شدد رئيس "المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع" عبدالهادي محفوظ، في موضوع الأحداث الجارية على الحدود اللبنانية - السورية، على ضرورة إعطاء "أهمية لوزن الدولة اللبنانية، تحديدا مع تحرك الرئيس جوزاف عون والاتصال الذي اجراه مع الرئيس السوري احمد الشرع"، معتبرا ان هذا النمط من تكثيف العلاقات "مهم جدا للاستقرار بما يخدم مصلحة البلدين".



واعتبر محفوظ ان "العواصف الكبيرة التي تعصف بالمنطقة حاليا، تفترض تغليب العقلانية على اي اعتبار آخر"، مؤكدا ان من واجب الدولة اللبنانية "حماية مواطنيها الموجودين داخل الاراضي السورية، تحديدا على الحدود، الذين يعيشون هناك منذ فترة طويلة، لان أي مساس بهذا الوضع قد يرتب نتائج سلبية على علاقات المكونات اللبنانية فيما بينها، وهذا ما ينبغي تفاديه في الوضع الحالي".

واعرب عن مساندته للمبادرة التي قامت بها عائلة الصلح في بعلبك، والتي دعت الى التضامن مع العشائر، منوها بتلك الخطوة، "لأن ما يجمع بين سكان منطقة بعلبك - الهرمل مهم جدا، وخصوصا وانه لم تراع تلك المنطقة بشكل كامل في تشكيل الحكومة، خصوصا المكون السني".

وقال: "التضامن مع العشائر أمر مطلوب، انما بعض البيانات التي تصدر من جانب العائلات والعشائر السنية والشيعية، ليست في مكانها، ذلك انها تتضمن شتائم بحق البعض، ما يمكن ان ينعكس سلبا في الداخل اللبناني، وهذا الامر يجب تفادية بقوة" .

وأشار محفوظ الى ان "اللقاء التشاوري للنخب في منطقة بعلبك - الهرمل"، يدعو الى ان يكون هناك دور فاعل للنخب من كل هذه المكونات باتجاه التشديد على الوحدة الوطنية، ومواجهة المخاطر التي يمكن ان يستفيد منها اليمين الديني المتطرف، تحديدا القاعدة وداعش، مذكرا "بالنتائج السلبية التي كانت قد جرت عن توغل بعض تلك القوى الدينية في فترة سابقة في جرود عرسال وغيرها"، مشددا على "وحدة عرسال وبعلبك والهرمل والعين والقاع ورأس بعلبك باتجاه تلافي مثل هذه الاخطار الوافدة، خصوصا ان المنطقة اليوم هي على برميل بارود".

ونفى ان تكون للاحداث الجارية على الحدود علاقة بتأخير تشكل الحكومة او ضرب العهد، مؤكدا ان سكان بعلبك - الهرمل، "يراهنون بشكل اساسي على الرئيس جوزاف عون، خصوصا وانه اهتم سابقا بجرود تلك المناطق وفتح الطرقات، وهذا يذكرنا بالمرحلة الشهابية التي ربطت الاطراف بالدولة"، داعيا الى ربط تلك الاطراف بالمركز، خصوصا في ظل وجود طروحات للفيدرالية قد تجتاح تلك المنطقة.

وفي الشأن الحكومي، تمنى محفوظ  النجاح للرئيس المكلف نواف سلام، خصوصا وانه كان قد نجح في المحكمة الدولية، "وبالتالي عليه ان يراعي الظروف الخاصة في لبنان الذي يتكون من مكونات طائفية، وهذا يفترض انفتاحا وتسامحا وبناء الحاملة الاجتماعية التي يمكن ان تهز النظام الطائفي والطوائفية البغيضة التي هي علة لبنان التي سببت الكثير من الحروب فيه".

وأمل أن يأخذ سلام بالاتجاه الذي اتبعته التجربة الشهابية وان يغلب المصلحة اللبنانية على اي اعتبار آخر، معتبرا "اننا نلمس في التشكيلة الحكومية الحالية وصايات خارجية متعددة في تسمية الوزراء، بالاضافة الى وصايات داخلية خاطئة" .

ونوه بتاريخ الرئيس المكلف، "الذي يفترض ان يعكس توجهه باتجاه تعزيز المواطنة والاخذ في الاعتبار خصوصيات الوضع اللبناني، وان تكون الحكومة في الطريق الصحيح لا ان تعيدنا الى التذكير بالحكومات السابقة على اختلافها".

وعن الحملات التي تشن عبر وسائل الاعلام على بعض الاسماء الوزارية قال: "اترك لسكان كل منطقة بأن يحددوا خياراتهم، وآمل ان تتمثل المناطق على اختلافها  تحديدا الاطراف مثل عكار وطرابلس وبعلبك - الهرمل، والا يكون النموذج اللبناني الحالي هو تكرار لنظام المتصرفية الذي يحصر فكرة الدولة فقط في بيروت وجوارها".

وحول عودة الرئيس سعد الحريري في 14 شباط المقبل علق محفوظ: "الرئيس الحريري يحظى بعطف لبناني عام وخطه المعتدل هو نموذج لما ينبغي ان يعتمد عليه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام".

وأمل في أن "يستعيد الرئيس سعد الحريري مكانه ومكانته اللائقة في الوضع اللبناني، وان يسترشد ويستعين به الرئيس سلام، خصوصا وان هذا البلد يحتاج الى تضامن واسع وتغليب الاعتدال على اي اتجاه آخر، والا يترك للاصوات التحريضية في التأثير على توجه الرئيس سلام".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: خصوصا وان

إقرأ أيضاً:

الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار

الثورة نت/وكالات نشرت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين، اليوم السبت، لائحة تضم 23 أسيرا لبنانيا يقبعون في سجون العدو الصهيوني، بعضهم أسرى قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، و9 منهم تم أسرهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024. وذكرت الجمعية أنها سلمت هذه اللائحة لرئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، وتتضمن 23 لبنانيا، منهم ثلاثة اسرى تعود فترة أسرهم إلى ما قبل الحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان، حسب موقع “روسيا اليوم”. وتظهر اللائحة أسر 11 لبنانيا خلال الحرب وتوغل العدو الإسرائيلي داخل قرى وبلدات جنوب لبنان، أغلبيتهم تم أسرهم في بلدة عيتا الشعب واثنان في بلدتي بليدا والبترون شمال لبنان. يذكر أن تسعة من بين الأسرى الـ23، اعتقلوا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي حيز التنفيذ، من داخل قراهم في الجنوب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الوعي الجمعي و صياغة معادلة السلام
  • بعد المواجهة عند الحدود اللبنانية - السورية.. الجيش يصدر بياناً
  • ادرعي: استهدفنا عنصراً في حزب الله فعّل عملاء داخل اجهزة الامن اللبنانية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • البعريني: للمحافظة على الميثاقية والتوازنات الوطنية في موضوع الجامعة اللبنانية
  • الرئيس عون يدين الإعتداء الذي وقع في سيدني
  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • «الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية
  • الرئيس سلام نعى سكاف: رغم المرض زارني قبل أسابيع حاملًا همّ الحوار
  • فضل الله بعد لقائه سلام: الملف الأساسي الذي ناقشناه يرتبط بإعادة الأعمار