أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، الفرق بين "التغافل" و"الغفلة" في التعامل مع الأطفال، مؤكدًا أن التغافل هو الأسلوب الأفضل في تربية الأبناء، بينما الغفلة تعني إغفال العيوب دون محاولة معالجتها.

وأضاف العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج «اعرف نبيك»، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أنه عند تربية الأبناء وخاصة الأطفال العصبيين أو الذين يعانون من السلوكيات السيئة، يمكن للأب أو الأم أن يتغافلوا عن التصرفات غير المرغوب فيها في البداية، دون أن يلفتوا انتباه الطفل إليها بشكل مباشر.

وأشار إلى أنه يجب أن يكون التعامل معهم بأسلوب غير مباشر. على سبيل المثال، يمكن للآباء أن يتجنبوا النقد المباشر في مواجهة تصرفات غير مرغوبة مثل عدم الاستماع أو التهاون في الواجبات الدراسية، ويستخدموا أسلوب التغافل عن تلك التصرفات حتى يتم التطرق إليها في وقت لاحق بنبرة غير مؤذية.

وأكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتبع هذه الطريقة في تربية صحابته وأبنائه، حيث كان يشجعهم دون أن يواجههم مباشرة بنقد جارح، فالنبي كان يمدح أفعاله في البداية ثم ينصح بشكل غير مباشر، ليصل إلى قلوبهم دون أن يشعروا بالإهانة أو الجرح.

وأوضح أنه في حالة التعامل مع طفل عصبي أو سلوك غير مرغوب فيه، يمكن للأب أو الأم أن يتغافلوا عن التصرفات السيئة ولكن يتحدثوا عن نفس المشكلة بطريقة غير مباشرة، مثل ذكر تجارب أو مشكلات لأشخاص آخرين تعاني من نفس العادات السيئة، هذه الطريقة تجعل الطفل يعي خطأه ويقوم بتغيير سلوكه دون الشعور بالضغط أو الرفض المباشر.

وفيما يتعلق بتربية الأطفال في مرحلة المراهقة، أكد أن التغافل يعد أداة قوية في التعامل مع سلوكياتهم مثل التدخين أو التصرفات السلبية الأخرى، يمكن للآباء إظهار نصائحهم بطريقة غير مباشرة عبر القصص والتحذيرات، دون لوم أو توجيه أصابع الاتهام مباشرة للطفل، حيث إن هذا الأسلوب يبني العلاقة مع الأبناء ويزيد من تأثير النصائح عليهم.

كما نصح جبر الأمهات بضرورة أن يكون لديهن الهدوء في التعامل مع الأبناء العصبيين، مشيرًا إلى أن العصبية في الطفل غالبًا ما تكون نتيجة لسلوك الأم، لذلك يجب على الأمهات أن يحافظن على هدوءهن ويبتعدن عن رفع الصوت أو التصرفات العنيفة، بل يفضل أخذ وقت من الراحة والهدوء قبل العودة للتعامل مع الأبناء بطريقة أفضل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدكتور يسري جبر الأزهر الشريف قناة الناس التعامل مع

إقرأ أيضاً:

مع انطلاق الإجازة الصيفية.. مختصون يقدمون عبر "اليوم" نصائح لاستثمار وقت الطلاب

مع انطلاق الإجازة الصيفية التي تستمر لمدة شهرين، أكد عدد من المختصين في الإرشاد الأسري والتربوي أن الإجازة فرصة ثمينة لا ينبغي أن تذهب سدى.
وأجمع الخبراء على ضرورة استثمار هذه الفترة بشكل متوازن يعود بالنفع على الأبناء، من خلال تنظيم أوقاتهم بين الراحة الضرورية واكتساب المهارات وممارسة الهوايات، مؤكدين على الدور المحوري للوالدين كشركاء فاعلين في هذا التخطيط.فرصة للتطوير لا للفراغوفي هذا السياق، أوضح رائد صالح النعيم، مدير مركز ”أسرية“ للإرشاد الأسري، أن الإجازة ليست مرادفًا للفراغ، بل هي فرصة ذهبية للراحة الإيجابية وتطوير الذات واكتشاف المهارات الكامنة لدى الأبناء.
أخبار متعلقة بـ 10 معايير.. مشروع جديد يمكّن ذوي الإعاقة من التدريب والاندماج المهنيحساب المواطن يوضح.. هل تؤثر القروض على دعم المستفيدين؟رائد النعيموأشار إلى أهمية إعداد جدول مرن يوازن بين الترفيه والتعلم، مقترحًا تخصيص أوقات محددة للقراءة وممارسة الرياضة والهوايات، بالإضافة إلى الأنشطة الاجتماعية التي تعزز الصحة النفسية والجسدية، مثل الأعمال التطوعية والزيارات العائلية، كبديل واقعي وفعّال عن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية.
التوازن بين المتعة والفائدةمن جانبها، شددت المستشارة الأسرية مروة بنت عبدالباقي البدنه على أن المعادلة الناجحة تكمن في تنظيم وقت الأبناء بما يجمع بين الراحة والمتعة والفائدة.
وأكدت أن ممارسة الأبناء لهواياتهم المحببة، سواء كانت قراءة أو تعلم مهارات جديدة كاللغات أو الرياضات المختلفة، لا تساهم فقط في قضاء وقت ممتع، بل تعزز بشكل مباشر ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
ونوهت إلى الأثر الكبير لتعزيز صلة الرحم وتوثيق الروابط الأسرية في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الأبناء ومنحهم شعورًا عميقًا بالأمان.استثمار في المهارات الحياتية
بدوره، أكد الخبير التربوي الدكتور عبدالله الحسين أن الاستثمار الأمثل للإجازة يكمن في إكساب الأبناء مهارات حياتية يحتاجونها في واقعهم اليومي.
د. عبدالله الحسينتسميةوأوضح أن إلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة في مهارات التواصل، والتخطيط، وتحمل المسؤولية، يمثل استثمارًا حقيقيًا في بناء شخصياتهم.
وأضاف أن التواجد الأسري المشترك، عبر اللقاءات والنزهات البرية والبحرية، يوسع مدارك الأبناء ويعزز صحتهم النفسية، داعيًا إلى إشراكهم في تعلم مهارات بدنية كالسباحة وركوب الخيل لتعزيز قدراتهم المستقبلية.تصحيح المفاهيم وتأكيد الدور الأسريد. عبداللطيف المذنمن جهته، تناول المستشار الأسري والتربوي الدكتور عبداللطيف المذن بعض المفاهيم المغلوطة حول الإجازة، موضحًا أنها ليست دليلًا على الكسل أو مضيعة للوقت، بل هي ضرورة إنسانية لتجديد الطاقة وتحسين التركيز والأداء لاحقًا.
وأشار إلى أن المربي الواعي يستطيع تحويل أيام الإجازة إلى موسم للحصاد المعرفي والمهاري، شريطة وجود قناعة تامة بأهمية استغلالها.
وشدد الدكتور المذن على أن من أفضل المتع لدى الأبناء هي مشاركة آبائهم وأمهاتهم في تحقيق برنامج مشترك، مؤكدًا أن هذا الجو الأسري المفعم بالمحبة هو أهم مكتسبات الإجازة.

مقالات مشابهة

  • مواطن يحصد إشادات واسعة بحديثه عن كيفية التعامل مع المرأة.. فيديو
  • عالم بالأوقاف يعلق على واقعة التنمر على الفنان المتوفي | فيديو
  • مجلس النواب يبدأ التحرك ميدانيا...ويشكل لجان من أعضائه لفحص التصرفات المالية والإدارية في محافظات الشرعية.. عاجل
  • الإجازة الصيفية.. بين المتعة والتعلُّم
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة المثيرة للجدل شهد أزهري: (أنا حقي ما بوري لي زول)
  • أبين…مواطن ينجح في تربية الغزلان الجبلية
  • الأمن العام يحذر من إخفاء أو التلاعب بلوحات أرقام المركبات ويؤكد على العقوبات الصارمة
  • مع انطلاق الإجازة الصيفية.. مختصون يقدمون عبر "اليوم" نصائح لاستثمار وقت الطلاب
  • خبير تغذية يحذر: هذه الأطعمة هي أسوأ ما يمكن أن تبدأ به يومك .. فيديو
  • أحمد موسى: لا يمكن أن ينام مواطن بالشارع في عهد الرئيس السيسي.. فيديو