نعيش بذات متوزعة بين وفي عالمٍ هو بذاته مقسّم ومجزء. الخيارات عدة، والامكانيات مفتوحة، والاهتمامات مختلفة، والجهات متعددة.. ولهذا ترانا مجرورين الى اتجاهات مختلفة.

حتى عندما نريد أن نحقق هدفًا ما أو غايةً ما، ترانا نتراجع وفي منتصف الطريق ونغير الاتجاه؛ وعندما نحقق طموحات محدّدة كنا نريد تحقيقها، ندرك بعد حين أنها ليست ما كنا نريده حقا! وفي أصل كلّ مشروع وفكرة نملكها، وعلى طول الطريق لتحقيقها، ندرك أننا لم نحصل حقيقة على ما كنا نريده.

وأن علينا أن نحصل على ما هو أكثر من ذلك.

وعند ذاك ندخل في صراعات جديدة لنفهم ونتبنى اتجاهات جديدة في حياتنا. وأعتقد أن هذا الأمر صار إيقاعًا يوميًا لحياتنا البشرية. نحصل على الأشياء ولكننا لم نصل بعدُ الى ما كنا نريد الوصول اليه. نصل الى البيت، ولكن الرحلة لم تنتهي بعد؛ ننجز مهمة ما ولكن ما زال يوجد الكثير امامنا لعمله وتحقيقه..

إنها نوع من المفارقة الوجودية التي تطبع وجودنا في هذا العالم. ولهذا نحتاج الى نتعلم كيف نعيش بلا وصول إلى كمال ثانوي، بل بسعي دائم نحو ما هو أمامنا. يجب أن نتعلم كيف ننمو دائم، فلا نقول إننا وصلنا، ولكننا نسعى دائما الى الامام. فنحن دائما على الطريق والمسيرة لم تنتهي بعد. أمامنا إمكانيات جديدة وفرص متنوعة للنمو والتغلب على ذاتنا الجامدة. وكأننا لم نصل إلى ذاتنا الحقيقية بل علينا أن نسعى إليها ونبنيها باستمرار.

أليس جميلًا ما يقوله بولس الرسول عن رحلة إيمانه: "ولا أَقول إني حصلتُ على ذلك أَو أدركت الكمال، بل أَسعى لعلي أَقبضُ عليه، فقد قبض عليَّ يسوعُ المسيح.. لا أَحسَبُ نَفْسي قد قبضتُ عليه وإِنما يَهمّني أَمر واحد وهو أَن أنسى ما ورائي وأَمتدد إِلى الأَمام فأَسْعى إِلى الغاية، لِلحصول على الجائزة التي يدعونا اللّهُ إِليها من عل لننالها في المسيح يسوع(فيليبي 3: 12-14).

النمو شريعة الإنجيل ومبدأه.. لننمو جميعًا في المسيح.. بالحب نكبر!

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

علماء يقترحون بناء منازل المريخ من خرسانة حية وذاتية النمو

منذ عقود، كان العيش على كوكب المريخ حلمًا يظهر في أفلام الخيال العلمي. لكن اليوم، ومع هبوط العديد من المركبات على سطح المريخ، صار هذا الحلم أكثر واقعية.

ومن حين لآخر يتحدث رواد أعمال مثل إيلون ماسك عن السكن على الكوكب الأحمر، لكن كان هناك دائما تساؤل عن كيفية ذلك، حيث لا يمكن نقل مواد البناء من الأرض، لأنها ثقيلة ومكلفة جدًا.

سطح المريخ يحتوي على تراب وغبار وصخور في مزيج غير مناسب للبناء بمفرده (وكالة الأنباء الأوروبية) مواد بناء حية

لكنّ فريقا من جامعة تكساس إيه آند إم وجد حلًا مبتكرًا، حيث استخدم تكنولوجيا حيوية لصناعة مواد بناء حية وذاتية النمو. فبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "جورنال أوف مانيوفاكتشرينغ ساينس آند إنجنيرينغ"، يعتقد هذا الفريق البحثي أنه يمكن الاعتماد على نظام إشنات صناعي.

وتعرف الأشنة بأنها كائنات حية معقدة تتكون من علاقة تكافلية بين فطر وطحلب أو سيانوبكتيريا (بكتيريا زرقاء مخضرة)، الفطر هو الشريك المسيطر ويوفر الهيكل والمأوى، بينما يوفر الطحلب أو البكتيريا الغذاء بعملية التمثيل الضوئي.

وبحسب الدراسة، فإن سطح المريخ يحتوي على تراب وغبار وصخور في مزيج غير مناسب للبناء بمفرده، لكن يمكن ربط جزيئات التربة المريخية بواسطة مواد تفرزها تلك الكائنات الحية، هذه المواد تُحوّل التربة إلى مادة صلبة يمكن تشكيلها.

ويمكن للفطريات الخيطية، أن تنتج مواد لاصقة حيوية بشكل كبير، تتحمل الظروف القاسية على سطح المريخ (مثل الإشعاع والحرارة)، أما البكتيريا الزرقاء المخضرة فتقوم بعملية البناء الضوئي، وتنتج الأوكسجين والمغذيات اللازمة للفطريات، كما ترفع تركيز كربونات الكالسيوم (اللازمة لصلابة المادة).

لا يمكن نقل مواد البناء من الأرض إلى المريخ، لأنها ثقيلة ومكلفة جدًا (رويترز) نظام حيوي للمريخ

ويعتقد العلماء، أن هذا النظام الحيوي هو الأفضل لحالة المريخ، لأنه ذاتي النمو، أي لا يحتاج إلى تدخل بشري مستمر، كما أنه يعمل فقط بالضوء والهواء والماء والتربة مريخية، وكلها متوافرة على المريخ.

إعلان

كما أن هذا النظام يخلق مواد بناء صلبة يمكن استخدامها في طباعة المنازل والمباني والأثاث، ومن ثم لا حاجة لنقل مواد من الأرض، مما يُقلّل التكاليف بشكل هائل.

وحاليا، يعمل الفريق على صنع "حبر مريخي" باستخدام التربة المعدّلة بالكائنات الحية، يمكن أن يدخل هذا الحبر في الطابعات ثلاثية الأبعاد، ومنه يمكن طباعة الجدران والهياكل مباشرة على سطح الكوكب.

يعمل الفريق كذلك على اختبارات في بيئات شبيهة بالمريخ على الأرض، وحاليا يجري العمل على تطوير نماذج أوّلية لطباعة أبنية صغيرة، بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة.

استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد يساعد في بناء مستعمرات مريخية ذاتيًا، دون إرسال بشر. أما استخدام الموارد المحلية على المريخ، فهو مبدأ أساسي لاستدامة أي حياة هناك، يجعل الاستكشاف طويل الأمد للمريخ أمرًا ممكنًا.

مقالات مشابهة

  • لجنة الإسكان بالنواب: آن الآوان لإلغاء القوانين الاستثنائية والعودة للقانون الطبيعي العقد شريعة المتعاقدين
  • علي الجنابي رئيسًا لشركات "شل" في عُمان
  • جهاز الاستثمار العُماني.. نصف عقد من النمو والتميّز
  • عبد المسيح: دم الشهيد الياس طوق لم يجفّ بعد
  • 8 دول عربية توقفت عن النمو بسبب الصراعات وعدم الاستقرار
  • المطران تابت: من حق المغترب أن يشارك في انتخاب نوابه الـ128
  • عبد المسيح: أدعم العمل الإنساني والاجتماعي الذي تقوم به كاريتاس
  • دعاء يحميك من فتنة المسيح الدجال.. اعرف صفاته وتعوذ منه
  • المطران جورج شيحان يهنئ رئيس الجمهورية وقيادات الدولة والشعب المصري بذكرى ثورة ال٣٠ من يونيو
  • علماء يقترحون بناء منازل المريخ من خرسانة حية وذاتية النمو