كارثة محتملة.. تحرك أكبر جبل جليدي في العالم نحو هذه الجزيرة| ما القصة؟
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
فى كارثة جديدة تواجه العالم، جبل جليدي وزنه تريليون طن ويعد أكبر جبل جليدي في العالم، المعروف باسم A23a، قد يتجه نحو الإقليم البريطاني فيما وراء البحار، إلى جزيرة جورجيا الجنوبية.
تحرك أكبر جبل جليدي في العالمقال عالم المحيطات الفيزيائي أندرو ميجيرز، من المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية، إن الجبل الجليدي A23a، الذي كان سابقًا محبوسًا يدور حول جبل تحت سطح البحر لعدة أشهر، يبدو الآن أنه يتحرك مع التيار السائد نحو جزيرة جورجيا الجنوبية، وهي إقليم بريطاني فيما وراء البحار في جنوب المحيط الأطلسي.
ومن المحتمل أن يتحرك الجبل الجليدي نحو الجزيرة، قريبا، حيث أكد الكابتن البحري سيمون والاس، فى حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية إن "الجبال الجليدية خطرة بطبيعتها. سأكون سعيدا جدا إذا تجاوزناها تماما. نبقي المصابيح الكاشفة مضاءة طوال الليل لمحاولة رؤية الجليد – فقد يظهر فجأة".
جبل جليدي أكبر من مدينة لندنيعد الجبل الجليدي الأكبر في العالم، وفقا للقياسات التي أُجريت من قبل المركز الوطني للجليد في الولايات المتحدة، حيث يمتد على مساحة 3,672 كيلومترا مربعا عند قياسه في أغسطس وهو بحجم أصغر قليلا من ولاية رود آيلاند وأكبر بمرتين من مدينة لندن.
انفصل الجبل الجليدي فى ديسمبر الماضي، حيث توقع العلماء أن يواصل الانجراف مع تيارات المحيط نحو المياه الأكثر دفئا، فيما قالت هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية في ذلك الوقت إن الجبل الجليدي سيبدأ على الأرجح في الانقسام ويذوب في النهاية عندما يصل إلى جزيرة جورجيا الجنوبية النائية.
لا تزال التوقعات مستمرة بشأن مصير هذا الجبل الجليدي، فقد توقعت الخبيرة بولينا سولوشوك المتخصصة في المعلومات الجليدية والهيدرولوجية في المعهد القطبي للبحوث العلمية، إن الجبل الجليدي "A23a" أن يغير اتجاهه وقد لا يصطدم بجزيرة جورجيا.
"في أول أسبوعين من العام 2025، كان جبل الجليد يتحرك بالفعل في اتجاه جزيرة جورجيا الجنوبية، ومع ذلك في الأسبوع الماضي وتحديدا في الفترة الممتدة من 15 إلى 23 يناير 2025، غير "A23a" اتجاهه وبدأ في الانحراف غربا، وهو ما يظهر بوضوح في الصور الفضائية، وستعتمد مساراته المستقبلية على الرياح والتيارات في هذه المنطقة من المحيط، ولكن من المحتمل أن يمر بجوار الجزيرة" وفقا لتوقعات الخبيرة بولينا.
جبل الجليد A23a الأكبر على كوكب الأرضووفقًا لصور الأقمار الصناعية، يبدو الجبل الجليدي حتى الآن محافظًا على هيكله ولم ينقسم إلى قطع أصغر كما حدث مع "الجبال الجليدية العملاقة" السابقة، وفقًا لما قاله الفيزيائي أندرو ميجيرز.
يذكر أن جبل الجليد "A23a"، الأكبر على كوكب الأرض، والذي تبلغ مساحته ضعف مساحة مدينة سان بطرسبورغ تقريبا، انفصل عن الحافة الخارجية للجرف الجليدي "فيلشنر" في سبتمبر 1986، وبقي لأكثر من 30 عاما عالقا في الجزء المركزي من بحر ويديل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بريطانيا أكبر جبل جليدي كارثة محتملة المزيد الجبل الجلیدی جبل الجلید جبل جلیدی فی العالم
إقرأ أيضاً:
جورجيا.. وجهة سياحية غنية بسحر الطبيعة وعمق الحضارة والتنوع الثقافي
الرؤية- أحمد الجهوري
في ملتقى قارتي آسيا وأوروبا، تتجلى جورجيا بوصفها واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع في طياتها ثراء الطبيعة، وعمق التاريخ، وأصالة الإنسان، حيث تتعانق الجبال الشاهقة مع الأنهار المتدفقة، وتنتشر الغابات الكثيفة والينابيع المعدنية، وتتجاور المدن الحديثة مع الأزقة القديمة التي تحمل عبق القرون الماضية. وبدعوة إعلامية من الإدارة الوطنية للسياحة في جورجيا، أُتيحت فرصة استثنائية لاكتشاف هذا البلد عن قرب، والاطلاع على ملامح تنوعه الجغرافي، وغناه الحضاري، ودفء ضيافته التي تُعد من أبرز سمات الشخصية الجورجية، إلى جانب التعرّف على ثقافته، ومطبخه التقليدي، وإرثه التاريخي العريق.
انطلقت الرحلة من العاصمة تبليسي مع الوصول إلى مطارها الدولي، حيث بدأت أولى محطات البرنامج بزيارة كنيسة ميتيخي التاريخية، التي شُيدت في القرن الخامس الميلادي بأمر من الملك فاختانغ غورغاسالي، والتي تتربع على منحدر صخري يطل على نهر متكفاري في مشهد يجمع بين جلال المكان وروعة الطبيعة. واستُكملت الجولة بزيارة قلعة ناريكالا التي تعلو المدينة وتحرسها منذ قرون طويلة، حيث أتيح للزوار الاستمتاع بمشهد بانورامي شامل للعاصمة وأحيائها القديمة ومعالمها الحديثة. ثم جاءت محطة شارع شاردين، أحد أقدم شوارع تبليسي وأكثرها حيوية، والذي تحوّل إلى مركز نابض بالمقاهي والمعارض الفنية والمطاعم، قبل الانتقال إلى منطقة الحمامات الكبريتية في حي ليغفتاخيفي العريق، حيث تتصاعد أبخرة المياه الساخنة من القباب المبنية بالطوب الأحمر في مشهد تاريخي فريد، يعكس هوية تبليسي القديمة ويمنح المكان بعدًا إنسانيًا وحضاريًا خاصًا.
وفي اليوم التالي، توجّه الوفد الإعلامي إلى مدينة أخالتسيخه في إقليم سامتسخي–جافاخيتي، وهي مدينة تاريخية تقع في الجنوب الغربي من جورجيا، وتُعد من أبرز المدن التي احتضنت تعاقب الحضارات. وكانت الزيارة الأبرز إلى قلعة راباتي، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع الميلادي، والتي خضعت لعمليات ترميم شاملة أعادت إليها رونقها التاريخي، لتتحول اليوم إلى معلم سياحي وثقافي بارز يجسّد التعايش الحضاري بين الثقافات المختلفة، ويضم في أروقته وساحاته نماذج معمارية تجمع بين الطابعين الإسلامي والمسيحي.
ومن عبق التاريخ، انتقلت الرحلة إلى عمق الطبيعة في منتجع سايرمي الجبلي الصحي، الواقع في غرب جورجيا على ارتفاع يقارب تسعمائة وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر، وسط غابات كثيفة وبيئة طبيعية نقية. ويُعد هذا المنتجع من أقدم الوجهات العلاجية في البلاد، حيث يحتوي على عدة ينابيع معدنية تختلف في تركيبتها وخصائصها العلاجية، وقد ذاع صيته منذ القرن التاسع عشر بوصفه مقصدًا للاستشفاء والعناية بالصحة.
وشملت الزيارة جولة داخل المنتجع، والاطلاع على منظومة توزيع المياه المعدنية، وتجربة تذوق مياه سايرمي ذات الفوائد الصحية المتعددة، إلى جانب ممارسة نشاط الرماية في أحد الميادين المخصصة، في تجربة جمعت بين الترفيه والتركيز والانضباط.
كما شهد البرنامج تجربة الانزلاق الهوائي عبر أطول مسار من نوعه في منطقة جنوب القوقاز، بطول يصل إلى ثمانمائة متر، حيث انطلق المشاركون من أعالي الجبال محلقين فوق الغابات وحدائق المنتجع في تجربة مليئة بالإثارة، عكست الجمال الطبيعي والتنوع البيئي الذي تتميز به جورجيا.
وفي واحدة من أكثر محطات الرحلة إبهارًا، تمت زيارة كهف بروميثيوس، الذي يُعد من أغنى وأجمل الكهوف في أوروبا، حيث يمتد المسار السياحي داخله لأكثر من ألف متر، متخللًا شبكة من القاعات الطبيعية التي يبلغ عددها ست عشرة قاعة، تتزين بتكوينات صخرية مذهلة من الهوابط والصواعد، إلى جانب الأنهار والبحيرات الجوفية، التي أضفت على المكان طابعًا جماليًا فريدًا يعكس عظمة التشكيلات الطبيعية عبر آلاف السنين، كما أتاح الكهف للزوار تجربة الإبحار بالقوارب داخل مياهه الجوفية في مشهد استثنائي قلّ نظيره.
واختُتمت الرحلة بالعودة إلى العاصمة تبليسي، حيث خُصص وقت حر لاستكشاف المدينة ومرافقها وأسواقها، قبل الانتقال في اليوم الأخير إلى المطار وفق مواعيد الرحلات الجوية، بعد جولة سياحية وإعلامية متكاملة كشفت عن الوجه الحقيقي لجورجيا بوصفها دولة تجمع بين التاريخ العريق، والطبيعة الخلابة، والتنوع الثقافي، والضيافة الإنسانية الراقية، لتؤكد مكانتها كوجهة سياحية واعدة على خارطة السياحة العالمية.