11 فبراير، 2025

بغداد/المسلة  بدأت وزارة الكهرباء في العراق تنفيذ مبادرة جديدة تهدف إلى تشجيع المواطنين على استخدام منظومات الطاقة الشمسية وربطها بالشبكة الكهربائية الوطنية، في محاولة لتقليل الضغوط التي تتعرض لها المنظومة الكهربائية المحلية. وأفادت تحليلات عدة بأن هذه المبادرة تأتي في وقت حرج، حيث يعاني العراق من نقص مزمن في إمدادات الكهرباء، ما يفاقم أزمة الطاقة التي تواجه معظم المدن والمناطق الريفية على حد سواء.

و ذكر وزير الكهرباء زياد علي فاضل في تصريح له أن الوزارة قد قامت بتأهيل 8 شركات مختصة في مجال الطاقة الشمسية ضمن المرحلة الأولى من هذه المبادرة، التي تمولها قروض البنك المركزي العراقي.

وقال مصدر من الوزارة إن الشركات التي تم اختيارها تتمتع بسمعة جيدة في السوق، وتتميز بقدرتها على توفير معدات ذات مواصفات عالية، وهو ما يسهل ربط هذه المنظومات بالشبكة الوطنية.

وفي ذات السياق، أضافت مصادر أخرى أن البرنامج يعد خطوة مهمة لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، الذي يمثل مصدرًا رئيسيًا للطاقة في العراق، وبالتالي فإن الاعتماد على الطاقة الشمسية قد يسهم بشكل كبير في استقرار الوضع الكهربائي.

وتحدثت مصادر محلية عن التأثير الكبير الذي قد تتركه هذه المبادرة على المواطنين، خاصة في المناطق النائية.

وقالت مواطنة من منطقة السماوة: “إن هذه الخطوة تمثل أملًا كبيرًا لنا، خاصة بعد أن عانينا لفترات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي. إذا كانت القروض ميسرة كما تقول الحكومة، فإننا سنكون قادرين على تجهيز منازلنا بأنظمة شمسية.” وأفادت تحليلات أخرى بأن توجه الحكومة نحو الطاقة المتجددة يمكن أن يخفف العبء الاقتصادي على العائلات العراقية، خصوصًا في فصول الصيف الحارّة، التي تتطلب تشغيل أجهزة التبريد بشكل مستمر.

وفي الوقت نفسه، أعرب محللون عن تفاؤلهم بشأن قدرة الحكومة على تحقيق أهداف هذه المبادرة، رغم الصعوبات البيروقراطية والتحديات التي قد تواجهها. وقال تحليل اقتصادي نشر على إحدى المنصات الاجتماعية: “من المؤكد أن الطاقة الشمسية يمكن أن تقدم حلاً طويل الأمد، ولكن الأمر يتطلب أيضًا استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية، فضلاً عن تعزيز الدعم الحكومي.” وأضاف باحث اجتماعي: “لا يمكن التقليل من أهمية التعليم والتوعية في نجاح هذه المبادرة، حيث أن الكثير من الناس قد يكونون غير مدركين لأهمية الطاقة الشمسية وفوائدها الاقتصادية على المدى البعيد.”

وتذكر بعض المصادر المحلية أن وزارة الكهرباء تسعى لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال، حيث يعتقد العديد من الخبراء أن ذلك سيعزز من مستوى المنافسة، مما يضمن انخفاض الأسعار وتحسين الجودة. وقال أحد المحللين في تغريدة له على منصة إكس: “القطاع الخاص له دور أساسي في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في العراق. إذا تم جذب الاستثمارات بشكل جاد، فإننا سنشهد تحولًا نوعيًا في قدرة العراق على توفير طاقة مستدامة.”

ورغم التفاؤل الذي يرافق هذه المبادرة، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي تظل بدون إجابة، خصوصًا حول مدى قدرة الحكومة على تأمين التمويل الكافي لدعم المشروع في المدى البعيد.

ووفقًا لمعلومات تحليلية من مصادر حكومية، فإنه من المقرر أن يتم تمويل المشاريع في المرحلة الأولى من القروض التي يقدمها البنك المركزي، على أن يتم تسديدها بالتقسيط بدون فوائد.

ومع ذلك، يرى خبراء أن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل كبير على مدى توفر الدعم الفني والمالي للمواطنين، وكذلك على استقرار أسعار المكونات الأساسية للطاقة الشمسية في السوق المحلية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة هذه المبادرة

إقرأ أيضاً:

المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة

منح المغرب أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة في المملكة، في تطبيق لقانون النجاعة الطاقية (كفاءة الطاقة) الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وذكرت وزارة الانتقال الطاقي في بيان أمس أنها منحت أول ترخيص لشركة (لم تسمها) خاصة بخدمات الطاقة.

وتركز هذه الشركات التي يمنح لها الترخيص في المغرب وفق القانون على خفض استهلاك الطاقة عبر اعتماد تقنيات تحكم جديدة أو الاعتماد على الطاقات المتجددة.

دفعة قوية

وأضافت الوزارة أن هذا الجيل الجديد من شركات خدمات الطاقة سيمكن من إعطاء دفعة قوية لكفاءة الطاقة من خلال تفعيل عقود أداء الطاقة، التي تُعد إطارا تعاقديا بين هذه الشركات وزبائنها.

وسيسهم هذا الإطار التنظيمي الجديد، حسب البيان، في زيادة تطوير الوظائف الخاصة بكفاءة الطاقة، لتقوية الشركات الوطنية في هذا المجال، وخلق فرص عمل مهمة.

يستورد المغرب 96% من احتياجات الطاقة (أسوشيتد برس)

ومن شأن شركات خدمات الطاقة توفير حلول وخدمات لمساعدة زبائنها وشركائها من القطاعين الخاص والعام على تخفيض استهلاكهم.

ويتحقق ذلك سواء عبر تخفيض استهلاك الطاقة بالمباني أو الإنارة العمومية أو التنقل أو الصناعة، مثل اعتماد تقنيات جديدة للتحكم في استهلاك الطاقة، أو الاعتماد على الطاقات المتجددة، وفق المصدر ذاته.

إعلان

ويسارع المغرب الخطى لتأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 96% منها، بالتزامن مع تقلبات الأسعار على المستوى الدولي.

وتعمل المملكة على زيادة الاستثمار في الطاقات المتجددة، فضلا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف الاعتماد على الخارج.

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان ترفع ألواح الطاقة الشمسية بصورة غير مسبوقة
  • الكهرباء: نستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 42 % بحلول 2030
  • مستشار حكومي: نسعى لشمول 2000 مستفيد من قروض مبادرة ريادة شهرياً
  • «إميرج» و«توربوتيم» توقعان اتفاقية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية في رأس الخيمة
  • التجارة تعلن قرب تخصيص 250 مليار دينار لدعم الصناعيين وقروض ميسرة
  • التجارة: قروضٌ ميسرة لدعم الصناعيين
  • طارق صالح يطلق مشاريع تنموية في الساحل الغربي: رصف وتشجير بحيس وتفقد لمحطات الطاقة الشمسية
  • اجتماع موسع لمناقشة مشروع ربط محطة الطاقة الشمسية بمحطة محولات نجع حمادي
  • المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة
  • نهاية العام .. العراق يدشن أول محطة كهرباء بسعة 250 ميغاواط باستخدام الطاقة الشمسية