنت تصريحات قاسم مع رسائل عزاء مكثفة بعثها كبار قادة الحوثيين، والتي اعتبرها محللون «إشارة واضحة» لرغبة الجماعة في استمرار التصعيد الإقليمي، خصوصاً بهدف إبقاء جبهة لبنان مشتعلة بما يوفر غطاءً لعملياتها في البحر الأحمر.

وتخشى الجماعة – بحسب خبراء يمنيين – من أن أي تهدئة في لبنان أو غزة ستدفع إسرائيل إلى توجيه تركيزها نحو ضرب البنية العسكرية للحوثيين، لاسيما بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت أهم قادتهم، بينهم رئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري، وعدد من أعضاء حكومة صنعاء غير المعترف بها.

واشنطن: «مطلوب لزعزعة الاستقرار» كانت الولايات المتحدة قد أدرجت طبطبائي ضمن قوائم المطلوبين، مؤكدة أنه لعب دوراً محورياً في «زعزعة استقرار المنطقة». ونشر برنامج «مكافآت من أجل العدالة» إعلاناً رسمياً تضمن وسائل للتواصل عبر «تلغرام» و«واتساب» و«سغنال»، إضافة إلى خط اتصال عبر متصفح «تور» للإبلاغ عن أي معلومات تتعلق به.

ويعيد هذا الكشف إحياء النقاش حول مستوى الدعم الإيراني – عبر «حزب الله» – للجماعة الحوثية، وحجم الدور الذي لعبه طبطبائي في تطوير قدراتها خلال سنوات الحرب، في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي وتزداد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة.

مقالات مشابهة

  • مأزق أمريكي في اليمن: حين يصبح التفوق التكنولوجي عبئًا استراتيجيًا
  • ميليشيا النجباء الحشدوية تعلن عن استهداف القوات الأمريكية وإسرائيل قريباً
  • عمرو أديب يكشف التحديات التي تواجه الانتخابات خلال الإعادة -(فيديو)
  • اللواء مجدي صادق: القوات الجوية والدفاع الجوي مصنفة عالميًا وجاهزة لحماية الأهداف الحيوية
  • قائد قوات الدفاع الجوي: نمتلك أحدث الأسلحة والصواريخ العالمية القادرة على التصدي لكافة التهديدات الجوية
  • كيم جونغ أون يتعهد بتجهيز القوات الجوية لكوريا الشمالية بـ”أصول استراتيجية”
  • اعتراف بارز يكشف حجم حضور «حزب الله» داخل جماعة الحوثي
  • ماجد المهندس يكشف عن تعرّضه لأزمة صحيّة خلال لحظة اعتراف على المسرح
  • اليمنية تلغي اشتراط حجز تذاكر ذهاب وعودة للمسافرين من اليمن إلى السعودية