صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@02:55:02 GMT

شيخة الجابري تكتب: في سيرة الوفاء والأوفياء

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

نتمعّن في الزمان وأهله وأحواله، ونتوقف عند منعطفات كثيرة تمر بنا ونحن نعبرُ من مرحلة إلى أخرى داخل الزمان نفسه، وعند البشر ذواتهم، نصادف وجوهاً وثقافات متعددة بينهم كثير من القلوب التي عرفناها وألفناها، وضيعناها في زحمة المتغيرات من حولنا، التي أطاحت بالأصيل من القيم والمبادئ لصالح التحولات الجديدة ووسائل التواصل الباردة، التي فرضت نفسها علينا حتى صار أغلبنا أسرى لها، ولكل غثٍّ يصلنا منها.


في سيرة الوفاء والأوفياء نقطع مسافات طويلة من التفكير والتأمل والتعجب والاندهاش مما يدور حولنا، وما صنعه الزمان فينا من تحول لا نعلم إن كنّا في وعيٍ به، أم أننا تسربنا مع الآخرين بين ثناياه المتجددة والمتغيرة، نبحث عمن كانوا معنا فلا نجدهم ولا نجدنا، ونروح ننبّش بين زوايا أرواحنا وقلوبنا عمّن أحببناهم يوماً فكانوا أقرب الناس وأحبهم، حتى أفقنا على أنهم أصبحوا أغرب الناس وأبعدهم.
نقرأ عديداً من المؤلفات التي تُعلّمنا كيفية التعامل مع الآخرين، غير أن مؤلفيها يعجزون عن تعليم قرائهم كيفية المحافظة على أصدقائهم ومعارفهم ومن يعبرون بدروبهم، هي حالة من التغيّر تسود الكثيرين حتى صارت العِشرة أمراً عادياً يستمر أو لا يستمر، ما من قواعد تربط القلوب، كل الذي كنّا نعرفه من قيم التواصل والمحبة أسقطه بعضنا في جبِّ النسيان واللامبالاة العميق، ويظل بعضنا من أولئك الذين يحاولون الإقناع بأنهم مازالوا هُم، غير أن الواقع يقول خلاف ذلك.
ما الذي حدث لعلاقاتنا ببعضنا؟ كيف استطعنا التخلص من عواطفنا التي كبُرت معنا؟ كيف هانت العِشرة؟ كيف تنكرت القلوب؟ وكيف أصبحت أسئلة من حولنا، وأحاديثهم تدور حول سير الوفاء والأوفياء، وصار البحث عنهم بين ركام الوقت والمواعيد واللقاءات ضرباً من الوهم والجنون؟ إنها حالة ليست خاصة، وإنما حالٌ مشترك يتقاطع في حضوره مع الجميع، والجميع هم أولئك الذين أخذ منهم الوقت الأحباب والأصحاب، كما أخذه منهم.
مُتغيرات عديدة من حولنا، جعلت التواصل عبر رسالة واتساب تُغني عن الوصل، حتى الدعوات للمشاركة في فعاليات ومبادرات وأنشطة مجتمعية أصبحت تصلك أيضاً عبر رسالة واتساب، وكأن الناس يرفضون التحاور مع الناس، أو أنهم يستسهلون الوصول إلى الآخر بهذه الطرق التي تأخذ من الوقت في الأخذ والرد أكثر مما تأخذ مكالمة هاتفية، منطق غريب نعيشه، إننا ننظر بعيوننا، ونقرأ بقلوبنا، لكننا لا نملك القدرة على التغيير، فالذي يحدث هو أكبر من استيعابنا، وأقرب من خطواتنا نحو الوصول كذلك.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: الأسرة في عام المجتمع «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

الملك عبدالله الأول.. سيرة قائد ومؤسس نقش اسمه في ذاكرة وطن

صراحة نيوز – يُعدّ الملك عبدالله الأول بن الحسين، طيب الله ثراه، واحدًا من أعظم رجالات العرب في العصر الحديث، ومؤسس الدولة الأردنية الحديثة، الذي وضع اللبنات الأولى لنهضتها، ورسّخ أسس الاستقلال والسيادة، في مرحلة مفصلية من تاريخ المنطقة.

ولد الملك عبدالله الأول في مكة المكرمة عام 1882، وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى. نشأ في بيت هاشمي عريق، وتشبع بروح العروبة والإصلاح، وكان من أبرز الداعين لوحدة الأمة العربية واستقلالها عن الحكم العثماني.

قاد الملك عبدالله قوات الثورة العربية الكبرى إلى بلاد الشام، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وصل إلى مدينة معان عام 1920، وبدأ منها مشروع تأسيس إمارة شرق الأردن. وفي عام 1921، تم إعلان إمارة شرق الأردن تحت قيادته، ليبدأ عهد جديد في بناء مؤسسات الدولة وتثبيت دعائم الحكم.

على مدار ثلاثة عقود، قاد الملك عبدالله الأول عملية بناء الأردن، فوضع أولى اللبنات في الإدارة، والجيش، والتعليم، والبنية التحتية. عمل على ترسيخ مفهوم الدولة القانونية، وأنشأ مجلس الأمة، كما دعا إلى تعزيز الحياة البرلمانية، فكان دستور عام 1952 ثمرة تلك الجهود، الذي لا يزال حتى اليوم من أهم دساتير المنطقة.

وكان من أبرز إنجازاته تحقيق الاستقلال التام للمملكة الأردنية الهاشمية عام 1946، بعد نضال سياسي طويل مع سلطات الانتداب البريطاني، حيث تم إعلان قيام المملكة وتنصيبه أول ملوك الأردن، ليُلقب بـ”المؤسس”.

عرف الملك عبدالله الأول بحكمته السياسية، وسعة أفقه، وقدرته على التفاوض والتواصل مع مختلف القوى الإقليمية والدولية. سعى دائمًا إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية، فكان له دور محوري في الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1948، والتي شارك فيها الجيش العربي الأردني بكل شجاعة.

وفي 20 تموز 1951، اغتيل الملك عبدالله الأول أثناء دخوله المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة، ليترجل فارس الاستقلال في لحظة مهيبة، ويترك خلفه إرثًا من العزة والسيادة، استكمله أبناؤه وأحفاده في مسيرة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • فريق”نبض الشباب” ينفذ مبادرات ونشاطات تطوعية متعددة في السويداء
  • مركز الوفاء لذوي الإعاقة بمرباط يحتفي بإنجازاته
  • سعود بن صقر: جسر من الإمكانات يربط القلوب والعقول عبر القارات
  • إبراهيم عيسى: الاعتماد على وسائل التواصل لقياس للرأي العام خطأ
  • طاهر أبو زيد: الجبهة الوطنية نال ثقة المصريين.. والرياضة طريقنا إلى القلوب
  • ما سبب فشل القلوب المتبرع بها؟ وكيف يمكن الحفاظ عليها؟
  • كيف تحل البركة في البيت؟.. التقصير بهذه العبادة يغلق أبواب الخير
  • شيخة الجابري تكتب: التنشئة والذكاء الاصطناعي
  • الملك عبدالله الأول.. سيرة قائد ومؤسس نقش اسمه في ذاكرة وطن
  • إيمان كمال تكتب:عادل إمام..حلم لا يشيخ