جدد الفاتيكان تحذيراته من خطورة الذكاء الاصطناعي، حيث دعا الحكومات إلى مراقبة تطوره عن كثب وحذر من ظل الشر الموجود فى هذه التكنولوجيا لقدرتها على نشر المعلومات المضللة، وذلك بعد أن نفى الفاتيكان الفيديوهات التى نشرها عدد من المواقع الاجتماعية عن استقالة البابا فرانسيس والتى تمت بالذكاء الاصطناعى.

 

وسلط البابا فرنسيس الضوء في عدة مناسبات على القضايا الأخلاقية المحيطة بالذكاء الاصطناعى.

 

ووفقا لموقع الفاتيكان نيوز، فقد قال الفاتيكان فى وثيقة جديدة عن أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي كتبتها إدارتان في الفاتيكان ووافق عليها البابا فرنسيس: "الإعلام المضلل الناجم عن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل تدريجياً على تقويض أسس المجتمع".

 

 

وذكرت الوثيقة أن "هذه القضية تتطلب تنظيماً دقيقاً لأن المعلومات المضللة الواردة تحديداً من وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي أو التي تتأثر به يمكن أن تنتشر عن غير قصد، مما يؤدي إلى تأجيج الاستقطاب السياسي والاضطرابات الاجتماعية".

 

 

وبعث برسالة عن الذكاء الاصطناعي إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأسبوع الماضي، وحذر زعماء السياسة والاقتصاد ورجال الأعمال هناك من أن هذه التكنولوجيا تثير "مخاوف بالغة" بشأن مستقبل البشرية.

 

 

وتحدث البابا أيضاً عن الذكاء الاصطناعي خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا في يونيو الماضي، وقال إن "الناس يجب ألا يسمحوا للخوارزميات بتحديد مصيرهم".

 

 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى أخبار تزعم أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، قرر الاستقالة والتنحى عن منصبه، وأن خليفته تم تعيينه بالفعل وهو الأسقف الفلبينى لويس أنطونيو تاجلى، ولكن أكد  فيما بعد أن هذه الأخبار مجرد ادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة.

 

ترامب يعلق على إطلاق الذكاء الاصطناعي الصيني «DeepSeek»


أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقاء أن إطلاق الصين للذكاء الاصطناعي DeepSeek يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لصناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

وقال ترامب في فلوريدا: "إطلاق شركة صينية للذكاء الاصطناعي DeepSeek يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لصناعتنا، حتى نركز على المنافسة من أجل الفوز".

وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن انخفاض تكلفة الذكاء الاصطناعي وتسريع تطوره أمر إيجابي، قائلا: "أعتقد أنه إذا كان هذا صحيحا، فهو إيجابي".

وأثار إطلاق شركة DeepSeek  "ديب سيك" الصينية لنموذج ذكاء اصطناعي متقدم تداعيات ملحوظة على الأسواق الأمريكية، خاصة في قطاع التكنولوجيا، وتسبب هذا الإعلان في تراجع ملحوظ لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 5%، ومؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2.4%، مما يهدد بخسارة تصل إلى 1.2 تريليون دولار في القيمة السوقية لهذه الشركات.

ويُعزا هذا التراجع إلى مخاوف المستثمرين من أن نموذج "ديب سيك" قد يُضعف هيمنة الشركات الأمريكية على سوق الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن النموذج الجديد يتميز بتكلفة تطوير أقل واستخدام رقائق وبيانات أقل مقارنة بنماذج الشركات الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، أثار هذا التطور تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي بلغت مليارات الدولارات، مقارنة بتكلفة تطوير نموذج "ديب سيك" التي تُقدر بحوالي 5.6 مليون دولار فقط.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفاتيكان الذكاء الاصطناعي المواقع الاجتماعية تكنولوجيا البابا فرنسيس الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي

 

 

خميس بن سعيد بن سالم الحربي

k.s.s.alharbi@moe.om

 

في إحدى المرات استوقفتني عبارة وردت في كتاب يتحدَّث عن مكتبات المُستقبل "انظر جيدًا قبل عبور الشارع ثم انطلق"، ورغم بساطتها، إلّا أنني أراها تجسد جوهر المرحلة التي نعيشها اليوم في مراكز مصادر التعلّم؛ فقبل أن نعبر نحو المُستقبل، علينا أن نتأمل واقعنا بصدق، ثم نخطط بحكمة، لننطلق بثقة في عالم يتغير بسرعة غير مسبوقة في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.

لقد شهد العالم تحولات جذرية في مفهوم المكتبات ومراكز مصادر التعلّم؛ فلم تعد هذه المراكز مجرد أماكن لتخزين الكتب، بل أصبحت فضاءات معرفية رقمية، ومنصات للتعلم الذاتي، والتفكير النقدي، والإبداع، وبناء مهارات المستقبل، ومع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وغيرها، أصبح الوصول إلى المعلومة أسرع من أي وقت مضى؛ مما يفرض على هذه المراكز إعادة ابتكار دورها، بدلًا من التمسك بنموذجها التقليدي، كما يخشى البعض أن تصبح مراكز مصادر التعلّم كيانًا قديمًا مع تراجع استخدام المصادر الورقية وازدياد الاعتماد على المصادر الرقمية، وهذا الخوف وإن كان مشروعًا قد يدفع صناع القرار إلى التقليل من أهمية هذه المراكز، مما قد يؤدي إلى تراجع مستوى الدعم، وضعف توفير الكوادر المتخصصة، وتقليص الاستثمارات في تطويرها ومع ذلك، فإنَّ الخطر الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في الجمود وعدم القدرة على التكيف معها.

من وجهة نظري.. فإنَّ المستقبل لن يُطيح بمراكز مصادر التعلم؛ بل سيُعيد تشكيلها، فلن يبقى أخصائي مصادر التعلم مجرد مسؤول عن الكتب والأجهزة؛ بل سيصبح واضعًا لسياسات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وحارسًا لأخلاقيات المعلومات، ومحفزًا على الابتكار، وموجهًا للطلبة في مواجهة الانتحال والابتزاز الإلكتروني، وشريكًا في بناء عقلية رقمية ناقدة وواعية.

كما إنَّ الدور القادم لأخصائي مصادر التعلم هو دور قيادي، وتربوي، وثقافي، وليس تقنيًا فحسب؛ فالمعرفة اليوم متاحة للجميع، لكن القدرة على التمييز بين الموثوق والمضلل، وبين الإبداع والنسخ، وبين التفاعل والتشتت، هي المهارة الحقيقية التي ينبغي أن نغرسها في الأجيال.

تُظهر العديد من الدراسات أنَّ وجود برامج مكتبية قوية تدار من قبل أمناء مؤهلين يسهم في رفع معدلات القراءة والكتابة والنجاح الأكاديمي وفي المقابل، تكشف بيانات عامي 2021-2022 في الولايات المتحدة أن 35% من المناطق التعليمية لا يوجد فيها أمين مكتبة مدرسي، وأن 35% أخرى تعتمد على أمين بدوام جزئي فقط، مما يؤثر سلبًا على أكثر من 12 مليون طالب، حيث إن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي رسالة تحذيرية واضحة حين نتجاهل مراكز مصادر التعلم، فإننا ندفع الثمن تربويًا وثقافيًا.

الحقيقة أننا أمام مفترق طرق: إما أن نعيد تشكيل مراكز مصادر التعلم لتصبح بيئات رقمية مبتكرة تقود التغيير، وإما أن نتركها تتراجع حتى تتحول إلى مساحة مهجورة لا قيمة لها في العملية التعليمية ولا يتفاعل معها أحد، كما إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا؛ بل فرصة لبناء جيل باحث، ناقد، مبدع، يمتلك أخلاقيات رقمية، ويستخدم التقنية بوعي ومسؤولية.

** مشرف مصادر التعلم بالتربية والتعليم

 

مقالات مشابهة

  • للبيع … دراجة نارية موقعة من بابا الفاتيكان
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • البيت الأبيض ينشر فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي
  • بابا الفاتيكان.. شجاعة الوسطاء مفتاح التوصل لاتفاق السلام في غزة
  • بابا الفاتيكان يأمل أن يمهد اتفاق غزة لسلام دائم.. ويجدد دعوته لوقف القتال في أوكرانيا
  • ما رمزية ودلالات زيارة بابا الفاتيكان القادمة إلى تركيا؟