لا تقلل ضرر التدخين.. أكبر "كذبة" في تاريخ صناعة السجائر
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
لا يتخيل المدخنون ما تصنعه أعقاب السجائر التي يلقونها في الشوارع والأماكن الخارجية والمفتوحة من أذى وتلوث بالعالم والآخرين، خاصة أنها تحتوي على 7 آلاف مادة ضارة، كما أنها تعتبر أكبر كذبة في صناعة التبغ روجت لها الشركات لتبيع أكثر، لكن دراسات حديثة كشفت أضرار هذا الأمر الخطير.
تصل أعقاب السجائر التي يتم التخلص منها، وفق عمليات الصرف إلى المحيطات وتفاقم تلوثها، وهو الأمر الذي لا يحظى بتوعية كبيرة على الرغم من مخاطره الكبرى.
تعتبر أعقاب السجائر العامل الأكبر بالنسبة للقمامة في المحيطات، وهو ما يؤدي إلى تداعيات صحية وبيئية خطيرة، وفق ما كشفت عنه الأبحاث مؤخرا، فثبت أن عقب السيجارة الواحدة يلوث ألف لتر مياه، ويمكن أن يطلق نحو 7 آلاف مادة كيميائية ضارة، بما في ذلك المواد المسببة للسرطان، كما قد تكون أعقاب السجائر قاتلة للكائنات الحية في الحياة المائية، وخاصة الأسماك واليرقات.
وكشفت التجارب تغييرات في التركيب الجيني لبعض الأحياء الدقيقة التي تتغذى عليها الأسماك، وهو ما يعني دخول تأثيرات لأعقاب السجائر في المكونات الغذائية للبشر.
وأكد كثر من الباحثين أن أعقاب السجائر (الفلتر) أداة تسويقية ولا تعتبر إجراءً لحماية الصحة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن الادعاءات بأن أعقاب السجائر تقلل الأضرار خاطئة، وأن البديل الأفضل هو استخدام فلاتر قابلة للتحلل، وشدد الباحثون على ضرورة التوعية؛ لأن المدخنين لا يعرفون خطورة الفلانر خاصة أنها مصنوعة من البلاستيك وتلوث البيئة بشكل خطير.
أسطورة ابتكرتها صناعة التبغفي خمسينيات القرن الماضي، ظهرت أعقاب السجائر للمرة الأولى عندما صورتها صناعة التبغ على أنها وسيلة لجعل السجائر أكثر أمانا، على الرغم من أن بحث نُشر في المجلة الطبية البريطانية عام 2019، أكد أنها لا تقلل القطران عند التدخين، وأكد مقدمو الدراسة أن (الفلاتر) أسطورة ابتكرتها صناعة التبغ لبيع السجائر أكثر، فلا توجد أدلة على أنها تحمي المدخنين من أضرار التبغ
جدير بالذكر أن أعقاب السجائر مصنوعة من بلاستيك غير قابل للتحلل الحيوي يسمى "أسيتات السليلوز"، وقد تستغرق عقودًا لتتحلل جزيئات أصغر حجما، وطالب الدراسة، بتحميل شركات صناعة التبغ المسؤولية عن تكلفة النفايات التي تولدها.
في كل عام، يستهلك المدخنون نحو 5 تريليونات سيجارة، وتنتهي النسبة الأكبر منها بإلقائها من نوافذ السيارات أو في الشارع ثم تذهب المصارف ثم في النهاية إلى المحيطات أو الممرات المائية.
بناء على هذه الحقائق، يدعو الباحثون إلى حظر بيع السجائر المفلترة (ذات الأعقاب)، لأنها تساهم في التلوث البلاستيكي العالمي، كما أن ليس لها أي فوائد صحية، وقال باحثون إن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على العديد من المنتجات البلاستيكية عام 2021، كان لابد أن يتضمن أعقاب السجائر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السجائر أعقاب السجائر كذبة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر السجائر الإلكترونية على عمل الرئتين لمكافحة النزلات وكوفيد؟
نشر موقع "كونفرزيشن" مقالا للأستاذ المساعد في كلية التكنولوجيا الحيوية في جامعة دبلن سيتي كيث روشفورت تناول الأضرار الخطيرة للتدخين الإلكتروني على الرئتين والأوعية الدموية، خصوصًا خلال موسم الشتاء ومع انتشار أمراض الجهاز التنفسي مثل كوفيد-19.
وقال الكاتب إنه مع حلول أشهر الشتاء الباردة، تبدأ عدوى الجهاز التنفسي بالارتفاع: من نزلات البرد والإنفلونزا إلى كوفيد. إنه وقت تُصبح فيه الرئتان السليمتان أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضاف أن النسيج الذي يسمح بمرور الأكسجين من الهواء إلى الدم حساس للغاية، ويمكن لعاداتٍ مثل التدخين الإلكتروني أن تُضعفه في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الحماية.
غالبا ما تُصوَّر الرئتان كبالونين بسيطين، لكن وظيفتهما أكثر تعقيدا بكثير. تعملان كنظام تبادل دقيق، ينقل الأكسجين من الهواء المستنشق إلى مجرى الدم مع إطلاق ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه خلايا الجسم بحسب المقال.
ويكمن في قلب هذه العملية حاجز الدم- الهواء: طبقة رقيقة كالورقة تلتقي فيها أكياس هوائية صغيرة تُسمى الحويصلات الهوائية بشبكة كثيفة من الشعيرات الدموية الرئوية الرقيقة. يجب أن يظل هذا الحاجز قويا ومرنا لضمان تنفس فعال، ومع ذلك، فهو معرض باستمرار للضغط الناتج عن تلوث الهواء والجسيمات الدقيقة والميكروبات المُعدية.
ويمكن أن يُضيف التدخين الإلكتروني ضغطا إضافيا، وتشير أدلة متزايدة إلى أن هذا الضغط الإضافي قد يُلحق الضرر بالسطح الذي يُتيح كل نفس.
وتحمل سحابة السجائر الإلكترونية مذيبات مثل البروبيلين غليكول، ومواد النكهة، والنيكوتين (الموجود في معظم المنتجات)، وحتى المعادن النزرة من الجهاز نفسه. عندما يصل هذا المزيج إلى الرئتين، فإنه لا يبقى على السطح، بل يتسرب إلى أعماق أكبر، مُهيجا البطانة الغشائية - وهي طبقة رقيقة من الخلايا تُبطن الأوعية الدموية وتتشابك مع الحويصلات الهوائية.
كما تحافظ البطانة الغشائية السليمة على تدفق الدم بسلاسة، وتُثبط التخثر غير الضروري، وتعمل كبوابة انتقائية لمجرى الدم - حيث تتحكم في المواد، مثل العناصر الغذائية والهرمونات والخلايا المناعية، التي يمكن أن تمر من الأوعية الدموية أو تخرج منها، مع حجب المواد الضارة أو غير الضرورية.
وتشير الدراسات إلى أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يُعطل هذه الدفاعات، مما يُسبب خللا في وظائف الخلايا البِطانية حتى لدى الشباب الأصحاء. تكشف تجارب التعرض البشري المُتحكم بها عن ارتفاع في الجسيمات الدقيقة البِطانية - وهي شظايا خلوية صغيرة تُطلق عندما تتعرض بطانات الأوعية الدموية للضغط.
وربطت المجموعة البحثية التابعة للأستاذ كيث روشفورت هذه التغيرات بارتفاعات في الإشارات الالتهابية وعلامات الضغط في الدم بعد التعرض لرذاذ التدخين الإلكتروني. تشير هذه النتائج مجتمعة إلى أن البطانة تُكافح للحفاظ على دورها الوقائي.
وتُظهر الأبحاث المختبرية أن رذاذ التدخين الإلكتروني (حتى بدون النيكوتين) يمكن أن يُضعف الختم المُحكم لخلايا بطانة الرئة. عندما يتسرب الحاجز، تتسرب السوائل والجزيئات الالتهابية إلى الحويصلات الهوائية. النتيجة: يتعطل تبادل الغازات في الدم وتصبح مكافحة عدوى الجهاز التنفسي أكثر صعوبة بحسب المقال.
كما يُعتقد عادة أن كوفيد-19 عدوى تُصيب الشعب الهوائية، لكن فيروس كورونا المُستجد (SARS-CoV-2) يُصيب الأوعية الدموية أيضا. يصف الأطباء هذه الحالة الآن بأنها تُسبب اعتلالات بطانة الأوعية الدموية - وهي أمراض تُصيب بطانة الأوعية الدموية. في الحالات الشديدة، تُصاب الشعيرات الدموية بالالتهاب والتسرب، وتكون عرضة للتجلط. وهذا يُفسر انخفاض مستويات الأكسجين لدى بعض المرضى بشكل خطير حتى مع عدم امتلاء رئاتهم بالسوائل: إذ يفشل الجانب الدموي من الحاجز الدموي.
ويستغل الفيروس بروتينا رئيسيا يُسمى ACE2، وهو عادة ما يكون "منظم حرارة" يُساعد على تنظيم ضغط الدم وصحة الأوعية الدموية. يستخدم فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) بروتين ACE2 كمدخل له إلى الخلايا؛ فبمجرد ارتباط الفيروس، يتعطل دوره الوقائي، وتصبح الأوعية ملتهبة وغير مستقرة.
التدخين الإلكتروني وكوفيد: مزيج خطير
ويستخدم فريقي نماذج حاسوبية لدراسة تأثير التدخين الإلكتروني على عدوى كوفيد. تشير الأدلة بالفعل إلى أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يزيد من عدد مستقبلات ACE2 في الشعب الهوائية وأنسجة الرئة. زيادة مستقبلات ACE2 تعني المزيد من نقاط الدخول المحتملة للفيروس - ومزيدا من الاضطراب في المناطق التي يجب أن يكون فيها حاجز الدم والهواء أقوى.
ويؤدي كل من التدخين الإلكتروني وكوفيد إلى الالتهاب. يُهيج التدخين الإلكتروني بطانة الأوعية الدموية ويسبب التهابها، بينما يُغرق كوفيد الرئتين بجزيئات مُسببة للالتهابات. يُشكلان معا "عاصفة مثالية": تُصبح الشعيرات الدموية مُسربة، وتتسرب السوائل إلى الحويصلات الهوائية، ويواجه الأكسجين صعوبة في عبور حاجز الدم والهواء. كما يزيد كوفيد من خطر تجلط الدم في أوعية الرئة، وقد رُبط التدخين الإلكتروني بالأمر نفسه، مما يُفاقم الخطر.
ويمكن أن يُعيق التدخين الإلكتروني أيضا التعافي بعد نوبة كوفيد. يتطلب التئام سطح التبادل الهش كل الدعم الذي يُمكن أن تحصل عليه الرئتان. يُضيف التدخين الإلكتروني ضغطا إضافيا على الأنسجة التي أتلفها الفيروس بالفعل، حتى لو لم يشعر المُستخدم بأعراض فورية. قد تكون النتيجة ضيق تنفس طويل الأمد، وإرهاقا مستمرا، وتباطؤا في العودة إلى مستويات النشاط السابقة للمرض.
ويشبه حاجز الدم والهواء قطعة قماش رقيقة: يتماسك تحت ظروف التآكل الطبيعي، ولكنه قد يتمزق عند الضغط عليه بشدة. يُضعف التدخين الإلكتروني هذا النسيج قبل أن يُصيبك المرض، مما يُصعّب عليك التغلب على عدوى مثل كوفيد. لا يزال العلم يتطور، لكن الرسالة واضحة: التدخين الإلكتروني يُقوّض صحة الأوعية الدموية. الإقلاع عن التدخين، ولو مؤقتا، يمنح الرئتين والأوعية الدموية البيئة الأنظف التي تحتاجها للتعافي والحفاظ على سهولة التنفس.