حكم صيام بعض أيام النصف الثاني من شعبان.. الأزهر للفتوى يجيب
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الحكم الشرعي لصيام الأيام في النصف الثاني من شهر شعبان، وذلك ردًا على تساؤلات عديدة حول جواز الصيام في هذه الفترة من الشهر المبارك.
واستشهد المركز في بيانه بقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، موضحًا أن النبي ﷺ كان يُكثر من الصيام في شعبان، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله ﷺ أكثر صيامًا منه في شعبان" [متفق عليه]، مما يدل على أن الصيام في هذا الشهر مشروع بإطلاق.
أما فيما يتعلق ببدء الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، فقد أوضح المركز أن الفقهاء اختلفوا في الحكم الشرعي لهذا الأمر، حيث أجمعوا على جواز الصيام في النصف الأول، لكنهم تباينوا بشأن النصف الثاني نظرًا لتعدد الروايات الحديثية.
فقد وردت أحاديث تدل على أن النبي ﷺ كان يصوم معظم أيام شعبان دون تقييد، كما جاء في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها.
في المقابل، هناك أحاديث تجيز الصيام بعد النصف لمن اعتاد الصيام، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فليصمه".
وعلى الجانب الآخر، ورد حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" [أخرجه أبو داود والترمذي]، وهو الحديث الذي استند إليه بعض الفقهاء في القول بعدم جواز الصيام في النصف الثاني من شعبان.
وفي محاولة للجمع بين الأدلة، ذهب فقهاء الشافعية إلى تحريم صيام التطوع بعد النصف من شعبان إلا لمن كان معتادًا على الصيام أو وصله بصيام في النصف الأول، أو كان الصيام لقضاء أو نذر أو كفارة، فحينها لا يكون محرمًا.
أما جمهور الفقهاء، فقد أباحوا صيام التطوع في النصف الثاني من شعبان، سواء لمن اعتاد الصيام أو لم يعتده، مستثنين فقط صيام يوم الشك، واستدلوا بأن الحديث الذي يحرم الصيام بعد النصف ضعيف، حيث قال الإمام أحمد وابن معين إنه حديث منكر، كما أشار الخطابي إلى أن هذا الحديث كان يُنكر من رواية العلاء بن عبد الرحمن.
في المقابل، ردّ القائلون بالتحريم بأن الحديث المذكور قد صححه عدد من العلماء مثل ابن حبان، وابن حزم، وابن عبد البر، كما أن العلاء بن عبد الرحمن قد وثقه الأئمة، واحتج به مسلم وابن حبان وغيرهما، وبالتالي فالحديث صحيح ولا يمكن إهماله.
وفي التوفيق بين الروايات، قال الإمام ابن حجر الهيتمي إن حديث النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان يُحمل على من لم يكن له عادة سابقة في الصيام، أما من كان يصوم قبل النصف واستمر، أو صام للنذر أو القضاء أو غير ذلك من الأسباب المشروعة، فلا يشمله النهي.
وبذلك، يتضح أن صيام النصف الثاني من شعبان جائز لمن اعتاد الصيام أو كان لديه سبب شرعي، أما من لم تكن له عادة في الصيام وأراد البدء بعد النصف، فالأفضل له أن يتركه حتى لا يقع في خلاف فقهي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز الأزهر للفتوى فضل الصيام في شعبان حكم صيام النصف الثاني من شعبان دعاء ليلة النصف من شعبان المزيد النصف الثانی من شعبان لیلة النصف من شعبان الصیام بعد بعد النصف الصیام فی فی النصف رضی الله صیام ا
إقرأ أيضاً:
دعاء استقبال يوم عرفة.. احرص على الصيام والذكر تكن من الفائزين
ينتظر كثير من المسلمين بفارغ الصبر يوم عرفة ، ذلك اليوم العظيم الذي يعتق الله فيه عباده من النار ويغفر الذنوب ، ساعات قليلة ويهل علينا ذلك الضيف العزيز ، الذي يستحب فيه الإكثار من الدعاء والتكبير والتهليل والصيام لغير الحاج .
دعاء يوم عرفة مستجاب كما قال النبي ، لذا يجب على كل مسلم استغلال هذا اليوم أفضل استغلال من بعد صلاة الفجر وحتى غروب الشمس .
دعاء استقبال يوم عرفة
ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، فضلا عن ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم-: «إن الله عز وجل يباهى ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتونى شعثا غبرا» رواه الإمام أحمد
وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»
ودعت دار الإفتاء المصرية، المسلمون لاغتنام يوم عرفة بكثر الدعاء بالرحمة والمغفرة والرزق.
«اللهم في يوم عرفة قربنا إليك، ولا تجعل في قلوبنا إلا إياك، وارزقنا من يد حبيبنا شربة هنيئة، وارزقنا الفردوس الأعلى، اللهم شفع فينا القرآن، اللهم لا تردنا خائبين».
«اللهم ارزقنا رؤية سيدنا محمد، اللهم ارزقنا رؤية وجهك الكريم ومتعنا بالنظر إليك».
«اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا».
«اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، اللهم أجرنا من النار ومن حر النار، اللهم اكتبنا من عتقائك من النار ومن المقبولين».
«اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن أحسن إلي، اللهم سهل لنا كل عسير وأرنا في حياتنا ما يسرنا ويرضيك».
«اللهم ارزقنا البركة في كل شيء، سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك ونشهد أن لا إله إلا أنت وأن سيدنا محمدا عبدك ورسولك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».
«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر».
دعاء يوم عرفة لا إله إلا الله وحده
وعن فضل يوم عرفة، فقد ورد، عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، وفي هذا اليوم يؤدي الحجاج ركن الحج الأعظم، فأعظم مناسك الحج الوقوف بعرفة؛ إذ أن الله تعالى يباهي ملائكته بعباده، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم-: «إن الله عز وجل يباهى ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتونى شعثا غبرا» رواه الإمام أحمد.
ودعاء يوم عرفة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء، دعاء يوم عرفة. وأفضل ما قلت أنا، والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له».
دعاء النبي يوم عرفه
ودعاء يوم عرفة الوارد عن الرسول، وأفضل الدعاء في يوم عرفة ما جاء في الحديث الشريف: «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
وهذا الدعاء ما قاله الحبيب صلى الله في يوم عرفة، فدعت دار الإفتاء لاغتنام هذا اليوم الدعاء بالعفو والمغفرة والرحمة وسعة الرزق وأن يرزقنا الله والأمن والأمان وخير الله في الدنيا والآخرة لا حكر في الدعاء فبابه واسع، وكذلك كثرة الذكر وكثرة قراءة القرآن قول دعاء الرسول يوم عرفة وهو «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
وفي يوم عرفة يستحب الإكثار من الأعمال الصالحات كالصيام والصدقة والذكر والتسبيح والتهليل والتكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم، في حديث نبوي، ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء. رواه البخاري.
وخير الدعاء دعاء يوم عرفة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». كما قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء، دعاء يوم عرفة. وأفضل ما قلت أنا، والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له».
فضل يوم عرفة
ويوم عرفة هو اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحج وهو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، وفيه يباهي الله الملائكة بأهل عرفات فيقول تعالى «انظروا إلى عبادي أتونى شعئا غبرا.»
ومن فضائل يوم عرفة أن الدعاء فيه مستجاب ففي يوم عرفة قال رسول الله ﷺ: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة» رواه مسلم.
واتفق الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة إلا للحاج لما ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» أخرجه مسلم، وفى الحديث: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة».
ومعنى تكفير ذنوب السنة الماضية والمستقبلة كما فسره بعض الفقهاء، فإن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين وقال آخرون: يغفر له ذنوب السنة الماضية، ويعصمه عن الذنوب في السنة المستقبلة.
أما فيما يغفر من الذنوب في صيام يوم عرفة فقال جمهور الفقهاء: المراد صغائر الذنوب دون الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من الذنوب إذا اجتنب الكبائر» أخرجه مسلم (1 / 209) من حديث أبي هريرة،، وقال آخرون: إن هذا لفظ عام وفضل الله واسع لا يحجر فيرجى أن يغفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها.