حلّ الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى ضيفًا على أحد البرامج التليفزيونية، وخلال اللقاء سلط الضوء على العديد من القضايا المهمة، وكشف عن خبايا وأسرارٍ تتعلق بالسياسة العربية والدولية، كما قدم تحليلات معمقة للأحداث الحالية، وتناول رؤيته لمستقبل المنطقة، وما أثار إعجاب المشاهدين هو تميز عمرو موسى بالتركيز الشديد، والقدرة على استحضار المعلومات بدقة، فضلًا عن إجاباته على الأسئلة التي اتسّمت بالوضوح والصراحة، والتحليل العميق للأحداث، إذ لم يقتصر حديثه على عرض الأحداث فقط، بل تعداه إلى تحليل أسبابها وتداعياتها المحتملة.

الجوانب الشخصية في حياة السياسي عمرو موسى

الدبلوماسي المصري المُخضرم عمرو موسى، كشف في الجزء الأول من كتاب «كتابيه» جانبا من حياته منذ مولده سنة 1936 إلى نهاية عمله وزيرًا للخارجية المصرية في 2001، كما تحدّث عن بعض الجوانب التي شكّلت شخصيته السياسية، وساعدته في الحفاظ على حضوره الذهني وثقافته الواسعة، وقدرته الفائقة على تحليل الأحداث، ما جعله شخصية محورية في عالم السياسة العربية والدولية، إذ انتقل عمرو موسى في طفولته من حي منيل الروضة إلى شارع سعيد المتفرع من القصر العيني الذي يطل على حدائق مجلس الوزراء، ومن الناحية الأخرى يربض البرلمان بقبته التاريخية، فكان يطل يوميًا من النافذة على هاتين المؤسستين.

لم تكن المناقشات التي تدور في اجتماعات الحكومة أو تحت قبة البرلمان بعيدة عما يجري داخل منزله من حوارات ونقاشات، خاصة وأنّ والده وجده وبعض أخواله وأزواج خالاته وأقاربه من جهة والده ووالدته، كانوا إما نوابًا أو نوابًا سابقين في البرلمان، وإما نشطاء في الحياة السياسية الحزبية والمجتمعية في مصر خلال هذه الفترة، وكانو يتوافدون على منزله بدعوة تقليدية من والده لتناول الإفطار في الصباح وهم في طريقهم إلى حفل افتتاح البرلمان، وكانت هذه المراسم تشمل حضور الملك فاروق وإلقاء رئيس الوزراء خطبة العرش، فكانت هذه الأجواء جعلت عمرو موسى منذ نعومة أظافره متابعًا للشأن السياسي.

يقول عمرو موسى في مذكراته: «أصبحت المفردات من عينة البرلمان، الوفد، النحاس باشا، الأحرار الدستوريين، السعديين، الملك فاروق، الإنجليز، ليست غريبة على مسامعي، وولدت ولدي شغف مبكر بالسياسة والسياسيين، خاصةً بعد أن أتيحت لي الفرصة لرؤية شخصيات وفدية وغير وفدية كبيرة في مناسبات اجتماعية مختلفة في هذه المرحلة المبكرة من حياتي».

وبعد أن بلغ عمرو موسى السادسة، استقبل في منزله مكرم عبيد باشا لزيارة جده قبل فصله من حزب الوفد في يوليو 1942، فأنشد أمامه نشيدًا للترحيب به يقول مطلعه: «أهدي لمكرم باشا الورد»، فلم يكن عمرو موسى لديه مهابة الحديث أمام جمع غفير من الناس، يقول: «في الواقع أنا لم أتعرض لما يسمونه في أدبيات علم النفس الرهاب الاجتماعي، أو الخوف من الحديث أمام الجماهير، وهو أمر لا غنى عنه لكل من يريد أن يكون فاعلًا في الحياة العامة».

ومن بين العوامل التي شكّلت الشخصية السياسية لعمرو موسى، ملازمة والده الذي كان يحب القراءة، وحصص التربية الدينية التي كان مقررًا عليه أن يحفظ ما تيسر من القرآن الكريم أسبوعيًا، فكان أول سورة يحفظها مع شيخه سورة النصر، فضلًا عن ثلاث حصص في الأسبوع لتعليم الخط، وعلى الرغم من بعض المغامرات التي مر بها عمرو موسى في فترة الطفولة، إلا أنّه كان تحت رقابة شديدة بحسب وصفه: «كنت تحت رقابة شديدة من جدي فيما يخص الناحية الثقافية والتعليمية، ومن والدتي لجهة السلوك والنظام والحفاظ على الصحة والنظافة، فلم يكن مقبولًا لدى جدي أن أقضي يومًا خارج المنزل دون أن يعرف المكان الذي أكون فيه».

وبدأ عمرو موسى قراءة الروايات، وتعرّف على ديواني المتنبي وأمير الشعراء أحمد شوقي وغيرها من الكتب والقواميس، كما تعرف وقتها على معجم «مختار الصحاح» و«المصباح المنير»، وتعلّم كيف يكشف عن الكلمات العربية الصعبة.

أبرز تصريحات عمرو موسى عن الصراع في الشرق الأوسط

وتستعرض «الوطن» أبرز تصريحات عمرو موسى عن الصراع في الشرق الأوسط خلال تصريحات تليفزونية سابقة:

1- مصر دولة ذات مكانة كبيرة في المنطقة، تتمتع بموقع جغرافي مميز وعمق تاريخي عميق.

2- مصر الآن تستعيد دورها الإقليمي.  

3- لا يمكن حدوث تغيير في المنطقة دون موافقة مصر أو تكون جزءًا ممن شكلوه، مما يبعث برسالة طمأنة.

4- الموقف الداخلي الصلب لمصر يعد الأقوى في تعاملها مع الإقليم والعالم.

5- هناك خطة سياسية لدى إسرائيل تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية.

6- طالما استمر الاحتلال وسياسات القمع تجاه سكان الأراضي المحتلة، التي وصلت إلى حد السياسات الاستعمارية، ستستمر المقاومة، «هذه المرة كانت 7 أكتوبر، والمرة الجاية ستكون 8 أكتوبر، وقد تكون المقاومة على شكل حماس أو كفاح أو نضال، مهما كان اسمها، لكن الأصل هو أن المقاومة ستظل قائمة طالما استمر الاحتلال».

7- حركة حماس تعرضت لضربات وقد تكون هزمت في بعض الجوانب، لكنها لم تُهزم هزيمة كاملة، وما زالت تمتلك مقومات أخرى.

8- إسرائيل ليست بالقوة التي يُتصور أنها تستطيع تغيير الموقف، ورغم الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أنها لم تتمكن من القضاء على حماس، «إسرائيل ليست بالقدرة التي يعتقدها البعض، ولم تتمكن من تدمير حماس.. كل هذه القوة هي نتيجة للمساعدات وحماية الغرب».

9- ما يقوله نتنياهو عن استبعاد القضية الفلسطينية غير صحيح، ولن يتمكنوا من استبعاد القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة.        

10- ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط حاليًّا هو الفصل الثاني مما وصفه بـ«عملية التغيير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عمرو موسى جامعة الدول العربية عمرو موسى الدول العربية تصريحات عمرو موسى الشرق الأوسط صراع الشرق الأوسط عمرو موسى

إقرأ أيضاً:

كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي

رغم أن من تبقى من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة في غزة هم 22 أسيرا، وهو ما تحاول حكومة الاحتلال تقليل حجم الكارثة على رأيه العام، لكن الحقيقة أن هذه الكارثة أفظع وأشمل مأساة عرفتها الدولة، لأنها ليست مجرد اختطاف تتصاعد منها رائحة خانقة، بل تدميرٌ لصورة الدولة من الأساس، ولن تعود كما كانت أبدا.

عنات ليف-أدلر الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن "ما يمر به الإسرائيليون هذه الأيام بخصوص استمرار احتجاز المختطفين لدى حماس في غزة يذكرها برواية "1984" للكاتب الشهير جورج أورويل، التي تُنبئ بالمستقبل بطرق مُرعبة، وتجعل الإسرائيليين يعيشون أجواء كوابيس ومخاوف لا تتوقف، بهدف تحطيم روحهم، لأنه لم يكن يصدق أحدا منهم أن المختطفين سيبقون في الحجز منذ خريف 2023 وحتى صيف 2025".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "استمرار كارثة المخطوفين بدون حل هو الكابوس الذي يطارد الغالبية العظمى من الإسرائيليين ليلًا نهارًا، وهم يرون أمام أعينهم كيف تُفكك الدولة، القائمة على قيم المسؤولية المتبادلة، وتُجرد من جوهرها، وعلى مدى قرابة ستمائة يومًا، يتخلّى أصحاب السلطة عن مختطفين أحياء، نجوا بأعجوبة حتى هذه اللحظة، ويرسلون إشارات الحياة من أعماق أنفاق التراب والرطوبة والجوع والظلام والموت".

وأشارت إلى أن "هذه المأساة الشخصية لا تقتصر فقط على 22 عائلة إسرائيلية، كما صرّح أحد عرّابي النظام الحاكم، بل هي أفظع وأشمل مأساة وطنية عرفناها، لم تنبعث منها فقط رائحة كريهة وخبيثة تُخنق الأرواح، بل دمارٌ لصورة الدولة كما عرفناها، وتربينا عليها، لكنها لن تعود كما كانت أبدًا، دولة نشك في قدرتنا على مواصلة الانتماء إليها، حين نستيقظ على ذلك الصباح الأسود الذي ستُعلّق فيه علامات العار على أحزمتنا وأرواحنا، نتيجةً لاقتحام الأرض الذي بدأ فجر السابع من أكتوبر".

وأوضحت أن "احتمالية اجتياح قطاع غزة بين حين وآخر قد يُسفر، بنسبةٍ عاليةٍ جدًا، عن مقتل المخطوفين، الذين سيُدركون في لحظاتهم الأخيرة من الرعب والألم أن الدولة لم تبذل كل ما بوسعها لإنقاذهم، وستبقى علامات العار تتردد في آذانهم منذ عام ونصف وإلى الأبد، وهم يعانون خطر الموت الوشيك، رغم أن الحكومة تدرك أن المختطفين الأحياء في خطر داهم، وسياستها الحالية تقضي عليهم، وكل قصف في غزة، وكل تأخير في إطلاق سراحهم يزيد من هذا الخطر".


ولفت إلى أنه "وفقًا لشهادات ناجين من الأسر، كلما اقتربت المعارك من مناطق احتجاز الرهائن، ازداد شعور الخاطفين بالتهديد، وزادت ردود أفعالهم الاندفاعية وغير العقلانية، كما يُبدّد النشاط العسكري فرصة إعادة الجثامين المحتجزة، الذين قد يختفون للأبد بسبب صعوبة تحديد أماكنهم، والتعرف عليهم، وانهيار الأنفاق، وتغيرات التضاريس، وتفكك التسلسل القيادي في حماس، ونقص المعلومات الاستخبارية المُحدثة، وهذا ما كتبته قيادة عائلات الرهائن في وثيقة موقف أرسلتها للحكومة والجيش".

وأكدت أنه "حان الوقت للاختيار بين إنقاذ المختطفين في غزة، أو التخلي عنهم، لأن الدولة التي لا تُعيد رهائنها من الجحيم ليست وطني، لأنها فشلت باتخاذ الإجراء الإنساني والأخلاقي واليهودي والإسرائيلي المطلوب لمدة ستمائة يومًا، ولم تُعِد رهائنها في صفقة شاملة واحدة؛ بل تعيد للمعركة جنودا يعلنون أن قوتهم قد استنفدت، وبعد جولات متزايدة من مئات الأيام في كل منها، يهددهم قادتهم بإرسالهم للسجن إذا لم يظهروا للدفاع عن استمرار ولاية الحكومة الخبيثة، التي باتت تسحق كل مبادئ الدولة تحت وطأة أدواتها التدميرية".

مقالات مشابهة

  • أسرار المال والميراث.. حكاية نوال الدجوي وأسرار الطلقة التي هزت كيان الأسرة
  • حماس تنفي تقارير عن وجود خلافات داخل الحركة
  • الحزب الحاكم في فنزويلا يحتفظ بالسيطرة على البرلمان وسط انقسام المعارضة
  • أحمد موسى يكشف عدد الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر
  • تضارب في الأنباء حول تفاصيل مقترح ويتكوف التي وافقت عليه حماس
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • مأساة أم أحمد.. ابنها ترك المنزل منذ 19 عاما ومازالت تحلم بلقائه
  • تحذيرات غامضة في مصر من حدث كبير وشيك
  • المقاومة تقتنص جنودا اسرائيليين في كمائن وهجمات صاروخية نوعية