مرة أخرى داهمني الشعر،
شعر ناعم كالرأفة.
لا أعرف من أين أتى!!
من السهول والبراري،
أم من أعماق قلب المدينة.
من أعالي الجبال،
أم من بلل شفة الحبيبة.
***
مرة أخرى داهمني الشعر،
شعر خشن كالغضب.
لا أعرف متى أتى!!
أفي فجر ليالي الخريف،
أم في منتصف ليل الشتاء البارد.
أفي مساء نهارات الربيع،
أم في ظهر قيظ الصيف.
***
مرة أخرى داهمني الشعر،
شعر جميل كالبساطة.
لا أعرف كيف أتى!!
متدثرا كان، مثل الملك،
أم عاريا كالمتسول.
نشطا ومتعجلا،
أم متوكئاً على العكاز.
***
مرحبا بقدومك أيها الشعر،
لتكن يداك،
لتكن أصابعك مفعمة بالخير.
بك توترت المنطقة،
أشعلتَ الثلوج،
والنار تدفأت قليلا.
أضجرت الريح،
ملأت بيتها بالغبار،
لملمت نفسها، ذهبت ولم تلتفت.
صفرتَ للجبل،
التفت وسقط على ظهره،
متكئاً على أشجار حافة الوادي.
***
مرحبا أيها الشعر،
أي أدوية في جعبتك،
لعلاج دائي؟
داء ذوبان الحجر..
وهجرة الجبل إلى الصحراء.
داء تجمد النار.. واختفاء الموقد.
داء تصلب الريح.. واضمحلال الغابة.
داء التلعثم.. وتعكر اللغة.
داء تساقط الشعاع.. وقفر الشوارع.
داء كسر القلم.. وضياع الرسائل.
داء عدم إشباع الخبز.
داء عدم تبلل الماء.
داء الكفاح السري للجوع.
داء..
داء..
داء النضال العلني للنهب.
***
أيها الشعر، متى تدعني وشأني؟
_ لا أدعك!
كيف أدعك!!
نهارا، إن كنت بلا عمل،
تلون الريح كالمجنون.
ليلا، إن كنت تتضور جوعا،
تقضم الظلام.
إنك تهوى حقول الشوك،
وتسرح الفراشات.
ترعى الحباحب.. في جيوبك.
ما أن يدهمك الحزن،
حتى تبدأ بزرع شتلات الأغاني،
وتنظيم جداول الرقص.
_ لا أدعك!
أنت تتحين الفرص لتشغيل مخيالك،
وتحرث الأرض والسماء.
تخلط الصوت واللون،
وتصنع عصير الطعم والرائحة.
تعقد السلم بين الماء والنار،
تتصافحان، وتصفق لهما.
تبدل اليمين واليسار،
وتعدل المرتفعات والمنخفضات.
كالمجنون..
تقلب الدنيا عاليها ناصيها.
كيف أدعك؟
لا لن أدعك!!
لا لن أدعك!!
السليمانية/ كانون الثاني 2024
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ما هي فوائد زيت حبة البركة للجسم والشعر؟
يُعرف زيت حبة البركة منذ القدم باسم “الذهب الأسود” لما يحتويه من فوائد عظيمة لصحة الجسم والشعر، وهذا الزيت المستخلص من بذور الحبة السوداء يُعتبر من أكثر الزيوت الغنية بالعناصر الغذائية والمركبات النشطة التي تُعزّز المناعة وتحارب الالتهابات وتحافظ على نضارة البشرة وقوة الشعر.
أول ما يميّز زيت حبة البركة هو احتواؤه على مادة الثيموكينون، وهي مركب طبيعي يمتلك خصائص مضادة للأكسدة والبكتيريا والفيروسات، ما يجعله داعمًا قويًا للجهاز المناعي، كما يساعد تناوله بكمية بسيطة يوميًا على مقاومة التعب وتقوية وظائف الكبد وتنظيم مستويات السكر في الدم.
أما بالنسبة للشعر، فيُعتبر هذا الزيت علاجًا طبيعيًا فعّالًا لتساقط الشعر وضعف البصيلات وعند تدليك فروة الرأس بكمية صغيرة من زيت حبة البركة الدافئ مرتين أسبوعيًا، يُنشّط الدورة الدموية ويُحفّز نمو الشعر من الجذور، ويمنحه لمعانًا طبيعيًا ولمسة ناعمة دون مواد كيميائية.
ويُستخدم أيضًا لعلاج القشرة وتهدئة فروة الرأس المتهيّجة، خصوصًا في الشتاء، حيث يُرطب الجلد بعمق ويقلل من الحكة والجفاف.
أما على مستوى البشرة، فيساعد على توحيد اللون والتقليل من البقع بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة. ويمكن خلطه مع العسل أو زيت جوز الهند للحصول على ماسك طبيعي يعيد للبشرة مرونتها وحيويتها.
ولا تقتصر فوائده على الاستخدام الخارجي فقط، بل إن تناوله بانتظام بكميات معتدلة يُساهم في تقليل الالتهابات داخل الجسم، وتحسين الهضم، وتعزيز صحة القلب.
ورغم فوائده الكبيرة، يُنصح بعدم الإفراط في استخدامه، خاصة لمن يعانون من انخفاض ضغط الدم أو السيدات الحوامل، والاكتفاء بملعقة صغيرة يوميًا أو استعماله موضعيًا مرتين في الأسبوع.
في النهاية، يُعتبر زيت حبة البركة من الكنوز الطبيعية التي تُغني عن كثير من المستحضرات الصناعية، فهو يقوي من الداخل ويُجمّل من الخارج، ليبقى بحق زيت القوة والحيوية.