سلطان العويس.. أسس مشاريع اقتصادية بقلب شاعر
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
ضمن احتفالات ندوة الثقافة والعلوم بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، نظمت الندوة أمسية بعنوان «سلطان بن علي العويس ودوره في المجتمع، الحياة العامة، والعمل الثقافي والاقتصادي»، أدارها بلال البدور رئيس مجلس الإدارة.
شارك في الندوة سعيد الرقباني مستشار حاكم الفجيرة ووزير الزراعة والثروة السمكية الأسبق، وأحمد حميد الطاير وزير المواصلات سابقاً، ومحمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وحضرها محمد حسين الشعالي، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود.
في بداية الجلسة قُدِّم فيلم تسجيلي يستعرض مسيرة العويس وحياته وتجارته وثقافته وإسهاماته الاقتصادية والاجتماعية، باعتباره أحد رواد النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالدولة والوطن العربي، ما دعا منظمة اليونسكو إلى اعتماد عام 2025، عاماً للاحتفال بالذكرى المئوية لمولده، وقال المشاركون في الأمسية أن الشاعر سلطان العويس أسس مشاريع اقتصادية كبرى.. بقلب شاعر. وأكد بلال البدور، أن الحديث عن مئوية سلطان العويس يستدعي استعراض مسيرة حياته وهو أمر مهم للتعريف بأدباء ومبدعي الإمارات للعالم كله، وقدم الشكر والتحية لمؤسسة سلطان بن علي العويس التي اجتهدت بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الإماراتية لطرح اسم سلطان بن علي العويس للاحتفاء بمئويته.
رجل اقتصاد
قال أحمد الطاير: إن العويس نشأ في بيت تجاري كان والده تاجراً في مجالات اقتصادية عدة في ذلك الوقت، وكان لوالده اليد في تأسيس كثير من الشركات والأعمال التجارية، وكانت أول أعمال سلطان التجارية في الهند، بعدها شرع مع مجموعة من رجال الأعمال في تأسيس بنك دبي الوطني، كأول بنك وطني إماراتي، على نهج بنك الكويت الوطني الذي أنشأ أولاً، وطرح الفكرة على الشيخ راشد الذي شجع مجموعة التجار على تأسيس بنك كشركة مساهمة، رغم التحديات وقلة الخبرات المتوفرة في ذلك الوقت.
وأضاف: إن العويس أسهم في تأسيس العديد من المشاريع الاقتصادية، إلى جانب دعمه لمشاريع المساهمة العامة، وأوضح أن العويس كان قريباً من الشيخ زايد، حيث ناقش معه آليات تمويل مشاريع وبرامج التنمية دون الحاجة للاقتراض الحكومي.
بناء السدود
تحدث سعيد الرقباني عن ندرة الأمطار في دولة الإمارات، وعندما تهطل على الأودية لا يستفاد منها، لذلك طرح على سلطان العويس مشروع بناء سدود للاستفادة من هطول الأمطار في بعض المناطق والأودية، فاقتنع العويس بالفكرة ووافق على البدء بالمشروع بعد أخذ الموافقات الحكومية اللازمة، وطرح الأمر على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برغبة سلطان العويس في دعم المياه في الدولة ببناء سدود، وترحيب الشيخ زايد بالمبادرة.
وأضاف الرقباني: إن سد الطويين يُعد من أكبر السدود التي توفر المياه، كذلك سد العويس وغيره الكثير من السدود التي توفر المياه لكل المناطق المحيطة بها.
الثقافة والإعلام
من جانبه، تطرق محمد المر لدور سلطان العويس في دعم الثقافة والإعلام باعتباره شخصية متعددة الأبعاد نجحت في كل المجالات، فقد كان معظم أفراد عائلة العويس من كبار المثقفين والمهتمين بالأدب والشعر والفكر، فكان نتاج خلفية ثقافية في عائلته ومجتمعه، وبفعل تجارة الذهب مع الهند في الخمسينيات كان هناك نوع من الرفاهية في الإمارات وكان التجار يسافرون إلى معظم الأقطار العربية، وكان سلطان العويس مرتبطاً بالشيخ صقر بن سلطان الذي كان مهتماً بالثقافة والأدب ويستضيف الأدباء والمفكرين العرب في الشارقة كذلك يذهب لزيارتهم في بلدانهم.
وأضاف: إن العويس كان يطمح أن يكون هناك كيان ثقافي مؤسسي يستفيد منه أبناء الدولة وبدأ المشروع الثقافي قبل أكثر من ثلاثة عقود بإنشاء ندوة الثقافة والعلوم وطرحت الفكرة مكتوبة وأخذت المباركة الرسمية من سمو الشيخ محمد بن راشد بدعمه ورعايته ومساهمة سلطان بن علي العويس وبعض التجار المهتمين بالشأن الثقافي.وترافق مع هذا الرغبة في تكريم الأدباء العرب بحكم علاقاته معهم على مدار سنوات طويلة، فقرر إنشاء جائزة العويس الثقافية التي تحولت فيما بعد إلى مؤسسة ثقافية تكرم المثقفين والأدباء العرب.
دعم القراءة
أشارت الدكتورة حصة لوتاه إلى ضرورة إطلاق مبادرة باسم سلطان العويس لتحفيز الطلاب، وخاصة المواطنين، على الاهتمام بالثقافة والفكر، وأوضحت أن تزايد أعداد الطلاب غير المواطنين في الفعاليات الأدبية مؤشر على الحاجة لتعزيز دور المواطنين في المشهد الثقافي.
فيما أشار د. محمد مراد عبد الله، إلى أهمية الوقف في دعم القطاعات الصحية والتعليمية.
أما الروائية فتحية النمر، أكدت على أن إرث سلطان العويس لا يقتصر على الإنجازات المادية، بل يمتد إلى أثره الثقافي والإنساني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ندوة الثقافة والعلوم سلطان بن علی العویس سلطان العویس
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي
تحيي الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى وفاة الإمام الكبير فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله – الذي رحل عن عالمنا في ١٧ من يونيو ١٩٩٨م، عن عمر ناهز ٨٧ عامًا، بعد رحلة عامرة بالعطاء العلمي والدعوي تركت أثرًا خالدًا في مصر والعالم الإسلامي.
مولد الإمام الشعراوي وحياته
وُلد الإمام الشعراوي في ١٥ من أبريل ١٩١١م بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ونشأ في أسرة محبة للعلم والقرآن، فأتمَّ حفظ كتاب الله وهو في الحادية عشرة من عمره، وواصل تعليمه بالأزهر الشريف حتى تخرّج في كلية اللغة العربية عام ١٩٤١م.
عمل الشيخ الشعراوي مدرسًا ثم انتقل للتدريس بجامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، كما أوفد ضمن بعثة الأزهر إلى الجزائر دعمًا لحركة التعليم هناك، وقد اشتهر اسمه مفسرًا متميزًا في إذاعة القرآن الكريم، وسُجّلت خواطره حول كتاب الله بأسلوب مبسّط وصل إلى قلوب الملايين.
في ٩ نوفمبر ١٩٧٦م، تولّى الإمام الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فجمع بين العمل التنفيذي والدعوي، وحرص على ربط الناس بكتاب الله عزّ وجلّ، مؤكدًا أن أجره عند الله لا عند العباد، وتجسّدت رؤيته الإصلاحية في دعوته الدائمة إلى الاعتدال والرحمة والاعتماد على القرآن والسنة في تهذيب السلوك الإنساني.
خواطر الشعراوي
أطلق الإمام الشعراوي برنامجه التلفزيوني الشهير «خواطر الشعراوي» في أواخر السبعينيات، ليصبح أول تفسير متلفز يُقدَّم بلغة بسيطة تُخاطب العامة والنخبة على السواء، كما ألّف عشرات الكتب في التفسير والعقيدة واللغة، ونال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ١٩٨٨م، وتم تكريمه بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم «شخصية العام» عام ١٩٩٧م.
وفاة الشعراوي
رحل الإمام الشعراوي إلى جوار ربه في ١٧ من يونيو ١٩٩٨م عن عمر ناهز ٨٧ عامًا، وقد رحل وبقي علمه صدقةً جاريةً؛ إذ ما تزال خواطره تُبثّ عبر القنوات والإذاعات، ويُقبل عليها الملايين في مشارق الأرض ومغاربها.
واختتمت وزارة الأوقاف منشورها قائلة: تحيي الوزارة ذكراه العطرة، وتدعو الجميع إلى الاقتداء بمنهجه المستنير والتزامه بخدمة كتاب الله، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، والوزارة - إذ تحيي ذكراه - تدعو الجميع إلى الاقتداء به وبقيمه والتزامه في نشر وتعليم وفهم القرآن الكريم وفق المنهج العلمي المنضبط الرصين منهج الأزهر الشريف.