الجزيرة:
2025-05-11@13:09:58 GMT

صنعاء القديمة تقاوم ويلات الحرب وتأمل بتعاف وشيك

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

صنعاء القديمة تقاوم ويلات الحرب وتأمل بتعاف وشيك

أمضت دعاء الواسعي سنوات طويلة تعمل بسرور مرشدة سياحيةً في صنعاء القديمة، تدلّ الأجانب على الحمّامات المخفيّة في العاصمة اليمنية، وتصحبهم إلى أسواقها حيث متاجر المصنوعات الفضّية والتوابل والبهارات.

وبعد مرور نحو عقد من الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، تبدو تلك الحياة ذكرى بعيدة، والمدينة القديمة حيث نشأت دعاء شبه معزولة عن العالم، في حين أنّ مبانيها المشيّدة من حجر الآجر منذ آلاف السنين متردّية.

وقالت دعاء (40 عامًا) لوكالة الصحافة الفرنسية "السياحة فتحت عينيّ على ثقافتي"، مشيرة إلى أنّها باتت تقدر أكثر الزي التقليدي والأطباق اليمنية من خلال شرحها تراث بلدها للأجانب.

وبعد أن كانت تتحدّث اللغتين الإنجليزية والألمانية بطلاقة، باتت مهاراتها اللغوية تتراجع، وأضافت "ليست هناك كلمات تعبّر عن كارثتنا باللغة الإنجليزية أو الألمانية أو حتى الفرنسية".

وصُنّفت مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بأنها "في خطر" منذ 2015 بعيد تدخل تحالف عسكري عربي دعما للحكومة اليمنية في نزاعها مع المسلحين الحوثيين الذي اندلع عام 2014.

والمدينة المأهولة منذ أكثر من 2500 عام تضمّ مساجد ومنازل تشبه الأبراج مبنية من الطوب، لكنّها تواجه راهنا تهديدات مباشرة بالتعرض لضربات جوية وتهديدات غير مباشرة مرتبطة بغياب الصيانة.

وبينما كانت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الحرب، احتفظت دعاء بسجلات مؤلمة عن تدهور المدينة القديمة، وجداول بياناتها تضمّ المنازل المنهارة والفنادق المتصدّعة. وهي الآن عاقدة العزم على الاستفادة من الوقت الضائع، إذ تسعى للحصول على درجة الماجستير في السياحة من جامعة صنعاء على أمل أن تتمكن يوما من المساعدة في تعافي المدينة القديمة، وقالت "نحن نفقد صنعاء القديمة. أنا حزينة للغاية لقول ذلك".

وفي الأشهر الأولى من الحرب، أمطرت الضربات الجوية البلدة القديمة، وحوّلت المنازل والحدائق إلى أنقاض. وسمعت دعاء الواسعي قصصا عن القصف خلال حرب أهلية سابقة في ستينيات القرن الماضي، لكنها لم تعتقد قط أنها ستشاهدها يوما ما بنفسها. وتساءلت "لماذا يهاجمون مدينتنا؟". وتابعت "لا أسلحة في صنعاء القديمة، وممنوع مهاجمة تاريخنا. إنّهم يدمّرون تاريخنا".

من جهته، قال منسق المشروع في اليونسكو محمد الجابري إن منازل البلدة القديمة، بزخارفها المميزة من الجبس الأبيض، "هشة للغاية وتتطلب صيانة مستمرة، تقليديا كان أصحاب المنازل يقومون بأعمال الصيانة"، لكن ثبت أنّ ذلك شبه مستحيل بالنسبة للعديد من العائلات وسط أزمة اقتصادية حادّة ورواتب قلّما تدفع ومواد غذائية لا تنفكّ أسعارها ترتفع.

وأضاف الجابري "يتخذ الناس خيارا صعبا بين وضع الطعام على المائدة (لعائلاتهم) والحفاظ على سقف فوق رؤوسهم".

وعانت البنية التحتية للصرف الصحّي من الإهمال، مما جعل مباني المدينة القديمة عرضة للانهيار أثناء الفيضانات المفاجئة.

وتراجعت حدة القتال بشكل كبير في معظم أنحاء اليمن منذ سريان هدنة في أبريل/نيسان 2022. ومع ذلك، فقد أدى عدم وجود وقف دائم لإطلاق النار إلى توقف العديد من مؤسسات البلاد، بما في ذلك هيئة الحماية العامة المكلفة بإنقاذ المواقع التاريخية.

وازداد اليأس في أبريل/نيسان الماضي عندما قُتل أكثر من 80 شخصا في تدافع أثناء توزيع منحة نقدية في نهاية شهر رمضان في مدرسة بالمدينة القديمة. ولم يكن مبلغ الصدقة يتجاوز 5 آلاف ريال يمني، أي حوالي 8 دولارات فقط.

ورغم هذه المآسي المتراكمة، يتمسّك سكان المدينة القديمة بالأمل في إمكان إحياء أمجاد الماضي. وقال عبد الله عصبة (28 عاما)، مشيرا إلى شتلات الطماطم والكراث "كانت هذه المزرعة مثل الجنة.. لم يكن بإمكانك حتى أن تمشي فيها بسبب العشب، لقد كانت خضراء قبل الحرب".

ويقع الحقل بالقرب من مبنى دمّرته غارة جوية عام 2015، لكنّ عبد الله، الذي تزرع عائلته المحاصيل في هذا الحقل منذ عقود، قال إنهم "يحاولون إعادة تأهيله خطوة بخطوة".

وقرب بوابة اليمن التاريخية في المدينة القديمة، في المتجر الذي يبيع فيه زيوت العلاج التقليدية، يعمل صلاح الدين تحت صورة للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران أثناء زيارته البلدة القديمة في التسعينيات، في وقت كانت فيه رؤية الأجانب في شوارع صنعاء مشهدا مألوفا.

وأعرب صلاح الدين عن ثقته بعودة تلك الأيام الخوالي، مشبّهًا المدينة القديمة بمريض في المستشفى. وقال "عاجلا أم آجلا، سوف تتعافى. الحرب مرض، لكنّنا سنتعافى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المدینة القدیمة صنعاء القدیمة

إقرأ أيضاً:

اتفاق وشيك على تولي مؤسسة جديدة إدخال مساعدات لغزة.. وهذا موقف الأمم المتحدة

كشف مصدران مطلعان عن "محادثات جديدة" لإعادة إدخال المساعدات بشكل عاجل إلى قطاع غزة الذي يعاني أزمة غذائية غير مسبوقة.

اقرأ ايضاًمقتل 4 جنود إسرائيليين في غزة بكمين محكم.. وإصابة خامس بجراح خطيرة

وأشارت المصادر في حديثها لـ"موقع أكسيوس" أن المحادثات تتم بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية وجهات فاعلة رئيسية أخرى لرئاسة "مؤسسة غزة الإنسانية" الجديدة (GHF)، التي ربما قد تتولى إدخال المساعدات للقطاع.

ولفت المصدران إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلي المؤسسة يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية استئناف تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة".

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تعمل في غزة، أنها لن تتعاون مع خطة المؤسسة الجديدة، معتبرة أنها "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية"، مشيرة إلى أن إدارة ترامب تضغط على الدول للتبرع بالأموال لهذه الآلية، وعلى الأمم المتحدة للتعاون معها.

وقدّم مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، حول الخطة.

وقال مصدر مشارك في التخطيط لـGHF إن نقطة الخلاف الرئيسة هي كيفية ضمان تدفق المساعدات مباشرة إلى المدنيين دون اعتراض.

وأكد المصدر أن المؤسسة مستقلة ويقودها مدنيون، وأنها تهدف إلى تكملة عمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التقليدية، لا أن تحل محلها. وأكد أن "هدفنا هو المساعدة في ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها بشكل آمن وفعال وعلى نطاق واسع".

اقرأ ايضاًبرلين تعلن رفضها "خطة احتلال غزة".. ملك للفلسطينيين

يأتي ذلك وسط تصاعد التحذيرات الأممية من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض منذ مطلع مارس الماضي، والنقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع الذي تعتبر المساعدات الإنسانية شريان حياة لسكانه.

 

المصدر: العربية


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند اتفاق وشيك على تولي "مؤسسة جديدة" إدخال مساعدات لغزة.. وهذا موقف الأمم المتحدة دخان أبيض يخرج من الفاتيكان.. هل تم انتخاب البابا؟ نتفليكس تكشف عن موعد عرض الموسم الثالث من مسلسل Ginny & Georgia معلومات جديدة حول مقتل شيرين أبو عاقلة وتوضيح مصير القاتل بعد رحيل أرنولد..ليفربول يرد على ريال مدريد بخطوة غير متوقعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • ترامب يلمح لإمكانية حدوث تقدم وشيك في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • مشروع سري للأسلحة النووية في إيران: تهديد وشيك للسلام العالمي
  • ذكرى الحرب العالمية الثانية.. هكذا عانى العرب ويلات حرب لا تعنيهم
  • “الصليب الأحمر”:نحذّر من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة 
  • ذكية وشيك.. شاومي تطلق غسالة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • “الصليب الأحمر”:نحذّر من انهيار وشيك لمنظومة العمل الإنساني في قطاع غزة
  • هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح
  • مصر ترحب بوقف إطلاق النار في اليمن وتأمل أن ينعكس إيجابا على حرية الملاحة
  • اتفاق وشيك على تولي مؤسسة جديدة إدخال مساعدات لغزة.. وهذا موقف الأمم المتحدة
  • شرطة تعز تلقي القبض على متهم بقتل شقيقه في المدينة القديمة