أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية غضبًا كبيرًا، إذ أعرب عدد من قادة العالم عن رفضهم لهذا القرار.

المستشار الألماني يرفض عقوبات ترامب

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز يوم الجمعة، إن ترامب أخطأ بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها تعرض مؤسسة مهمة للخطر، مضيفًا في حدث انتخابي: «العقوبات هي الأداة الخاطئة لأنها تعرض للخطر مؤسسة من المفترض أن تضمن عدم قدرة الطغاة في هذا العالم على اضطهاد الناس وبدء الحروب، وهذا مهم للغاية»، حسبما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.

وأدانت المحكمة الجنائية الدولية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرضه عقوبات على موظفيها، والتي قالت إنها كانت تهدف إلى الإضرار بالعمل الحيوي للتحقيق في أخطر الفظائع في العالم، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

زعماء العالم وجماعات حقوق الإنسان يعارضون القرار 

وسارع زعماء العالم وجماعات حقوق الإنسان إلى الدفاع عن المحكمة، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن المحكمة الجنائية الدولية أعطت صوتًا للضحايا في جميع أنحاء العالم ويجب أن تكون قادرة على مواصلة الكفاح ضد الإفلات من العقاب العالمي بحرية.

وفي لندن، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن بريطانيا تدعم استقلال المحكمة الجنائية الدولية وليس لديها خطط لفرض عقوبات على مسؤوليها.

وفي جنيف، قالت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، إن قرار ترامب يجب إلغاؤه وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: «نأسف بشدة للعقوبات الفردية التي أُعلن عنها أمس ضد موظفي المحكمة، ونطالب بإلغاء هذا الإجراء».

المحكمة الجنائية الدولية مختصة بمقاضاة الجرائم الخطيرة 

وتأسست المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002 لمقاضاة الجرائم الخطيرة، التي يرتكبها الأفراد عندما تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك بنفسها.

على الرغم من أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا طرفين في النظام الأساسي للمحكمة، فإن مواطنيهما يمكن أن يقعوا تحت ولايتها القضائية، كما أن لدى إسرائيل حلفاء آخرين مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، الذين سيكونون ملزمين باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا سافر إلى تلك البلدان.

وفي عام 2021، قضت المحكمة الجنائية الدولية بأنها تتمتع بالاختصاص في فلسطين، ويمكنها التحقيق في الجرائم المرتكبة هناك، على الرغم من اعتراضات إسرائيل.    

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب المحكمة الجنائية الدولية دونالد ترامب عقوبات غضب المحکمة الجنائیة الدولیة عقوبات على

إقرأ أيضاً:

الغارديان: إسرائيل تحاول حرف مسؤولية المجاعة في غزة على حماس والأمم المتحدة

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير أعده بيتر بيومنت، إن إسرائيل ووسط الشجب الدولي على المجاعة في غزة تحاول تحويل اللوم وإبعاد نفسها عن مسؤولية تجويع الفلسطينيين الواسع في غزة. 

وفي الوقت الذي قدمت فيه عشرات الحكومات ومنظمات الأمم المتحدة وشخصيات دولية أخرى أدلة عن مسؤولية إسرائيل، حاول المسؤولون والوزراء في إسرائيل الإيحاء بأنه لا يوجد جوع في غزة، وأنه إذا كان الجوع موجودا، فهو ليس خطأ إسرائيل، أو إلقاء اللوم على حماس أو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة في مشاكل توزيع المساعدات.

وتواصلت الجهود الإسرائيلية حتى مع ظهور أحد وزراء حكومتها، وزير التراث اليميني المتطرف، عميحاي إلياهو، وهو يصف سياسة غير مبررة للتجويع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهي سياسة نفتها إسرائيل وقالت إنها ليست سياسة رسمية.

ووسط دلائل على تزايد أعداد الوفيات بسبب الجوع في غزة، بما في ذلك وفيات العديد من الأطفال، وصور وروايات صادمة عن سوء التغذية، حاولت إسرائيل التنصل من المسؤولية عما وصفه رئيس منظمة الصحة العالمية بـ"المجاعة الجماعية من صنع الإنسان".



وقد أيدت 28 دولة هذا الرأي في بيان مشترك صدر هذا الأسبوع، بما في ذلك بريطانيا، والذي ألقى باللوم صراحة على إسرائيل. وجاء في البيان: "لقد وصلت معاناة المدنيين في غزة إلى مستويات غير مسبوقة".

وأضاف البيان: "إن نموذج تقديم المساعدات الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية". وجاء فيه: "ندين إيصال المساعدات بالتنقيط والقتل اللاإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، سعيا لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء".

وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين أكثر حذراً بعض الشيء في تصريحاتهم العلنية، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وعد بشكل مبهم بأنه "لن تكون هناك مجاعة" في غزة. إلا أن إحاطة غير رسمية قدمها مسؤول أمني إسرائيلي كبير قبل فترة للصحافيين دفعت إلى موقف أكثر حزما، مؤكدا "لا يوجد جوع في غزة"، ومدعيا أن صور الأطفال الجائعين على الصفحات الأولى حول العالم تظهر أطفالاً يعانون من "أمراض مزمنة".

وظهر ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، على قناة "سكاي نيوز" قائلا هذا الأسبوع: "لا توجد مجاعة في غزة،هناك مجاعة للحقيقة". 

وفي تناقض مع هذا الادعاء، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن ربع الأطفال الصغار والأمهات الحوامل أو المرضعات الذين فحصتهم في عياداتها الأسبوع الماضي يعانون من سوء التغذية، وذلك بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة أن واحدا من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية.

ومع ذلك، فإن محاولات إسرائيل للتملص من المسؤولية تقوضها مسؤوليتها الوحيدة والشاملة: فهي، كقوة احتلال في صراع، ملزمة قانونا بضمان توفير سبل العيش لمن هم تحت الاحتلال.



وبينما حاولت إسرائيل باستمرار إلقاء اللوم على حماس لاعتراض المساعدات الغذائية، فقد قوّض هذا الادعاء تقييم أمريكي مسرب، اطلعت عليه "رويترز"، لم يجد أي دليل على سرقة ممنهجة من قِبل الجماعة الفلسطينية المسلحة للإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة.

وبعد فحص 156 حادثة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة أبلغت عنها منظمات شريكة في المساعدات الأمريكية بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2025، قالت إنها لم تجد "أي تقارير تزعم أن حماس" استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة.

كما كثفت إسرائيل مؤخرا جهودها لإلقاء اللوم على الأمم المتحدة في مشاكل توزيع المساعدات، مشيرة إلى "عدم تعاون المجتمع الدولي والمنظمات الدولية".

وتتناقض مزاعم إسرائيل مع أدلة واضحة على جهودها لتقويض توزيع المساعدات.

ورغم التحذيرات الدولية من المخاطر الإنسانية التي يشكلها حظر أونروا، الوكالة الأممية الرئيسية للفلسطينيين والمنظمة الأكثر خبرة في غزة، من إسرائيل، فقد أُغلقت عملياتها، مما عقد جهود الإغاثة.

وبدلا من ذلك، اعتمدت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، على مؤسسة غزة الإنسانية الخاصة عديمة الخبرة والمثيرة للجدل؛ وكانت مواقعها محورا للعديد من عمليات القتل الجماعي للفلسطينيين اليائسين على يد الجنود الإسرائيليين.

مقالات مشابهة

  • انطلاق ندوة بالجامعة العربية حول دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا يوجهون نداء جديدا لوقف إطلاق النار في غزة
  • قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا يهددون بتفعيل آلية الزناد ضد إيران بنهاية أغسطس
  • من على متن حنظلة.. فنان يهودي لـعربي21: 30% من يهود العالم يرفضون إبادة غزة
  • الغارديان: إسرائيل تحاول حرف مسؤولية المجاعة في غزة على حماس والأمم المتحدة
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على عصابة فنزويلية
  • الجنائية الدولية: المجر انتهكت التزاماتها بعدم اعتقال نتنياهو
  • جرائم لا يجوز رفع الدعوة الجنائية قيهم إلا بناء على شكوى شخصية.. تعرف عليهم
  • ضغط أميركي على لبنان عبر ملف التجديد لليونيفيل والأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة
  • الجنائية الدولية: المجر أخلت بالتزاماتها لعدم تنفيذ مذكرة توقيف نتنياهو