إدلب-سانا‏

ناقشت مديرية الإعلام في محافظة إدلب خلال جلسة حوارية مفتوحة نظمتها ‏بمشاركة محافظ إدلب السيد محمد عبدالرحمن وعدد من الإعلاميين ، ‏الأوضاع في المحافظة بعد تحرير سوريا، وسبل تطوير العمل الإعلامي في ‏نقل الصورة الحقيقية للواقع، و تنسيق العمل المشترك ما بين الإعلاميين ‏والمؤسسات الحكومية.‏

وأكد محافظ إدلب أهمية دور الإعلاميين خلال الثورة السورية حتى ‏انتصارها وتحرير سوريا، من توثيق لجرائم النظام البائد بعدساتهم وأقلامهم ‏الحرة التي كانت سنداً إلى جانب قوة السلاح في مواجهة حرب النظام البائد ‏على السوريين، كما كانوا عوناً لأهلنا المدنيين القاطنين في المخيمات ونقل ‏معاناتهم الإنسانية وآلامهم، وحث على أهمية دور الإعلاميين في بناء سوريا ‏الجديدة.

وأجاب المحافظ على بعض الأسئلة والاستفسارات من قبل الإعلاميين ‏حول وضع إدلب ما بعد تحرير سوريا، وأشار إلى أن إدلب كان لها شرف ‏استضافة كل السوريين الأحرار الذين هجرهم نظام الأسد البائد قسراً من ‏مدنهم وقراهم، وكان فيها الإعداد الكامل في كل المجالات، حتى سمحت ‏الفرصة المناسبة للانطلاق في تحرير سوريا.‏

واستعرض المحافظ الخطط المستقبلية في الجانب الخدمي التي تسهم في ‏تحسين الخدمات في المحافظة، وخاصةً في مناطق ريفي إدلب الجنوبي ‏والشرقي التي تعرضت لقصف ممنهج من قبل النظام البائد ،مبيناً أنها من ‏أولى أولويات المحافظة في إعادة الإعمار وتحسين الواقع الخدمي وصيانة ‏البنى التحتية، وأهمها إيصال التيار الكهربائي وتأهيل المؤسسات الخدمية من ‏مراكز طبية ومستشفيات ومدارس وأفران.‏

وأشار إلى أن أغلب سكان هذه المناطق لا يزالون يعانون من ‏العيش في مخيمات الشمال السوري، يتحملون برد الشتاء القارص وحر ‏الصيف، في ظل وضع إنساني كارثي لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة، ‏غالبيتهم من الأطفال والنساء.‏

وفي سياق متصل، قال المحافظ : “ناقشنا مع السيد وزير الدفاع مرهف أبو ‏قصرة ضرورة إزالة الألغام التي زرعها النظام البائد، وإرسال دعمٍ للفرق ‏الهندسية التي تعمل الآن، من أجل تسريع عملية التخلص من هذا الخطر الذي ‏يودي بحياة المدنيين، ويمنعهم من العودة إلى مدنهم وقراهم وزراعة ‏أراضيهم”.‏

ولفت إلى أنه يتم التنسيق مع مديرية الإدارة المحلية لتقييم ‏احتياج واستبيان للطريق الواصل ما بين مدينة إدلب ـ خان شيخون ‏لإصلاحه، واستكمال الأوتوستراد من معرة مصرين حتى إدلب، وعدد من ‏الطرقات في مدينة إدلب التي تسبب الحوادث المرورية؛ لتخفيف الأعباء عن ‏المواطنين.‏

وبين المحافظ أنه سيتم توصيل التيار الكهربائي إلى جميع القرى والبلدات التي لم ‏تصلها بعد بالتنسيق مع مديرية الكهرباء في المحافظة، كما ستتم تغذية محطة ‏مياه اللج في جبل الزاوية التي تخدم أكثر من 600 ألف نسمة في تلك ‏المنطقة.‏

وأشار إلى أنه في الأيام القليلة القادمة سيقبض العاملون ‏المتقاعدون رواتبهم من المصرف العقاري بإدلب، بعد إعادة افتتاحه مجدداً ‏في المحافظة، كما أجرى محادثات مع وزارة الداخلية عن عودة قسم الهجرة ‏والجوازات إلى المحافظة، ليتمكن المواطنون من استخراج جوازات السفر ‏دون العناء بالسفر إلى محافظات ثانية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: النظام البائد فی المحافظة

إقرأ أيضاً:

من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا

يتأرجح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بين مطرقة أمريكا وسندان المقاتلين الأجانب، المتهمين بـ"الإرهاب" من قبل بعض الأطراف، وسط قصف جوي أمريكي يستهدف فصائل لم تبايعه، ما يعمق شكوك البعض بأنه أصبح نسخة جديدة من بشار الأسد. اعلان

لم يكن أحد يتوقع قبل عام أن يُكتب لسوريا بداية جديدة بهذه السرعة. بعد أكثر من عقد من الحرب الدامية، سقط نظام بشار الأسد في غضون أسابيع، ليقفز أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، إلى موقع الرئاسة وسُمّي رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.

لكن هذا التحوّل السياسي لم يكن ليتم لولا آلاف المقاتلين الأجانب، القادمين من أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى، الذين شاركوا في القتال، ليس فقط بسلاحهم، بل بتنظيماتهم وخبراتهم القتالية. هؤلاء دخلوا سوريا تحت رايات مختلفة، أصبحوا اليوم جزءاً من الواقع الجديد، لكن وجودهم يثير تساؤلات كبيرة داخل البلاد وخارجها.

في الرياض، الشهر الماضي، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة واضحة خلال لقاء مع الشرع: "إخبار الإرهابيين الأجانب بالمغادرة".

وبحسب واشنطن بوست "كانت الكلمات قاسية، لكن التنفيذ يبدو مستحيلاً. فالحكومة لا تملك مكاناً لإرسال هؤلاء الرجال إليه، ولا توجد دولة مستعدة لاستقبالهم".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال لقاء في الرياضAP Photo

بحسب تقارير متخصصة، فإن العدد الحقيقي للمدرجين على قوائم الإرهاب الدولية لا يتجاوز بضع عشرات، بينما الآلاف الآخرون لا تحمل ملفاتهم سوى أسماء غير مؤكدة أو هويات مجهولة. ودولهم الأصلية، سواء في أوروبا أو آسيا، لا تبدي أي استعداد لاستقبالهم، خوفاً من التداعيات الأمنية.

حياة بين السر والعلن

في شمال غرب سوريا، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام، الذراع السابق للقاعدة والتي لا تزال مرتبطة بالرئيس الجديد رغم إعادة هيكلتها، يعيش هؤلاء المقاتلون حياةً بين السر والعلن.

بعضهم انخرط في المجتمع المحلي، تزوج وأنجب وبدأ عملاً بسيطاً. آخرون لا يزالون يحملون السلاح، ويترددون على المساجد والمدارس كأي مواطن سوري.

"مصطفى"، مقاتل فرنسي من أصل جزائري، يسكن في ضاحية إدلب. لم يعد يرتدي الزي العسكري، لكنه لا يفارق سلاحه. يقول لـ"واشنطن بوست" إنه مطلوب في معظم الدول الأوروبية. "العودة تعني الموت أو السجن. سأموت هنا"، يضيف بصوت هادئ.

مثله، هناك العشرات من الفرنسيين والبلجيكيين والأوكرانيين وحتى من آسيا الوسطى، الذين قضوا سنوات في سوريا، وتحولت حياتهم من القتال إلى البحث عن الاستقرار الشخصي.

Relatedاجتماع دولي حول سوريا.. المبعوث الأممي الخاص: الوضع لا يزال هشًادُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةرسالة سورية لطمأنة واشنطن.. ماذا جاء فيها؟غضب متزايد.. وخيبة أمل

لكن ليست كل القصص مشابهة. بعض المقاتلين، خاصة الأوروبيين منهم، يشعرون بالإحباط. اتهموا الشرع بأنه خان القضية، وأنه باع المبادئ مقابل مقعد على كرسي الحكم.

يقول أحد هؤلاء: "الجولاني يهاجمنا من الأرض، وأمريكا من السماء"، في إشارة إلى الحملات العسكرية المستمرة ضد الفصائل الجهادية التي لم تبايع الحكومة الجديدة.

ويضيف: "نحن لم نقاتل كل هذه السنوات لنرى حكومة تحكمنا بنفس الطريقة التي حكم بها الأسد، فقط بأسماء مختلفة".

الأمر الذي يزيد الأمور تعقيداً هو استمرار أعمال العنف الطائفي التي تُنسب إلى بعض الفصائل الجهادية. وتشير تقارير من جماعات المراقبة إلى أن مقاتلين أجانب شاركوا في عمليات سابقة استهدفت أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين.

اعلان

هذه الانتهاكات تهدد عملية الانتقال السياسي الهشة التي تحاول الحكومة الجديدة بناءها، وتجعل من الصعب عليها تقديم نفسها كقوة شاملة وموحّدة لكل السوريين.

قوات الأمن السورية الجديدةAP Photo

على الجانب الآخر، يرى محللون أن الحل الوحيد هو دمج هؤلاء المقاتلين في الجيش النظامي الجديد، أو فرض معايير واضحة لسلوكهم، ومنعهم من التحريض الطائفي أو تنفيذ عمليات خارج الحدود. لكن العملية تسير ببطء، والخلافات داخلية وخارجية تعرقل أي تقدم.

ويقول جيروم دريفون، خبير شؤون الجهاد في مجموعة الأزمات الدولية: "الحكومة تحاول عزلهم، لكن من هم الإرهابيون حقاً؟ فقط عشرات من المقاتلين مصنفون دولياً، بينما البقية ليس لديهم هوية واضحة، ودولهم لا تريد استقبالهم".

اعلان

حتى إن رجال الدين الجهاديين بدأوا يعتبرون هؤلاء المقاتلين "عبئاً"، وتنبأوا بأن الشرع قد يتخلص منهم بمجرد تعزيز واقعه السياسي والأمني، وفق ما نقلت عنه "واشنطن بوست".

"لا أريد العودة"

في زوايا خفية من شوارع إدلب، حيث تسيطر الحكومة الجديدة، يعيش المقاتلون الأجانب حياةً غامضة. بعضهم يمشي بين المدنيين كأن شيئاً لم يكن، وآخرون لا يزالون يرتدون الزي العسكري، والبعض منهم يتجول بحرية داخل المساجد والمحال التجارية، دون أن يُسأل عنهم أحد.

لكن الحديث إليهم ليس سهلاً. فمع أوامر صارمة من الحكومة الجديدة بعدم التحدث إلى الإعلام، يحتاج الوصول إليهم إلى تفاهم محلي، وضمانات بعدم الكشف عن هوياتهم.

في سوق صغير بقلب إدلب، التقت الصحيفة برجل من آسيا الوسطى. يتحدث العربية بطلاقة، كأنه ولد وترعرع في سوريا، وليس شخصاً قضى ثماني سنوات فقط بين أهلها.

اعلانRelatedدُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةالسفر برًا من الأردن إلى سوريا.. هل بات الأمر ممكنًا؟

يرفض الكشف عن هويته، لكنه لم يخفِ حقيقة وجوده: "جئت إلى هنا للقتال"، وكأنه يسترجع ذكرى قديمة لا يريد العودة إليها، ويضيف: "لكن الحياة غيّرتني. تزوجت، أنجبت، وأصبحت أعمل هنا. لم تعد سوريا بلداً غريباً عليّ".

وعند سؤاله إن كان يفكر في العودة إلى موطن أجداده، يجيب: "لا أعرف إن كانت بلادي تريدني أم لا، لكنني لا أريد العودة. أصبحنا جزءاً من هذا المجتمع، حتى لو كان البعض لا يحب وجودنا".

ويضيف وهو يشير إلى المارة من حوله: "الجميع يعرف من أين نحن، لكن لا أحد يسأل. كلنا هنا نبحث عن حياة جديدة، حتى وإن جاء بعضنا بسلاح في يده".

اعلان

وفي ظل غياب حلول واضحة، يبقى هؤلاء المقاتلون واقفين على خط موازٍ بين البقاء والرفض، بين ولاء مشكوك فيه وتهديد مستمر، بينما تستمر سوريا في البحث عن طريقها نحو الاستقرار.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا
  • الداخلية تشارك في جلسة حوارية حول «تهريب الوقود» والتحديات القانونية
  • وزير الداخلية التركي: أكثر من 250 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام البائد وآلاف آخرون يستعدون للعودة
  • بتهم إبادة جماعية في سوريا .. جلسة أولى لمحاكمة الشرع في مصر
  • وزير الداخلية ومحافظ إدلب يناقشان الواقع الأمني والخدمي في المحافظة
  • تنسيقية النقابات السودانية ترفض عودة «نقابات السلطة» تحت أي غطاء
  • الانتهاء من رصف وتطوير طريق بهرمس بمنشأة القناطر بطول 2.5 كم
  • شريان جديد يربط قرى منشأة القناطر .. رصف وتطوير طريق بهرمس
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟