مؤتمر صحفي في البيت الابيض على واقع القنابل ينبع من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أول لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

 ووصفت صحيفة "جيروزالم بوست" هذا اللقاء بأنه "قنبلة" في سياق الشرق الأوسط، حيث يُطلق ترامب على غزة لقب "ر يفييرا الشرق الأوسط"، لكن ذلك يأتي مقابل ثمن يتمثل في تهجير سكانها واستيلاء الولايات المتحدة عليها.

"القومي لحقوق الإنسان" يدين تصريحات ترامب بشأن غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل البرلمان العربي يستنكر تصريحات ترامب لتهجير الفلسطينيين وفرض السيطرة الأمريكية على غزة

كما هو معتاد، يثير ترامب بحسب تقرير من قناة “الغد” الرأي العام بتصريحات غير متوقعة، ولكن هذه المرة بدت صادمة، حيث لم يستبعد نشر قوات أمريكية في القطاع، متجاهلاً تاريخ الصراع هناك والحرب الأخيرة التي لم تكتمل حتى الآن. 

وتطرح التساؤلات حول ما إذا كان لدى ترامب أي سند قانوني يدعمه في إعلان رغبته في الاستيلاء على غزة.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية تتساءل عن كيفية تنفيذ ترامب لخطته على أراضي الغزيين وعن صلاحياته القانونية، كما يتناقض ترامب مع نفسه عندما يروج لأهدافه كونه رجل سلام، منتقدًا الحروب الأمريكية الطويلة في الشرق الأوسط، ومتعهداً بإعادة الاستثمارات الأمريكية إلى مواطنيها.

وتقول وزارة الخارجية السعودية إن ما ذهب إليه ترامب يسهم في إنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، بينما يرى السناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن هذا الاقتراح يدل على فقدان ترامب لعقله، محذرًا من وضع آلاف الجنود الأمريكيين في قلب مذبحة. 

من جهته، قال المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة إن تهجير جميع الفلسطينيين من غزة يعادل تدميرهم كشعب.

فيما وصفته الصحافة الأمريكية بأنه يعمل كسمسار عقارات وليس كرئيس دولة تعد الأكبر في العالم.

كيف اهتدى ترامب لفكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"؟

وفي تصريح مفاجئ ومثير للجدل، أثار دونالد ترامب تساؤلات واسعة حول مقترحاته بشأن السيطرة على غزة وتوطين الفلسطينيين في الدول المجاورة. وبينما يسعى المحللون لفك شيفرة هذه التصريحات، يبرز سؤال محوري: هل ما طرحه الرئيس الجديد كان مجرد اعتزاز بالقوة الأمريكية أم أن هناك خطة جدية وراء ما قاله؟

نشر موقع "أكسيوس" الأمريكي تقريرًا قال فيه إن هناك طريقتين لفهم التصريح "الملحمي والمفاجئ للغاية" للرئيس الأمريكي. الأولى بوصفه تهديدًا "فارغًا" أو تفاخرًا بنفوذه في الشرق الأوسط، يشبه إلى حد بعيد التهديدات بزيادة التعرفة الجمركية ضد كندا والمكسيك، والتي تهدف إلى إثارة الجدل، لكنها قصيرة المدى وسرعان ما تُنسى. وهو، بحسب "أكسيوس"، التفسير الذي يؤمن به الجمهوريون.

"خطة تجمع آماله"
أما الاحتمال الثاني، فهو أن خطة غزة حقيقية ولم تكن وليدة اللحظة، بحيث أنها "تجمع بين بعض آمال ترامب مثل التوصل إلى صفقة تطبيع كبرى في الشرق الأوسط مع المملكة العربية السعودية، والتخلص من التكلفة الباهظة لإعادة إعمار غزة على اعتبار أنها ستكون "جحيمًا" سيمتد لعقود، وكذا رغبته في تطوير الأراضي الساحلية من منظور تجاري".

ونقل الموقع الأمريكي عن مصادر قولها، إن تصريحات ترامب، على عكس تحليلات البعض، كانت مدروسة مسبقًا، بل تعكس أفكارًا لبعض موظفي إدارته وأفراد عائلته، وتحديدًا صهره جاريد كوشنر، الذي يشاطره الرأي بأن "عقارًا مطلًا على البحر يمكن أن يكون ريفييرا الشرق الأوسط"، ويستفيد من كل القوة والمال المتدفق عبر المنطقة، حسب "أكسيوس".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البيت الأبيض الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو واشنطن الشرق الأوسط على غزة

إقرأ أيضاً:

كأس العالم على الطريقة الأمريكية .. ترامب بين ملاعب الكرة وسياسات الإقصاء | تقرير

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاركته في نهائي كأس العالم للأندية، المزمع إقامته الأحد المقبل في ولاية نيوجيرسي، في أول نسخة موسعة من البطولة تُستضيفها الولايات المتحدة، على طريق التحضير لكأس العالم 2026 المشترك مع كندا والمكسيك.

ترامب والفيفا

يأتي إعلان ترامب بعد يوم واحد فقط من افتتاح "فيفا" مكتبًا جديدًا في برج ترامب بمدينة نيويورك، ما عُدّ إشارة قوية إلى العلاقة المتنامية بين الرئيس الأمريكي والمنظمة الدولية المشرفة على كرة القدم.

 وأشاد رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، بالدعم الكبير الذي تلقته المنظمة من الحكومة الأمريكية، ومن ترامب نفسه، في جهود تنظيم البطولتين.

اختبار كروي لأمريكا 

ويحتضن ملعب "ميت لايف" – الذي سيستضيف أيضًا نهائي كأس العالم 2026 – المباراة النهائية بين نادي تشيلسي والفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وريال مدريد، في بطولة تُعد اختبارًا عمليًا لاستعدادات الولايات المتحدة لاحتضان الحدث الكروي الأكبر عالميًا.

عشاء التهجير.. ترامب ونتنياهو يرسمان خريطة غزة بالنارأول تعليق من الكرملين على تهديدات ترامب بقصف موسكو

ومنذ تولّيه ولايته الثانية، عزز ترامب حضوره في المشهد الرياضي الأمريكي، فشارك في فعاليات رياضية بارزة مثل "السوبر بول" و"UFC"، كما عيّن نفسه رئيسًا لفريق حكومي خاص بالإشراف على التحضيرات للمونديال.

مونديال أمريكا بطولة ليست للجميع 

غير أن هذا الانخراط الرياضي يصطدم بسياسات ترامب المثيرة للجدل، خصوصًا في ملف الهجرة. 

فبينما يتحدث مسؤولو "فيفا" عن بطولة ترحب بجماهير العالم، تستمر إدارة ترامب في فرض قيود صارمة، كان آخرها حظر سفر على 19 دولة، من بينها دول مرشحة للمشاركة في البطولة، ما يثير مخاوف حقوقية ويهدد بإفراغ شعار "بطولة للجميع" من مضمونه.

وقد أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يستثني فقط اللاعبين وأطقمهم وذويهم المباشرين من الحظر، دون أي ضمانات للمشجعين، ما عزز المخاوف من أن تتحول البطولة إلى أداة لتعزيز أجندة سياسية داخلية قائمة على القومية والتشدّد الأمني.

كأس دونالد ترامب

في هذا السياق، لم تُخفِ منظمات حقوق الإنسان قلقها إزاء معاملة مجتمع LGBTQ والصحفيين، خاصة في ظل تزايد الدعوات إلى مقاطعة البطولة. 

وتداولت وسائل الإعلام ألقابًا ساخرة للبطولة المرتقبة، مثل: "كأس أمريكا أولًا"، و"كأس دونالد ترامب"، في إشارة إلى تسييس الحدث الرياضي.

ولا تقتصر التحديات على الداخل الأمريكي، فالعلاقات مع كندا والمكسيك، شريكي أمريكا في استضافة البطولة، شهدت توترات بسبب السياسات الجمركية والتجارية. وفي أحد اجتماعات التخطيط، عبّر ترامب علنًا عن تفضيله للهيمنة الأمريكية في التنظيم، معلقًا على تجاهل إنفانتينو لكندا والمكسيك بقوله: “هكذا يجب أن يكون.”

العلاقة بين ترامب وإنفانتينو

من جهة أخرى، تتّسم العلاقة بين ترامب وإنفانتينو بدفء لافت؛ فقد حضر الأخير مراسم تنصيب ترامب، ورافقه مؤخرًا في زيارة مثيرة للجدل إلى الخليج أُعلن خلالها عن استثمارات ضخمة. هذه العلاقة تثير تساؤلات حول تداخل المصالح الشخصية والسياسية بالرياضة، وتُعيد إلى الأذهان انتقادات سابقة لفيفا إثر منح قطر حق استضافة مونديال 2022 رغم سجلها الحقوقي.

وفي حين يسوّق ترامب لكأس العالم باعتباره أداة لتمجيد "أمريكا القوية"، يرى مراقبون أن البطولة قد تتحول إلى مرآة تكشف تناقضات الإدارة الأمريكية بين الشعارات المعلنة والسياسات الواقعية.

طباعة شارك دونالد ترامب الرئيس الأمريكي نيوجيرسي الولايات المتحدة فيفا برج ترامب نيويورك واشنطن البيت الأبيض جياني إنفانتينو

مقالات مشابهة

  • اللجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط تختتم اجتماعها في بيروت
  • ملتقى الإماراتيين يستعرض تمكين الكفاءات في «الخاص»
  • دراسة تكشف مشروع الشرق الأوسط الجديد في رؤية ترامب ونتنياهو
  • الهلال الثامن عالميًا والأول في الشرق الأوسط من حيث عدد الحضور الجماهيري
  • متى تصبح القومية خطرًا؟ ومتى تكون خلاصًا؟ قراءة في كتاب
  • التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط
  • ستارمر: لا يمكن أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين والاعتراف بفلسطين
  • تحذير في مصر من خطط إسرائيلية خطيرة في الصومال وأمريكية في إثيوبيا
  • بوتين يعفي بوغدانوف من منصب نائب وزير الخارجية
  • كأس العالم على الطريقة الأمريكية .. ترامب بين ملاعب الكرة وسياسات الإقصاء | تقرير