محللون: على سوريا أن تبقي على شعرة معاوية مع روسيا
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
اتفق محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" على أن العلاقة بين سوريا وروسيا لن تكون كما كانت في عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لكنهم رجحوا أن تستمر هذه العلاقة ضمن التوازنات التي تريدها القيادة الجديدة في سوريا في علاقاتها مع دول العالم.
وجاء حديث المحللين في تعليقهم على أول زيارة يقوم بها وفد رسمي روسي إلى سوريا منذ سقوط نظام الأسد.
وشدد الكاتب والباحث السياسي الدكتور مؤيد غزلان قبلاوي على أن العلاقة بين سوريا وروسيا يجب أن تتسم بالتوازن الإستراتيجي، مع ضرورة إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمها النظام المخلوع من روسيا، ورهنت -كما قال المتحدث- الاقتصاد السوري لصالح روسيا، بالإضافة إلى ضرورة فتح ملف حقوق الإنسان، وبحث مسألة التعويضات التي يجب أن تدفعها موسكو جراء دعمها الأسد.
ومع تأكيده أن روسيا تحتاج إلى سوريا أكثر من حاجة سوريا إليها، رأى قبلاوي أن السلطة الجديدة في دمشق عليها أن تبقي على شعرة معاوية مع موسكو، وتحاول أن تستفيد من التوازنات الدولية، بحيث لا ترتمي كليا في أحضان المعسكر الغربي.
إعلانأما كبير الباحثين في المجلس الروسي للشؤون الدولية الدكتور نيكولاي سيرغوف، فقال إن روسيا مستعدة للبدء في حوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، حول العلاقات الاقتصادية ومستقبل القواعد العسكرية الروسية، مستبعدا أن تأخذ بلاده على عاتقها -كما قال- أفعال الرئيس المخلوع.
ورجح إمكانيات توصل البلدين إلى اتفاق وتفاهمات حول مختلف القضايا، في حال لم تكن هناك "مطالبات غير عقلانية" من قبل حكومة دمشق، نافيا أن يكون العسكريين الروس في سوريا فد استهدفوا السوريين وإنما من سماهم الإرهابيين.
واستبعد الباحث الروسي بأن تلجأ القيادة الجديدة في سوريا للدخول في خصام مع روسيا، "لأنها بحاجة للاعتراف الدولي والحفاظ على الاستقرار"، مشددا من جهته على أهمية أن تكون هذه القيادة متوازنة في علاقاتها بين الغرب وروسيا والصين.
ورغم إقراره بأن العلاقة بين البلدين لن تكون كما كانت في عهد المخلوع بشار الأسد، إلا أن سيرغوف أكد أن بلاده مهتمة بإقامة علاقات مع دمشق، بما يسمح لها بالحفاظ على قواعدها العسكرية لسنتين أو 5 سنوات، مشيرا إلى أنه ستكون هناك ضغوطات غربية على دمشق في هذا المجال.
وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة مرهف أبو قصرة صرح قبل نحو أسبوع بأن السلطات السورية الجديدة تتفاوض مع موسكو بشأن استمرار وجود القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس الواقعتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
شروط الغرب
وفي المقابل يرى الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن زيارة الوفد الروسي إلى دمشق تأتي من أجل ترتيب الانفكاك في العلاقة بين البلدين، مرجحا أن تختار السلطة الجديدة في سوريا الانحياز للجانب الغربي والمنظومة العربية المؤيدة للغرب وتنهي العلاقة الوثيقة والإستراتيجية التي كانت مع روسيا.
وأشار مكي -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- إلى أن الغرب سيفرض شروطا على النظام الجديد في دمشق من أجل فك ارتباطه بروسيا، لكنه قال إن العلاقة بين الطرفين ستبقى في سياقها الدبلوماسي.
إعلانوأوضح أن فك الارتباط بين دمشق وموسكو بشكل مباشر وسريع غير ممكن وسيحتاج إلى فترة من الزمن، كما يحتاج إلى ترتيبات وتفاهمات، وتساءل في هذا السياق عن مدى قدرة روسيا عن حماية النظام الجديد في سوريا من التدخلات الخارجية وخاصة إيران.
وفي مسألة القواعد العسكرية الروسية، يرى مكي أن موسكو تأمل بأن لا يتم غلق هذه القواعد فورا وتأجيل الأمر.
ونقلت وكالة بلومبيرغ في وقت سابق عمن وصفته بالمصدر المطلع، أن موسكو تسعى بشدة للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا، في إشارة إلى قاعدتي حميميم وطرطوس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح الشهر الماضي أنه يتفق مع وصف القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع العلاقات السورية الروسية بأنها "طويلة الأمد وإستراتيجية"، مشيرا إلى أن بلاده تعول على استئناف التعاون مع السلطات الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجدیدة فی سوریا العلاقة بین
إقرأ أيضاً:
تصعيد متواصل رغم دعوات التهدئة الأمريكية.. نتنياهو يخطط لمنطقة «منزوعة السلاح» في سوريا
البلاد (القدس المحتلة)
في أحدث تصريحات تعكس توجهاً أكثر تشدداً في الملف السوري، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس (الثلاثاء)، أن تل أبيب تسعى لإنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة السورية دمشق حتى جبل الشيخ، مشدداً على أن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع دمشق قائمة، لكن”مع التمسك الكامل بمبادئ إسرائيل”.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارة أجراها إلى مستشفى شيبا، حيث التقى جنوداً من اللواء 55 أصيبوا خلال تبادل لإطلاق النار داخل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الحكومة”مصممة على الدفاع عن البلدات الإسرائيلية المحاذية للحدود، بما في ذلك الحدود الشمالية”.
وقال نتنياهو:” إن المتوقع من سوريا هو إقامة منطقة عازلة خالية من السلاح من دمشق وصولاً إلى حدود المنطقة العازلة، ومن مداخل جبل الشيخ وقمته”، مكرراً أن الاحتفاظ بهذه المناطق “ضرورة لضمان أمن المواطنين الإسرائيليين”. وأضاف: “بوجود نوايا حسنة وفهم لمبادئنا، يمكن التوصل إلى اتفاق، لكننا لن نتنازل عنها بأي حال”.
تأتي هذه التصريحات في ظل توتر متصاعد على الحدود السورية – الإسرائيلية منذ انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وسيطرة القوات الإسرائيلية على أجزاء واسعة من المنطقة العازلة في الجولان، المندرجة ضمن اتفاق فصل القوات لعام 1974. كما نفذت تل أبيب خلال الأشهر الماضية مئات الغارات الجوية داخل سوريا، وتوغلت قواتها في القنيطرة في 8 ديسمبر الماضي، رغم الانتقادات الدولية.
وبالتوازي، دعا الرئيس الأمريكي، الحكومة الإسرائيلية إلى تجنب أي خطوات قد تعرقل مسار الانتقال السياسي في سوريا، مؤكداً أن واشنطن “راضية جداً” عن أداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. وشدد ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، على ضرورة “الحفاظ على حوار قوي وحقيقي بين إسرائيل وسوريا، وعدم اتخاذ إجراءات قد تعطل مسار تحول سوريا إلى دولة مزدهرة”.
وكان نتنياهو قد صعّد موقفه في فبراير 2025 بإعلان مطالبته بـ”نزع كامل للسلاح في جنوب سوريا” بما يشمل درعا والقنيطرة والسويداء، محذراً من السماح لقوات الجيش السوري الجديد بالاقتراب من جنوب دمشق، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على توجه إسرائيلي لترسيخ معادلات أمنية جديدة في الجنوب السوري خلال مرحلة ما بعد الأسد.