إندبندنت: لهذه الأسباب شباب الروهينغا مجبرون على القتال
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
بعد 4 سنوات من الحرب والتعذيب والاغتصاب والحرق المتعمد في ولاية أراكان (راخين) على إثر الانقلاب العسكري في بورما (ميانمار) يجبر شباب الروهينغا الآن على التجنيد القسري للقتال، إما من طرف المجلس العسكري الحاكم أو من جهة جيش أراكان.
وبهذه المقدمة افتتحت صحيفة إندبندنت تقريرا بقلم شويتا شارما من منطقة كوكس بازار في بنغلاديش- انطلقت فيه من قصة المراهق محمد رياس (13 عاما) الذي ما كاد ينهي امتحاناته حتى اضطر إلى الفرار من منزله تجنبا للرصاص وللهروب من التجنيد الإجباري في حرب اضطهدت مجتمعه لسنوات.
محمد مراهق من الروهينغا الذين كانوا يعيشون حتى وقت قريب في بلدة بولاية أركان (غرب ميانمار) وقد استهدفهم المجلس العسكري الذي أطاح بالزعيمة أونغ سان سوكي وسجنها عام 2021، وهم الآن -بين الجيش الحاكم والمتمردين الذين يريدون الاستقلال- مجبرون على القتال كجنود مشاة في كلا الجانبين.
أهوال لا توصف
يتذكر محمد أهوالا لا توصف وما كان ينبغي لمراهق مثله أن يعيشها، ويصف كيف هربت أسرته المكونة من 7 أفراد قبل شهرين، قائلا "بدأ الأمر بسحب المجلس العسكري للشباب من منازلهم لتجنيدهم قسرا. وكان كل شيء هادئا قبل ذلك. لكن حملة التجنيد أشعلت القتال في القرية".
إعلانويقول "في اليوم الذي غادرت فيه، كان من المفترض أن أؤدي امتحاناتي، ولكن المتمردين بدؤوا في إطلاق الرصاص والطائرات المسيرة. وجرف النهر العديد منا، واضطررنا إلى السير فوق الجثث هربا. نحن نتعرض للذبح. إنهم (الجيش وجيش أراكان) يكرهوننا".
محمد من بين عشرات الآلاف من الروهينغا الذين أجبروا على ترك منازلهم في ميانمار، وقد لجأ نحو 80 ألفا منهم إلى المخيمات المكتظة في كوتوبالونغ بالقرب من كوكس بازار في بنغلاديش، بعد أن وقعوا في تقاطع النيران بين الجيش والمتمردين.
وقد استمر اضطهاد الروهينغا لعقود -كما تقول الصحيفة- وطرد عشرات الآلاف منهم عام 2012، ثم جاء أسوأ عنف عام 2017 عندما نفذ جيش ميانمار ما أسمته الأمم المتحدة "التطهير العرقي النموذجي" الذي أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص، واغتصاب وقتل الآلاف، وحرق قرى بأكملها.
وذكرت الصحيفة بأن رئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سوكي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بدت مثيرة للجدل وقتها، عندما رفضت إدانة الوحشية التي تعرض لها الروهينغا، ودافعت عن النظام العسكري. ولكنها سُجنت بعد وقت قصير من الانقلاب، وقضت معظم وقتها في الحبس الانفرادي.
ومن بين من فروا مؤخرا مصطفى كمال (22 عاما) وقد أُجبر على ترك أخته، حيث يقول "اقتحم المتمردون منزلنا وأخذوا ابن أخي الصغير. وتم تجنيده قسرا من قبل جيش أراكان. وفي البداية عمل حمالا، ولكن عندما اندلع القتال استخدموه درعا بشريا. ولحسن الحظ نجا وهرب في أول فرصة سنحت له" ولكن مسلحين داهموا منزله وعذبوا والديه واختطفوه، ولا يزال مصيره مجهولا.
ويسعى جيش أراكان، وهو الجناح العسكري لجماعة أراكان العرقية البوذية بولاية أراكان الغربية، لانتزاع الحكم الذاتي من قبضة الحكومة المركزية في ميانمار التي يديرها المجلس العسكري.
إعلان
وحشية شديدة
أشارت إندبندنت إلى وحشية جيش أراكان الشديدة، مستشهدة بقصة نور فاطمة التي هاجم 5 متمردين منزلها واغتصبوها أمام زوجها، وضربوه. وتقول والدموع تنهمر على خديها "اقتحم 5 عناصر من جيش أراكان منزلي. وأرسلوا زوجي إلى الخارج، وقام اثنان منهم بتثبيتي واغتصبني آخر. وسمع زوجي صراخي وجاء راكضا لكن المسلحين الآخرين ضرباه بوحشية فأغمي عليه".
ويتذكر روحول أمين (25 عاما) يوم عيد الأضحى، عندما اندلع القتال بين الجيش والمتمردين وبدأ الناس في الصراخ، ويقول "قال البعض إن الجيش أشعل النار في القرية. ومات نحو 500 شخص في ذلك اليوم بسبب إصابات بالرصاص وهجوم بطائرات مسيرة. وكان ذلك آخر يوم لنا في وطننا".
وتقول وكالة الإغاثة البريطانية (كافود) التي تعمل في منطقة كوكس بازار بالشراكة مع "كاريتاس بنغلاديش" إن وضع الروهينغا في ميانمار تدهور بشكل أكبر منذ انقلاب 2021، ودعت إلى اهتمام دولي بالأزمة.
ويقول فيل تالمان، منسق برنامج كافود في بنغلاديش "في هذه الذكرى السنوية للانقلاب، ندعو إلى تجديد الاهتمام الدولي بهذه الأزمة، والمزيد من تقاسم الأعباء بين بلدان المنطقة، وزيادة التمويل وزيادة الضغط على ميانمار من أجل العودة الطوعية والآمنة والكريمة للروهينغا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المجلس العسکری جیش أراکان
إقرأ أيضاً:
ترامب: أخبار سارة بشأن غزة ونحاول وقف القـتال في أسرع وقت
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الإثنين، عن مؤشرات إيجابية تتعلق بجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلاً إن هناك "أخبارًا سارة قادمة" بشأن التفاهمات مع حركة حماس.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، قال ترامب: "نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال في غزة"، مشيرًا إلى وجود مشاورات نشطة مع الجانب الإسرائيلي، وأضاف: "تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن".
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع استعداد فريق التفاوض الأمريكي بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف لاستئناف جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع التفاهم على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، بحسب ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة مصادر دبلوماسية من الدول الراعية للمفاوضات، أن واشنطن طالبت جميع الأطراف المعنية بإعادة صياغة مواقفها التفاوضية على أساس المقترح الأمريكي الجديد، والذي يحمل توقيع ويتكوف، ويهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي تدريجيًا إلى إنهاء الحرب.
وتسعى واشنطن في هذه المرحلة إلى تجميد التصعيد العسكري الإسرائيلي، حيث طلبت رسميًا من حكومة تل أبيب تأجيل توسيع العمليات البرية في القطاع، لإتاحة الفرصة أمام إنجاح المسار السياسي من جهة، وأيضًا لتسهيل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.
ووفق الخطة التي جرى التنسيق بشأنها مؤخرًا، من المتوقع أن يبدأ تشغيل أربعة مراكز إمدادات إنسانية خلال الأيام المقبلة، بعد استكمال التجهيزات التي أشرفت عليها شركة أمريكية خاصة ستتولى مهام إدارة التوزيع، بإشراف الجيش الإسرائيلي.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة، إن الجيش سيعمل على منع حماس من إنشاء نقاط تفتيش بديلة أو التدخل في عمليات التوزيع، بزعم منع الحركة من مصادرة المساعدات أو استخدامها في غير مواضعها.
وأشارت الصحيفة إلى أن جولة المفاوضات السابقة تعثرت بسبب ما وصفته بـ"الجمود" من طرف قيادة حركة حماس، في أعقاب اغتيال محمد السنوار، قائد الجناح العسكري للحركة، الذي كان يضطلع مع نائبه بإدارة ملفات التفاوض الحساسة، وعلى رأسها ملف نزع السلاح، وهي النقطة التي قوبلت برفض قاطع من قبلهما، وفق المصادر الإسرائيلية.
ورغم هذا الجمود، تراهن الإدارة الأمريكية على أن مقتل السنوار قد يفتح الباب أمام مرونة أكبر في مواقف قيادة حماس، خاصة في ظل ما وصفته الصحيفة بـ"الفجوة المتزايدة" بين القيادة السياسية للحركة في الخارج، والتي تتركز في قطر، والقيادة الميدانية في قطاع غزة.