بلومبيرغ: أُسر إسرائيلية تخشى سفر أبنائها الجنود للخارج بسبب غزة
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
خدمة جديدة بدأت تقدمها بعض المؤسسات داخل إسرائيل وتتمثل في تقديم الاستشارات للجنود عند رغبتهم في السفر إلى خارج إسرائيل، وذلك لتفادي القبض عليهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر تقرير نشره موقع وكالة بلومبيرغ أن مؤسسة "شورات هادين" القانونية غير الربحية، بدأت تقدم نصائح للجنود ولجنود الاحتياط أيضا، تخبرهم فيها بضرورة حذف أي صور لهم وهم يرتدون الزي العسكري سواء في غزة أو في غيرها، وذلك من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تنصحهم بالاحتفاظ بالأرقام الهاتفية للقنصليات الإسرائيلية في الدول التي يعتزمون زيارتها، ونقلت بلومبيرغ عن رئيسة "شورات هادين" نيتسانا دارشان لايتنر قولها إنه في حالة اعتقل أي جندي فلا ينبغي له تقديم أي معلومات للمحققين.
تأمين جديدوتابعت نيتسانا أن كل هذه النصائح ستنشر على موقع إلكتروني وفي منشورات وإعلانات في أماكن عامة يتجمع فيها عادة شباب إسرائيل.
وقالت بلومبيرغ إن القلق الذي يشعر به الجنود الإسرائيليون دفع شركة هاريل للتأمين إلى تقديم خدمة إضافة لتأمين السفر العادي في حدود 2000 دولار للاستشارة الأولية في حال اتخاذ إجراء قانوني ضد جندي بسبب خدمته في الحرب.
إعلانوذكر جندي يدعى آشير (34 عاما) لبلومبيرغ أنه صار من المخيف أن يقوم الأصدقاء بنشر صورهم معه وفجأة يلقى عليه القبض بأحد البلدان بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كما كشفت المحامية شلوميت ميتز بولات أنها لا تريد لابنتها -جندية الاحتياط- أن تسافر إلى أي مكان غير الولايات المتحدة الأميركية حتى لا يلقى عليها القبض.
لوائح عسكريةوبحسب بلومبيرغ، فقد أدت هذه التهديدات إلى ظهور لوائح عسكرية جديدة تحظر على الجنود نشر صورهم في وسائل الإعلام المختلفة، ودعوة جنود الاحتياط لمحو كل صورهم من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت السلطات القضائية في البرازيل قد أصدرت بداية الشهر الماضي أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف جندي إسرائيلي والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم في قطاع غزة، وذلك بناء على الشكوى الجنائية التي تقدمت بها مؤسسة "هند رجب" ضد الجندي الإسرائيلي، الذي كان وقتها بالبرازيل في إجازة من أجل السياحة.
واعتبر هذا التحرك البرازيلي تطورا قانونيا كبيرا على طريق ملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هند رجبوقد أنشأت مؤسسة "هند رجب" تكريما لذكرى الطفلة هند رجب (6 سنوات) التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي مع جميع أفراد أسرتها في حي تل الهوى (جنوب غربي قطاع غزة) في يناير/كانون الثاني 2024، عندما كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم من القصف.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي كشف إعلام إسرائيلي النقاب عن تهريب جندي إسرائيلي من سريلانكا قبيل استدعائه للتحقيق بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية وقتها أن الجندي تلقى مكالمة من السلطات الإسرائيلية لحثه على مغادرة سريلانكا فورا خشية القبض عليه.
إعلانووقفت منظمة هند رجب خلف تلك القضية، حيث رصدت صوره ونشرتها وأخبرت السلطات السريلانكية بأن يد الجندي ملطخة بالدماء.
كما تشهد دول مختلفة تقديم شكاوى ضد جنود إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب، واعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي في 20 من الشهر الماضي أن أكثر من 30 شكوى قدمت ضد جنود إسرائيليين في ما لا يقل عن 8 دول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات ارتکاب جرائم حرب هند رجب
إقرأ أيضاً:
تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزة
كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشهد انقساما غير مسبوق مع تزايد أعداد الجنود -ولا سيما من الاحتياط- والجنرالات الحاليين والمتقاعدين الذين يرفضون المشاركة أو تأييد استمرار الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الرفض يأتي احتجاجا على ما يعتبرونها حربا عبثية تدار بدوافع سياسية تخدم بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكم أكثر مما تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية واقعية.
ومن بين هؤلاء رون فاينر (26 عاما) النقيب في لواء ناحال 933 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي نجا بأعجوبة من الموت خلال معركة دامية مع حزب الله في جنوب لبنان.
وبعد نجاته وسحب رفاقه الجرحى من أرض المعركة كان من المفترض -بحسب الصحيفة- أن يمثل النموذج المثالي للجندي الإسرائيلي المخلص، لكنه اتخذ قرارا "صادما" برفض أداء الخدمة العسكرية ضمن قوات الاحتياط، واحتمال إيفاده للقتال في غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟list 2 of 2لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية بغزة؟end of listوقال "عندما بدأ القصف على غزة من جديد أدركت أن حكومتنا لا تريد إنهاء هذه الحرب، بل تسعى إلى إطالتها قدر الإمكان، عندها، أيقنت أنني لا أستطيع العودة للمشاركة في هذه الحرب".
عوقب فاينر بالسجن 25 يوما، ولم يقضِ سوى ليلة واحدة منها بسبب حالة الطوارئ التي أعقبت الهجمات الإيرانية، لكن قصته لم تكن استثناء، بل كانت جزءا من موجة متزايدة من الرفض وسط جنود الاحتياط الإسرائيليين الشباب الذين يشعرون أنهم لم يعودوا قادرين على المشاركة في الحرب على غزة.
ووفقا للصحيفة البريطانية، تُظهر تقارير من داخل الجيش الإسرائيلي أن نسبة الاستجابة لدعوات الاحتياط قد انخفضت إلى ما يقارب 60%.
إعلانويتعمد الكثير من الجنود ببساطة عدم التحقق من بريدهم الإلكتروني أو يدّعون أعذارا طبية وعائلية.
وأفادت بأن هذا النوع من التهرب يطلق عليه مصطلح "الرفض الرمادي"، لكنه بدأ يتحول تدريجيا إلى رفض علني، مع رسائل جماعية موقعة من جنود ومقالات رأي تفضح ما يجري.
إتسيون: الكل يعلم أن الحرب مستمرة لأن نتنياهو يحتاجها سياسيا، لا لأجل مواجهة حركة حماس
وأضافت أن ضباط الاحتياط "المنهكين" من الحرب باتوا يتلقون رسائل استغاثة من قادتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطلبون منهم العون، بسبب نقص كبير في عدد القوات.
لكن التململ لم يقتصر على الجنود الشباب، بل شمل أيضا جنرالات حاليين ومتقاعدين بارزين، فقد نقلت "تلغراف" عن رئيس قسم التخطيط الإستراتيجي السابق في الجيش اللواء أساف أوريون قوله إن حرب غزة تجاوزت نقطة الذروة العسكرية، معتبرا أن استمرارها يخضع لمصالح سياسية لا إستراتيجية.
أما إيرن إتسيون نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق فكان أكثر صراحة، إذ قال إن "الكل يعلم أن الحرب مستمرة لأن نتنياهو يحتاجها سياسيا، لا لأجل مواجهة حركة حماس".
تكاليف متصاعدة ومكاسب متآكلةويحذر الجنرال أوريون من أن الحرب دخلت مرحلة "العائد المتناقص"، حيث تتجاوز التكاليف العسكرية والسياسية والعالمية أي مكاسب محتملة.
ورغم أن الجيش يقول إنه سيطر على 75% من غزة فإن حماس لا تزال تقاتل، والخسائر البشرية في صفوف الجيش ترتفع، في حين يعود الجنود في نعوش مغلقة.
ويعتقد كثيرون أن نتنياهو يخشى انهيار حكومته إذا توقفت الحرب، إذ من المرجح أن تهجره الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلافه.
ورغم أن حركة حماس تقلصت -كما تدّعي الصحيفة- إلى وحدات صغيرة تعمل كخلايا مقاومة مستقلة وسط الركام فإنها لا تزال تقاتل، في حين تعود نعوش الجنود تباعا إلى إسرائيل.
ويصر نتنياهو على أن حماس يجب ألا تُهزم فقط كقوة عسكرية وحاكمة، بل يجب "اجتثاثها" بالكامل، ويزعم في الوقت نفسه أن الطريقة الأفضل لإبرام صفقة تبادل أسرى هي "مواصلة القتال بقوة أكبر".
السمعة الدولية المنهارةوطبقا لتقرير "تلغراف"، تواجه إسرائيل الآن غضبا متصاعدا من حلفائها التقليديين، بما فيهم بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، وسط تقارير مروعة عن مجاعة واسعة النطاق في غزة.
وتُتهم القوات الإسرائيلية من قبل الأمم المتحدة بقتل أكثر من ألف مدني بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، حيث يفتح الجنود النار على المدنيين إذا اقتربوا من حواجز الأمن التي تؤمّنها إسرائيل لصالح المتعهدين الأميركيين.
ويلخص رون فاينر الشعور الذي يتزايد بين صفوف الجنود قائلا "دائما هناك من يتردد، صورة واحدة في الأخبار قد تجعله يقول: لا، لا أستطيع المشاركة."