زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ حكومة بنما “انتهكت الاتفاق” الذي أبرمته مع الولايات المتحدة، مهدّداً بأنّ “أمراً قوياً للغاية سيحدث” ما لم تستعد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
وفي تصريحات للصحافيين في قاعدة أندروز قرب واشنطن مساء الأحد، قال ترامب: “لقد انتهكت بنما الاتفاق، والصين هي التي تديره”، حد زعمه.
وأضاف: “لم نقم بتسليم القناة للصين، بل سلّمناها لبنما بكلّ حماقة.. ولكن سوف نستعيدها، وإلا سيحدث شيء قويّ للغاية”.
وقد تزامنت تهديدات ترامب مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى بنما لبحث مسألة القناة التي هدّد ترامب مراراً بإعادة السيطرة عليها.
وزعم الوزير الأمريكي على وجود “نفوذ وسيطرة” للصين في القناة، التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، وتمر عبرها حاويات تمثل 40 في المئة من حركة الشحن البحري الأمريكية.
من جهته، أكد رئيس بنما خوسيه مولينو، أمس، أنّ سيادة بلاده “غير قابلة للنقاش، وأنّ قناة بنما ملك للبنميين”، مضيفاً: “دولتنا تديرها، وستظلّ كذلك”.
وأشار مولينو إلى أنّه ناقش مع روبيو قضية الموانئ الصينية قرب قناة بنما خلال لقائهما، والذي دعا فيه الرئيس البمني الأمريكيين إلى “الاستثمار في بنما، حتى لا يشتكوا من أنّ دولةً أخرى تستثمر أكثر في البلاد”.
واقترح الرئيس البنمي حوارا “تقنيا” لمعالجة مخاوف الولايات المتحدة، مؤكدا أن فريقا مختصا قد يوضح أي التباسات، ويقدم تطمينات إلى واشنطن بشأن إدارة القناة.
وتزامنت زيارة روبيو إلى بنما مع احتجاجات شعبية معارضة استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع، وأضرم المحتجون النار في دمية تمثل روبيو، بينما رفعت لافتات تندد بـ”الإمبريالية الأمريكية”.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب روبيو بالخروج من بنما، في حين منعت الشرطة اقترابهم من وسط المدينة القديمة، حيث التقى الوزير الأمريكي بالرئيس مولينو.
ومنذ توليه الرئاسة في أمريكا، كشف ترامب عن أطماع أمريكية بالسيطرة على قناة بنما، وهي التي عادة إلى السيادة البنمية نهاية العام 1999بعد عقود من السيطرة والاحتلال الأمريكي.
وجدد ترامب، الجمعة، حدثة عن القناة مدعيا أن بنما “خرقت تماما” التفاهم الذي أبرم عند تسلمها القناة عام 1999، معلنا أن الإجراءات التي قدمتها لم تكن كافية.
وفي إشارة إلى إعادة احتلال القناة، قال الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده قد تفكر “باستعادة” القناة، بعدما شيدتها الولايات المتحدة بداية القرن العشرين، ودفعت ثمنا بشريا باهظا جراء وفاة آلاف العمال معظمهم من أصول أفريقية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وكل كرمان: قناة بلقيس اختارت الانحياز لليمن ودفعت الأثمان خلال 10 سنوات
قالت رئيس مجلس إدارة قناة بلقيس، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن القناة اختارت منذ انطلاقتها قبل عشر سنوات طريق الانحياز للوطن والجمهورية والثورة.
وأضافت كرمان -في منشور لها بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقتها- أن القناة دفعت كل الأثمان اللازمة نتيجة هذا الخيار، مؤكدة استمرار القناة في أداء رسالتها رغم كل التحديات والعراقيل.
وتابعت"مثل كل المشروعات الطموحة والكبيرة، لم تكن البداية مفروشة بالورد، فالبلد كان قيد التفجير، ولم يمر وقت طويل حتى بدأت المليشيات في تخريب وتدمير كل شيء".
وأكدت أن القناة وقفت أمام خيارين لا ثالث لهما: "إما تجاهل ما يحدث والعيش بأمان تحت سلطة المتغلبين الجدد، أو الانحياز لاستقلال الوطن وحرية اليمنيين وطموحاتهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة تخدم جميع مواطنيها دون تمييز، وقد اختارت بلقيس هذا الطريق دون تردد".
وأشارت إلى أن القناة واجهت خلال عقد من الزمن تحديات كبيرة، منها تعقيدات المشهد السياسي اليمني، لكنها رفضت كل المساومات وواصلت العمل بإعلام مهني ومحترم، مضيفة: "لقد آمنا بحقنا في تقديم إعلام محترم ولم نكن لنوافق على أي مساومات".
وشددت كرمان على أن دعم الناس وعبارات التشجيع التي وصلت من داخل اليمن وخارجه كانت سندًا قويًا للقناة، وقالت: "إذا كان الناس معك، لا تهتم بساكني الكهوف والقصور، فهم وأتباعهم لا يمثلون شيئًا ذا قيمة".
وأوضحت أن القناة كانت حريصة دائمًا على احترام الآراء الناقدة بشرط أن تهدف إلى تحسين الأداء وتصويب الأخطاء، مضيفة: "ما دمت تعمل فأنت معرض للخطأ".
واختتمت كرمان كلمتها بالقول: "على مدى تلك الرحلة المضنية عاشت بلقيس والعاملون فيها كل اللحظات الممكنة، وتبقت لحظة واحدة ينتظرها الجميع، وهي أن تعود لصنعاء، عاصمة لليمنيين، للبث من هناك، وهي حرة ومستقلة وصاحبة سيادة".