الرئيس الإيراني يشكّك باستعداد واشنطن للمفاوضات ويؤكّد: تحمي «القتلة»
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
شكك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة “أقصى الضغوط” على طهران.
وقال بزشكيان، في كلمة له خلال إحياء الذكرى 46 للثورة الإسلامية عام 1979: “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟”
وأضاف أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وشدد بزشكيان على أن إيران لن تستسلم للقوى الأجنبية وأن بلاده لا تسعى إلى الحرب، وقال أيضا “نواجه حربا اقتصادية شاملة وعلينا التصدي لها”.
وقال بزشكيان “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم القتلة ويحميهم من محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن “ثورتنا استطاعت أن تخرج الظالمين من إيران”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أننا لا نسعى إلى الحرب، إلا أن العدو كان يسعى منذ اليوم الأول إلى إثارة الصراع والمثال على ذلك هو اغتيال إسماعيل هنية في طهران. هدف العدو هو إثارة الفتنة بيننا”.
وأضاف: “العدو ينتظر حدوث الانقسامات في إيران ليتمكن من استغلالها وتنفيذ مؤامراته. لكننا، بدعم من قائد الثورة، سنواصل مسيرتنا بقوة، وسنسعى للعيش مع جيران هذه الأرض بأخوة واحترام متبادل.”
وتابع قائلا: “ترامب يقول تعالوا لنتفاوض، وفي نفس اللحظة يوقع مذكرة بكل المؤامرات الممكنة ضد إيران”، جازما “أننا سنبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الوحدة والتماسك. يجب على الأعداء أن يعلموا أننا لا يمكن أن نخاف من الشهادة، لأن الشهادة هي أعظم أمل لأي إنسان يسعى للعدالة في مسار النضال ضد الظلم”.
وأكد قائلا: “هم إرهابيون لكنهم يطلقون علينا لقب الإرهابيين. نحن ضحايا الإرهاب” ، مضيفا: “دعونا نسعى بناء على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة. شعبنا صامد وإذا كان هناك أمر سيحدث، فإننا سنظل في خدمة الشعب حتى آخر نفس”.
من ناحيته قال نائب الرئيس الإيراني “لا نشعر أن هناك فائدة من التعامل مع واشنطن ترامب أظهر أنه غير موثوق، إلا إذا تغير، وهو أمر غير محتمل”.
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فقال إن “أميركا أخلت بوعدها في الاتفاق النووي، ونحن لا نثق بالمفاوضات، ولن نتفاوض تحت الضغط أو القوة بأي شكل من الأشكال”، مشيرا إلى أن “هدف المفاوضات التي يريدها
وأضاف “لقد عاد ترامب إلى سياسة الضغط الأقصى ضد الشعب الإيراني”. وقال وزير الخارجية الإيراني إن “المبدأ الأول في سياستنا الخارجية أننا مستقلون ولا أحد يملي علينا تعليماته من الشرق أو الغرب”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل وإيران إيران وإسرائيل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الولايات المتحدة دونالد ترامب الرئیس الإیرانی إلى أن
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي أمريكي: فرصة دبلوماسية لإحياء المحادثات النووية مع إيران
قال ريتشارد شميرر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن المرحلة الراهنة تشهد ما يمكن وصفه بـ"فترة تهدئة" عقب التصعيد العسكري الأخير ضد إيران، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية تبدو منشغلة حاليًا بالبحث عن حلول طويلة الأمد لتجنب أي مواجهات عسكرية مستقبلية.
وأوضح شميرر، في تصريحات تلفزيونية، أن هذا التوقيت يمثل فرصة مواتية لانطلاق مسار دبلوماسي جاد، خاصة في ما يتعلق بإحياء المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، لافتًا إلى أن الدول الأوروبية ستدعم على الأرجح هذا التوجه، وأن طهران أبدت استعدادًا مبدئيًا للمشاركة فيه.
أول تعليق من إيران على تصريحات نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى
نتنياهو: معركتنا لا تقتصر على حماس… بل تشمل إيران ووكلاءها
وحول وضع البرنامج النووي الإيراني، أشار شميرر إلى أن مستوى تخصيب اليورانيوم لدى طهران لا يزال غير واضح بشكل كامل، رغم تأكيدات سابقة من واشنطن بأنها ألحقت به أضرارًا كبيرة وأخّرته لعدة سنوات. غير أن بعض التقديرات تشير إلى أن التأخير الفعلي قد لا يتجاوز بضعة أشهر، ما يستدعي العودة إلى طاولة المفاوضات للحصول على ضمانات حقيقية من إيران بعدم استئناف التخصيب بمستويات عسكرية.
وأضاف أن إيران، من جانبها، تسعى إلى الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وأوروبا تتيح لها استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، مع تزويدها بالمواد النووية اللازمة لذلك، وهو ما يمثل جوهر المرحلة المقبلة من المحادثات المتوقعة.
وأكد شميرر أن الدور الأوروبي لن يكون هامشيًا في هذه العملية، حتى وإن لم يتجسد في مشاركة مباشرة على طاولة المفاوضات، موضحًا أن الأوروبيين يدرسون تفعيل آلية "الزناد" أو "السناب باك" حال إخلال طهران بالتزاماتها النووية، بما يعيد فرض العقوبات الأممية تلقائيًا.
ويرى مراقبون أن هذه اللحظة السياسية تتسم بحساسية شديدة، إذ تتقاطع فيها الاعتبارات النووية مع التحولات الجيوسياسية الإقليمية، خاصة مع تراجع نفوذ إيران ووكلائها في المنطقة نتيجة المواجهات المتكررة مع إسرائيل. كما أن تمسك إدارة الرئيس ترامب بحصر المفاوضات في الملف النووي دون الخوض في القضايا الإقليمية قد يختصر مسار المحادثات، لكنه في الوقت نفسه يترك ملفات خلافية مفتوحة لمستقبل غير مضمون.
ويشير خبراء إلى أن نجاح هذا المسار الدبلوماسي يتوقف على قدرة الأطراف على التوصل إلى صيغة توازن بين حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وحق المجتمع الدولي في ضمان عدم انحراف هذا البرنامج نحو الأغراض العسكرية، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة اختبارًا حقيقيًا لجدية جميع الأطراف.