شهادات تكشف عن تهجير جماعي مُهين ومؤلم في شمال الضفة الغربية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
كشف تقرير نشره موقع "موندويس" الأمريكي، أنّ "التهجير القسري لأكثر من 40,000 شخص في شمال الضفة الغربية يعيد للأذهان مشاهد من غزة ويثير مخاوف من التطهير العرقي"، فيما استعرض شهادات مؤلمة عن عملية التهجير الجماعي الجاري تنفيذها في شمال الضفة.
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، أن الاحتلال الإسرائيلي وسّع هجومه بشمال الضفة الغربية من مخيم جنين للاجئين إلى مخيمي نور شمس في طولكرم والفارعة في طوباس، في عملية أطلق عليها اسم "عملية الجدار الحديدي"، والمستمرة منذ ثلاثة أسابيع.
وأشار التقرير إلى أنه حتى الآن أسفر التهجير القسري، الجاري، عن استشهاد ما لا يقل عن 25 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بالإضافة إلى تهجير 40,000 شخص قسريًا من منازلهم، وفقًا لبيان صادر عن "الأونروا"، الإثنين الماضي.
وقالت وكالة "الأونروا" عبر بيانها: "التهجير القسري للفلسطينيين في شمال الضفة الغربية يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق"، مضيفة: "أصبح استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المستهدفة والأسلحة المتقدمة من قبل القوات الإسرائيلية أمرًا شائعًا، وهو امتداد للحرب في غزة".
"كان ذلك مهينًا ومؤلمًا"
أضاف الموقع أنه على الأرض، يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من شلل تام في حياتهم بسبب القمع الذي يقترفه الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن الإغلاقات والحواجز الإسرائيلية أصبحت ممارسة يومية، ما يجعل التنقل بين المدن والبلدات محفوفًا بالمخاطر وعدم اليقين لمئات الآلاف من الفلسطينيين، وحوّل هذا الواقع شمال الضفة الغربية إلى منطقة حرب، خاصة في مخيمات اللاجئين.
وقالت المقيمة في مخيم نور شمس ومديرة مركز إعادة التأهيل للمعاقين، ناهية الجندي: "قبل أن أُجبَر على مغادرة منزلي مع زوجي وأطفالي، قضينا يومين دون ماء، حيث قامت قوات الاحتلال بقطع المياه عن المخيم بأكمله".
وتابعت الجندي: "كان جنود الاحتلال يداهمون المنازل ويُخرجون الناس منها بالقوة، بينما كنا ننتظر دورنا لمدة يومين"، وأضافت: "جارتي سندس شلبي، التي كانت حاملاً في شهرها الثامن، قررت مع زوجها المغادرة يوم الأحد خوفًا من أن تضطر للولادة أثناء حصار المخيم".
ولفت الموقع إلى أن مأساة سندس شلبي المروعة تصدرت العناوين في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث تقول نهيا الجندي: "كان زوجها يقود السيارة على الطريق باتجاه بلدة بلعة، خارج المخيم، عندما أطلق جنود الاحتلال النار على السيارة".
واسترسل: "أصيب زوجها وفقد السيطرة، مما أدى إلى انقلاب السيارة ومقتل سندس وطفلها الذي لم يولد بعد، فيما لا يزال زوجها في العناية المركزة بمستشفى طولكرم".
إلى ذلك، تابعت الجندي: "يوم الإثنين، هدم الجنود الجدار الخارجي لمنزلي، ثم نادوا عبر مكبرات الصوت على جميع سكان الحي للخروج. أخذنا بعض الضروريات والقليل من الملابس، ثم أغلقنا أبواب منزلنا وانضممنا إلى بقية السكان في الشارع، حيث قام جنود الاحتلال بفصل الرجال عن النساء".
وتتذكر الجندي: "قاموا بتفتيشنا واستجوابنا، وسمحوا لنا بالمرور عشرة أشخاص في كل مرة في اتجاه محدد. سرنا في الشوارع المدمرة وسط برك مياه الأمطار. كان البعض يتعثر ويسقط، رجال ونساء، أطفال ومسنون. كان البعض يبكي. كان ذلك مهينًا ومؤلمًا للغاية".
"أهم شيء هو البقاء في منزلنا"
في مخيم الفارعة للاجئين في طوباس، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عملياتها، بعد عشرة أيام من فرض حصار على مداخل المخيم، حيث أفاد سكان المخيم، الثلاثاء، أنّ: "القوات الإسرائيلية بدأت في هدم المتاجر والمنازل داخل المخيم".
وقالت إحدى سكان مخيم الفارعة في العشرينات من عمرها، لارا صبوح: "كنا نأمل أن ينسحب الاحتلال من المخيم اليوم، لكننا فوجئنا برؤيتهم يهدمون، وفي بعض الحالات يفجرون المتاجر في الشوارع الداخلية دون توقف منذ الصباح".
وتابعت: "لم يكن لدينا ماء لمدة عشرة أيام، لأن أول شيء فعلته قوات الاحتلال هو تفجير أنابيب المياه، ونعتمد على خزانات المياه الاحتياطية على أسطح منازلنا"، مردفة: "بعض الناس غادروا مبكرًا لأن لديهم أفرادًا من العائلة مرضى أو من ذوي الإعاقة، لكن بعض الأشخاص أُجبروا على المغادرة أمس. نادى عليهم جنود الاحتلال للخروج في غضون عشر دقائق".
وأردفت: "لم يفعلوا ذلك في شارعنا بعد. نحن خمسة في المنزل، بما في ذلك شقيقاي ووالديّ. نعتمد على الطعام الذي اشتريناه قبل بدء الحصار، على أمل أن تنتهي الهجمة قبل أن ينفد طعامنا وماؤنا".
واستطردت: "أهم شيء بالنسبة لي هو أن نبقى في منزلنا، حتى لو دمروه ودمروا كل شيء آخر، يمكننا إعادة بنائه لاحقًا. لكني لا أريد أن أُهجّرَ أنا وعائلتي".
وكانت لجنة الطوارئ في مخيم الفارعة قد أعلنت أن قوات الاحتلال هجّرت بالفعل 3,000 شخص من أصل 9,000 من سكان المخيم، وذلك في بيان يوم الثلاثاء. وفي طولكرم، قالت لجنة الطوارئ في مخيم نور شمس إن نصف سكان المخيم قد تم تهجيرهم، وأن قوات الاحتلال دمرت 200 منزل بالكامل، و120 منزلًا "جزئيًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الضفة الغربية غزة مخيم جنين غزة الضفة الغربية مخيم جنين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الضفة الغربیة قوات الاحتلال جنود الاحتلال فی شمال الضفة فی مخیم
إقرأ أيضاً:
مداهمات واعتقالات في عدة مناطق بالضفة
تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم تصعيدا إسرائيليا واسعا شمل مداهمات واعتقالات وإغلاقات وحملات قمع في عدة محافظات، إلى جانب اعتداءات نفذها مستوطنون.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، حيث أفاد مراسل الجزيرة أن الاحتلال احتجز عشرات الشبان في بلدات الزاوية ومسحة وقراوة بني حسان، وحقق معهم ميدانيا بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة الزاوية بالسواتر الترابية، ومنعت السكان من الدخول أو الخروج بالتزامن مع اقتحامات جديدة لبلدات في محيط سلفيت.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مسحة وداهمت عدة منازل ونفذت حملة اعتقالات إضافية، بحسب مصادر محلية.
اقتحامات واعتقالاتكذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، وتحديدا حارة الياسمينة، حيث اعتقلت الشاب أسعد السمحان.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام في محيط المنطقة خلال عملية الاقتحام، بدون الإبلاغ عن إصابات، في حين تبعت القوات الخاصة تعزيزات من الجيبات العسكرية القادمة من حاجز الطور.
ولم تقتصر الاقتحامات الإسرائيلية على سلفيت ونابلس، إذ تجددت المداهمات اليومية في مناطق أخرى من الضفة الغربية، شملت مخيم بلاطة في نابلس وعددا من القرى والبلدات في بيت لحم وقلقيلية، بينها بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، التي شهدت اعتقال 5 شبان بعد اقتحام منازلهم.
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال شابا من حي الشيخ جراح بعد الاعتداء عليه، كما أغلقت مداخل بلدة الرام شمال المدينة، ومنعت حركة الدخول والخروج منها بشكل كامل، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال على الطرق الرئيسة.
اعتداءات المستوطنينوفي موازاة ذلك، شهدت الضفة الغربية اعتداءات جديدة للمستوطنين، إذ أفاد مراسل الجزيرة أن مجموعة منهم اعتدت بالضرب على متضامنين أجانب في قرية عين الديوك شمال أريحا.
إعلانوفي بلدة سنجل شمال شرق رام الله، أقدم مستوطنون على إدخال جرار زراعي إلى أراض فلسطينية في منطقة سهل المعرشية، وشرعوا بحراثتها في خطوة وصفها الأهالي بأنها مؤشر واضح على نية الاستيلاء عليها.
ويمنع الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة سهل المعرشية منذ إعلانها منطقة عسكرية مغلقة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من أنها لا تبعد سوى 200 متر عن المنازل، وتبلغ مساحتها نحو 8 آلاف دونم.
"الضم الزاحف"ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن هذه العمليات المتصاعدة في الضفة الغربية ليست منفصلة، بل تهدف إلى "زرع اليأس لدى الفلسطينيين وتقليص إمكانية استمرار حياتهم في مناطقهم" من خلال سياسات ممنهجة تشمل مصادرة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وقتل المواشي وتسميم آبار المياه، في محاولة لدفع السكان نحو مناطق أقل ضيقا أو تهجيرهم قسرا من مناطق مثل العوجة والخان الأحمر والأغوار الشرقية.
وأوضح أبو عواد في تصريح للزميلة ديانا جرار، أن هذه الإجراءات جزء من إستراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى السيطرة على الضفة وتقليص الوجود الفلسطيني فيها، من خلال إشغال الفلسطينيين بالمشكلات اليومية وإبعادهم عن التفكير في الدولة والاستقلال، في سياق ما وصفه بسياسة "الضم الزاحف" التي تتزامن مع مساعي تهجير سكان غزة وتقليص عدد الفلسطينيين.
ويتقاطع ذلك مع رؤية الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، الذي يؤكد للجزيرة نت أن العملية العسكرية الحالية تأتي ضمن سياسة "التصعيد على مختلف الجبهات"، أي في لبنان وسوريا وغزة، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تعميق حالة القمع في الضفة وتعزيز المشروع الاستيطاني.
ويرى مصطفى أن السردية الأمنية التي يروجها الجيش الإسرائيلي ليست السبب الحقيقي لهذه العمليات، وإنما تُستخدم كذريعة لعرقلة أي إمكانية لبناء كيان سياسي فلسطيني، خصوصا بعد عودة الحديث دوليا عن خيار حل الدولتين.
كما أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال هذا التصعيد إرضاء مكونات اليمين الاستيطاني داخل الائتلاف الحاكم، خاصة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتراجع مشاريع الضم والتهجير، معتبرا أن العملية الحالية خطوة استباقية لمنع تشكّل أي بنية نضالية فلسطينية قد تحد من توسع المشروع الاستيطاني.