الصهيوني لم يَعُدْ وحدَهُ مَن يرفُضُ تَحريرَ الأسرى الفلسطينيين
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
براق المنبهي
بينما تُنشغل السعوديّة باستقبال شخصيات مُثيرة للجدل مثل أحمد الشرع، وتلهث وراء تحالفات هشة مع قوى مثل ترامب، تُلقي صنعاء، بقيادة السيد القائد المجاهد، بورقة إنسانية نادرة تُجسّد أعلى درجات التضامن مع فلسطين، وتكشف خيوط اللعبة القذرة التي تُدار خلف الستار. فمبادرة التبادل، التي أطلقها قائد الثورة، والتي تُعد الثانية من نوعها في تاريخ الصراعات العربية، تُجسّد أسمى معاني التضامن مع القضية الفلسطينية، وتكشف أن العدوّ الصهيوني لم يعد وحده من يرفض تحرير الأسرى الفلسطينيين، بل تلتحق به حكومة تدّعي الإسلام وتتاجر بشعاراته.
العرض واضح وبسيط، لكنه كالصاعقة إطلاق 60 أسيرًا فلسطينيًّا من سجون السعوديّة بينهم عناصر من حماس والمقاومة مقابل إطلاق طيارين سعوديّين و9 ضباط وجنود تم أسرهم خلال عدوان السعوديّة على اليمن. مبادرة تضع الرياض في زاوية مظلمة، فإما أن تعترف بأن معتقليها الفلسطينيين أبطال مقاومة. وليسوا إرهابيين، وإما أن تفضح نفسها كحليف صامت للكيان الصهيوني، يُضحي بدماء الفلسطينيين في سجونه للقاء مصالحٌ سياسيةٌ واهية.
وهذه الصفقة شهادة دولية على إنسانية المبادرة اليمنية، وإبرازٌ لانكشاف السعوديّة التي تحولت سجونها إلى ذراع تنفيذية للاحتلال في قمع الفلسطينيين. فكيف تُبرّر الرياض احتجاز مقاتلين ضد الاحتلال بينما تتعاون مع من يسلب أرض فلسطين؟!
اليمن، يقدم درسًا في العروبة الحقيقية، فبعد أن دمّـرت السعوديّة بنيته التحتية وحاصرت شعبه، يرفع راية الأسرى الفلسطينيين عاليًا، بينما تُجيب الرياض بـ”الصمت” وتستقبل وفود التطبيع مع الكيان الصهيوني. الفارق الجوهري هنا ليس في المواقف السياسية فحسب، بل في السجل الأخلاقي الذي تُسجّله صنعاء بحروف من نور، تاريخ من دعم المقاومة، مقابل تاريخ سعوديّ ملطخ بالتعاون مع المحتلّ.
السؤال الذي يُطارد الرياض الآن ليس حول قبول المبادرة أَو رفضها، بل، كم مرة ستُضطر لخيانة فلسطين قبل أن تسقط أقنعتها؟! صنعاء أجبرت العالم على رؤية الحقيقة، السعوديّة لم تعد قادرة على إخفاء تناقضها فإما أن تكون مع الأسرى، أَو مع السجان.
الرسالة واضحة التاريخ سيتذكّر أن اليمن وقفت، حَيثُ تقاعست الرياض، وأن قائدها الزاهد حوّل أسراه إلى رمز كرامة، بينما حوّلت الرياض أسرى فلسطين إلى عملة سياسية رخيصة. فهل تفيق الرياض من سباتها، أم ستظلّ تُدير ظهرها للتاريخ والأمة؟ في الوقت الذي تتردّد فيه أصداء الطلقات في شوارع جنين، وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية تنفيذ جرائم الإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني المقاوم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السعودی ة
إقرأ أيضاً:
بالصور .. حرير تساهم في تركيب أطرافًا صناعية لأطفال من غزة والأردن
صراحة نيوز – استجابةً للنداء الإنساني وسيرًا على نهج جلالة الملك… حرير تساهم في تركيب أطرافًا صناعية لأطفال من غزة والأردن وتُجدد التزامها بالكرامة الإنسانية
استجابةً للنداء الإنساني، وسيرًا على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وخاصة من قطاع غزة، وامتدادًا لدور الدولة الأردنية في إغاثة المنكوبين ومساندة المرضى والمحتاجين، قامت مؤسسة حرير للتنمية المجتمعية بالمساهمة بتركيب ثلاثة أطراف صناعية لأشخاص بأمسّ الحاجة إليها، في خطوة تعكس روح التضامن والمسؤولية المجتمعية وتُجسد العمل الإنساني الحقيقي.
وشملت هذه المبادرة أطفالًا ومرضى تم إجلاؤهم من قطاع غزة إلى الأردن لغايات العلاج،ك، حيث تهدف المؤسسة من خلالها إلى إعادة الأمل لهؤلاء الأفراد، وتعزيز قدرتهم على العيش باستقلالية ومشاركة مجتمعية فعّالة.
وقد حظي هذا العمل الإنساني بتغطية إعلامية واسعة من قنوات وصحف أردنية رائدة، ساهمت في إيصال رسائل الأمل والتعافي إلى المجتمع، وتسليط الضوء على القصص الإنسانية التي تُلهم وتُحفّز على مزيد من التكافل. وقد عبّرت مؤسسة حرير عن تقديرها العميق لكافة الجهات الإعلامية التي شاركت في توثيق هذا الحدث، تأكيدًا على دور الإعلام الوطني في دعم المبادرات النبيلة.
وأكدت المؤسسة أن هذا الإنجاز لم يكن ليتم لولا تضافر جهود الشركاء والداعمين الذين آمنوا برسالة حرير، وكانوا شركاء حقيقيين في صناعة الفرح وتخفيف المعاناة عن الفئات الأقل حظًا.
وتُجدّد حرير التزامها الثابت بمواصلة هذا النهج، من خلال مبادرات إنسانية وتنموية تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد، وتُعزز من قيم التضامن والرحمة التي تقوم عليها الدولة الأردنية، تحت قيادة هاشمية حكيمة.
معًا نصنع الأمل… ومعًا نعيد الحياة.