أول تلوث صناعي في التاريخ.. العلماء يعثرون على آثار للرصاص السام في اليونان القديمة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
اكتشف باحثون في دراسة جديدة أقدم دليل على تلوث الرصاص في البيئة يعود تاريخه إلى حوالي 5200 عام في اليونان القديمة، مما يسلط الضوء على التلوث الصناعي الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم.
وقد تم العثور على هذه الأدلة من خلال دراسة نوى الرواسب المستخرجة من البر الرئيسي لليونان وبحر إيجه، حيث يظهر أن التلوث بالرصاص كان نتيجة لصهر خام النحاس والفضة في تلك الفترة.
ويعتقد الباحثون أن اليونان القديمة كانت قد شهدت في العصور الغابرة أول انبعاثات صناعية للرصاص، حيث كانت عمليات صهر المعادن تُنتج المعدن السام الذي تكثف في الهواء واستقر على التربة.
وقد أشار جوزيف ماران، عالم الآثار في جامعة هايدلبرغ، إلى أن الفضة في ذلك الوقت كانت تُستخرج ممزوجة بالرصاص، مما أدى إلى انتشار هذا التلوث في البيئة المحيطة.
الموقع الذي شهد التلوث يوجد بشمال شرق اليونان قرب جزيرة ثاسوس، التي كانت تعد من أهم الأماكن لتعدين الفضة في تلك الفترة. وأكد المؤرخ جوزيف مانينغ، من جامعة ييل، أن انبعاثات الرصاص من صهر المعادن تمثل أول شكل من أشكال التلوث الصناعي في العالم.
وأظهرت الدراسة أن مستويات التلوث بالرصاص في اليونان القديمة كانت منخفضة نسبياً طوال العصر البرونزي والفترة الكلاسيكية والهيلينستية، وهي فترات تشهد على ازدهار الحضارة اليونانية وفلسفتها.
ومع ذلك، شهدت الفترة الرومانية زيادة ملحوظة في انبعاثات الرصاص، خصوصاً بعد غزو الجيش الروماني للمنطقة في عام 146 قبل الميلاد. وتزامن ذلك مع زيادة الطلب على الفضة لصك العملات، مما أدى إلى صهر المزيد من المعدن السام.
ويعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهم تأثيرات الأنشطة الصناعية في العصور القديمة على البيئة، ويكشف عن الرابط المبكر بين التقدم الصناعي والمشكلات البيئية التي تواجهها البشرية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ناشطون بيئيون في لشبونة يجمعون حوالي 650 ألفا من أعقاب السجائر لزيادة الوعي بخطر التلوث علماء الفلك يدقون ناقوس الخطر بشأن التلوث الضوئي الناجم عن الأقمار الصناعية شاهد: سراييفو في المركز الثالث عالميًا في نسبة التلوث معدنالبيئةدراسةأمراض نادرةتلوثاليونانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة إطلاق سراح إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة إطلاق سراح معدن البيئة دراسة أمراض نادرة تلوث اليونان إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة إطلاق سراح فرنسا الرسوم الجمركية محادثات مفاوضات احتجاجات روسيا الصين الیونان القدیمة یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
باحثون يعثرون بـالصدفة على أندر النسخ الباقية في أرشيف هارفارد (شاهد)
كشفت أبحاث حديثة عن أن وثيقة نادرة من "ماغنا كارتا" (الميثاق الأعظم)، التي اشترتها كلية الحقوق بجامعة هارفارد الأمريكية قبل عقود بمبلغ لا يتجاوز 27.50 دولارًا، تبيّن أنها نسخة أصلية تعود لعام 1300، ما يجعلها واحدة من أندر النسخ الباقية حتى اليوم.
وجاء هذا الاكتشاف التاريخي بالصدفة، حينما كان الأكاديمي البريطاني ديفيد كاربنتر، أستاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية كينجز كوليدج لندن، يتصفح أرشيف مكتبة هارفارد للحقوق عبر الإنترنت، بحثًا عن نسخ غير رسمية من الميثاق. وما إن وصل إلى المخطوطة رقم 172، حتى فوجئ بأنها نسخة أصلية من الميثاق الصادر في عهد الملك إدوارد الأول، تعود للعام 1300، وهو ما أكّده لاحقًا زميله البروفسور نيكولاس فنسنت، أستاذ التاريخ في جامعة إيست أنجليا.
A “copy” of Magna Carta sold to the Harvard Law School Library in 1946 has been identified as one of just six extraordinarily rare originals that survive intact from 1300. pic.twitter.com/1Wid2zfUI6 — Harvard Law School (@Harvard_Law) May 15, 2025
ويُنظر إلى "ماغنا كارتا" على نطاق واسع كأحد أقدم النصوص التي أرست مبادئ حقوق الإنسان، إذ شكّلت لأول مرة قاعدة قانونية تُخضع الملك وحكومته لسيادة القانون، وتُعدّ مرجعية دستورية عالمية حتى يومنا هذا.
ويُعتقد أن النسخة المكتشفة حديثًا في مكتبة هارفارد هي واحدة من سبع نسخ فقط من ميثاق عام 1300 لا تزال محفوظة. وقد أظهرت التحاليل التقنية، بما في ذلك التصوير بالأشعة فوق البنفسجية، تطابق النص والأبعاد مع النسخ الأصلية الأخرى، ما عزز من صحة نسبها التاريخي.
وكانت هارفارد قد حصلت على الوثيقة عام 1946 من دار المزادات "سويت آند ماكسويل" في لندن، ضمن مزاد علني وصف المخطوطة حينها بأنها "منجزة عام 1327 ومبقعة بالرطوبة". وتبيّن لاحقًا أن الوثيقة انتقلت عبر سلسلة من المالكين، من بينهم طيار شارك في الحرب العالمية الأولى وناشطان بارزان في حركة مناهضة العبودية.
وتعليقًا على الاكتشاف، قالت أماندا واتسون، العميد المساعد لخدمات المكتبات في كلية هارفارد للحقوق، إن هذا الاكتشاف المذهل يُجسّد أهمية إتاحة المجموعات الأرشيفية أمام الباحثين، مثنية على الجهود البريطانية في التوصل إلى هذا الكشف الفريد.
ومن المقرر أن يُعرض هذا الاكتشاف التاريخي أمام الجمهور في جامعة هارفارد، حيث سيُدرج ضمن "جواهر التاج" الخاصة بمقتنياتها، فيما يستعد الأكاديميان البريطانيان لزيارة الجامعة في حزيران/يونيو المقبل للاحتفال الرسمي بإزاحة الستار عن الوثيقة.