لجريدة عمان:
2025-07-03@17:22:20 GMT

الشعر يستعيرُ الملابس!

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

هل تُكابد الملابس المخاوف الليلية من انفلات نسيجها، أو انجلاء حرارة ألوانها، هل تزورها كوابيس الثقوب فـي أحلامها؟ وهل تخفت أوجاعها المرعبة ما أن تعاود الإبر رتق مزقها اللامتناهية؟ هل تعتاد الملابس دورانها فـي المغسلة كما تدور بنا الحياة؟ هل تعتاد رغوة المسحوق ومواد التبييض؟ وكيف إذا ما نُقعت يتلون الماء بلون حسرتها؟ ثمّ تستسلم للعصر، وتتدلى طائعة من حبل الغسيل، تماما كما يخوض البشر صراعاتهم الأبدية مع توحشٍ لا مُتناهٍ، تتبدى أنيابه أكثر شراسة مما مضى؟

لم أكن لأنتبه - من قبل- لدرجة الشبه اللافتة بيننا كبشر وبين الثياب التي نرتديها، إذ لطالما نظرنا إليها من وجهة نظر قاصرة باعتبارها -أي الثياب- تُعبر عن وضع اجتماعي وتعكسُ البيئات التي انحدرنا منها، إلى أن وقعت بين يديّ المجموعة الشعرية «بالأمس فقدتُ زرا» للشاعر تامر فتحي، دار شرقيات، حيث يُعطي الشاعرُ الثيابَ صوتا، فـيخدش علاقتنا الصامتة بها، نافخا فوق رمادها، كاشفا عن جمرها المتقد.

استحوذت عليّ المجموعة المُكثفة والقصيرة منذ الغلاف الذي يظهر عليه مقصٌ حاد فوق قصاصات أقمشة، ومنذ الإرباك الأولي لكلمتيّ «قصّة الملابس»، فهل قصّة الملابس، هي قصّتنا المواربة، هل هي ما لا نقوله كبشر، ما لا نجرؤ عليه؟

الملابس هاهنا راغبة فـي التحرر من طياتها، راغبة فـي الخروج من متاجرها، فهي تحزن عندما تُصلب بالدبابيس وعندما تدخل حيز الكي، تحزن عندما توضع فوق المانيكانات أو تهمل فوق الشماعات، وهي تكره أن نتلصص عليها من وراء الزجاج!

لكن من كان يظن أنّ للملابس مُخيلة، وقصّة غير مرتبة، بدأت من مصنع قديم؟ وماذا يمكن لشاعر -يعملُ لمدّة عام كامل فـي متجر ثياب- أن يفعل وهو ينظر للملابس كل يوم، أكثر من إعادة إنتاج قصّتها عبر الشعر!

نمت الثياب وتبرعمت من القراءات التي قُرأت أثناء نسجها، فأول الأسرار تعرفها الأقمشة من خياطها، وأول سر تعرفه أنّها وُلدت من زواج تقليدي بين الخيوط. ثمّ تمر برودة المقص فوقها -كما تمر عجلات المصائر- لتصيرها شيئا آخر، يوجعها وخز الإبر لكنها تُكره عليه، لتغدو مقاس شخص ما.

فهل فكر أحدنا - من قبل- بالشماعات التي نُعلق عليها ثيابنا وهي تُعطي إحساسا كاذبا بالارتداء؟ وماذا عن المانيكانات التي لا تمتلك رائحة، لا تتصببُ عرقا، لا تتعطر، لا تمر فـي عروقها الدماء؟

كيف تنمو الغيرة وتتنازع الثياب الجديدة مع القديمة -فـي الدولاب- لامتلاك الجسد الواحد. ومن يختار الآخر.. ثيابنا تختارنا أم نختارها؟

وهل راقب أحدنا من قبل دهشتها وهي تمضي فـي الطريق عندما تُلبس لأول مرّة؟ هل راقب أحدنا شهقتها باندلاق القهوة فوقها؟

هل تعرفنا ثيابنا كما نعرفها؟ البنطال الذي ظل يركض.. هل كان متأكدا من وجود أمل ما فـي الجهة الأخرى من الطريق؟

كيف تبدو الثياب عندما تفقدُ زرا؟ كيف تبدو عندما تتشوه؟ ماذا تفعل بها أكياس النايلون عندما تستسلم للمخازن أو لإعادة التدوير؟ وعندما تغمرها الوحدة والعزلة فـي عتمة الدولاب، هل تتذكر حقا صوت ماكينات الخياطة؟!

وماذا عن المصير البائس بالتحول إلى خرقة بالية لمسح الأرفف فـي المطبخ؟ هل سيدفعها كل هذا العذاب، لأن تُغافل مشبك الغسيل، لتُلقي بنفسها لهوة بائسة؟

إنّها ببساطة هواجسنا البشرية، حياتنا المكثفة، بكل توتراتها وصخبها وبؤسها، يستعيرها الشعر ليلبسها ثيابا أخرى.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عندما ت

إقرأ أيضاً:

نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجمع رحلة السفر بين الرغبة في الراحة والعملية، والحرص للحفاظ على الأناقة، والمظهر المرتب في كل الأوقات. 

يعزز تنظيم حقيبة السفر بطريقة ذكية ومنظمة من تجربة السفر، حيث يتيح الاستمتاع بكل لحظة من دون القلق من الملابس أو الإطلالات غير المناسبة.

تجد منسّقة المظهر الأردنيّة رويدا عاشور في مقابلة مع موقع CNN بالعربيّة أنّ التخطيط لاختيار الملابس والإكسسوارات المناسبة لكل وجهة ومناسبة أمرًا ضروريًا لتحقيق توازن مثالي بين الراحة والأناقة، مما يعكس شخصية المسافر، ويضيف لمسة من الثقة في كل مكان يذهب إليه.

أوضحت عاشور أن القاعدة الذهبية لحزم الحقيبة بذكاء من دون التخلي عن الأناقة تبدأ بمعرفة وجهة السفر ونوع المناسبة، لتحديد الملابس الملائمة بحسب الطقس ومدة الرحلة، لافتة إلى أن للإطلالات أفضل من حزم قطع عشوائية، مع تحضير إطلالات كاملة يسهل تنسيقها معًا. 

وقالت منسقة المظهر الأردنية إنه يجب اعتماد قاعدة 2-3-4 والتي تعني اختيار طرازين من الأحذية (كاجوال وأنيق)، وثلاث قطع سفلية، وأربع قطع علوية، بالإضافة إلى طبقات خفيفة تناسب الطقس. 

كما أوصت باختيار ألوان متناسقة بين 3 و4 ألوان، واستخدام طريقة لف الملابس لتوفير المساحة وتقليل التجاعيد، فضلًا عن الاستعانة بأكياس ضغط الهواء، وإحضار إكسسوارات متعددة الاستخدام مثل وشاح، ونظارات شمسية، وأقراط صغيرة، إلى جانب حقيبة لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية.

وأشارت عاشور إلى القطع الأساسية التي يجب أن تتواجد دائمًا في الحقيبة مهما كانت الوجهة، مثل وجود بلوزة حيادية اللون، وبنطال مريح كالجينز أو سروال داكن ناعم، إلى جانب فستان بسيط يمكن استخدامه في مناسبات متنوعة. 

كما فضلّت وجود سترة خفيفة أو كاردغان، مع حذاء مريح للمشي، وحذاء أنيق للمناسبات المسائية، لافتة إلى أهمية اختيار حقيبة متعددة الاستخدامات، مع الحرص على إحضار ملابس داخلية مريحة وثوب سباحة عند الحاجة. 

كما نصحت بحمل حقيبة صغيرة للعناية الشخصية تحتوي على المستلزمات اليومية مثل مستحضرات العناية بالبشرة، وفرشاة ومعجون الأسنان، ومزيل العرق.

View this post on Instagram

A post shared by Rowaida Ashour (@rowaida_ashour)

فيما يتعلق بالإطلالة المثالية للسفر بالطائرة أو القطار، شرحت عاشور أنها تتضمن بنطالًا مريحًا بقصة مستقيمة من قماش مرن يبدو أنيقًا لكنه مريح كالملابس المنزلية. 

كما أوصت بتنسيقه مع سترة قطنية ناعمة تسمح للجلد بالتنفس، وسترة خفيفة أو كاردغان تضيف الدفء من دون إزعاج. 

وأكدّت منسقة المظهر الأردنية على أهمية ارتداء حذاء مغلق مريح مثل "السنيكرز" أو الأحذية سهلة الارتداء والخلع، وحمل حقيبة عملية وأنيقة كالحقيبة الجانبية أو حقيبة ظهر أنيقة، فضلًا عن نظارات شمسية تحافظ على مظهر منعش عند الوصول.

كما أشارت إلى أن اختيار أحذية السفر يتوقف على طبيعة الوجهة، والأنشطة، وعدد ساعات المشي المتوقعة، حيث يُعد حذاء "السنيكرز" الأنيق خيارًا مثاليًا للمشي الطويل والاستكشاف. 

وأوضحت عاشور أنه لفصل الصيف يمكن اختيار صندل مسطح بتصميم أنيق وثابت، وللمناسبات الأنيقة يمكن اختيار كعب عريض، أما في الطقس البارد يُفضل اختيار حذاء بالساق العالية مريح وأنيق.

حذرت منسقة المظهر الأردنية من الأخطاء الشائعة عند توضيب الحقيبة، مثل الإفراط في الحزم وإحضار قطع إضافية "للاحتياط"، مشددة على أن الأفضل هو التركيز على إطلالات عملية ومتعددة الاستخدام. 

View this post on Instagram

A post shared by Rowaida Ashour (@rowaida_ashour)

ولفتت عاشور إلى أن الطريقة الأمثل لحزم الملابس لمنع التجاعيد وتوفير المساحة تتمثل بلّف الملابس بدلاً من طيها، مع ترتيب القطع بحسب أولوية الاستخدام لتجنب الفوضى. 

وأضافت أن القطع الرسمية توضع في الأعلى أو في أكياس ملابس مخصصة، والأحذية والقطع الثقيلة توضع في الجزء السفلي لتحقيق توازن ومنع سحق الملابس الخفيفة. 

كما أكدّت على ضرورة استخدام أكياس محكمة الإغلاق للسوائل ومستحضرات التجميل.

أما فيما يخص الإكسسوارات، فقالت عاشور إن القطع الخفيفة والمميزة مثل النظارات الشمسية الأنيقة تضيف لمسة فورية من الأناقة. 

كما نصحت باعتماد ساعات اليد البسيطة أو الأساور التي تمنح مظهرًا راقيًا، والأقراط الصغيرة المناسبة للإطلالات النهارية والمسائية. 

وأشارت منسقة المظهر الأردنية إلى أهمية وجود وشاح أو شال خفيف يستخدم للزينة أو للتدفئة، وحقيبة يد صغيرة وأنيقة تناسب الصباح والمساء، بالإضافة إلى حزام رفيع لإبراز الخصر في الفساتين أو السترات، وإكسسوار شعر بسيط يضيف لمسة من التميز من دون أن يشغل مساحة كبيرة.

View this post on Instagram

A post shared by Rowaida Ashour (@rowaida_ashour)

وشدًدت عاشور على أهمية الحفاظ على الأسلوب الشخصي مع احترام ثقافات، ومناخات الوجهات المختلفة، لضمان احترام المكان مع الحفاظ على الهوية الشخصية. 

ونصحت بالتعبير عن الأسلوب عبر الألوان والنقشات بدلاً من القصات الجريئة، خاصة في الأماكن التي تتطلب ملابس محتشمة، مع اختيار قطع خفيفة وسهلة التنسيق تناسب الطقس والعادات المحلية، مع تعديل الطول والطبقات بحسب السياق. 

الأردنموضةنصائحنشر الثلاثاء، 01 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • من منكم صحى مع الديك؟!
  • إلغاء مهرجان ثقافي للشعر في شفشاون بسبب قلة التمويل العمومي
  • طرق التخلص من بقع العرق على الملابس
  • شاعرٌ، وناقدة
  • رسميًا.. الهلال يستعير حمدالله من الشباب قبل مواجهة فلومينينسي
  • رحلة جمالية في مدونة شعرية
  • وداعًا للإحراج.. طرق فعالة للتخلص من بقع العرق العنيدة على الملابس نهائيًا
  • رسميًا.. موناكو يستعير نجم برشلونة
  • لتعزيز قيم العطاء.. مبادرة للتوعية باستخدام الملابس المستعملة في الظهران
  • نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة