الأورومتوسطي: تدفق المساعدات لقطاع غزة دون الحد الأدنى للاحتياجات الإنسانية
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
يمانيون../
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لا تلبي سوى جزء يسير من الاحتياجات العاجلة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأوضح المرصد أنه على الرغم من تسجيل زيادة في عدد الشاحنات الداخلة، فإن جزءًا كبيرًا منها يحمل بضائع غير أساسية للتجار، ولا تمثل أولوية لسكان القطاع الذين يعانون من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ووفقًا لتقارير المرصد، فقد وصل إلى القطاع نحو 8500 شاحنة منذ سريان الاتفاق، لكن 35% فقط من هذه الشاحنات توجهت إلى شمال قطاع غزة، مما يعني أن ما وصل إلى كامل القطاع لا يغطي حتى نصف الاحتياج اليومي للسكان.
وفيما يخص الإيواء، أشار المرصد إلى أن ما تم إدخاله من الخيام بلغ 9500 فقط، معظمها من النوع الرديء، بينما تشير التقديرات إلى حاجة القطاع إلى 120 ألف خيمة على الأقل، ما يعني أن نسبة ما وصل لا تتجاوز 8% من الاحتياج الطارئ.
كما لفت إلى أن الاحتياج العاجل من الوقود والغاز لدعم الخدمات الطارئة يصل إلى 30 شاحنة يوميًا، بينما لم يدخل فعليًا سوى 14 شاحنة يوميًا، وهو ما لا يغطي احتياجات المستشفيات ومحطات توليد الكهرباء والمرافق الحيوية الأخرى.
وفي سياق جهود إعادة الإعمار، وثّق المرصد دخول 4 معدات صغيرة فقط لتهيئة معبر رفح، رغم أن الاتفاقيات تقتضي إدخال 100 من المعدات الثقيلة المتنوعة لرفع الأنقاض وانتشال الضحايا وإعادة فتح الطرق المدمرة.
كما شدد المرصد على أن المستشفيات لا تزال تواجه نقصًا حادًا في المعدات الطبية الضرورية، حيث لم يتم إدخال أجهزة طبية حيوية مثل أجهزة الرنين المغناطيسي، والتي تعد ضرورية لاستئناف العمل في مستشفى الشفاء الذي تعرض لتدمير واسع النطاق.
وأكد المرصد أن استمرار المماطلة في إدخال الاحتياجات الأساسية يفاقم من معاناة المدنيين الفلسطينيين ويعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط من أجل إدخال المساعدات دون تأخير، وضمان وصول الدعم الكافي لتخفيف معاناة السكان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اليونيسيف تحذر من مجاعة كارثية: القنابل تتدفق في غزة أكثر من الغذاء
الجديد برس| أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرات جديدة من تفاقم الكارثة الإنسانية، خاصة بين الأطفال، في ظل الحصار المشدد ونقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، والموجود حاليًا في مدينة خان يونس ضمن مهمة رسمية، إن الوضع في غزة بات “مروعًا ومظلمًا وبالغ القسوة”، مؤكدًا أن العائلات الفلسطينية تواجه تحديًا يوميًا لتوفير وجبة واحدة لأطفالها، في وقت “تدخل فيه إلى غزة كميات من القنابل والصواريخ أكثر بكثير مما يدخل من الأغذية”. وأشار إلدر في حديث لوكالة الأناضول، إلى أن الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ إغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي أدى إلى دفع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني نحو المجاعة، في تجويع متعمد وصفته الأمم المتحدة بأنه يرقى إلى سياسة تهجير قسري. وأوضح أن الهدوء النسبي الذي أعقب الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت جلب بعض الأمل، مع تدفق محدود للمساعدات وتحسن طفيف في المياه والغذاء، لكن ذلك لم يدم طويلًا، إذ “انقلب إلى حصار كارثي من جديد، أعاد غزة إلى دائرة الجوع والقصف والنزوح”. وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، بوجه المساعدات الإنسانية لاسيما الغذاء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع. أمهات يصومن لإطعام أطفالهن وقال إلدر: “سكان غزة يعيشون تحت القصف ليلاً، ويهربون من الجوع نهارًا، وكل ما نعرفه عن قدرة البشر على التحمّل قد تحطم بالكامل”، مضيفًا أن العائلات تُجبر على النزوح المتكرر، وتعيش في خيام منذ أكثر من ستة أشهر تحت نيران الدبابات، وبعضها فقد كل شيء. وأكد المتحدث باسم اليونيسف أن العيد مرّ على سكان غزة هذا العام، كما العام الماضي، دون احتفال. وأضاف: “لا منازل، لا غذاء، لا بهجة. فقط حزن ثقيل وذكريات من رحلوا”، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأمهات يصومن يومين حتى يتمكنّ من توفير وجبة واحدة لأطفالهن. وقال إن عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع أو أمراض يمكن علاجها “غير قابل للإحصاء الدقيق في هذه الظروف”، لكن المؤكد أن “سوء التغذية الحاد يضاعف احتمال وفاة الأطفال 10 مرات بسبب أمراض بسيطة، وهو ما يشكل حلقة قاتلة: نقص غذاء، مياه ملوثة، وانعدام رعاية طبية”. كما حذّر من أن الذهاب إلى المستشفيات لم يعد آمنًا، والمرافق الطبية نفسها تفتقر إلى الحد الأدنى من المستلزمات، لافتًا إلى أن 19 مستشفى فقط تعمل جزئيًا من أصل 38 في القطاع، بينما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلب البنية التحتية الصحية، فيما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة على وقع الإبادة بحق الفلسطينيين. ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 16,500 طفل منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. “نظام توزيع قاتل” وتحدث إلدر عن جهود اليونيسف السابقة بالتعاون مع منظمات فلسطينية، والتي نجحت خلال فترات التهدئة في إنشاء نحو 400 نقطة توزيع فعّالة للمساعدات، إلا أن هذا النظام تقوّض بعدما فرض الاحتلال “نظام توزيع عسكري الطابع” تديره جهة إسرائيلية-أمريكية تعرف باسم “صندوق المساعدات الإنسانية لغزة”. وجرى توزيع المساعدات في ما تُسمى “المناطق العازلة” جنوبي غزة ووسط القطاع، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على منتظري المساعدات، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وأضاف: “هذا النظام لا يشمل سوى نقاط توزيع محدودة، ويتسبب يوميًا بسقوط ضحايا، بينهم أطفال يُقتلون لمجرد محاولتهم الحصول على علبة طعام”. كما اتهم سلطات الاحتلال باستخدام توزيع المساعدات كأداة لفرض تهجير قسري: “النظام الجديد صُمم عمدًا لدفع السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وهو يهدد بإفشال كل ما بنيناه من شبكات إغاثة فعالة”. السفينة “مادلين” وكسر الحصار وعن اعتراض إسرائيل لسفينة “مادلين” التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا، قال إلدر إن هذه المبادرات “غاية في الأهمية”، وتساهم في إبقاء معاناة الأطفال في دائرة الضوء. وأضاف: “سمعت عن أولئك النشطاء الشجعان على متن السفينة. ما يفعلونه مهم للغاية، وهم يتحركون من منطلق إنساني بحت من أجل العدالة”، مؤكدًا دعمه لهذه الجهود التي تحرج الاحتلال وتفضح حصاره. وكانت البحرية الإسرائيلية قد قرصنت السفينة واحتجزت الناشطين الـ12 على متنها، ثم أبعدتهم لاحقًا بعد توقيعهم تعهدات بعدم العودة.المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام.