المؤيد الراشدي .. من شغف الأخشاب إلى ريادة الأعمال الفنية في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
وجد المؤيد بن سعيد الراشدي في الأخشاب المحلية جمالًا أخّاذًا وتفاصيل ساحرة، دفعته إلى تقديم لمسات فنية تُبرز هذا الجمال للجمهور، ليشاركهم عشقه لهذه الخامة الفريدة وأسس ورشة "مِيس".
انطلق المؤيد في رحلته الفنية عام 2019، حين كان يعتني بطيور الزينة، ومع الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، لم يتمكن من شراء قفص جديد لطيوره، فقرر صنعه بنفسه مستخدمًا بقايا الأخشاب.
بدأ المؤيد في صناعة ملحقات الحدائق المنزلية من الخشب وبعض قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات وبعد إحدى الكوارث الطبيعية التي حصلت في الولاية تساقطت الأشجار بسبب جريان الأودية، ففكرت في إعادة تدوير أخشاب هذه الأشجار واتجهت إلى صناعة الأعمال الفنية من الأخشاب الطبيعية العُمانية.
وأشار المؤيد إلى أن الطريق لم يكن سهلًا، حيث واجه صعوبات في تعلم أساسيات النجارة والتعامل مع الأخشاب، لكنه تغلب على هذه التحديات بالالتحاق بدورات تدريبية داخل وخارج سلطنة عمان، تحمل تكاليفها بنفسه، مما ساعده على تطوير مهاراته وصقل موهبته.
شارك المؤيد في العديد من المعارض والمنتديات بدعم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كان أبرز إنجازاته تمثيل سلطنة عمان في معرض بنان الدولي بالمملكة العربية السعودية عام 2024، ضمن 10 حرفيين عمانيين من بين 500 حرفي من 26 دولة. "هذه المشاركة فتحت لي آفاقًا جديدة، وأطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية".
يعتبر المؤيد فنه مزيجًا من الهواية والمصدر المالي قائلا: "هذا الفن يدر دخلًا مباركًا إذا تم تقدير الفنان وفنه بالشكل الصحيح"، مضيفًا أنه يقضي معظم وقته في العمل على أعماله الفنية دون أن يشعر بالملل، حيث يجد في ذلك متعة لا توصف.
يستلهم المؤيد أعماله من المعالم التاريخية والصناعات العالمية، مثل الأبراج الشهيرة والفنون الفارسية التي تعلّمها في مدينة شيراز بإيران. كما يستلهم من الطبيعة العُمانية، مثل تصميمه المفضل "مزهرية حَدَش". ويروي المؤيد قصة هذه المزهرية المصنوعة من شجرة "العتم" العريقة التي عاشت أكثر من ألف عام بالقرب من مسجد حدش في ولاية نخل. "أردت أن أخلّد أثر هذه الشجرة العظيمة من خلال تصميم مزهرية تعكس جمالها الطبيعي".
يشير المؤيد إلى أن تقبل المجتمع للأعمال الفنية ما زال محدودًا، وأنه يتعين على الجميع تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية من خلال أمسيات وفعاليات فنية تثقيفية. ويوجه المؤيد نصيحته للمبتدئين قائلاً: "ابحثوا عن شغفكم وجربوا العمل على أرض الواقع، فالتجربة خير برهان".
وعن طموحاته المستقبلية، يسعى المؤيد لافتتاح معرضه الخاص الذي يضم أعماله الفنية، وتحقيق جوائز عالمية تعكس تميزه في مجاله.
يختم المؤيد حديثه برسالة ملهمة للشباب: "ابحروا في عالم الفن، وابدعوا فيه، واحرصوا على الحفاظ على إرثنا الجميل".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا: تطوير ميدان المحطة وفقً أعلى المعايير الفنية والهندسية
قال الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، إن مشروع تطوير حديقة وميدان المحطة بمدينة قنا ينفذ وفقا لأعلى المعايير الفنية والهندسية، بما يحقق الاستخدام الأمثل للموقع بعد تطويره، وأن الميدان يعد نقطة محورية تعكس وجه قنا الحضاري، ما يتطلب تكاتف الجهود بين الجهات المعنية لوضع رؤية متكاملة تشمل أعمال الرصف، والتجميل، والإضاءة، والمساحات الخضراء.
جاء ذلك خلال جولة ميدانية لمحافظ قنا، لمتابعة سير العمل بموقع تطوير حديقة وميدان المحطة بمدينة قنا، في إطار جهود المحافظة للارتقاء بالمظهر الحضاري وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في المناطق الحيوية.
رافقه خلال الجولة، الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، إلى جانب المهندسة سهيلة الشريف، استشاري المشروع، ومحمد عبدالحفيظ، نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا.
ووجه محافظ قنا، بسرعة إنجاز الأعمال الإنشائية والتجميلية الجارية بالميدان، مع التأكيد على ضرورة مراعاة الطابع الجمالي والتناسق المعماري الذي يضمن وضوح الرؤية البصرية، ويبرز الميدان كمعلم حضري يتكامل مع هوية المدينة العمرانية.
وشدد محافظ قنا، على ضرورة التنسيق الكامل في ما يخص وضع اللافتات الإعلانية بالمحيط الخارجي للميدان، بحيث يتم الحفاظ على الطابع الجمالي دون التأثير على المشهد البصري، بما يعزز من مكانة قنا كإحدى أهم محافظات الصعيد ذات العمق التاريخى والثقافى.