بعد مرور عامين على الزلزال المدمر.. معاناة الناجين تتواصل بلا انقطاع
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
ورغم مرور عامين، لا تزال أصداء الزلزال المدمر تطارد عمر أيدين، كهربائي يبلغ من العمر 51 عاما، نجا مع والدته المسنة وأطفاله من الكارثة التي دمرت منزله في مدينة إسكندرون الساحلية، ضمن مقاطعة هاتاي الأكثر تضررا.
بعد عامين على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، لا تزال تداعياته تثقل كاهل عمر أيدين والعديد من الناجين.
في السادس من فبراير 2023، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة جنوب وجنوب شرق تركيا، أعقبه زلزال قوي آخر بعد ساعات، ما أسفر عن دمار هائل طال مئات الآلاف من المباني وأودى بحياة أكثر من 53,000 شخص. كما لقي 6,000 آخرون مصرعهم في المناطق الشمالية من سوريا المجاورة.
ورغم مرور عامين، لا تزال أصداء الزلزال المدمر تطارد عمر أيدين، كهربائي يبلغ من العمر 51 عاما، نجا مع والدته المسنة وأطفاله من الكارثة التي دمرت منزله في مدينة إسكندرون الساحلية، ضمن مقاطعة هاتاي الأكثر تضررا.
ويقول أيدين، الذي يعيش الآن في وحدة سكنية مؤقتة ضمن "مدينة الحاويات"، إن أصوات المنازل المنهارة وصرخات الاستغاثة لا تزال تتردد في ذهنه. وأضاف في حديثه لوكالة "أسوشيتد برس"، "ما زلت أرتجف عندما تخطر ببالي تلك اللحظات".
بعد انهيار منزله إلى قسمين، اضطر أيدين وأسرته إلى الاحتماء في خيمة بدائية صنعها من صفائح بلاستيكية وقطع خشب، وقضوا فيها أربعة أيام قاسية تحت وطأة البرد. واليوم، يواصل الأب الوحيد كفاحه لتأمين احتياجات أسرته، معتمدا على معاش الدولة الضئيل، الذي بالكاد يغطي نفقاتهم.
ورغم خبرته ككهربائي، إلا أن فرص العمل في إسكندرون نادرة، مما يزيد من معاناته، خاصة مع احتياجات ابنه الأكبر، البالغ من العمر 26 عاما، الذي يخضع لعلاج السرطان، ويضطر إلى السفر بانتظام إلى مستشفى في أضنة، على بعد 135 كيلومترا.
أما ابنته الصغرى، فهي لا تزال في المدرسة، في حين ينتظر ابنه الأوسط بدء خدمته العسكرية وهو حاليا عاطل عن العمل.
"الحياة في مدينة الحاويات صعبة، والظروف الصحية قد تكون سيئة"، يقول أيدين، الذي تأهل للحصول على أحد المنازل الحكومية الجديدة قيد الإنشاء، لكنه يساوره القلق بشأن تأثيثه وتحمل تكاليف المعيشة فيه. وأضاف بأسى: "لا أملك حتى دبوس، فكيف سأتمكن من تدبر أموري عندما يحين وقت الانتقال؟"
أفادت وكالة الأناضول الحكومية يوم الخميس أن صلوات خاصة أقيمت في المساجد لتكريم الموتى، فيما زار الناجون المقابر للصلاة لأحبائهم، وتركوا القرنفل على قبورهم، وقدموا تعازيهم لزملائهم الزوار.
Relatedشاهد: عام على زلزال تركيا المدمر.. المنكوبون يكافحون من أجل إعادة بناء سبل بيوتهم وحياتهم"لو عظمة منهم على الأقل".. بعد عام على زلزال تركيا المروع.. عائلات لا تزال تبحث عن رفات ذويهاوقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، إنه تم الانتهاء من 45% من المساكن المتضررة من الزلزال بحلول نهاية عام 2024. وتهدف الحكومة إلى تسليم ما مجموعه 452,983 وحدة سكنية وتجارية ومساحات عمل أخرى بحلول نهاية عام 2025.
وقال جيسي تومسون، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تركيا، إن ما يقرب من نصف مليون شخص ما زالوا في مدن الحاويات المؤقتة بعد عامين من وقوع الزلزال.
وأضاف تومسون: "لا يزال مئات الآلاف يواجهون تحديات هائلة في تأمين الدخول المستدامة، مع ارتفاع الاكتئاب واليأس"، وتابع "إن الطريق إلى التعافي طويل وشاق، ويتطلب الدعم المستمر والتضامن".
وأوضح أيدين لـوكالة "أسوشيتد برس"، أنه عندما يضع رأسه على الوسادة، يصلي ألا يستيقظ ليواجه يوما آخر.
وتابع الرجل المثقل بالهموم قائلا: "أقسم، كل يوم عندما أذهب إلى الفراش وأضع رأسي على الوسادة، أدعو الله ألا يوقظني في الصباح."
أما سونغول إرول، الأم لطفلتين تبلغان من العمر 7 و3 سنوات، فهي تعيد بناء حياتها ببطء في سامنداغ، إحدى البلدات الأخرى في محافظة هاتاي، بعد أن قضت أشهرا في الخيام والمساكن المؤقتة.
بمساعدة الأموال التي قدمها الهلال الأحمر التركي لدعم الشركات الصغيرة، تمكنت من استئجار متجر وإعادة فتح عملها في بيع معدات الصيد مثل الطعم والشباك والسكاكين. كما حولت غرفة في الجزء الخلفي من المتجر إلى مساحة معيشية لها ولابنتيها، اللتين تأثرت صحتهما بشدة جراء الظروف الصعبة في الخيام ومنزل الحاويات.
وفي مكالمة فيديو مع وكالة "أسوشيتد برس"، قالت سونغول، التي لا تزال تطاردها صور المباني المنهارة في سامنداغ: "كل ما أحلم به هو الانتقال إلى منزل من طابق واحد، بعيدا عن الأبنية السكنية."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زلزال بقوة 6.4 درجة يهز جنوب تايوان ويخلف 27 إصابة زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب باتانغاس في الفلبين الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير" رجب طيب إردوغانضحايازلزال تركيا وسوريا زلزالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة المفوضية الأوروبية قطاع غزة دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة المفوضية الأوروبية قطاع غزة رجب طيب إردوغان ضحايا زلزال تركيا وسوريا زلزال دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل غزة المفوضية الأوروبية قطاع غزة سوريا فلاديمير بوتين ضحايا بشار الأسد سياسة الهجرة الشرق الأوسط الزلزال المدمر یعرض الآنNext من العمر فی مدینة لا تزال
إقرأ أيضاً:
بعد 24 ساعة على هزة مدمرة.. زلزال جديد يضرب باليكسير غرب تركيا | تقرير
أفادت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" أن هزة أرضية بقوة 3.6 درجات على مقياس ريختر ضربت، الإثنين، ولاية باليكسير غربي تركيا، حيث وقع الزلزال عند خط عرض 39.1875 شمالًا وخط طول 28.16667 شرقًا.
ويأتي هذا الزلزال بعد أقل من 24 ساعة على هزة قوية بلغت شدتها 6.1 درجات ضربت الولاية ذاتها، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 29 آخرين، وفق ما أعلنه وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا.
وقد أظهرت الصور الأولية التي نشرتها وسائل إعلام محلية حجم الدمار الذي لحق بعدد من المباني في منطقة سنديرجي، وسط حالة من الهلع بين السكان.
نتنياهو يرفض أي صفقة جزئية لإعادة المختطفين ويتمسك بشروطه
خطة إسرائيلية لاحتلال غزة خلال أسبوعين وتعبئة 250 ألف جندي وسط تحذيرات من كارثة
وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان كارثة فبراير 2023، حينما ضرب زلزال مدمر بقوة نحو 8 درجات جنوبي تركيا، متسببًا في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، وامتدت آثاره المدمرة إلى الأراضي السورية القريبة من مركز الزلزال. ويُعد ذلك الزلزال واحدًا من أشد الكوارث الطبيعية في تاريخ البلدين.
ويرى خبراء الزلازل أن تكرار الهزات الأرضية في منطقة بحر مرمرة وغرب الأناضول، بما فيها ولاية باليكسير، يشير إلى نشاط زلزالي ملحوظ يستدعي تعزيز تدابير الاستعداد والإخلاء، وتحديث البنية التحتية لمواجهة المخاطر المحتملة.
كما حذّر مختصون من أن الزلازل متوسطة الشدة، مثل هزة اليوم، قد تكون بمثابة إنذار مبكر لزلازل أكبر في المستقبل، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتعزيز المباني وتوعية السكان بخطط الطوارئ. وأكدوا أن التغيرات الجيولوجية في الصفائح التكتونية بالمنطقة تجعلها عرضة لاهتزازات مفاجئة قد تتكرر على فترات قصيرة.
من جانبها، تواصل فرق "آفاد" متابعة الأوضاع ميدانيًا، مؤكدة أنها لم تتلق حتى الآن بلاغات عن أضرار أو إصابات جراء زلزال اليوم، لكنها شددت على ضرورة التزام السكان بإرشادات السلامة، تحسبًا لأي هزات ارتدادية محتملة.