بوابة الوفد:
2025-12-14@19:37:02 GMT

«المادية».. الاتجاه الأول للتفكير الفلسفي

تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT

 

مصطلح المادية Materialism أي "الفلسفة المادية" هي مذهب فلسفي يجعل المادة أصلًا للكون، أي يقر بأنه لا وجود لأي جوهر غير المادة، فجميع الظواهر (النفسية والأخلاقية،... إلخ) إنما يفسرها الوجود المادي، أي يفسر كل شيء في الوجود بالأسباب المادية. والمادية قديمة قدم الفلسفة، فهي مرتبطة منذ بدايتها بنشأة الفلسفة، فكانت المادية هي الاتجاه الأول للتفكير، وإن شئت قل اللغة الأول للتفكير الفلسفي.

فما هي بنية هذا الاتجاه الفلسفي؟

عزيزي القارئ ظهرت أول النظريات المادية إلى حيز الوجود مع ظهور الفلسفة كنتيجة لتقدم المعرفة العلمية في ميادين الفلك والرياضيات وغيرها من الميادين في المجتمعات العبودية القديمة، في الهند، ومصر، والصين، واليونان. وكانت السمة العامة للمادية القديمة، التي كانت في معظمها مادية ساذجة هي الاعتراف بمادية العالم ووجوده المستقل خارج وعي الانسان، وقد حاولت المادية أن تجد في تنوع الظواهر الطبيعية المصدر المشترك لأصل كل ما يوجد أو يحدث. وماذا عن أنواع المادية؟

صديقي القارئ تنقسم المادية إلى مادية جدلية ومادية تاريخية. وعن المادية الجدلية “Dialectical Materialism” أو الديالكتيكية، توصف بالجدلية لأن أسلوبها في النظر إلى الأحداث، أو ما يُسمى منهجها في البحث والمعرفة، جدلي. وهو مصطلح صكه" كارل ماركس" و"فريدريك إنجلز" مستفيدين من ديالكتيك هيجل ومن تنظيرات فيروباخ، فهي ركن أساسي من أركان الفلسفة الماركسية. وترى المادية الجدلية أن العالم ككلّ يتكون من مادة في حركة ذات تطور متصاعد ومتزايد التعقيد، مما يؤدي في النهاية إلى قيام حياة روحية مستقلة عن الظواهر المادية، ولكنها بالطبع ناتجة عنها. 

أما المادية التاريخية “Historical Materialism” فهي المصطلح الذي وضعه "إنجلز" للدلالة على مذهب "كارل ماركس" ويتلخص في أن الوقائع الاقتصادية أساس كل الظواهر التأريخية والاجتماعية وأنها المحددة لها، أي أنها تزعم أنها هي وحدها الكفيلة بوضع نظرية في المجتمع وتطوره من خلال الأحوال الفعلية الملموسة والطبيعية للحياة الإنسانية، وترتكز على أهمية عملية الإنتاج والتوالد الماديين وتطورهما.

أي أن المادية التاريخية ترمي إلى أن الوقائع الاقتصادية هي أساس كل الظواهر التاريخية والاجتماعية، وهي المحددة لها. فالانتقال من نمط إنتاج تاريخي إلى نمط آخر يفسر بتغيّر الظروف الاقتصادية، وبالتدقيق بتغيّر علاقات الإنتاج وفي عبارة موجزة "هي علاقات بين الأفراد داخل النمط الواحد".

ويمكننا تتبع الخط الفكري للمادية بحسب العصور على النحو التالي:

في العصر اليوناني والروماني، يقرر فلاسفة هذا العصر أمثال ديموكريتوس وإبيكوروس ولوكريتيوس أن الموجود ينحل إلى أجزاء لا تتجزأ هي الذات، والذات تنتقل في الخلاء. كذلك يرون أن كل موجود يخضع لقوانين ضرورية، والإنسان يندرج في هذا الوضع. والمادية هنا تهدف إلى الصراع ضد الخرافات والخوف من الموت، للتخلص ومحاربة الأفكار الخاطئة المسيطرة على عقل الإنسان آنذاك.

وإذا ما تقدمنا إلى الامام وانتقلنا إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، نجد أن المادية اتسمت بمجموعة صفات، أجملناها كالآتي:

تقوم على التعارض بين المادة والجوهر المفكر.في نظرية المعرفة ترد المعرفة إلى الحواس وحدها.تتصور الكون على أنه كلُّ مؤلف من أجسام مادية، فيه تجري أحداث الطبيعة وفقًا لقوانين موضوعية ضرورية.الزمان والمكان والحركة تعد أحولًا للمادة.كل ظواهر الوعي (الفكر) تتوقف على التركيب الجسماني للإنسان.

وفي الختام، المادية بهذا المعنى مفهوم للعالم، أي طريقة معينة في فهم وتفسير مظاهر الحياة الاجتماعية؛ لأنها تُعلِم الإنسان النظر إلى العالم كما هو، ويستطيع بواسطتها أن يصل إلى حياة جديدة، وأن يعرف سعادة الحياة. وهو ما اكتشفناه مع إبيكوروس ولوكريتيوس عندما حاولوا تحرير الشعور البشري من قهر الخوف الخرافي من غضب الآلهة آنذاك، وايضًا تحرره من قهر الخوف الخرافي من الدولة، فالمادية كما أشار ماركس في ثلاث كلمات "تؤدي إلى الاشتراكية". ولكن هل كانت المادية هي الاتجاه الفلسفي الوحيد لفهم العالم وتقديم تصور واضح له، أم هناك أتجاه آخر؟ إجابتنا عن هذا التساؤل ستكون موضوع كبسولتنا القادمة.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

منتخب اليمن للفروسية يتأهل إلى نهائيات كأس العالم لالتقاط الأوتاد

حقق المنتخب اليمني للفروسية إنجازاً رياضياً بتأهله إلى نهائيات كأس العالم لالتقاط الأوتاد، بعد إحرازه المركز الثاني في البطولة الدولية التي استضافتها جمهورية مصر العربية، بمشاركة منتخبات: كندا، اليمن، أستراليا، مصر، الإمارات، البحرين، وليبيا.

وجاء الترتيب النهائي للبطولة، وفقاً لمجموع منافسات الأيام الثلاثة، على النحو التالي:

1- المركز الأول: مصر – 437 نقطة (كأس البطولة والميداليات الذهبية).

2- المركز الثاني: اليمن – 389 نقطة (كأس الوصافة والميداليات الفضية).

3- المركز الثالث: الإمارات – 375 نقطة (كأس المركز الثالث والميداليات البرونزية).

وضم المنتخب اليمني المتأهل كلاً من: بلال يحيى الصعفاني، عمر شرف، محمد الأنسي، عبدالعزيز عمر، أحمد القملي، وطه الصارم، فيما ترأس البعثة الأمين العام للاتحاد فيصل محسن الدبأ، ونائب رئيس البعثة الدكتور جابر البواب.

ويأتي هذا الإنجاز في ظل تعديل لائحة الاتحاد الدولي، التي خفّضت عدد المتأهلين من كل مجموعة إلى المركزين الأول والثاني فقط، بدلاً من ثلاثة، ما زاد من حدة المنافسة ورفع مستوى الأداء بين المنتخبات المشاركة.

وحقق المنتخب اليمني نتائج متقدمة خلال أيام البطولة الثلاثة، جاءت كالتالي:

اليوم الأول (الرمح):

الأول: الإمارات (119 نقطة)

الثاني: اليمن (115 نقطة)

الثالث: مصر (113 نقطة)

اليوم الثاني (السيف):

الأول: مصر (209 نقاط)

الثاني: الإمارات (207 نقاط)

الثالث: اليمن (197.5 نقطة)

اليوم الثالث (حلق – ليمون – تتابع):

الأول: مصر (231 نقطة)

الثاني: اليمن (191.5 نقطة)

الثالث: الإمارات (172 نقطة)

وظهر فرسان اليمن بقيادة مدربهم الدولي محمد حسين القملي بمستوى متميز، في ظل التنافس الشديد على بطاقتي التأهل، حيث ظل المنتخب حاضراً في صراع الصدارة طوال أيام البطولة، معتمداً على نخبة من الفرسان المحترفين خارجياً في السعودية وسلطنة عُمان، ممن يشاركون بانتظام في البطولات الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • نجوم على موعد مع الظهور الأول في كأس العالم 2026
  • حريق هائل بسوق التمور في أرفود المغربية يخلف خسائر مادية دون إصابات
  • الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
  • "سِفر عاديم"
  • فيديو تصادم المينى باص بالقاهرة.. السائق اعترف بالسير عكس الاتجاه
  • “المبطي” يخطف لقب شوط كأس العالم في “قفز السعودية”
  • منتخب اليمن للفروسية يتأهل إلى نهائيات كأس العالم لالتقاط الأوتاد
  • سحب رعدية ورياح.. بيان درجات الحرارة والظواهر الجوية في السعودية
  • الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
  • «فيكتوري» بطل العالم للزوارق السريعة