شهدت قضية سد النهضة تطورات متلاحقة خلال الأسابيع الماضية، وخصوصاً منذ بدء الملء الرابع لبحيرة السد في إثيوبيا، بعد بدء موسم الفيضان لنهر النيل في منتصف شهر يوليو(تموز) الماضي، وتزامن ذلك مع اتفاق مصر وإثيوبيا على ضرورة استئناف المفاوضات بينهما في مدة لا تتعدى الـ4 أشهر.

وأكد خبراء لـ24 أن إثيوبيا تواصل ملء بحيرة سد النهضة حتى الآن لمحاولة تشغيل السد وتوليد الكهرباء في أقرب وقت ممكن، بعد توقف المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا منذ عامين تقريباً، وسط دعوات بسرعة استئناف المفاوضات والاطلاع على آخر التطورات الفنية بشأن السد من قبل الإدارة المصرية والسودانية.

تخزين 14 مليار متر مكعب

وكشف أستاذ الجيولوجيا والموراد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أن "إثيوبيا استطاعت تخزين ما يقرب من 14 مليار متر مكعب جديدة خلال شهر، منذ بداية الملء الرابع في منتصف يوليو (تموز) الماضي".

وقال شراقي إن "حصة مصر من مياه نهر النيل تأثرت كثيراً خلال هذه الفترة، حيث وصل منسوب بحيرة سد النهضة إلى 616 متراً فوق سطح البحر، ليصبح إجمالي التخزين حوالي 31 مليار متر مكعب، وإن تخزين المياه سوف يستمر حتى منتصف الشهر المقبل".

وأكد شراقي أن "السد العالي في مصر حصن الأمان لمصر على الرغم من هذه التحديات، حيث يتم تعويض النقص في المياه من مخزون بحيرة ناصر خلف السد العالي، و50 % من حصة مصر سوف تأتي على مدار العام الجاري ولكن مياه الفيضان من نهر النيل لم تأتي لمصر هذا العام".

وأشار إلى أن "معظم التخزين الرابع يتم بمساعدة سد السرج (السد المساعد لسد النهضة)، والذي يرتفع بمقدار حوالي 50 متراً عن سطح الأرض المحيطة، وجسم السد يحجز المياه أعلى من منسوب 602 متر حتى وصلت المياه اإلى منسوب 616 متراً".

ودعا شراقي إلى "ضرورة التعامل مع هذه التطورات وسرعة استئناف المفاوضات المتفق عليها بين مصر والسودان وإثيوبيا، والعمل على وضع أسس لعملية تشغيل وملء سد النهضة من دون إحداث تأثير قوي على مصر".

Exciting news! The 4th filling of the Grand Ethiopian Renaissance Dam #GERD has officially begun. This marks another major milestone in #Ethiopia's pursuit of clean energy & economic development. pic.twitter.com/SwIUN5fthL

@ajmubasher @MoE_Lb_Official #GERDfilling

— Selam ለኢትዮጵያ (@selamyihun1997) August 17, 2023
تأمين مصالح المنطقة

ومن جانبه قال السفير محمد حجازي: "حرصت مصر دوماً على أنه من حق إثيوبيا التنمية ولكن ليس على حساب مصر والسودان، وإن نهر النيل يعتبر نهراً دولياً مشتركاً يستلزم التعاون من أجل التنمية، ولا يمكن لأحد أن يستأثر بالنهر والجهود المحمودة المبذولة من كافة الأطراف، بعد زيارة رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد لمصر، والاتفاق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على استئناف المفاوضات خلال 4 أشهر، ما يضع أرضية إيجابية عند إطلاق هذه المفاوضات إلى جانب الجهود الدبلوماسية من قبل الدول العربية والإفريقية هو خدمة لأمن البحر الأحمر".

وأكد السفير حجازي أن "مستقبل العلاقات في المنطقة يجب أن يقوم على أسس التعاون، حيث يمكن إدارة مشروع إقليمي متكامل يربط السدود في مصر والسودان وإثيوبيا، ويمهد لحركة تبادل تجاري إلى جانب الربط الكهربائي، ما يخدم الاستقرار الإقليمي والحفاظ على المورد المائي الذي يجب أن يدار بشكل مشترك، من خلال هيئة تخدم مصالح دول حوض النيل.

وأشار حجازي إلى أن "مصر دعت دوماً للتعاون والبحث عن المشتركات بما يحقق التنمية لإثيوبيا، وإن توافر الإاردة السياسية من القيادة الإثيوبية يساهم في دفع علاقات التعاون بين مصر والسودان، ويؤسس لعلاقات تتفاعل مع مصالح مصر ودول المنطقة، بما يخدم المصالح المائية للجميع وتحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي.

including the major Renaissance Dam #GERD for electricity and others for irrigation. Ethiopia can alleviate hunger and the strife that comes with it.

So why haven't these dams been built? Western nations refuse to finance the project because Egypt opposes it. pic.twitter.com/qopn3iv70n

— Iweka Anyasi (@iwekaAA) August 15, 2023

وكانت مصر وإثيوبيا اتفقتا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله خلال 4 أشهر.

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري في بداية أغسطس (آب) الجاري اتصالاً مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أكد دعم الولايات المتحدة الكامل لحل دبلوماسي بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، يحمي احتياجات مصر المائية ويعزز مصالح الأطراف جميعها ".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إثيوبيا سد النهضة استئناف المفاوضات ملیار متر مکعب مصر والسودان سد النهضة

إقرأ أيضاً:

بوغالي: وعي الجزائريين وتماسكهم سيكون السد المنيع أمام كل المؤامرات

شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على أن الجزائر تدرك تمامًا حجم التحديات والدسائس المحاكة ضدها، مؤكدا بأن هذه المخططات ستنعكس على أصحابها خيبةً وفشلاً، وأن وعي الجزائريين وتماسكهم سيكون السد المنيع أمام كل المؤامرات.

وقال بوغالي، خلال اجتماع لمكتب المجلس، اليوم الأحد، أن ذكرى مظاهرات الحادي عشر من ديسمبر رسخت قيم التشبث بالأرض ومكّنت لعوامل الوحدة الوطنية والصمود في وجه المستعمر الغاشم.

وأوضح بوغالي أن هذه الذكرى الخالدة تعيد إلى الأذهان حجم المعاناة التي عاشها الجزائريون تحت الاستعمار الذي مارس أبشع صنوف التنكيل والتعذيب والاحتقار. دون أن يفرّق بين مكوّن وآخر من أبناء الوطن.

مضيفا أن الجزائر التي وحّدتها المآسي وصهرتها الأحداث عبر العصور، أنجبت شعبًا صلبًا تمرّس على الصمود. وأثبت في كل المراحل قدرته على تجاوز المحن والوقوف صفًا واحدًا في وجه الظلم والعدوان.

وشدد رئيس المجلس على أن المستعمر، وإن غيّر أدواته، سيظل يحمل القاسم المشترك نفسه. وهو محاولة ضرب تماسك هذا الشعب الأبي عبر شعارات مفضوحة لن تنطلي أبدًا على أبناء الجزائر الأحرار في مختلف ربوع الوطن.

وأضاف بوغالي أن المناورات، التي تُدار في مخابر غير خفية، سترسخ قناعة الشعب الجزائري بأن رهان المستعمر على المشكّكين لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل. وأنها لن تزيده سوى عزيمةً وإصرارًا على المضي قدمًا في مسار الوحدة ومواصلة البناء واستكمال التنمية. في ظل التمسك بالقيم الوطنية والمبادئ السامية والكرامة الإنسانية.

وأشار بوغالي إلى أن الرهان البائس على التفكيك والتفتيت تحت عناوين زائفة ومضللة. يثبت مرة أخرى أن الجزائر أزعجت جهات لا يروق لها أن ترى شعبها قد تجاوز الصعوبات. واستعاد دوره الحضاري والديمقراطي بمؤسساته الدستورية. وبإرادة شعبية واعية تمارس مسؤولياتها بكل نضج، وتتفاعل بإيجابية مع التحولات والمتغيرات. في إطار وحدة وطنية مستمدة من تضحيات الشهداء والمجاهدين الأبرار الذين صانوا الوطن في أحلك الظروف.

وتابع رئيس المجلس مؤكدا أن الثورة الجزائرية المجيدة كانت الفيصل الحاسم لكل مشكك في وحدة الوطن وهويته. مشددًا على أن الشعب الجزائري، الذي اختار الحرية عن وعي وبإرادة راسخة. قد أثبت للعالم أن تنوعه مصدر غنى وثراء وعامل من عوامل وحدته الوطنية.

وأضاف أن احتفاء الجزائر اليوم بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر يأتي في سياق وطني يسجل فيه الشعب الجزائري خطوات ثابتة في مسار الإقلاع والنهضة. حيث انخرط جميع أبنائه المخلصين في استكمال برامج التنمية التي بدأت تؤتي ثمارها في مختلف المجالات.

مشددا على أن الجزائر تدرك تمامًا حجم التحديات والدسائس المحاكة ضدها. وأردف بأن هذه المخططات ستنعكس على أصحابها خيبةً وفشلاً. وأن وعي الجزائريين وتماسكهم سيكون السد المنيع أمام كل المؤامرات.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • مصر تلوح بعمل عسكري ضد سد النهضة: “المفاوضات انتهت”
  • قرارات جديدة من وزارة التربية والتعليم بعد واقعة مدارس النيل
  • بوغالي: وعي الجزائريين وتماسكهم سيكون السد المنيع أمام كل المؤامرات
  • مرصد متخصص:العراق بحاجة إلى 100 مليار متر مكعب من المياه
  • الانتهاء من صيانة سد وادي الخب في ولاية دبا بمسندم
  • عاجل| مصر تصدر 150 ألف طن مواد غذائية خلال أسبوع والسعودية والسودان والإمارات أكبر الأسواق المستقبلة
  • مرصد: العراق بحاجة الى 100 مليار متر مكعب لإعادة المياه الى وضعها الطبيعي
  • الموارد العراقية: الأمطار تعزز المخزون المائي بأكثر من ثلاثة أرباع مليار متر مكعب
  • غوتيريش يدعو إريتريا وإثيوبيا لتعزيز الالتزام باتفاقية الجزائر للسلام
  • الحكومة تعلن قبول استثمارات جديدة بقيمة 2.9 مليار دولار.. تفاصيل