الإطاحة بخمسة ‘إرهابيين’ ينتمون لـ’ولاية نينوى’
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
الأثنين, 21 أغسطس 2023 11:33 ص
.المصدر: المركز الخبري الوطني
إقرأ أيضاً:
ساعات من عدم اليقين.. كيف انهارت مؤامرة الإطاحة برئيس بنين؟
عاشت بنين أمس الأحد 7 ديسمبر 2025 ساعات عصيبة بدت خلالها على وشك الانزلاق إلى دوامة الانقلابات العسكرية التي اجتاحت غرب أفريقيا في السنوات الأخيرة بحسب تقرير موسّع نشرته مجلة جون أفريك.
فبعد إعلان مجموعة من الجنود على شاشة التلفزيون الحكومي عزل الرئيس باتريس تالون، سارعت السلطات إلى تأكيد إحباط الانقلاب، معلنة أن الوضع "تحت السيطرة" بحلول فترة ما بعد الظهر.
لكن خلف هذا الإعلان السريع، تكمن تفاصيل دقيقة عن هجوم منظم استهدف البنية الأمنية للدولة، قاده المقدم باسكال تيغري، الذي فرّ لاحقا مع عناصره، في حين لا يزال مصير جنرالين بارزين اختطفهما مجهولا.
خلفية إقليميةتشير جون أفريك إلى أن محاولة الانقلاب في بنين تأتي في سياق إقليمي متوتر، حيث شهدت مالي والنيجر وبوركينا فاسو انقلابات متتالية أطاحت بالحكومات المدنية، وأقامت أنظمة عسكرية تبرر تدخلها بفشل الحكومات في مواجهة التهديدات الأمنية.
بنين، التي لم تشهد انقلابا ناجحا منذ عام 1972، كانت تُعتبر حتى وقت قريب إحدى الديمقراطيات المستقرة في المنطقة، مما جعل هذه المحاولة حدثا صادما للداخل والخارج.
تفاصيل العمليةبحسب جون أفريك، بدأت العملية قبل الفجر بهجوم على منزل الجنرال بيرتين بادا في أبومي-كالاڤي. نجا بادا، مدير مكتب تالون العسكري، لكن زوجته قُتلت وابنته أصيبت بجروح.
وفي الوقت نفسه، اختُطف رئيس الأركان الجنرال أبو عيسى مع ضابط آخر لم يُكشف عن هويته.
بعد ذلك، حاول المتمردون اقتحام مقر إقامة الرئيس في كوتونو العاصمة الاقتصادية، لكن الحرس الجمهوري صدّ الهجوم بعد اشتباكات عنيفة، مانعا وصولهم إلى القصر.
السيطرة على الإعلامتوضح جون أفريك أن المتمردين لجأوا إلى الخطوة التقليدية في الانقلابات: السيطرة على الإعلام.
إعلانففي مقر هيئة البث الوطنية، أجبروا الفنيين على بث رسالة مسجلة أعلن فيها المقدم باسكال تيغري تشكيل "اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس" وتعليق الدستور.
لكن البث لم يستمر سوى 20 دقيقة قبل أن تقطع السلطات الإشارة وتستعيد المبنى.
القيادة عن بُعد والإنذار الفرنسيوتقول جون أفريك، إن الحرس الجمهوري بقيادة العقيد دجيمون ديدوني تيفويدجري لعب دورا حاسما في إفشال الانقلاب، في حين نسّق رئيس الأركان الجنرال فروكتو غباغيدي العمليات عن بُعد من باريس، حيث كان في مهمة رسمية.
وقد ظل غباغيدي على اتصال دائم بالرئيس تالون ووزير المالية روموالد واداغني، مرشح الحزب الحاكم للانتخابات المقبلة.
وقد استقطبت المحاولة الفاشلة اهتماما دوليا واسعا، إذ تُعد بنين دولة عازلة مهمة أمام تمدد الجماعات الجهادية من الساحل.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يتلقى تقارير مستمرة، في حين وُضعت القوات الخاصة الفرنسية في حالة تأهب لحماية المصالح الدبلوماسية.
أصداء الساحلوأشارت المجلة إلى أن خطاب المتمردين أثار القلق، إذ برر تيغري تحركه بتدهور الأمن وظلم الترقيات العسكرية، وهي نفس المبررات التي استخدمتها الأنظمة العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وقد رحّب ناشطون مرتبطون بـ"تحالف دول الساحل" بالمحاولة، بينهم كيمي سيبا الذي نشر مقطعا يحتفل بما وصفه بسقوط "عشيرة المفترسين الاقتصاديين" المحيطة بتالون.
لكن شخصية تيغري أربكت زملاءه السابقين، إذ وصفه أحد الضباط بأنه "جندي هادئ ومهذب، يكاد يكون متحفظا"، مضيفا "إذا كان حقا وراء هذه المناورة، فهو مُستَغَل".
تداعيات داخليةوأشارت جون أفريك، إلى هدوء شوارع كوتونو واستمرار عمليات الملاحقة للمتمردين الفارين بيد أن ذلك يكشفان عن تصدعات عميقة داخل المؤسسة العسكرية.
هذه التصدعات قد تعكس صراعا داخليا حول الولاءات، الترقيات، وتوزيع النفوذ داخل الجيش، وهو ما قد يهدد استقرار واحدة من آخر الديمقراطيات القائمة في المنطقة.
خلصت جون أفريك إلى أن محاولة الانقلاب الفاشلة في بنين ليست مجرد حادثة معزولة، بل مؤشر على هشاشة البنية الأمنية والسياسية في غرب أفريقيا، حيث تتقاطع الطموحات العسكرية مع الأزمات الأمنية والاقتصادية.
ورغم فشل المتمردين، فإن الرسالة التي بعثوا بها واضحة: حتى الدول التي تبدو مستقرة ليست بمنأى عن عدوى الانقلابات.