من الحسيني إلى الضيف.. ماذا تعرف قادة العمل الفدائي في غزة؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
شهد قطاع غزة نشاطا مبكرا للعمل العسكري ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، انخرط فيه عدد كبير من القادة العسكريين ونشطاء المقاومة.
وبرز الحراك العسكري المسلح في قطاع غزة بشكل واضح عقب احتلال عام 1967، متمثلا في ظهور شخصيات فدائية قادت ونظمت العمل المسلح بهدف تحرير القطاع ودحر الاحتلال عنه، إلى أن تحقق ذلك بالفعل عام 2005 حين قررت دولة الاحتلال الانسحاب.
وحفل تاريخ غزة منذ ستينيات القرن الماضي بسلسلة من الأحداث المهمة التي صنعها قادة وفدائيون قاوموا الاحتلال وساهموا في طرده، نذكر تاليا أبرزهم:
زياد الحسيني
قائد قوات التحرير الشعبية في قطاع غزة، التي كانت تنشط ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي احتلت القطاع بعد عام 1967.
وُلد زياد محمد الحسيني عام 1943م في مدينة غزة، وأتم دراسته الثانوية فيها، ثم تخرج من الكلية العسكرية للضباط في القاهرة عام 1966م، والتحق بجيش التحرير الفلسطيني، واشترك في حرب عام 1967 في رفح.
بعد نكسة 1967، بدأ مع رفاقه جمع ما تركه الجيش المصري من أسلحة في غزة، وتشكيل خلايا سرية للعمل الفدائي من عناصر جيش التحرير المتبقية في القطاع وتدريبها على خوض غمار حرب العصابات، وسميت "قوات التحرير الشعبية".
نفذ الحسيني مئات العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال في غزة منها كمين حي الزيتون، واقتحام مبنى السرايا وسط غزة، والعديد من الكمائن ضد مواقع وأرتال جيش الاحتلال، والتي قتل وأصيب فيها مئات من جنود الاحتلال.
قال عنه، وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان: "أنا أحكم غزة في النهار، وزياد الحسيني يحكمها في الليل".
استشهد الحسيني في تشرين الثاني/ نوفمبر 1971 في عملية اغتيال جرت أثناء تواجده داخل منزل رئيس بلدية غزة الأسبق رشاد الشوا.
أحمد ياسين
رغم أنه ليس قياديا عسكريا، إلأ أن الشيخ أحمد ياسين كان مؤسس أول نواة عسكرية ذات طابع إسلامي في قطاع غزة.
يعد الشيخ ياسين أحد أبرز قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة، وهو مؤسس حركة حماس، عام 1987.
رأى الشيخ أحمد ياسين في المقاومة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين من الاحتلال، وهذا ما جعله يتخذ خطوات عملية في هذا الاتجاه حين تبنى النهج العسكري.
ولد أحمد إسماعيل ياسين عام 1936 بقرية "الجورة" في عسقلان، قضاء المجدل، قبل أن تهاجر عائلته إلى غزة إبان نكبة عام 1948.
أسس الشيخ ياسين الخلايا الأولية للعمل العسكري المقاوم في قطاع غزة عام 1982، وساهم في جلب الدعم الخارجي والمساعدات المالية وجمع السلاح وتدريب الشباب عليه، كما أشرف في الفترة نفسها على تأسيس جهاز أمني للكشف عن العملاء وتصفيتهم.
اعتقل عام 1984 بتهمة حيازة الأسلحة، ولكن أفرج عنه بعد عام بعملية تبادل للأسرى ليعود للعمل الدعوي وقيادة المقاومة العسكرية، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى قرر الدخول مرحلة جديدة من مقاومة الاحتلال عن طريق العمل المسلح والمظاهرات وتأسيس تنظيم جديد.
مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 عاد الشيخ أحمد ياسين لترتيب صفوف المقاومة والإنطلاق بها من جديد داخل قطاع غزة، بمساعدة مجموعة من الفصائل، على رأسها كتائب القسام.
استشهد الشيخ أحمد ياسين آذار/ مارس 2004 أثناء خروجه من المسجد بعد تأديته صلاة الفجر، وكانت عملية الاغتيال تحت إشراف رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرييل شارون.
رفيق السالمي
يعد القيادي في حركة فتح رفيق السالمي أبرز الذين تولوا العمل العسكري في قطاع غزة في سبعينيات القرن الماضي.
بدأ رفيق مشواره النضالي وهو في سن الـ 13 من عمره حيث نفذ أول عملية بإلقاء
قنبلة يدوية على عربة الحاكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1968.
نفذ السالمي العديد من العمليات العسكرية مع مجموعة من رفاقه ضد قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث قالت روايات أنه في عام 1979 وحدها نفذ نحو 50 عملية ضد قوات الاحتلال ومواقعه.
تعرض لمطاردة شرسة من قبل قوات الاحتلال، وأفلت من محاولات اغتياله مرات عديدة، لكنه قضى شهيدا عام 1980 خلال اشتباك مسلح استمر لساعات طويلة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
عماد عقل
يعد عماد عقل أحد القادة التاريخيين للمقاومة في غزة، ومن أبرز مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام.
ولد عماد حسن إبراهيم عقل، عام 1971 لأسرة من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي هاجر إليه أهله عقب حرب 1948 من قرية برير القريبة من المجدل.
بدأ عماد مسار المقاومة وهو طالب في الثانوية بالمشاركة في الانتفاضة الأولى عام 1987، لكن سرعان ما انتقل إلى النشاط العسكري، حيث تمكن مع مجموعة من رفاقه من تنفيذ عمليات عسكرية عديدة ضد دوريات القوات الإسرائيلية.
كان عماد ينتهج مدرسة خاصة في العمل العسكري، فلقد اشتهر من الاشتباك مع جنود الاحتلال وجها لوجه ومن مسافة صفر، بل ويعمد إلى اغتنام أسلحة جنود الاحتلال بعد قتلهم، لتعويض النقص في السلاح والذخيرة.
تنقل عقل بين غزة والضفة خلال عمله المقاوم، حيث شارك في عمليات عديدة في الضفة الغربية، وتمكن من تشكيل خلايا عسكرية هناك لكتائب القسام.
قضى عماد شهيدا خلال مواجهة مسلحة مع قوات الاحتلال أواخر عام 1993.
تم تخليد ذكرى عماد بكتاب حمل عنوان "عماد عقل أسطورة الجهاد والمقاومة" لمؤلفه غسان دوعر، والذي نشر عام 1994 متطرقا لسيرته الحافلة.
محمد الضيف
يعد محمد الضيف أحد أبرز رجال العمل المقاوم خلال العقدين الماضيين، حيث قاد طلية العمل المقاوم في إطار توليه قيادة كتائب القسام.
يعد الضيف أول قائد فلسطيني، ينفذ تهديده بضرب مناطق الاحتلال في القدس المحتلة، بعد التهديد بتهجير سكان حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين، حيث أطلقت رشقات صاروخية على المناطق الغربية من القدس خلال معركة سيف القدس 2021.
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، والذي اشتهر بلقب الضيف، عام 1965، لأسرة فلسطينية لجأت من قرية القبيبة الواقعة في الأراضي المحتلة عام 1948.
ونشأ الضيف في قطاع غزة، وسكنت عائلته مخيم خانيونس جنوب القطاع، وتدرج في مدارس خانيونس في الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، بتخصص العلوم، وخلال تلك المرحلة، نشط في صفوف العمل الطلابي، وكون فرقة مسرحية من طلبة الجامعة.
وفي عام 1989، اعتقل الضيف للمرة الأولى على يد قوات الاحتلال، ضمن حملات شرسة على طلبة الجامعة الإسلامية، في إطار قمع الانتفاضة الأولى، ومكث 16 شهرا في السجن.
وبعد خروجه من سجون الاحتلال، تنقل الضيف بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومكث فترة في الضفة للإشراف على تأسيس خلايا لكتائب القسام هناك، وبدأ اسمه يتردد بعد عملية اغتيال الشهيد عماد عقل.
وصعد الضيف إلى قيادة كتائب القسام، بعد اغتيال صلاح شحادة، وكانت كتائب القسام، والعمليات التي نفذت خلال قيادته من أسباب انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005.
وأعطى الضيف صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أمر إطلاق عملية طوفان الأقصى، التي وجهت ضربة استراتيجية للاحتلال وجيشه، والتي أطلق في الضربة الأولى منها آلاف الصواريخ، فضلا عن سقوط فرقة غزة بالكامل، ووقوع أكثر من 250 من جنود الاحتلال والمستوطنين أسرى في يد القسام والمقاومة.
تعرض الضيف للعديد من محاولات الاغتيال، بعد ملاحقة استمرت أكثر من 30 عاما، وكان أبرزها في الفترة ما بين 2001 وحتى 2006.
وأصيب في إحدى محاولات الاغتيال بجروح خطيرة فقد على إثرها عينه، وتعرض لإصابة بالغة في يده، عام 2002 وبقي في قارعة الطريق دون أن يتعرف عليه أحد، قبل أن ينقل للعلاج وينجو لاحقا.
لكن أشهر محاولات اغتياله والتي نجا منها، قصف الاحتلال، مربعا سكنيا في حي الشيخ رضوان بغزة، عام 2014، خلال العدوان الشهير، واستشهدت في الضربة زوجته وأحد أطفاله.
استشهد الضيف في قصف لقوات الاحتلال على خانيونس حيث مسقط رأسه، خلال الحرب الوحشية على قطاع غزة، والتي اندلعت عقب معركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة القادة المقاومة الفلسطيني فلسطين غزة المقاومة قادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشیخ أحمد یاسین ضد قوات الاحتلال جنود الاحتلال کتائب القسام فی قطاع غزة عماد عقل فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد تعرضه للقصف الأمريكي.. ماذا تعرف عن المفاعل النووي الإيراني فوردو؟
على بُعد أمتارٍ من عمق صخري صلب في جبالٍ وعرة جنوب مدينة قُم، ترقد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم مثل قلبٍ نابضٍ تحت الإسفلت. لا خرسانة مكشوفة ولا أبراج تبريد شاهقة تلفت الأنظار؛ فكل شيء هنا مدفون على عمق يصل إلى مئة متر، خلف طبقاتٍ طبيعيةٍ وصناعيةٍ مصمّمة لتجعل المنشأة – حرفياً – ألدّ خصمٍ لأي قنبلة خارقة. وبينما اشتُهرت مواقع نطنز وبوشهر بكونها واجهة المشروع النووي الإيراني، كان «فوردو» هو الحصن الحقيقي الذي يؤرِّق مخطِّطي الضربات الجوية في تل أبيب وواشنطن على حدّ سواء، قبل تعرضه للقصف الأمريكي قبل قليل.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا جويًا ناجحًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية، شملت فوردو، ونطنز، وأصفهان.
وقال ترامب في منشور على حسابه بمنصة تروث سوشيال: "أسقطنا حمولة كاملة من القنابل على منشأة فوردو النووية، وغادرت جميع طائراتنا الأجواء الإيرانية بسلام، دون أن تُصاب بأي ضرر".
وأضاف الرئيس الأمريكي، مشيدًا بقوة جيشه:"لا توجد أي قوة عسكرية في العالم قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم المعقّد والدقيق... والآن، هو وقت السلام".
ماذا تعرف عن فوردو؟
شُيِّدت إيران مفاعل فوردو لاستيعاب قرابة ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي فقط – أي أقل من 6 % من قدرة نطنز – ما يجعلها غير مجدية كمصدر وقود لمحطات الطاقة، لكنها مثالية لتخصيب اليورانيوم سريعاً إلى مستويات مرتفعة بعيداً عن الأعين.
وفي مارس 2023 اكتشف مفتّشو الوكالة الدولية للطاقة الذرّية يورانيوماً مخصّباً بنسبة % 83.7، أي على بُعد خطوات قليلة من درجة السلاح النووي.
وبدأ البناء سرّاً حوالى عام 2006، ولم تكشفه طهران إلا في 2009 بعد إعلانٍ مشترك من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
منذ ذلك الحين، تحوّل مفاعل «فوردو» إلى رمزٍ للمراوغة النووية، حيث وافقت إيران في اتفاق 2015 على تحويله إلى مركز أبحاث، ثم استأنفت التخصيب داخله عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018.
وتقع منشآة فوردو النووية على بعد نحو 32 كم جنوب مدينة قُم ونحو 95 كم جنوب-غرب طهران، وسط تضاريس جبلية من سلسلة جبال ألبرز.
ويوجد بالمنشآة عدد من الأنفاق والقاعات الرئيسية مطمورة بعمقٍ يراوح بين 80 و100 متر، ما يحول دون تدميرها بقصفٍ تقليدي، إذ تحتاج لقصفها القنابل الخارقة التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية دون غيرها من الدول.
وبعد عام 2018، ركّبت طهران أجهزة IR-6 السريعة وزادت قدرة الموقع على الوصول إلى نسب تخصيب 60 % – وهي عتبة تعتبرها القوى الغربية «مسافة اختراق» إلى مستوى 90 % المستخدم في الأسلحة النووية.
ويعتبر مفاعل فوردو بمثابة الحصانة الطبيعية للمنشأة التي تمنح إيران «خطة ب» في حال تعرّض مفاعل نطنز أو مواقع نووية أخرى للهجوم، ما يُبقي برنامجها النووي قائماً حتى تحت القصف.
ترامبإيرانأمريكاالبرنامج النووي الإيرانيفوردومفاعل فوردوقد يعجبك أيضاًNo stories found.