باحثون يكتشفون خلايا عصبية مسؤولة عن التوقف عن الأكل
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن خلايا عصبية متخصصة تخبرك أن عليك التوقف عن الأكل عند الشبع. إذ يمكن للخلايا العصبية المكتشفة أن تشم الطعام، وتراه، وتشعر به في الفم والأمعاء، وتقوم بتفسير جميع هرمونات الأمعاء التي يتم إطلاقها استجابة للأكل. وفي النهاية، تستفيد من كل هذه المعلومات لتتخذ القرار، وتقول كلماتها وتوقف الأكل.
أجرى الدراسة باحثون من مركز "إيرفينج" الطبي التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت في الخامس من فبراير/شباط الجاري بمجلة "سيل" (Cell)، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت" (EurekAlert).
من يجبرك على التوقف عن الأكل؟يبدأ الشعور بالشبع في التسلل لنا في وقت ما أثناء تناول الطعام، ثم نشعر أننا فعلا شبعنا ثم نصل لنقطة نقول فيها هذا يكفي. ولكن كيف يعرف الدماغ ذلك؟ وكيف يحدد متى تحصل أجسامنا على كفايتها من الطعام؟
ورغم معرفة العلماء للعديد من الخلايا العصبية المسؤولة عن مراقبة تناول الطعام، فإن هذه الخلايا لا تتخذ القرار النهائي بالتوقف عن الأكل. وقد اكتشف باحثون في كولومبيا خلايا عصبية جديدة مسؤولة عن ذلك، وهي تقع في منطقة معروفة من جذع الدماغ -وهي المنطقة التي تربط بين الدماغ والحبل الشوكي- ولكن لم يتمكن العلماء تمييزها من قبل.
وهذا الاكتشاف قد يساعد في الوصول إلى علاجات جديدة للسمنة، فقد وجد الباحثون هذه الخلايا الجديدة صدفة أثناء تحليل منطقة جذع الدماغ باستخدام تقنية جديدة.
الخلايا الفريدة
ابتكر الباحثون طريقة يمكن من خلالها تشغيل أو إيقاف تأثير هذه الخلايا باستخدام الضوء، وذلك بهدف معرفة وظيفتها بالتحديد، وبالتجربة على فئران المختبر وجد الباحثون أن الفئران لا تتوقف عن الطعام فقط عند تنشيط هذه الخلايا بل إنها تصبح أبطأ في تناولها للطعام تدريجيا.
إعلانويقول ألكسندر نيكتو، وهو طبيب وباحث في كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا، وهو الباحث المشارك في هذه الدراسة: "هذه الخلايا العصبية لا تشبه أي خلية عصبية أخرى تشارك في تنظيم الشبع، فيقتصر عمل الخلايا العصبية الأخرى في المخ عادة على استشعار الطعام الذي يوضع في فمنا، أو كيفية ملء الطعام للمعدة، أو التغذية التي نحصل عليها من الطعام، أما الخلايا العصبية التي وجدناها فهي مختلفة إذ أنها تدمج بين كل هذه الإشارات المختلفة معا".
ووجد الباحثون أن الخلايا العصبية تم تثبيط عملها بواسطة هرمون يزيد الشهية، وتم تنشيطه بواسطة ناهض الببتيد الشبيه بالغلوكاغون 1 (GLP-1)، وهي فئة من الأدوية شائعة الآن لعلاج السمنة والسكري.
ويقول الدكتور نيكتو: "نعتقد أنها نقطة بداية جديدة رئيسية لفهم ما يعنيه الشعور بالشبع، وكيف يحدث ذلك، وكيف يتم الاستفادة منه لإنهاء الوجبة، ونأمل أن يتم استخدامه في إيجاد علاجات جديدة للسمنة في المستقبل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخلایا العصبیة هذه الخلایا عن الأکل
إقرأ أيضاً:
ابتكار واعد للحصول على اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان
ابتكر باحثون طريقة جديدة لتوصيل اللقاحات باستخدام خيط تنظيف الأسنان، وذلك بإدخال اللقاح عبر الأنسجة بين الأسنان واللثة. وأظهرت اختبارات على حيوانات التجارب أن هذه التقنية الجديدة تحفز إنتاج الأجسام المضادة في الأسطح المخاطية، مثل بطانة الأنف والرئتين.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة تكساس التقنية في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة نيتشر الهندسة الطبية الحيوية (Nature Biomedical Engineering) في 28 يوليو/ تموز الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يقول هارفيندر سينغ جيل أستاذ طب النانو في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمؤلف المشارك في الورقة البحثية: "الأسطح المخاطية مهمة، لأنها تمثل مصدر دخول لمسببات الأمراض، مثل الإنفلونزا وكوفيد 19".
وتنتَج الأجسام المضادة بشكل أساسي في مجرى الدم بجميع أنحاء الجسم إذا أُعطي اللقاح عن طريق الحقن، وينتج عدد قليل نسبيا منها على الأسطح المخاطية.
ولكن عند إعطاء اللقاح عبر السطح المخاطي، تحفَّز الأجسام المضادة ليس فقط في مجرى الدم، بل أيضا على الأسطح المخاطية. يقول جيل: "هذا يحسّن قدرة الجسم على الوقاية من العدوى، نظرا لوجود خط دفاع إضافي من الأجسام المضادة قبل دخول الكائن المُمْرِض إلى الجسم، وهنا يأتي دور الظهارة الوصلية".
والظهارة الوصلية هي طبقة رقيقة من الأنسجة تقع في أعمق جزء من الجيب بين السن واللثة، وتفتقر إلى خصائص الحاجز الموجودة في الأنسجة الظهارية الأخرى.
وينطبق مصطلح الظهارة على الأنسجة التي تبطّن سطح أجزاء الجسم مثل بطانة الرئتين والمعدة والأمعاء، وتحتوي معظم الأنسجة الظهارية على حواجز قوية مصمّمة لمنع دخول الجراثيم -من الفيروسات إلى الأوساخ- إلى مجرى الدم، لكن الظهارة الوصلية مختلفة.
ويسمح عدم وجود حاجز للظهارة الوصلية بإطلاق خلايا مناعية لمحاربة البكتيريا، وتوجد هذه الخلايا المناعية في اللعاب، وكذلك بين الأسنان واللثة.
إعلانيقول جيل: "نظرا لأن الظهارة الوصلية أكثر نفاذية من الأنسجة الظهارية الأخرى -وهي طبقة مخاطية- فإنها تمثّل فرصة فريدة لإدخال اللقاحات إلى الجسم بطريقة تحفّز إنتاج الأجسام المضادة المعزّزة في جميع أنحاء الطبقات المخاطية للجسم".
ولتحديد جدوى إيصال اللقاحات عبر الظهارة الوصلية، طبّق الباحثون اللقاح على خيط تنظيف أسنان، ثم نظّفوا أسنان فئران التجارب بالخيط.
وقارن الباحثون إنتاج الأجسام المضادة في الفئران التي تلقت لقاح الإنفلونزا الببتيدي عبر تنظيف الظهارة الوصلية بالخيط، أو عبر الظهارة الأنفية، أو عبر وضع اللقاح على النسيج المخاطي تحت اللسان.
وقال روهان إنغرول معد الدراسة والذي كان طالب دكتوراه تحت إشراف جيل في جامعة تكساس التقنية: "وجدنا أن وضع اللقاح عبر الظهارة الوصلية ينتج استجابة أجسام مضادة على الأسطح المخاطية تفوق بكثير المعيار الذهبي الحالي للتطعيم عبر تجويف الفم، والذي يتضمن وضع اللقاح تحت اللسان". وأضاف أن "تقنية تنظيف الأسنان بالخيط توفر حماية مماثلة ضد فيروس الإنفلونزا مقارنة باللقاح المعطى عبر الظهارة الأنفية".
وأكد جيل أن "هذا واعد للغاية، لأن معظم تركيبات اللقاح لا يمكن إعطاؤها عبر الظهارة الأنفية، فالخصائص الحاجزة في سطح الغشاء المخاطي تمنع امتصاص اللقاح بكفاءة". وأضاف أن "إعطاء اللقاح عبر الأنف قد يؤدي إلى وصوله إلى الدماغ، مما قد يثير مخاوف تتعلق بالسلامة، في حين أن التطعيم عبر الظهارة الوصلية لا يشكل أي خطر من هذا القبيل. وفي هذه التجربة، اخترنا إحدى تركيبات اللقاح القليلة التي تناسب إعطاء اللقاح عبر الأنف، لأننا أردنا معرفة كيفية مقارنة إعطاء اللقاح عبر الظهارة الوصلية بأفضل سيناريو محتمل لإعطاء اللقاح عبر الأنف".
واختبر الباحثون أيضا مدى فعالية طريقة توصيل الظهارة الوصلية مع ثلاث فئات بارزة أخرى من اللقاحات هي البروتينات والفيروسات المعطلة والحمض النووي الريبي المرسال (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA). وأنتجت تقنية توصيل اللقاح عبر الوصلة الظهارية في الحالات الثلاث استجابات قوية للأجسام المضادة في مجرى الدم وعبر الأسطح المخاطية.
ووجد الباحثون أيضا، على الأقل في النموذج الحيواني، أنه لا يهم تناول الطعام والماء مباشرة بعد استخدام خيط تنظيف الأسنان المغطى باللقاح، فقد كانت الاستجابة المناعية هي نفسها.
مزايا وعيوب
يعد خيط الأسنان العادي طريقة مناسبة لتوصيل اللقاح لفئران التجارب، لكنّ الباحثين يدركون أنه من غير العملي مطالبة الناس بإمساك خيط تنظيف الأسنان المغلف باللقاح بأصابعهم، ولمواجهة هذا التحدي استخدم الباحثون عود تنظيف الأسنان، ويتكون عود تنظيف الأسنان من قطعة خيط مشدودة بين طرفين يمكن حملهما بمقبض.
وقام الباحثون بتغليف خيط تنظيف الأسنان بصبغة طعام فلورية، ثم قام الباحثون بتجنيد 27 مشاركا في الدراسة، وشرحوا مفهوم وضع اللقاح عبر خيط تنظيف الأسنان، وطلبوا من المشاركين محاولة استخدام خيط تنظيف الأسنان. يقول إنغرول: "وجدنا أن حوالي 60% من الصبغة ترسبت في جيب اللثة، مما يشير إلى أن خيط تنظيف الأسنان قد يكون حلا عمليا".
وبينما لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة قبل النظر في استخدام تقنية خيط تنظيف الأسنان على البشر، يعتقد الباحثون أن هناك مزايا كبيرة تتجاوز تحسين استجابة الأجسام المضادة على الأسطح المخاطية.
إعلانيقول جيل: "على سبيل المثال سيكون من السهل إعطاؤه، ويعالج مخاوف الكثير من الناس بشأن التطعيم بالإبر، ونعتقد أن هذه التقنية يجب أن تكون مماثلة في السعر لتقنيات توصيل اللقاحات الأخرى".
وتواجه هذه التقنية بعض التحديات، فعلى سبيل المثال لن تنجح هذه التقنية مع الرضع والأطفال الصغار الذين لم تظهر لديهم أسنان بعد. ويضيف جيل إلى هذا الإشكال أمرا آخر، وهو "أننا نحتاج إلى معرفة المزيد عن كيفية أو ما إذا كانت هذه الطريقة فعّالة للأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة أو غيرها من التهابات الفم".